قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها (601)
إلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي برؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث: الأهرام والأخبار والجمهورية, وأفرز اللقاء حوارا مهما جامعا شاملا صريحا خاض في سائر أمور الدولة المصرية خارجيا وداخليا…جاء اللقاء ومضمون الحوار في توقيت دقيق وكان موفقا في حسم كثير من الأمور التي تموج بها الساحة المصرية وتتلاطم بسببها أمواج الإعلام وتعصف بالرأي العام.. كما كان الحوار مطلوبا ومفيدا في تحجيم كارثة انزلاق الكثيرين في مستنقع الشائعات وانفلات مواقع التواصل الاجتماعي, فما من شك أن كل اتساع في الفضاء المعلوماتي تصاحبه إيجابيات وسلبيات.. إيجابيات الانفتاح علي مصادر المعرفة غير المحدودة, وسلبيات الوقوع ضحية الشائعات المغرضة وغير المدققة.
الحوار حسم أمورا كثيرة اكتنفها الغموض وشوهتها مؤامرات هدم مصر وإسقاط الدولة, وبقدر ارتياحي لما نشر من مضمونه, أفزعني جهل الكافة به بسبب موضة الإعراض عن قراءة الصحف التي يجاهرون بها بلا استحياء (!!).. فالغالبية الكاسحة ليس لديها الرغبة أو الاهتمام أو الوقت للغوص وراء أي موضوع بتفصيل وتأن, بل تكتفي باختطاف عنوان من هنا وهناك أو تصريح عابر تصادف أن نما إلي علمها أو مدونة علي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي…ولا تشعر بأي قصور معلوماتي أو احتياج حقيقي لتدقيق ما تعرف أو رغبة في تعقب المعلومات من مصادرها الموثوق بها, وتكون النتيجة أنها تصدر تلك الرؤي المبعثرة السلبية التي تساهم بقصد أو بجهل في الإساءة لكل ما يحدث علي أرض مصر والتبشير بحتمية سقوطها واندفاعها نحو الهلاك!!!
هذا المناخ المريض يضعني أمام مجادلات مستمرة مع معظم من ألتقي بهم -وخاصة ممن ينتمون إلي المتعلمين والموسرين في مجتمعنا- وبعد حوار الرئيس السيسي شعرت بأهمية التقاط ما حواه من مقاطع وحقائق بالغة الدلالة علي الطريق التي تسلك فيها مصرنا للتغلب علي التحديات الماثلة أمامنا في شتي المجالات.. مقاطع وحقائق تعيد الثقة وتزرع الأمل وتقطع الطريق علي مؤامرات إسقاط الدولة.. تعالوا معي في قراءة مختصرة للحوار المطول موجهة للعازفين عن القراءة المستفيضة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي (!!):
** خلال العامين الماضيين لم يستطع أحد أن يملي علينا شيئا علي غير ما نراه, فالقرار الوطني المصري يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق.
** نتعامل مع موضوع ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية- وما يتصل به من قضية جزيرتي تيران وصنافير- في إطار الاحترام الكامل لمؤسسات الدولة وأحكام القضاء.. البرلمان المصري أمامه فرصة كاملة لدراسة الاتفاقية الموقعة بين البلدين بشكل متعمق والأشقاء في السعودية يتفهمون الإجراءات الدستورية في مصر تماما. كما أن تعيين الحدود البحرية يعطي فرصة حقيقية للبحث عن الثروات والموارد المتاحة في المياه الإقليمية المصرية مثلما حدث مع قبرص وأتاح لمصر الكشف عن حقل ظهر للغاز الطبيعي.
** العلاقات المصرية الأمريكية علاقات استراتيجية تقوم علي ثوابت يحرص عليها الطرفان وتدفعهما لمراجعة مواقفهما بشأنها, وقد اتضح للجانب الأمريكي خلال الثلاث سنوات الماضية حقائق الأوضاع في مصر وإلي أي مدي تتسم سياساتنا بالتوازن والتعقل والحرص علي هذه العلاقات.
** العلاقات المصرية الروسية راسخة وقوية وذات طبيعة خاصة ولها أبعادها التايخية والسياسية والاقتصادية.
** لا جديد علي مستوي العلاقات المصرية التركية ومصر تعطي القادة الأتراك الوقت لتصحيح مواقفهم وتصويب تصريحاتهم, وليس كل ما يقولون يستحق الرد لأن في العلاقات بين الدول ينبغي أن يكون هناك مستوي لائق للتصريحات والتعامل, أما عن العلاقات بين الشعبين المصري والتركي فلا توجد أي أسباب للعداء.
** نحن في مصر قيادة وشعبا نجابه التحديات ككتلة وطنية صلبة تصبر علي نضج التجربة المصرية لتنهض وتنجح.. وأسجل كل التقدير والاحترام الوعي الشعبي المصري الذي كشف عن قدرة مذهلة علي الفهم والتقييم والفرز, فرغم كل محاولات تغييب الوعي وتزييف الحقائق أثبت المصريون أنهم يمتلكون وعيا كبيرا.
** بخصوص اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي, لا يليق بمصر أن تكون عليها وصاية تحدد لها كيف تصلح أحوالها, وما جري مع الصندوق هو إجراء طبيعي يتم مع سائر دول العالم بأن تقدم برنامجا وتناقشه مع الصندوق.. إجراءات الإصلاح كان يجب اتخاذها من سنين لكن تم التعامل معها بحلول جزئية, والآن لا وقت لدينا للتأجيل إذا كنا لا نريدها أن تكون أكثر صعوبة.
** هناك من قوي الشر من روج شائعات بأن الحكومة سوف تستغني عن مليون عامل.. من قال هذا؟.. كيف أكون مسئولا وأترك هذه الأسر في الشارع؟.. هذا أمر لا يخطر أبدا علي بال الدولة.
** الدواء مر المذاق ولابد من حلول مناسبة لتحقيق الإصلاح حتي لو كانت موجعة مؤقتا, لكننا نعمل علي تخفيف العبء علي محدودي الدخل والطبقة المتوسطة.
** المشروعات الكبري أدت إلي خفض معدل البطالة من 13.80% إلي 12.50% ورفع معدل النمو إلي نحو 4.50% وهذا ليس بسبب صناعات التشييد وحدها ولكن أيضا بسبب مشروعات الطرق والموانئ والخدمات.
** هدفنا من مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة ومدن العلمين وشرق التفريعة والإسماعيلية الجديدة والسويس الجديدة ومدن الصعيد الجديدة هو إيجاد متنفس للكتل السكانية من خلال تخطيط عمراني مناسب في مناطق لا صلة لها بالأرض الزراعية علاوة علي تخفيف الضغوط المتزايدة علي القاهرة يوما بعد يوم.
** رجال الجيش ليسوا أنفارا يعملون في البناء, إنهم مقاتلون في الأساس, ودور القوات المسلحة المصرية هو إدارة عمل شركات المقاولات الوطنية العامة والخاصة.. القوات المسلحة ليست شركة تشييد إنما هي عقل يدير العمل ويشرف علي التنفيذ وفق الجداول الزمنية بهدف ضبط سرعة الإنجاز وتحقيق أفضل جودة بأقل تكلفة…ويجب أيضا ألا ننسي دور القوات المسلحة في ضبط الأسعار من خلال جهاتها المختصة لتسهم في محاصرة الغلاء وضبط الأسواق والتخفيف عن المواطنين.
** ما تقوم به القوات المسلحة من أعمال ومن تحديث للتسليح تتم من خارج الموازنة العامة من خلال حصيلة توافرت لها في موازنتها عن طريق سياسة ترشيد علي مدي 25 عاما مضت,من أجل توفير احتياجات خطط التطوير والتدريب والتسليح دون الضغط علي الموازنة العامة للدولة.
** نحن في مواجهة فصيل ينشر الأكاذيب والشائعات من خلال الاختلاط بالمواطنين أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي, لكن الغلبة ستكون للشعب والدولة وتلك المعركة في فصلها الأخير.
** البسطاء بصفة خاصة يذهلونني بفهمهم ورضاهم ودعائهم, والانطباع الذي أراه منهم غير الانطباع الذي يتشكل بأن الناس غاضبون.