أعرف منذ البداية أن هناك من يختلف معى فى هذا الرأى، وأنا أحترم الرأى الآخر، مهما اختلف معى، ومع ذلك لايمنعنى ذلك من التعبير عن رأيى فى المرأة المصرية العظيمة منذ آلاف السنين، فعندما زار هيرودوت أبو التاريخ مصر فى القرن الخامس قبل الميلاد، وعاد الى اليونان، كتب كتاباً عن مصر أشاد فيه بالمرأة المصرية التى تساعد زوجها فى الحقل ثم تعود الى البيت لتقوم بواجباتها المنزلية، هكذا المرأة المصرية تشارك زوجها العمل منذ آلاف السنوات، وهى تعمل دائما فى مصر القديمة، فقد كانت خبازه وعدادة ومستشارة للفرعون، وكبيرة الكاهنات، وكان من حقها تحرير العبيد وامتلاك العقارات والشهادة فى المحاكم، تقول عالمة المصريات(أنا رويز AnaRui) فى كتابها: روح مصر القديمة، ترجمة اكرام يوسف:كان إظهار عدم الاحترام لإمرأة، وفقا لقانون ماعت يعنى معارضة أسس المعتقدات والوجود المطلق.وتعتبر الطبيبة(بيشيشيت) أول طبيبة عرفت فى التاريخ المدون، بل وأصبحت بعد ذلك رئيسة طبيبات.ألم تكن المرأة المصرية عظيمة فى تاريخنا القديم؟!وتأتى العصور الوسطى بأفكارها المتعصبة فى البداية، ويتم اهمال المرأة وتهميشها لتستقر فى البيت، وتمر السنوات حتى يأتى عصر النهضة مع بداية القرن التاسع عشر ونجد من يدافع عن المرأة، فنقرأ كتاب (المرشد الأمين للبنات والبنين) للشيخ رفاعة رافع الطهطاوى، ثم كتابه المهم أيضا: (تخليص الإبريز فى تلخيص باريس) ويأتى قاسم أمين ليكتب لنا كتابين الأول: تحرير المرأة، ثم الثانى المرأة الجديدة، ثم يأتى سلامة موسى بعد ذلك ليكتب لنا: المرأة ليست لعبة الرجل، وهكذا ثورة من أجل تحرير وإنسانية المرأة، وتقوم الثورة الشعبية المصرية التنويرية 1919 وتخرج المرأة لتخلع الحجاب وتثبت أنها حرة وأن الحجاب ليس هو الذى يجعلها حرة، ويقدم لنا شيخنا الكبير الامام محمد عبده كلمات مضيئة عن المرأة وفضائلها وتحريرها.وتخرج المرأة المصرية للعمل، وتثبت كفاءتها فى شتىالمجالات: سميرة موسى عالمة الذرة التى قتلتها امريكا خوفا من وطنيتها بعد أن رفضت أن تعيش فى أمريكا، الكاتبة الكبيرة أمينة السعيد والدكتورة أميرة مطر أستاذة الجمال بجامعة القاهرة، نبوية موسى أول سيدة تفتح مدارس للفتيات وتحصل على شهادة البكالوريا، أم المصريين السيدة هدى شعرواى، الفنانتان أمينة رزق، وفاتن حمامة، سيدة المسرح سميحة أيوب.وتقتحم المرأة المصرية كل مجالات العمل: أستاذة فى الجامعة، وزيرة فى أكثر من وزارة، رئيسة مجلس إدارة فى أكثر من موقع، عضو مجلس البرلمان، قاضية.هكذا تقف المرأة جنبا الى جنب مع الرجل فى خدمة المجتمع، وفى نفس الوقت: تقوم بمهمتها الأولى فى تربية الأجيال الجديدة، والاهتمام بالمنزل. وهل هناك عظمة أكثر من ذلك؟! عندما نتحدث عن المرأة المصرية العظيمة، فنحن نتحدث عن الأغلبية، وما يعادل99%، ومن الطبيعى أننا نعرف أن هناك سيدات مجرمات قاتلات، وهى خارج إطار ما نتحدث عنه تماما.هل نعرف نسبة المرأة المعيلة فى مجتمعنا؟ التى تنفق على أسرتها وربما والديها أيضا؟( هل نعرف نسبة المطلقات ، اللائى طلقن لعقد الرجل النفسية وعدم احترامه لهن؟ هل نعرف نسبة العانسات الفضليات اللاتى لم تتزوج بسبب الظروف الاقتصادية للدولة، والبطالة المنتشرة بين الشباب؟! ثم هل نعرف كم امرأة متزوجة من رجال وتعيش حياتها فى عذاب من أجل أطفالها وحتى تحافظ على الأسرة، على الرغم من أن الرجل- سى السيد- يضربها أولا يصرف عليها، ويعيش على تعبها وكدها؟ أعرف سيدات كثيرات لا يعطيها زوجها مليما واحدا، ومع ذلك تتحمل قرفه وشخطه ونطره، والمصيبة أنه يريد طعاما طازجا كل يوم! سبحان الله.المرأة المصرية عظيمة وطاهرة وشريفة حقا، وتحتاج منا كل حب وتقدير، وتحتاج من الرجل المصرى أن يتخلى عن تخلفه ويعرف أنها مخلوق مستقل حر مثله تماما، وانه لا يمتاز عنها بشئ ثم أريد أن أسأل الرجل: ماهو الفضل فى أنك رجل؟ ماذا فعلت بذلك؟