النجاح بين يديك لكنك لا تراه، والتفوق أمامك وتغفله، والموهبة فى شخصك ولكنك لا تبحث عنها، كل إنسان لديه موهبة أو عبقرية معينة، الناجح هو الذى يكتشفها منذ نعومة أظفاره ويصقلها بالدراسة والقراءة والتمرين والعمل المتواصل حتى ينجح ويبدع ويتفوق.
الفنان الفرنسى العالمى أوجست رنوارRenoir- 1841-1919 كان طفلا موهوبا منذ صغره، اكتشف لديه موهبتين، موهبة الرسم وموهبة الصوت الجميل الذى جعله(السوليست) اى المنشد الاول فى فريق الكورال الكنسى، ومع ذلك اختار وهو فى السادسة ان يعمل فى الرسم، واصقل موهبته بالدراسة وزيارة المتاحف وصداقة الفنانين حتى اصبح زعيما للمدرسة التأثيرية فى الفن التشكيلى، وحقق حلما نادرا ما يحققه الفنانين وهو ان يرى فى حياته لوحة من رسمه وإبداعه فى اللوفر، اكبر متاحف باريس، هذا عكس الفنان التشيكى الهولندى، المبدع ايضا فان جوخ Van Goch(1853-1890) الذى عمل بالوعظ ومع العمال فى المناجم، ولم يكتشف موهبته فى الرسم الا وهو فى الثلاثينات، من عمره، ترى ماذا لو اكتشفها مبكرا؟.
انت مثل هؤلاء، موهوب ولديك استعدادات معينة حاول أن تكتشفها مبكرا، وحبذا لو حاول الآباء والأمهات والمدرسون أيضا أن يساعدوك فى ذلك، ستكون النتيجة ممتازة.
ثم حتى لو كنت إنسانا عاديا متوسط الذكاء، تستطيع أن يكون لك هدف وأمل، ومع العمل والجدية سيتحقق الأمل ويصبح الهدف واقعا، المهم ان تعمل وتجد، وتحب عملك.
النجاح فى الحياة ليس صعبا، والتفوق ليس مقصورا على شخصيات معينة، وإنما هو متاح للجميع مع إختلاف مواهبهم واستعداتهم، واعرف ان الكسل ليس عسلاً، الكسل فى الواقع فشل والعمل حياة وبناء واعمار ونجاح.
لقد خلقنا الله لنعمل وننجح ونتفوق، ولذلك منحنا قدرات ومواهب وعبقريات لنستخدمها كوسائل للنجاح والتفوق، انظر حولك لتجد الكون نفسه الذى نعيش فيه يعمل ليل نهار، الارض تلف حول نفسها مرة كل 24 ساعة، والقمر يسطح مضيئا كل شهر كامل، الارض تلف حول الشمس كل سنة، العصافير تطير عشرات الاميال لتلتقط غذاءها، حتى النمل يعمل صيفا ليجمع غذاء الشتاء. هكذا العالم كله يعمل بنظام دائم وحيوية وينجح فى عمله ومن هنا تبقى وتعيش الإنسانية، وأنت يجب أن تأخذ دورك الطبيعى فى الكون وتعمل وتستخدم القدرات التى اتاحها لك الله فى النجاح.
العالم الامريكى توماس أديسونEdisson 1847-1931 الذى قدم للبشرية حوالى 1900 اختراع منها الميكروفون والمصباح الكهربائى والمكنسة الكهربائية وغيرها له مقولة مشهورة تقول. الموهبة بالنسبة للعبقرى تساوى واحد فى المائة والباقى 99% عمل وعرق وكفاح..
هذا ما يقوله عالم عبقرى عن اهمية العمل.
ولنا فى اديسون ايضا نموذج فى عدم التوقف امام المشكلات او العقبات التى تقابلنا أثناء العمل، فبعد ان وصل الى مرحلة كبيرة من اختراعاته وتفوقه، ووصل الى سن السابع والستين من عمره، اذ احترقت معامله فى مدينة نيوجرسى عام 1914 وفقد كل معداته وآلاته وصور اختراعاته مرة واحدة، وقدرت خسائره بأكثر من مليونين من الدولارات، ووسط الدمار والرماد قال اديسون:
هذه كارثة حقا، لكنها لا تخلو من نفع، فنحن نستطيع الان ان نبدأ من جديد بلا اخطاء.
هكذا الانسان الناجح لا تعطله العقبات والمشاكل، لأنه لا يقف عندها وانما يبحث لها عن حل، الناجح يعرف ان لكل مشكلة حل.
الفقر ليس عيبا، او عائقا للنجاح، بل أحيانا يكون حافزاً ومشجعاً، لأنه من السهل أن يتخلص الانسان من الفقر بالعمل والجهاد والصبر، وستكون النتيجة باهرة، السيدة العالمة البولندية مارى كورى MaryCurie 1867- 1934 ولدت فى اسرة فقيرة، واضطهد الاستعمار والدها لوطنيته، واضطهدوه فى رزقه، فلم يستطع دفع ايجار الشقة التى يسكن فيها فاضطر إلى تأجير حجرة فى هذه الشقة حتى يعيش،كانت مارى فتاه طموحة تريد ان تدرس العلم فى باريس، وامام الفقر لم تجد الا ان تعمل وتخدم والديها المريضيين، وتصرف على الاسرة، خدمت الغرباء الذين يسكنون معها، ثم خدمت عند اسرة حتى تجد المال، وانفقت على شقيقتها حتى درست فى فرنسا، ثم ذهبت هى إلى باريس وعملت وشقيت وجاعت حتى اكتشفت مادة الراديوم Radum التى تعالج مرض السرطان، وتعرفت على استاذها بير كورى الذى اعجب بها وحصلا معا على جائزة نوبل عام 1903، وتزوجها وحصلت هى على جائزة نوبل مرة اخرى عام 1911، وهى المرأة الوحيدة التى حصلت على نوبل مرتين.
وجرى المال فى يدها لكنها كانت تهتم بشئ اهم وهو العلم.
نماذج النجاح كثيرة، وكل انسان، مهما كان فقيرا او عاديا، او حتى محروم من المواهب يمكن له ان ينجح، ونحن نسمع ونرى كثير من اصحاب الحالات الخاصة وقد تفوقوا وحققوا الكثير من النجاحات، وهل ننسى معجزة القرن العشرين هيلين كيلر Keller 1880-1968 العمياء، الصماء، البكماء منذ طفولتها، التى اصبحت سفيرة لاصحاب الحالات الخاصة فى العالم، وحصلت على درجة الدكتوراه مرتين، والفت كتب عديدة منها كتاب تحت عنوان: التفاؤل والعالم الذى اعيشه.
عزيزى القارئ: دع الفشل وابدأ النجاح.