ما أعمق كنوز المحبة التي تجمعنا وأصدقائنا الذين صادفناهم في رحلاتنا انطلاقا من محطتنا.. منذ أيام صادفنا صديقا من أقدم أصدقائنا وأقربهم إلي قلوبنا.. صادفناه خلال متابعتنا للتغطيات الإعلامية في الصحف والقنوات الفضائية لانتخابات برلمان 2015, التقطته الكاميرات وكتبت عنه الأفلام نموذجا للمواطن المصري الغيور علي بلاده, المملوء قلبه بحب مصر عندما خرج بكرسيه المتمدد فيما يشبه السرير إلي لجنته الانتخابية بمصر الجديدة ليشارك في اختيار نائبه الذي ينوب عنه في البرلمان الجديد الذي سيشرع لكل القوانين القادمة ويرسم مستقبلا أفضل لبلادنا.. أدرك وهو راقد علي السرير لا يتحرك, يقيده شلل رباعي تام من أعلي الرقبة إلي آخر أطراف القدمين وفقد للإحساس من أعلي الرقبة إلي أطراف الرجلين.. أدرك أهمية صوته في الاختيار, فخرج مشاركا فيما تخلف كثيرون من المتعافين الأصحاء, فكان مثالا للمواطن الصالح الذي كان محور الأحاديث التي نقلت إلي كل أرجاء الدنيا.. هل تذكرونه؟!.. بالتأكيد.. فهو أشهر أصدقاؤنا الذين اصطحبناهم في رحلاتنا علي طريق الشفاء منذ 11 عاما.. ولهذا أيضا ربما لن يعرفه أصدقاؤنا القراء الذين تابعونا وتابعوا رحلاتنا فيما بعد.. وإلي من لا يعرف صديقنا مانو.. وإلي من يعرفه.. سأحدثكم عنه اليوم.. ليس فقط كمثال للمواطن الصالح المشارك في بناء وطنه ولو بصوته.. ولكن سأحدثكم عنه أولا باعتباره صوت الله, ومثال لعمل الله معنا ومع أصدقائنا المتألمين.
** مانو هو الصديق إيمانويل غالي الذي انضم إلي أسرتنا في 12 سبتمبر 2004 عندما نشرنا قصة الحادث المأساوي الذي تعرض له علي طريق الأتوستراد وما نتج عنه من كسر في فقرات العنف وقطع جزئي في النخاع الشوكي وشلل رباعي كامل وضعف في الحجاب الحاجز وضمور في العضلات وفشلت كل العلاجات في مجرد أن يتحرك, ولكن كان الرب معه يدبر لإنقاذه دون أن يدري إلا عندما زاره الدكتور بيتر لوثر خبير الأعصاب الألماني في المركز الذي كان يعالج به – مركز تأهيل القوات المسلحة بالعجوزة – وجاءت المصادفة – أو بمعني أدق – تدبير الرب عندما نصحني الخبير الألماني بالسفر إلي مركز Kivik Hol Thltha Useiv – كليمك هولد هاوزن – بألمانيا في المكان الوحيد الذي يمكن أن يوفر له العلاج الذي ينقذه.. لكن المشكلة أن تكلفة العلاج قدرت بأكثر من 700 ألف جنيه وصلت فيما بعد إلي ما يقرب من مليون جنيه بإضافة مصاريف السفر والإقامة وهو ما عجزت عن تدبيره أسرته وكانت صرفت منذ إصابته أكثر من 270 ألف جنيه – بتقديرات ذلك الزمان – علي العلاجات والجراحات والتنقل بابنها الوحيد بين المستشفيات.. من هنا كانت بداية صداقتنا عندما نشرنا قصته في هذا المكان, وتحركت قلوب صناع الخير وتعاطف معنا الكثيرون من الأصدقاء الذين تدفقت عطاياهم بأسرع مما كنا نتصور واستطعنا فيما يشبه المعجزة تجميع نفقات علاج إيمانويل بالخارج, وسافر إلي ألمانيا – فجر السبت أكتوبر 2014 – تلازمه عناية الله ودعوات الأصدقاء.
** وكانت قصة علاج إيمانويل أكبر معجزة.. ليس في مجرد تدبير تكاليف سفره وعلاجه ولكن في نجاح الجراحات السبعة التي أجريت له في ألمانيا علي امتداد خمسة أشهر قاموا فيها بتغيير الشق الحنجري البلاستيك إلي شق معدني لكي يستطيع الكلام.. وعاد إلي مصر في فبراير 2005, عاد إلي مصر ليواصل أصدقاؤنا صلواتهم فتغمره رعاية الله.. وفي تحدي للإعاقة اشتري جهاز حاسب آلي – لاب توب – وأعد له ترابيزة خاصة ليضع عليها الجهاز بما يسمح له بالتعامل معه ويلائم وضعه.. ومرة وراء مرة تتكشف معونة الرب معه, فيصل التطور التكنولوجي للتعامل مع الحاسب الآلي إلي ظهور برنامج صوتي Dragan Naturally Speaking يستطيع من خلاله تحريك الماوس والكيبورد ببصمة الصوت, ولم تعد ثمة صعوبة في تعامل مانو مع الحاسب, كل ما يحتاجه من أي شخص هو مجرد تشغيل الجهاز, ووضع النظارة علي عينيه, ووضع السماعة والمايك الملحق بها في أذنيه, وبعدها يقوم مانو بتشغيل البرنامج والتعامل مع جميع برامج الحاسب الآلي وشبكة الإنترنت والرد علي التليفون ومحادثة الأصدقاء.. ومع كل يوم جديد كان يتمجد الرب مع مانو.. عندما اتقن التعامل مع الحاسب الآلي اتصل بالجامعة الأمريكية لتكملة دراسته, فنصحوه بمواصلة دراسته من خلال البوابة الإلكترونية للجامعة فهي التي تتناسب مع ظروفه الصحية.. واختار دراسته إدارة الأعمال, وبعد 4 شهور فقط نال مانو دبلومة إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية ببصمة الصوت.. وحتي إلي هنا لم يتوقف طموحه.. وكان الرب معه في كل خطوة يخطوها.. تواصل مع جامعة فينيكس بولاية أريزونا, وانتظم بالدراسة فيها عن ريق شبكة الإنترنت من عام 2006 إلي عام 2008 حصل بعدها علي شهادة إدارة الأعمال بامتياز, وبعدها بدأ يعمل مترجما من العربية إلي الإنجليزية في إحدي القنوات الفضائية فيتلقي المادة عن طريق البريد الإلكتروني, ويقوم بترجمتها عن طريق بصمة الصوت, ثم يعاود إرسالها مترجمة بنفس الطريقة – البريد الإلكتروني – وكما شاهدناه وهو يشارك في انتخابات البرلمان هو يخرج علي الكرسي المتحرك المشابه للسرير يحضر اجتماعات كثيرة للشباب, يتحدث معهم عن قوة معونة الله الكامنة في أعماق كل إنسان.. يخبرهم بتجربته وبعمل الله.
** شريط طويل من الذكريات مع إيمانويل يمتد إلي 11 عاما في عمر الزمن, استرجعناه في لحظات ونحن نشاهده علي شاشات الفضائيات وعلي صفحات الجرائد يدلي بصوته في انتخابات البرلمان الجديد.. هو يري في تجربته يد الله تستخدمه ليعلن عن عمل الله وحنوه.. ونحن نري في حياته وكلماته وإرادته استجابة الرب للصلوات التي رفعها الأصدقاء باسمة.. ما أجمل إيمانويل وهو يتحرك.. وما أجمل داود النبي وهو يرانم طلبت إلي الرب فاستجاب لي.
فيكتور سلامة
—————-
صندوق الخير
المبلغ
100 ماجد مرقس
100 ماجد مرقس
3000 فاعل خير بالزيتون
1000 علي روح المرحومة إيمان عبدالله
200 من يدك وأعطيناك
15000 من يدك وأعطيناك بالزيتون
——-
19400 تسعة عشر ألفا وربعمائة جنيه مصري لاغير
متي بخير ..
واجتاز الأزمة
** في نهاية لقائي معكم, الأحد الماضي, طلبت منكم الصلاة من أجل متي فلم يكن باق سوي ساعات ويرقد تحت جهاز الأشعة لعمل مسح ذري لكليتيه , وبتحديد أدق لنصف الكلي التي يعيش بها .. كنا نعلق أمالا كبيرة علي نتائج المسح التي ستجري بالنظائر المشعة لتقييم لوظائف الكلي وحسابات نسبة الترشيح التي تقوم بها .. طلبنا من الله ألا يضعنا التقييم علي أعتاب الفشل الكلوي , والذي سيقوده إلي الغسيل الكلوي , ومن بعده إلي زرع الكلي , فحالاته لا تتحمل هذا بعد أن دخل حجرة العمليات أكثر من عشرة مرات لتركيب دعامات للبقية المتبقية من كليته والتي تقارب نصف كلي.
استجاب الرب لصلواتكم .. تقيم المسح الذري أكد أنه لم يحدث تغيير جوهري في كفاة الكلي مقارنة بالمسيح الزري الذي أجري قبل عام 2006 قبل بداية العلاج بالدعامات التي نحرص بها المحافظة علي لحمة الكلية المتبقية أطول فترة لتجنب الغسيل الدموي.. لكن الأمر سيحتاج – كما أكد لنا الدكتور هاني يسي- إلي متابعة دقيقة ومستمرة والإكثار من شرب المياه وتجنب حدوث أية التهابات تعرضه لتعاطي مضادات حيوية .. وعاد متي إلي بلدته أسيوط وإلي أسرته الصغيرة – وزوجته وأولاده الثلاث – وإلي عمله البسيط قدر ما تعطيه صحته في إحدي مطاعم المدينة..
نشكر الرب الذي استجاب إلي صلواتكم فكان مع متي .. ونشكركم بقدر عطاءكم وتعضيدكم .. لهذا نشكركم كثيرا .. كثيرا .. كثيرا
واجتاز الأزمة
** في نهاية لقائي معكم, الأحد الماضي, طلبت منكم الصلاة من أجل متي فلم يكن باق سوي ساعات ويرقد تحت جهاز الأشعة لعمل مسح ذري لكليتيه , وبتحديد أدق لنصف الكلي التي يعيش بها .. كنا نعلق أمالا كبيرة علي نتائج المسح التي ستجري بالنظائر المشعة لتقييم لوظائف الكلي وحسابات نسبة الترشيح التي تقوم بها .. طلبنا من الله ألا يضعنا التقييم علي أعتاب الفشل الكلوي , والذي سيقوده إلي الغسيل الكلوي , ومن بعده إلي زرع الكلي , فحالاته لا تتحمل هذا بعد أن دخل حجرة العمليات أكثر من عشرة مرات لتركيب دعامات للبقية المتبقية من كليته والتي تقارب نصف كلي.
استجاب الرب لصلواتكم .. تقيم المسح الذري أكد أنه لم يحدث تغيير جوهري في كفاة الكلي مقارنة بالمسيح الزري الذي أجري قبل عام 2006 قبل بداية العلاج بالدعامات التي نحرص بها المحافظة علي لحمة الكلية المتبقية أطول فترة لتجنب الغسيل الدموي.. لكن الأمر سيحتاج – كما أكد لنا الدكتور هاني يسي- إلي متابعة دقيقة ومستمرة والإكثار من شرب المياه وتجنب حدوث أية التهابات تعرضه لتعاطي مضادات حيوية .. وعاد متي إلي بلدته أسيوط وإلي أسرته الصغيرة – وزوجته وأولاده الثلاث – وإلي عمله البسيط قدر ما تعطيه صحته في إحدي مطاعم المدينة..
نشكر الرب الذي استجاب إلي صلواتكم فكان مع متي .. ونشكركم بقدر عطاءكم وتعضيدكم .. لهذا نشكركم كثيرا .. كثيرا .. كثيرا