بفوز مصر بمقعد لمدة عامين فى رئاسة مجلس الأمن يعنى مجلس ادارة العالم، دعنا من الاسباب والمديح المستحق لسياسه خارجيه حصيفه للخارجيه المصريه وسط وحول الوضع الدولى وفخاخه وسيولته وإضطرابه، إنظر فقط لترسخ قاعدة الشرعيه الدوليه للنظام المصري الذى عانى على مدى أعوام تقارب عقد كامل وضعا محليا وإقليميا ودوليا شديد الوعوره وهاهو يخطو خطوات صلبه فى إتجاه البناء، وهو أمر لو تعلمون عظيم بالنظر إلى كافة ظروف الهدم التى أحاطت به ولم تسلم منها المنطقه الاقليميه التى تقع مصر فيها، النتيجه أن مصر تجتاز بنجاح مخاضها الصعب الخطير وتتجه إلى الاستقرار. ولكن لانستطيع القول أن ذلك قد اكتمل بطريقه مطمئنه فلا زالت التحديات ماثله وواقعيه وخطيره، ولكننى اقول إن هناك إتجاه للبوصله يرشدنا رغم كل شىء وربما أيضا قد لاتعجبنا تفاصيل ولانتائج إنتخاب مجلس نيابى أوشك على الخروج إلى النور ولكن خروجه بسلام وفقا لمشروعيه إنتخابيه شعبيه معناه إكتمال مؤسسات نظام سياسى خرج من رحم كوارث طبيعيه أصابت البلاد والاقليم كله..
واعتقد إن الاسراع بإعادة بناء كافة مؤسسات الدوله مهمه عظمى من مهام الاستقرار مثل انتخاب المجالس المحليه أيضا على إمتداد البلاد هذا يفتح الطريق من جديد نحو صياغات مؤسسيه للإستقرار السياسى الذى يمهد الامور للإستقرار الاقتصادى والاجتماعى من جديد الحقيقه إن البطء آفه مثلها مثل السرعه بل ربما أخطر وربما لاتستطيع فى هذا الزمن أن تنتظر طويلا حتى يغادر القطار الاحداث لاتدع وقتا للبطء فى هذا الزمن المسأله ليست كيمياء ولاتحضير أرواح نحتاج الى إكتمال مؤسسات الدوله بسرعه هذا يبعث رسائل مؤكده نحو الاستقرار المنشود للداخل والخارج.
يبقى التحديات الاقتصاديه الداخليه وتحتاج الى تغيير زوايا النظر من قبل القياده المصريه فقد ثبت المصير الكارثى لسياسات النيوليبراليه المصريه التى توحشت فى عهد مبارك وولده وقادت البلاد الى اوضاع ثوريه على نطاق واسع وللاسف الاوضاع الاقتصاديه الداخليه وعقيدة النظام لم تتغير كأنهم لم يتعلموا من الاحداث القريبه.
مصر تحتاج نوعا من سياسات يسار الوسط على الاقل هذا ليس إختراعا هذا هو المخرج الامن من الفخاخ الاقتصاديه الصعبه التى من المتوقع ان تمر بها البلاد ينبغى ان تمتلك القياده رؤيه متماسكه بالنسبه للسياسات الاقتصاديه يكفى ان نرى ان القروض والمساعدات الاقليميه الخارجيه قد نضب معينها لظروف شتى والاستثمار الموعود لايبدو فى الافق المنظور إنه قد يكون الخلاص سياسات يسار الوسط الاقتصاديه تمد لنا حبل النجاه وهى تعتمد على قوة ونمو السوق المحلى والاستثمارات الوطنيه الصغيره والمتوسطه.
لقد شاهدنا تدفق الاستثمار الوطنى فى مشروع قناة السويس الجديده فى إسبوع وبصرف النظر عن الموضوع الا إنه من الممكن توجيه هذه الاستثمارات فى ظل الازمه الى الاستثمار فى مواقع عمل اخرى حتى اسثمارات قناة السويس التى تشكل عبئا على الخزانه العامه الان لظروف الركود الاقتصادى العالمى من الممكن توجيهها إختياريا الى محفظه من الاستثمارات الصغيره والمتوسطه تقدمها الدوله للناس فتنحل عقدة المشكله مثلا وتشجع الدوره الاقتصاديه للسوق المحليه على العمل والنشاط من جديد كمثال ولكن لاتوجد افكار خلاقه تقدمها البيروقراطيه المحليه..
ايضا قائمه طويله من السياسات الاقتصاديه ليسار الوسط لابد ان تجد محلا وبشكل سريع قبل ان تسبقنا الاحداث مثل التقشف الحكومى وترشيد الاستيراد الترفى ودعم القطاعات الصناعيه والانتاجيه وخطوات جاده فى محاربة الفساد وغيرها الامر ليس سرا ولا إختراعا حربيا ولكنه يقدم حبل النجاه الداخلى للنظام المصرى الجديد ضمن حزمه من الاجراءات الداخليه والخارجيه قبل ان تسبقنا الاحداث. اريد ان اقول انه الان ينبغى ان تكون للنظام رؤيه فى احداث الغد لامفر..