لماذا يكثرالطلاق فى مجتمعنا؟ ولماذا تتوارى العلاقات العاطفية الإنسانية بين الزوج وزوجته؟ وهل يمكن إعلاء شأن الحب بين الزوجين؟ حول تلك الأسئلة تدور محاوركتاب (الساخرفى معجم المرأة) للأديب خالد أبوالعيمة- الصادرعن كتب خانة للنشر2015. والكتاب يُعتبرضمن الأدب الساخر، وفيه مُـناقشة لانعكاس الواقع الاجتماعى والثقافى والدينى على العلاقات الزوجية. وأنّ مستوى دخل الأسرالفقيرة كثيرًا ما يتسبّب فى انهيارالعلاقة بين الزوجيْن.ويرى الكاتب- بأسلوبه الساخر- أنّ قوة المرأة فى رقتها، بينما (استرجالها) يعنى فقدانها لكيمياء التعاطف، ويجب على المرأة أنْ تحتمى برقتها وتسيطرعلى مخالبها أثناء غضبها. وبذات الأسلوب الساخر يرى أنّأكثرأصدقاء المرأة ابنتها ((وهى أعظم تجارب الاستنساخ الإنسانى، بحيث تقوم الأم بتنقية ابنتها من كافة الجينات الموروثة من الأب عن طريق علم أسميه: فن التلقين فى التخلص من الجين الهجين)) وأنّ الأم ((تمنح ابنتها بعض الدروس حول: تحويل الأكاذيب إلى حقائق. وفن ((دكتاتورية السلطة الناعمة))وذلك ضمن عشرة دروس من الأم إلى ابنتها. ويتذكرالكاتب جيل أمه وعلاقة الحب والمودة بين أمه وأبيه، وأنّ أمه كانت مثالا للعطاء وأشبه بمانع الصواعقضد أية أعاصير، عائلية أواجتماعية، ومثالا للأنوثة الحقة، أما المرأة الحالية ((فقد انتقلتْ من مرحلة الأنوثة إلى مرحلة الذكورة)) لذلك فهويتقدم ببلاغ إلى علماء الوراثة ((هناك سلالات نادرة من النساء أوشكتْ على الانقراض)) ويؤكد ذلك بقوله ((أفضل النساء أمى وأمك)) و((أمك لكَ ولكنها ليستْ لأبيك)) ويُخاطب ابنه قائلا ((لاتكن أنت وأمك والقانون على أبيك)) ومن خلال نظرة ثاقبة لتاريخ العلاقات الزوجية الناجحة كتب ((أندر النساء من تجدها فى الضراء بجانبك))
وأعتقد أنّ مفتاح فهم رؤى الكاتب عن العلاقة الشائكة بين أى زوجيْن غير مُـتوافقيْن هوالقول المأثور((الزواج شرلابد منه)) وهوقول يُلخــّص إشكالية (مؤسسة الزواج) ولماذا هى مؤسسة قاتلة للحب الإنسانى؟ ولماذا نسبة النجاح أقل بكثيرمن نسبة الفشل؟ ولماذا لاتكون العلاقة بين الزوجة وزوجها مثل العلاقة بين أى عاشقيْن؟ ولماذا حالة (العشق) تكون مُـتوهجة أيام الخطوبة ثم تنطفىء بعد الزواج؟ وعن السؤال الأخيريرى الكاتب أنّ (التشريع الدينى) لم يهتم بترسيخ أهمية فترة الخطوبة بل أهملها تمامًا، رغم خطورة تلك الفترة حيث (يدرس) فيها كل طرف شريك حياته المستقبلى، ولوأنّ تلك الفترة تلوّنتْ بمساحيق التجميل الزائفة، فهذا معناه بداية الفشل. وفى فصل مُمتع أجرى الكاتب حوارًا بين زوج وزوجته، قال الزوج: سأنتقم ممن دفعنى لاختيارك.فتصفعه الزوجة بردها الجارح: من دفعك تجاهى غرائزك. ويقول: كنت فى الخطوبة فتاة حلمى. فترد عليه: كل الأشياء تتغيّر إلاّذاكرتك. وعندما يسألها: هل يمكن أنْ نبدأ من جديد؟ ترد: سأفكربالنتائج.
فى الكتاب بعض القسوة على المرأة مثل قوله ((المرأة مخلوق مُـتسلق)) وأنها المخلوق الوحيد الذى يُخفى الشراسة خلف الجمال. وأنها مخلوق مُـسلــّح بدهاء الأنوثة. و((السم فى العسل هوالمرأة)) إلخ. وأتوقع أنّ تلك القسوة ستـُثيرحنق بعض السيدات. ولكن الكاتب كما أدان المرأة أدان الرجل فكتب ((أنا رجل، إذن أنا كاذب ومُـتجمّـل فى مشاعرى)) وكما انتقد المرأة فإنه امتدحها وفق النموذج المثالى الذى يتوق إليه فكتب أنّ الجميلة ((هى لوحة فنية عندما تبتسم، وتحاكى جمال الطبيعة. وفى كل الأحوال هى أجمل صدفة، أجمل ما تطالعه عيناك، ومُـتجدّدة ومعاصرة. لاتشعرك بالملل، إنها جميلتى))وفرّق- بأسلوبه الساخر- بين الجمال والحلاوة، فهو يخشى الجمال (الأصم) البارد المُـتكبر، بينما (الحلاوة) هى تفاعل مبهريُـنسيكَ البحث فى الصورة ويجعلك ترى المضمون أجمل من أى صورة. وينتهى إلى أنّ الجمال هو((حلاوة الروح))
***
هامش (1) المؤلف: خالد إبراهيم أبوالعيمة. مؤسس ومحررمدونة الكترونية شهيرة باسم (سورالأزبكية) وكتب القصة القصيرة والشعر. وله عدة كتب منها صورة الواقع واستشراف المستقبل، و(مختارات من مدونة سورالأزبكية)صادرعن هيئة الكتاب المصرية. ومجموعة قصصية بعنوان (مونوفوبيا)
هامش (2) معجم المرأة: كتاب يبحث فى مفردات العلاقة بين المرأة والرجل، من أجل إعادة تجديد العلاقة بينهما على درجة من الوعى المُـشترك والمعرفة بحقيقة الجمال الإنسانى. وهومعجم غيرأكاديمى، إنما يدخل ضمن الأدب الساخر.