تكرار حوادث العنف الطائفي في مصر يتتاقض مع واقع تاريخنا علي مدي أربعة عشر قرنا من التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين, ومع مصيرنا المشترك الذي نواجهة الآن بعد ثورة 25 يناير…ومع ذكري أبنائنا من شهداء حرب أكتوبر المجيدة وشهداء ثورة الشباب…التي تقاسم فيها المصريون الحياة واحدة بحلوها ومرها…
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: كيف يمكن القضاء علي العنف الطائفي في مصر؟
هذا ما ناقشته لجنة منتدي حوار الثقافات بالإسكندرية يوم 13-14 يونيو (الاثنين الماضي) برئاسة الدكتور القس راضي عطاالله…وبالتعاون مع مركز تقارير العرب والغرب…تحت عنوان(المصالحة والتعايش السلمي)…
تناول اللقاء عرضا لتجربة التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا وكيفية استشعار المشاكل الطائفية قبل اندلاعها ووئدها في مهدها..وتم التدريب علي اكتساب مهارات تحليل الصراعات الطائفية والتخفيف من آثارها.
قام الإماممحمد الشافعي والقسجيمي وايو بالتحدث عن تجربتهما النيجيرية, وعرض فيلم وثائفيالإمام والقس…ظهر خلاله كيف تم تحويل العنف الطائفي في نيجيريا إلي سلام- والتي يبلغ عدد سكانها نحو 150 مليون نسمة- بعد حرب طائفية راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء…فقد فيها القس جيمس ذراعه في إحدي المعارك الطائفية وسقط أقارب الإمام ومعلمه الديني في نفس الأحداث…
بذل الإمام والقس جهدا رائعا لصنع السلام وتعميق المصالحة…ونجحا في أن يجعلا من النصوص المقدسة طريقا للسعي نحو السلام وترك الكراهية وبذل العنف وقبول التنوع الديني…
وحول ما يميز التجربة في القضاء علي العنف الطائفي
يري الدكتور القسراضي عطاالله أن ما يميزها هو وجود اعتذار من الجناة…وقبول الاعتذار من أهالي الضحايا…وأنه اعتذار شجاع وتوبة حقيقية وعزيمة علي البناء…ليس فقط من العامة ولكن من رجال الدين أيضا؟
ويؤكد أن الوعاظ لديهم الاختيار بين استخدام النص لدعم التسامح والمحبة أو استخدامه لتبرير العنف والتطرف…ولفت إلي ضرورة أخذ التجربة النيجيرية الناجمة في الاعتبار..ومواجهة العنف الطائفي في مصر…
وفي نفس السياق ذكر الإمام محمد الشافعي من القرآن ولا تستوي الحسنة ولا السيئة, ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.
وأوضح القسجيمس من الإنجيل قائلا…من لا يحب أخاه لايعرف الله لأن الله محبة ولايمكن أن يكون الإنسان مسيحيا إلا إذا صار علي مثال المسيح.
وذكر أن من ألقاب المسيحرئيس السلام.
الجدير بالذكر أنه حضر اللقاء لفيف من القيادات الشعبية والشباب وبعض نشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان.