عزيزى الشاب هل أنت سعيد؟ هل أنت ضاحك بشوش؟ أم أنت غير أو عكس ذلك؟
إذا كنت غير ذلك وغير ضاحك فأنت الذى تخسر كثيرا، لأن الدنيا لا تقبل ولا تساعد الذين يتجهمون ويكشرون، بل هى تبعد عنهم ولا تساعدهم على النجاح ثم يشعرون بأنهم غير مقبولين من المجتمع مع أنهم هم سبب ذلك ومجرد إبتسامة خفيفة وضحكة هادئة تقرب الناس اليك وتجعل رؤساؤك يرضون عنك ويحبون التودد إليك والجلوس معك، فكل إنسان يحب من ينسيه أتعابه وآلامه، لا من يزيده حزناً وإكتئاباً.
ربما إبتسامة خفيفة تفتح لك أبواب السعادة والهناء والسرور، يحكى لنا الكاتب السورى الأستاذ عبد الغنى العطرى فى كتابه( دفاع عن الضحك) كيف أن إبتسامة خفيفة لشاب مصرى مغترب فتحت له أبواب السعادة والثراء والمستقبل يقول:
حصل أحدالشبان المصريين على شهادة الثانوية العامة ثم درجة البكالوريوس فى الهندسة من جامعة الإسكندرية، وأخذ يبحث عن عمل مناسب فلم يجد، وفكر ككل شاب فى الهجرة ربما يجد خطة هناك، وهاجر الشاب المصرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأخذ يبحث عن عمل ليل نهار، لم يجد العمل المناسب لتخصصه فى الهندسة، لكنه وجد وظيفة عامل فى محطة بنزين، مهمته أن يملأ السيارات بالبنزين، تقبل الوضع بروح رياضية حتى يجد مصدراً للرزق ودخلاً يعيش منه.
كان هذا الشاب المصرى متفائلاً دائماً مبتسماً فى أكثر أوقاته، وكان يعامل الناس من خلال إبتسامته المعهودة..
ذات يوم وقفت سيارة صغيرة، وطلبت صاحبتها من الشاب المبتسم أن يملأ سيارتها بالبنزين، قام الشاب بعمله وحياها بأدب شديد، ثم أبدى لها ملاحظة أن عجلة السيارة بحاجة إلى زيادة الهواء، ثم قام بالكشف عن الزيت الذى كان ناقصاً أيضا، كان الشاب المصرى يؤدى عمله بحب شديد وإبتسامة دائمة، وبعد أن إنتهى من عمله ارادت صاحبة السيارة أن تمنحه بقشيش فاعتذر بأدب عن قبول ذلك، لأنه قام بعمله الذى يتقاضى أجراً عنه..
شد هذا الشاب بابتسامته وأدبه صاحبة السيارة وعرضت عليه العمل فى الشركة التى تملكها وذكرت له قيمة الراتب الذى تعرضه عليه، وكان عشرة أضعاف ما يتقاضاه من محطة البنزين.. وسألها الشاب لماذا إختارته هو بالذات؟ فقالت له:
لقد كنت تبتسم طوال الوقت، عاملتنى باحترام مع أننى أقود سيارة صغيرة جداً، وعرضت على خدمات لم أطلبها، ورفضت أن تأخذ إكرامية أو بقشيش، شعرت بأنك مختلف عن العمال الآخرين.. هذه التصرفات أشعرتنى بأنك تصلح أن تكون مديراً لشركتى الصغيرة وأنك تستطيع بابتسامتك أن تضاعف دخلها.
قبل الشاب هذا العرض الكريم وتحققت نبوءة صاحبة الشركة فى زيادة دخلها، ثم تزوج الشاب المصرى من سيدة الأعمال الأمريكية.
هكذا فتحت الابتسامة أبواب النجاح والثراء أمام الشاب الصغير، وكانت هذه السيدة قد مرت بعشرات المحطات فعاملوها باحتقار لأنها تركب سيارة صغيرة، كانت من نوع الفورد القديمة، ولكن الإبتسامة الوديعة حولت الفورد إلى ( رولز رايس)، فتحت الأبواب المغلقة، وجعلت العامل البسيط يقفز إلى منصب مدير شركة!
ويعلق الأديب السورى الكبير عبد الغنى العطرى بعد ذلك قائلا:
من أجل هذا لا تبخل عزيزى القارئ بابتسامتك على أحد، إن الإبتسامة تفعل المعجزات أحيانا، وتحل المشكلات المعقدة فى أحيان كثيرة.. أدعوك باصرار أن تبتسم حتى تفتح الأبواب المغلقة، ومالاتستطيع حله بالإبتسامة البسيطة المشرقة، يستحيل أن تحله الوجوه المكشرة، وملامح الحقد والغضب والثورة، التى يصر بعض الناس على التسلح بها.. إبتسم ياصديقى ولن تندم أبداً.
عزيزى الشاب إن حياتنا مهما طالت فهى قصيرة بالنسبة للزمن فلماذا نملأها بالحزن والكآبة والإكتئاب؟ إن السعادة حالة نفسية بمعنى أنه- كما يقول “اندريه موروا” فى كتابه( فن الحياة) أننا لا يمكن ان نصف إنسان بأنه سعيد، وإنسان آخر بأنه تعيس، وإنما السعادة حالة نفسية تنبع من داخلك، فأنت تستطيع أن تكون سعيد اذا أخذت كل شئ ببساطة وابتسمت أمام المشاكل، وأيقنت أم لكل مشكلة حل. وتذكرت قول الشاعر: إيليا أبو ماضى:
أيها الشاكى الليالى.. إنما الغبطة فكرة.
وحتى موت الأعزاء والأحباء يجب ألا يحزننا كثيرا فهذا الشاعر الكبير صالح جودت يقول:
اضحك على الدنيا ومن فيها.. تضحك لنا الدنيا وما فيها اضحك من باك على راحل.. تدمى عينيه مآفيها
أيهما أسعد فى شرعه.. من فاتها أم من يعانيها؟
صديقى ان السعادة بين يديك فلماذا تتركها وتبعد عنها؟.
عشاق الحياة يبتسمون دائما لها فى حب وتفاؤل.