يبدو الرئيس السيسى فى خطابه الاخير فى إحتفال عيد الام بسيطاً وعملياً للغاية ولكن لا تنخدع كثيراً تلك روح الجمالية ..روح مصر القديمة روح وعقل وقلب اهلنا هناك وهى روح جدلية وواقعية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانى حيث لا تحتل البلاغة وترصيع الكلام بالمحسنات البديعية أى مساحة فى لغة الخطاب والكلام يميل للعامية الشعبية وحتى الافكار الكبيرة مصاغة لرجل الشارع البسيط لا للمثقف الالمعى الحاذق الرجل يدرك التحديات، تحديات البناء والتنمية التى تجعله يصبر على الغضب لأنه لا يحمل ثأراً شخصياً إلا ويحوله على حد قوله الى طاقة إيجابية ويعرف ’ن هناك وحش وحلو لكنه يعد أن الحلو سيتغلب ويكون اقوى.
وحتى فى مواجهة استراتيجية كبرى فى اليمن يقول الرجل رسالة مصر الاساسيه الاستراتيجية ببساطة على الجيش اليمنى والاطراف السياسية ـن تنقذ اليمن ويخشى أن يفهمه الاخرين خطأ وبالطبع الخليج وفى القلب منه المملكة العربية السعودية هى الموجه اليها التخوف فالرجل يبدو كلاعب سيرك محترف يخوض فى اوحال الحروب الاقليمية والداخلية البشعة برشاقة لافتة وبلاده نفسها لازالت اقدامها غارزه فى وحل الفتن الطائفية والمذهبية والاجتماعية ولكنها تذهب بصعوبة وبقيادته الحكيمة الى التعافى بصعوبة وتحت ضغوط هائلة ولكن بدأب وصبر احياناً الطروف وخاصة الاقتصادية منها لا تمكنك من فرض رؤيتك على الاخرين خاصة فى القمة العربية الاخيرة وهى قمة سعودية خالصة فرضت فيها المملكة العجوز المتغطرسة خطابها كاملاً على الجميع وهو خطاب متغطرس عسكرى النزعة وشديد التطرف فى السياسة يلجأ للحل العسكرى أمام جماعات وقبائل وحرب داخلية موحلة فى اليمن لتحقيق مصالح ضيقة للمملكة وحدها لا لليمن نفسه ولا لسائر دول الاقليم والحل هناك سياسى فى الاول والاخير ولا يمكن أن يكون الا سياسياً. وايضا يحمل خطاب المملكة بخصوص سوريا خطاباً عسكرى النزعة أعلى حتى من الخطاب الامريكى والغربى بخصوص سوريا الذى بات يعلم أن الاسد والجيش والدولة السورية هم المكون الجوهرى فى الحل السياسى هناك ولكن المملكة تذهب شططا بعيداً جداً هناك فى حرب داحس والغبراء حيث لا تنتهى المجازر والمهالك.
وكذلك الشأن فى سائر القضايا الدولية فبينما لا يأتى ذكر الارهاب ولا التحديات الارهابية فى المنطقة العربية ولاحتى المحور التركى الطامح الطامع يتم اختصار العداء سياسياً فى المحور الايرانى ومذهبياً فى الشيعة والسنة وهو خطاب يحمل رسالة غاية فى التطرف للاقليات الدينية فى الوطن العربى أخشى أن اقول انه خطاب داعشى الشكل والمضمون وهو يكرس بصراحه مطلقة للداعشية السياسية والعسكرية كخيار أخير لا لمواجهة الارهاب ولا يلتفت لقضايا التنمية والبناء وحتى الموقف الدولى من روسيا حمل صقور المملكة التحديات الى مستوى جديد توجه فيه المملكة على لسان وزير خارجيتها العجوز المتغطرس الاهانة الصريحة الى رئيس قوه عظمى هى روسيا والرئيس بوتين حتى بأعلى من الخطاب الامريكى والغربى فى هذا الشأن وبما يشكل حرجا بالغاً لرئيس الدولة المضيفة مصر بما تشكله من حجم ومعنى فى المنطقة .
نخلص الى القول أنه مع ذلك تعامل الرئيس السيسى وسط تحديات كبرى خطيرة بعقلية جدلية وبفهم بالغ لكافة التحديات والمواجهات يجعل مصر لاعباً اساسياً رغم انف الغطرسة ومن يقودون التطرف فى المنطقة الى المهالك القاضية كانت لمسات الرجل ماهرة رغم الصعوبة وكافة الملاحظات، فلا يتيح له تعقد الموقف الاقليمى والدولى وحتى الموقف الداخلى اكثر من ذلك لا يتيح له إلا أن يظل يحتفظ بقدراته على أن يكون فى قلب اللعبة لا خارجها ليفرض فى الوقت المناسب رؤيته على الجميع هذه هى شخصية السيسى السياسية ، عملى واقعى وصاحب رؤية بعيدة هى رؤية مصرية فى التحليل الاخير.
فى حقيقة الامر والحقيقة ليس لدينا الان وهناك اعظم من ذلك لنقدمه فى الواقع الحالى وتبدو الظروف تعمل لصالحنا مع ذلك وسط تعقد وتشابك مواقف الاطراف المختلف وحقيقة الظروف الداخليه لمصر كان بالامكان ان نقول للرجل لا تتورط أكثر فى اليمن ولكن ينبغى أن ندرك أن الجميع هناك متورط حتى الثمالة فى سياسات عمياء متطرفه لا تبقى ولا تذر وصلت الى منحاها الاخير الان وهى المواجهات العسكرية لفرض واقع لا سبيل الى بلوغه ابداً بالحرب، ومصر تبدو هى ورئيسها الان كلاعب سيرك محترف يخوض حقل الالغام !! .