* منذ سنوات بعيدة ارتبط صديقنا قلتة جاد بـوطني.. صديقنا من الإسكندرية وله نشاط سياسي واجتماعي واسع النطاق, ومعروف باتصاله بالجميع, وخدماته للجميع.. سر هذا أنه يحمل قلبا صافيا يفيض بالحب الذي يوزعه بلا حساب وبلا تفرقة علي الكبير والصغير, الفقير والغني, المسلم والمسيحي, فصار بين الأهل والجيران وكل من قابله وعرفه مثالا للمحبة.. زد علي ذلك سعة أفقه وحكمته في معالجة كل الأمور.. ما أن سمع عن خصومة بين طرفين إلا وسارع طواعية وكان بينهما حمامة سلام يهدئ النفوس المشتعلة بكلماته الطيبة ومشورته الحكيمة التي تنزل كالبلسم تطيب جراح المتخاصمين.
** صديقنا قلتة اتسع دوره هذا فلم يعد قاصرا علي جيرانه ومعارفه والقريبين منه.. اتسع ليشمل كل مناطق الإسكندرية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا, خاصة بعد أن تأسست إبان ثورة 25 يناير جمعية أصدقاء القوات المسلحة والشرطة, واختير مع 15 مواطنا عضوا بلجنة المصالحات والمساعدات, وسرعان ما صار من أنشط أعضائها, وذاع صيته فهو لم يضع مكيالا علي وزناته.. بل مضي سفيرا للنوايا الحسنة ينشر كل قيم التسامح التي تتملكه, ويذيع كل تجاربه ويدعو للحذو بها..
ووجد في وطني الجريدة المنبر والملاذ الذي يلتقي فيه ورسالته التي أعطاها كل حياته.. ومن كثرة تردده علينا, ومراسلاته معنا, واتصالاته بنا, صار وجها مألوفا وصديقا حميما لأسرة وطني.
** صديقنا قلتة -68 سنة- أصابه السكر المرض الغدار الذي يلقبونه الآن بمرض العصر من كثرة توغله في دماء البشر في هذا العصر من الزمن الصعب.. وهو ككل مرضي السكر لا يعرف له سبيلا محددا.. حقيقي مع كثرة نشاطه قد يتعرض لانفعالات -والتي يقال إنها أحد الأسباب الرئيسية لمرضي السكر- ولكنهم لأنه يمتلك هدوءا وسلاما داخليا لا يرجح إطلاقا أن يكون هذا هو سبب مرضه.. أيا كان فقد أصبح في عداد مرضي السكر وتعايش معه لأكثر من 23 عاما.. وكما يحمل بهدوء وسلام مشكلات الناس, حمل أيضا السكر بهدوء وسلام كصديق فرض عليه أن يلازمه.. لكن السكر الغدار لم يستجب لمودته..
** في غفلة تغلغل السكر إلي عيني صديقنا قلتة وأصابه ضعف في الإبصار, أخذته حدته تزداد يوما بعد يوم.. ذهب إلي طبيب ليكتشف أن الأمر ليس مجر ضعف في الإبصار.. الأمر وراءه ما هو أكثر من هذا ويهدده -لا قدر الله- يفقد الإبصار.. ونزل رأي الطبيب كالصاعقة علي صديقنا, فهو لا يتصور أن يعيش في ظلام وهو ملء النشاط والحركة, وأن يفقد حبه الكبير للقراءة والبحث بين صفحات الكتب وأوراق الصحف, وأن يسقط قلمه وتتوقف رسائله التي يسطرها كل صباح للعشرات من محبيه..
** في نوفمبر 2014 -الشهر الماضي- طلب الطبيب تصوير قاع العين بالفلورسين.. وجاءت النتيجة المحزنة.. درجة الإبصار بالعين اليمني 60/2 والعين اليسري 6/6, ويعاني من تغيرات سكرية بالعينين ورشح سكري بمركز الإبصار بالعينين.. ومرة أخري طلب الطبيب عمل أشعة مقطعية, ولكن هذه المرة علي مركز الإبصار بالعينين..
وجاءت النتيجة لتكشف عن وجود ورم بدرجة كبيرة في مركز الإبصار بالعين اليمني.. وأمام هذا التدهور الكثير في مركز الإبصار بالعين اليمني قرر الطبيب البدء معه في العلاج, والذي يتلخص في أخذ حقنة Avastil وبعدها يعاد تصوير مركز الإبصار بالصبغة, فإن استجاب للعلاج وتقلص الورم يستمر في العلاج بالحقن إلي أن يختفي الورم من أمام مركز الإبصبار, وإن لم يستجب فعليه الخضوع إلي قدره, وأن يعيش البقية الباقية من حياته في ظلام.
** وحتي مع التسليم بمشورة الطبيب, فإن هناك مشكلة كبيرة أمام صديقنا.. فثمن الحقنة الواحدة 1250 جنيها, ولم يتحدد عدد الحقن التي سيحتاجها فسيخضع للفحص بعد كل حقنة, وربما يحتاج إلي أعداد منها لا يعرف مراها غير اللة.. المشكلة أن صديقنا قلتة عاش حياته للآخرين, ولم يعمل حسابا لهذا اليوم.. الجنيهات المحدودة لمعاشه الشهري تكاد بالكاد تكفي احتياجات أسرته البسيطة.. فمن أين له بهذه الآلاف؟!.. وكتم مأساته داخله إلي أن عرفنا بمأساته, وقررنا ألا نتركه ليعيش في ظلام.
** هذا الأسبوع استدعينا صديقنا قلتة لنصحبه في رحلة العلاج.. اصطحبناه إلي واحدة من أكبر مستشفيات العيون والتي نتعامل معها منذ سنوات, وقهر أطباؤها بمهارتهم الظلام الذي كان يهدد الكثير من أصدقائنا.. وبعد أن فحص الأستاذ الدكتور مجدي عيسي استشاري العيون عيني صديقنا, أكد لنا وجود ضعف شديد في الإبصار بالعينين, وجلوكوما بالعين اليمني, وتغيرات سكرية بمركز الإبصار.. وأمام هذا التدهور الذي أصاب العينين, طالب إعادة التشخيص لمشاكل السكرية في العينين من خلال عمل أشعة مقطعية لمركز الإبصار, وتحدد لها الثانية ظهر اليوم -الأحد 14 ديسمبر 2014- لإجرائها في المستشفي للعيون.
** الدكتور مجدي عيسي في حديثه معنا عن أمراض الشبكية كثيرة ومتعددة, وهي في حالات المرض السكري تنحصر في تغيرات كثيرة في شبكية العين ومنها ظهور شعيرات دموية جديدة, وأنزفة مختلفة الأحجام, وتلفيات في الشبكية وفي الجسم الزجاجي, وانفصال الشبكية, وكل هذا يؤدي إلي انعدام النظر.. ولكنه عاد يطمئننا أن علاج هذا يكون بعلاج مرض السكري نفسه بشكل متواصل وفعال, وبكي الشعيرات الدموية الجديدة وأشعة الليزر لتفادي نزفها, والتقليل من مضاعفات هذا المرض في العين, ومهما يكن من أمر فإن التغيرات التي تحدث في الشبكية نتيجة هذا المرض لا يمكن إصلاحها ولكن يمكن وقف أو تأخير حدوث مضاعفات جديدة فيها بالعلاج.. لكن مشكلة صديقنا قلتة أكبر من هذا بكثير لوجود ورم بدرجة كبيرة بمركز إبصار العين اليمني.. لكننا أيضا نثق في أن .. والمحتاجون إلي الشفاء شفاهم.. واليوم نواصل رحلتنا مع الصديق قلتة.. ونطلب صلواتكم.
فيكتور……
الصدفة .. وصدقات الصوم
** لم تكن مصادفة أبدا أن نحدثكم -في هذا المكان- صباح الأحد قبل الماضي 30 نوفمبر 2014- عن الصدقة لرعاية المرضي باعتبارها من أجمل ثمار الصوم.. لم تكن مصادفة أبدا لأننا نعرف أن هذا الأحد هو الأحد الأول من صوم الميلاد المجيد.. لكن الصدفة كانت بعد ساعات من صدور الجريدة.. ذهبت صباح هذا اليوم إلي أحد مراكز التحاليل الطبية لإجراء التحاليل التي إلتزم -رضوخا لأوامر الأطباء- بإجرائها في نهاية أو بداية كل شهر.. كان يسبقني علي الكونتر رجل في مقتبل العمر, ومعه زوجته الشابة, وتلهو من حولهما ابنتهما في براءة جذبت كل الموجودين.. قدم الرجل ورقة الطبيب بالتحاليل التي طلبها لزوجته.. حرك الموظف أصابعه علي Keyboard ليسجل علي الكمبير المطلوب, وطلب من الرجل 900 جنيه قيمة التحاليل المطلوبة.. شعرت بالحرج الشديد الذي وقع فيه الرجل وزوجته وهما يتهامسان, وفهمت أنهما لا يمتلكان هذا المبلغ.. الأكثر أنني رأيت علامات الحزن ترتسم علي وجهيهما.. يتحسران إن كان هذا هو المطلوب للتحاليل فكم ستكون تكاليف العلاج؟!..
** استدار الرجل وزوجته إلي الخلف, واصطحبا ابنتهما البريئة واختفيا, فيما كان الألم يعتريني وأنا أفكر فيما قد تعانيه هذه الزوجة الشابة من مرض.. وكيف سيدبران حالهما؟!.. وأحسست إحساسا مريرا بالألم لأني ترددت في أن أقدم للشابة المريضة تكاليف عمل التحاليل.. وفيما أنا أؤنب نفسي عاد الرجل وزوجته.. طلبا من الموظف عمل خصم.. يبدو الموظف أنه كان يشعر هو أيضا بما كنت أشعر به.. استجاب لطلبهم.. ولكنهما كأنهما لا يمتلكان التكلفة حتي بعد الخصم, طلبا أن يدفعا جزءا من المطلوب والباقي عند حضورهما لاستلام النتيجة.. ومرة أخري استجاب الموظف لطلبهما.. عندئذ بدأت أفكر جديا في أن أسدد لهما قيمة التحاليل.. حقيقي أنه واضح أنهما ليسا من إخوة الرب الذين نساعدهم ونقف إلي جوارهم ونخفف أوجاع أمراضهم, ولكنهما أيضا لا يملكان تكاليف العلاج..
** فيما كنت أفكر رن جرس التليفون المحمول -01144503376- الذي خصصناه لعمل الخير.. جاءني صوت سيدة يفيض بالمحبة.. ذكرتني بنفسها فقد اعتادت الاتصال بنا من حين إلي آخر لتقديم عطاياها لمساعدة إخوة الرب.. طلبت مني أن أرسل مندوبا لاستلام البركة التي خصصتها مع بداية الصوم.. البركة كانت عشرين ألف جنيه.. سمعت في هذه المكالمة صوت الرب يناديني للوقوف مع هذه الأسرة.. تقدمت إليهما ووقفت معهما في ركن من صالة المعمل.. عرفتهما بدورنا في الوقوف مع إخوتنا الأصاغر.. وكانت بداية جديدة لعمل الخير مع الأسر المستورة.. بداية جاءت مع بداية الصوم وصنعتها الصدفة وحدها.. وبالأحري صنعتها مشيئة الله..
فيكتور…..
–
أصدقاؤنا المرضي والمتعبين.. وأصدقاؤنا صناع الخير.. مرحبا بكم وندعوكم للتواصل معنا عبر المحمول رقم 01144503376 أو عبر البريد الإلكتروني [email protected]
=================
صندوق الخير
500 جنيه وفيق
500 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه أمين عبدالسيد وحرمه
20000 جنيه من يدك وأعطيناك
500 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه ماري حليم
200 جنيه صديق من العريش
1000 جنيه صديق من المعادي
3000 جنيه صديق من مصر الجديدة
3000 جنيه من يدك وأعطيناك
3000 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه منك وإليك يارب
1500 جنيه من يدك وأعطيناك
10000 جنيه فاعل خير
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
600 جنيه من يدك وأعطيناك
250 جنيه من يد الرب
1000 جنيه فاعل خير
1000 جنيه فاعل خير
1000 جنيه فاعل خير
1000 جنيه فاعل خير
——
49850 جنيه تسعة وأربعون ألفا وثمانمائة وخمسون جنيها لا غير