يُعد مشروع متحف قيادة الثورة من المشروعات القومية الثقافية الكبرى، وسيمثل إضافة هامة وقوية على خريطة الصروح الثقافية، فضلاً عن قميته الأثرية والتاريخية، ويتوقع أن يكون حال الإنتهاء منه مزاراً عالمياً ومنارة ثقافية وفنية مُتكاملة على ضفاف النيل، وأحد المعالم الثقافية الهامة بالقاهرة، وقد بدأ العمل به عام 2009 ليمثل رحلة في سجل نضال الشعب المصري من أجل الحرية والكرامة والعدالة، وهو ما عبرت عنه ثورة 23 يوليو 1952 كعلامة بارزة في تاريخ مصر، وتحديات تأسيس الجمهورية الأولى، وهو ما تواصل في ثورتي 25 يناير و30 يونيه.
فى هذا الاطار قام ا.د. أحمد عبدالغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية بزيارة لمتحف قيادة الثورة واستمع خلال تفقده شرح كامل للوضع الحالي والمرحلة المتوقف عندها المتحف وأسباب هذا التوقف، كما أستمع إلى سبل التغلب على المعوقات المالية، والحلول والبدائل التي يمكن الاعتماد عليها لإنطلاق العمل من جديد خاصة ان المتحف يحتاج نحو 80 مليون جنية حتى يخرج للنور.
يقع مبنى متحف زعماء الثورة، على ضفاف النيل في منطقة الجزيرة بالجيزة ، وهو الشاهد على تشكيل أول تنظيم عسكرى مصرى يهدف إلى قلب نظام الحكم، بهدف استقلال البلاد عن التبعية الأجنبية ، أنشئ المبنى تحت رعاية الملك فاروق كمبنى سكنى عام 1949، على الطراز المعمارى اليونانى القديم، بميزانية لا تقل عن 118 ألف جنيه، وكان من المقرر الانتهاء من إنشائه خلال عامين فقط ، يتكون المبنى من ثلاثة طوابق على شكل مربع يضم 40 غرفة وكان المبني فى البداية مرسى للسفن واليخوت الملكية، وكان من المفترض أن يسلم للملك فى يوليو 1952، غير أنه لم يطأه بقدمه لقيام الثورة، ليتحول بعدها إلى متحف زعماء الثورة، ففى 23 يوليو 1952 كان يحيط المبنى أربع دبابات ومدرعات مزودة بأسلحة سريعة الطلقات، ومع ذلك استطاع الضباط الأحرار إصدار الأوامر بعدم خروج السيارات ومنع التجول داخل المبنى، والقبض على قادة الجيش، الذين كانوا يدبرون للقضاء علي حركتهم، واستطاع الضباط الأحرار الاستيلاء على المبنى بالكامل وأذاعوا فيه بيان الثورة.
وصدر قرار عام 1996، بنقل تبعية مقر مجلس قيادة الثورة الكائن بمنطقة الجزيرة إلى وزارة الثقافة، ليكون متحفاً لزعماء ثورة 23 يوليو، وفى نفس العام أصدر فاروق حسنى، وزير الثقافة السابق، قرارا بضم المبنى إلى المركز القومى للفنون التشكيلية ليتولى إعداده كمتحف لزعماء الثورة، وتلى ذلك تشكيل لجان متخصصة لجمع وتسلم جميع المقتنيات التى تخص زعماء الثورة والموجودة برئاسة الجمهورية، حتى بلغ عدد مقتنيات المتحف 11886 قطعة، من أهمها الميكروفون الذى أذاع منه الرئيس السادات بيان الثورة، وأول علم رفع على أرض سيناء بعد العبور عام 1973م، والعديد من صور الرئيس جمال عبدالناصر مع زعماء العالم، وصور للرئيس أنور السادات، ومجموعة من التماثيل النصفية للرئيسين عبدالناصر والسادات، ومجموعة من الهدايا المقدمة للرئيس السادات فى مناسبات مختلفة، ومجموعة من طوابع البريد التذكارية الصادرة فى المدة من 1952 إلى 1960 بمناسبة أعياد الثورة، والعديد من الوثائق الخاصة بأحداث الثورة وزعمائها.