مما لا شك فيه أن الفن روح الحياة ومتنفس لكل إنسان، ويعتبر فن الدراما من أقوى الفنون التي تؤثر في وجدان الناس، بل وتشكل جزء من تاريخهم، وهكذا الحال هذه الأيام. لكن يكمن السؤال الذي يتردد على مسامعنا.. هل ما نراه في الدراما المصرية الآن هو انعكاس للواقع والمجتمع، أم أن الدراما هي التي تؤثر في المجتمع ومجريات الأمور؟ وللإجابة على هذا السؤال إليكم هذا التحقيق:
مراعاه كيفية تناول القضايا
نوهت الدكتورة سامية أحمد أستاذ الإعلام جامعة القاهرة قسم الإذاعة والتليفزيون، إن الدراما تؤثر بشكل كبير في المجتمع ويصطبغ المجتمع لما تحتويه الدراما سواء بالسلب أو الإيجاب، فنجد إن كثير لما تحتويه مشاهد الدراما من ألفاظ تصبح على لسان الشباب والصغار فالدراما تعتبر مدرسة بلا معلم، لذلك عندما نتناول قضية ما في المجتمع يجب مراعاة كيفية عرضها وتناولها بحيث نعرضها بشكل يجذب المشاهد دوم إسفاف أو خروج عن تقاليد مجتمعنا لكي نصل للهدف ولا نحيد عنه,
ميثاق شرف إعلامي
من جانبها، قالت الدكتور أماني فهمي رئيس شعبة اللغة الإنجليزية بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الدراما يحب أن تسلط الضوء على ماهو أخلاقي ولا يفترض أن تلقي الضوء على سئ أو عنيف، بل تزيد من رسوخ الأخلاقيات والقيم وتبعد عن أي مشاهد بها إثارة المشاهد ولكن للأسف الأعمال الدرامية أصبحت مثل السلعة التي تصنع لما يجلب إرادات و إعلانات أكثر ، ولكن قديما كان صناع للدراما هدفهم بروز الأخلاقيات في مجتمعنا وبث روح التفاؤل والإيجابية في المشاهد، بالطبع المشاهد يتأثر بما يراه ويحاول محاكاته لذلك يجب وضع ميثاق شرف علامي يسير عليه كل صناع الدراما ولا يحيدون عنه.
محاكاه للواقع
وأشار الدكتور صفوت العالم الخبير الإعلامي وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أن المجتمع يتأثر بشكل كبير و المشاهد بيتوحد مع الشخصيات المقدمة ويحاكيها بشكل كبير، وأيضا الدراما تنقل شخصيات في المجتمع مثال شخصية داليدا في مسلسل حكايتي ومن تأخذ عمل الفتاة وتنسبه لنفسها وغيرها من الشخصيات فهو تجسيد لبعض القضايا الموجوده في المجتمع ولكن من الأشياء المعيلة للدراما في الآونة الأخيرة مشاهد العنف والماء والتي كثرت والتي تؤذي عين المشاهد وتمده بطاقة سلبية.
مدرستان للدراما
وأكد الدكتور ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي ومستشار في مجال الإتصالات والإعلام أن هناك مدرستان يتبعها صناع الدراما أولها من يتبع مدرسة التأثير في المجتمع لما يقدم من فن والثانية مدرسة القاء الضوء على القضايا المختلفة في المجتمع و محاكاة الواقع .
وعن رأيه في الدراما الرمضانية، قال: إن للأسف الدراما هذا العام تبعد عن مفردات الدراما ويوجد عدم تناغم في أساسيات وركوز الدراما والأحداث تقدم بشكل باهت غير متجانس وذلك للأسف يأخذ من رصيد الدراما المصرية نحن نحتاج إلى كتابة بها حبكة الدراما.
كما كان في ليالي الحلمية ورحلة أبو العلا البشري ورأفت الهجان والتي كانت تعتمد على ورش كتابة تأخذ وقتها في كتابة الأحداث بشكل مترابط وبه تناغم وانسجام.
نحتاج دراما اجتماعية بسيطة
وقالت الدكتورة إيمان نصري أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان
لم تختلف البرامج والدراما هذا العام كثيرا عن العام الماضي، فإذا بحثنا عن أهداف البرامج الترفيهية فقد انحصرت أما في إيهام المشاهير بأداء مهمة معينة اعتقادا من القائمين على البرنامج بأنها ستمتع المشاهد أو أنها تضع المواطن بورطة للتعرف على موقفه في تلك الورطة، ولكن طبيعة الموقف وأهدافه بتلك البرامج ورسالتها لك تكن إلا موقف مخيف أو مثير للدهشة فقط ليس إلا.
لا توجد رسالة إيجابية خاصه لكل مشاهد بحيث تساهم في تعديل السلوك أو التشجيع على تبني قيم إيجابية تكون موجهة للطفل أو للفتاة أو الشاب ..الخ
وأضافت :برامج أخرى، تم الإنفاق عليها ببذخ شديد والإعداد الهائل المستفز ولكن أهدافها لم تتعدى نشر خصوصيات الضيوف، أي لا توجد علاقة بناءة بين الصوم لشهر رمضان الفضيل وبين التحلي بقيم إيمانية أو دنيوية مطلوبة لتحقيق التعايش وتجاوز الأزمات اليومية وبث المحبة الحقيقية وليست الشكلية.
واختتمت حديثها قائلة: أما بالنسبة للدراما فإن معظم المسلسلات طرحت أفكارا تقليدية متوقع نهاياتها أو كانت للتسلية فقط أو كانت تقليدا لقصص تم عرضها بافلام قديمة بأسلوب معاصر، ولكن الإيجابي هو انخفاض مشاهد العنف مقارنة بالأعوام السابقة
ما نحتاجه بعد رمضان برامج ودراما اجتماعية بسيطة ماديا تعرض القضايا الحياتية للفئات المختلفة بالمجتمع المصري دونما تشويه أو إسراف أو مظهرية القصور والفيلات التي يعيش بها ابطال القصة والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون شائعة بين معظم الشعب كي لا تخلق نوعا من الاحباط بين المتعطلين وغيرهم.
كما أنه ليس بالضرورة أن يتحول بطل المسلسل أو بطلته من شخصية بسيطة محترمة إلى شخصية شريرة متسلطة كي تستطيع العيش ورفع مستواها المعيشي وحل مشكلاتها، فكم من النماذج البسيطة التي حققت نجاحات دون أن تتحول شخصيتها بالضرورة إلى النقيض كي لا تشجع بالمجتمع قيمة رفض الخير ونبذ الترابط الأسري والانتقام من الآخرين.
التوحد مع الشخصيات
وقالت ماجدة إبراهيم موظفة اننا نتأثر كثيرا بالدراما ومن الممكن أن نتفاعل مع شخصيات عمل درامى ونتوحد معها لدرجة إن نفكر فى حلول اذا وقعت فى مشكلة، بالتأكيد الدراما تؤثر على المجتمع وتشكل وجدانه، والدراما فى رمضان هذا العام تتنوع مابين الكوميدي والاكشن ولكن أجد بعض المسلسلات لا تترك بصمة واضحة وباهتة المعالم، وهناك أداء من بعض الممثلين جيد ويستحق المشاهدة
شكل مبالغ فيه
واشارت ابتسام ميخائيل صيدلانيه إن المسلسلات هذا العام بعضها جيد مثل كلبش و حكايتى فهى تتابع الدراما التى أحداثها مختلفة وغير متوقعة، ولكن هناك مأخذ ان كثير من القضايا تتناول بشكل مبالغ فية بعيدا عن الواقع وذلك يفقد مصدقية العمل