جاء حادث مقتل القمص مقار سعد كاهن كنيسة مارمرقس بشبرا الخيمة صدمة لكل محبيه، وبالاخص ابنائه في الكنيسة ومن كانوا يخدموا معه، فكل من تعامل معه أقر أنه تلامس مع محبة حقيقية، وأبوة بمعنى الكلمة، وجاء ذلك عبر كلمات بناته في الخدمة والذين كتبوا هذه الكلمات بعد نياحة ابيهم.
“أسد مارمرقس جوانا”
قالت عنه أحدى بناته كان بيحب يشوف بناته شخصيتهم قوية و ماشين فالشارع رافعين رأسهم و ضهرهم مشدود زى ما هو كان بيمشى “أسد” مرة فالشارع شافنى ماشية ضهرى محنى شوية وقفنى و قالى شدى ضهرك و أمشى مفرودة بنات مارمرقس دايما ضهرهم مشدود، هي مواقف كتير مش بتخلص ضحكة و حب و حنية و فخر بولاده دايمًا.
واكملت في أحدى المرات كنا بمؤتمر الطفولة مع المطرانية و كان فى مسابقة فنية بين الكنايس و أنا و بنت أخرى اللى كسبنا، فرح بينا أوى و كان يقولنا دى بنات مارمرقس مع أنها كانت حاجة صغيرة بس كان بيفرح و يفتخر أوى بولاده و كمان كان بيفرح بينا لما نتناقش و نتلامض.
“اللي يتحط في بيتي.. يتجاب لأخوة الرب”
وكتبت أحدى خادمات أخوة الرب: كان لما ييجي يجيب حاجات أخوة الرب يقولوله يا أبونا الشهر ده عيد، الكميات اللي بتتوزع أكبر بلاش نجيب من فلان ده غالي أوي، كان يقولهم اللي يتحط علي ترابيزة بيتي هو اللي يتجاب لأخوة الرب.
وعن أخر موقف مع أحد بناته قالت: كنت خارجة من درس أنجليزي وبعدين قولت هروح من غير ما أعدي على الكنيسة عشان أروح البيت بسرعة وبعد ما عديت الكنيسة بكام خطوة لقيت حاجة جوايا بتقولي لا ادخلي صلي بسرعة واخرجي، دخلت لقيت أبونا مقار قاعد مع بابا فسلمت وبعدين سلم عليا وقالي راحة على فين كدة قولتله جاية من درس انجليزي يا أبونا، فا قعد يهزر ويقولي ايوة بقي انجلش ولغات، وبعديها اداني عيدية العيد وشكرته وقولتله ليه التعب بس فا قالي لا ده أحنا أخدنا بركة.
واختتمت كلامها: بكتب الكلام ده وأنا متأثرة جدا وكان نفسي أعيش معاه عمر أطول بس ملحقتش للأسف، وبعد اللي حصل عرفت أن ربنا دبر أني أرجع الكنيسة مخصوص عشان الموقف ده يصبرني باللي حصل.
قدس أبونا اب أعترافي من 18سنه كان حنين عليا ودايما يقف معايا في أي موقف كان يقول قدام أي حد ديه بنتي، و أنا متعودة أحضر القداس الاول لكن يوم السبت قولت لولادي أحنا بكره هنحضر القداس التاني وكان قدس ابونا هو اللي عامله، و يوم الاثنين الفجر حلمت أني في الشغل بقول أبويا مات، وفعلا في الشغل جالي الخبر.
وقف معايا في موقف كانه اب فعلا وكان بيشجع صغار النفوس وينادي يا مس دايما لولاده الصغيرين عشان نتعلم نحترم بعض وأنا صغيرة أيام التدريس أفتكر كنا لما نشتكيلو من مدرس فورًا يغيره، ويجيب الاحسن منه ولو احتاجنا مادة زياده يجيب مدرسها حتى لو كنا 3 في الفصل.
“متابعة أسبوعية للخدمة.. كلمة حق في كل موقف”
وتابعت: أحلى رحلة كنت اطلعها معاه ضحك وبشاشه ويعزم علينا من اكله، عمل لي الجبنيوت بتاعي كان دقيق جدا في محضر الجبنيوت منعا للمشاكل بيسال دايما ماما عني رغم بعد جوازى يقولها ازى بنتك معاها عيال ايه ربنا يخليهوملها فعلا كان شجاع ورأسه مرفوعه وكلمته حق للي يفهم طلعنا خدام عندنا قوة في الخدمة مع المخدومين لانه أسبوعيًا اجتماعات ومتابعة للخدمة بكل تفاصيلها، كان بيحب الهدوء في القداس لانه موضع الله هقول خسارة والف خسارة منستاهلكش.
” ييخاف على الكنيسة”
وعن غيرته على الكنيسة كتبت أحدى الخادمات:
كان مره فى واحد ضرب نار قدام الكنيسة ونزلنا قفلنا باب الكنيسة، وأبونا فتح الباب بكل شجاعة ووقف قدام الكنيسة علشان يشوف مين اللى بيضرب نار، وأنا وأبونا إنيانوس فضلنا نقوله أدخل يا أبونا ادخل يا ابونا، وهو رفض يدخل لغاية ما أبونا إنيانوس شده من إيده ودخله الكنيسة، فكان إنسان شجاع وعلى طول بيخاف على الكنيسة.