قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها (731)
افتتح الرئيس السيسي الأسبوع الماضي عددا من المشروعات القومية الكبري في مجال تحديث وتطوير شبكات الطرق والكباري والمحاور المرورية في إطار دعم الاقتصاد المصري وجذب الاستثمارات وفتح آفاق جديدة للتنمية وخلق مجتمعات عمرانية جديدة علاوة علي تسهيل الحركة بين مناطق الإنتاج والاستهلاك ومواني التصدير.
وقضت المشروعات العملاقة التي افتتحها الرئيس محور تحيا مصر لربط شرق القاهرة بغربها والذي يضم 12 كوبري معلق فيها كوبري جزيرة الوراق, وكوبري النيل الغربي, وكباري منطقة شبرا, وكوبري تقاطع الدائري, والمرحلة الثانية من محور روض الفرج الذي يضم كوبري تحيا مصر الذي يعد أعرض كباري العالم, هذا علاوة علي توير وتوسعة محور المشير, وإنشاء طريق امتداد محور المشير وكوبري الشهيد المقدم أحمد أبو النجا وكوبري الشهيد النقيب أحمد حافظ شوشة أعلا محور أبوزيد خضر.
تابعت بكل اهتمام وفخر تلك الإنجازات العظيمة وما نشر عنها من تفاصلي هندسية وإنشائية وما تم ابتكاره من تقنيات تكنولوجية لتسهيل التنفيذ وما تم إنجازه بالسواعد المصرية لشركات المقاولات المصرية والمكاتب الهندسية الاستشارية المصرية بالإضافة إلي ما ذكر عن الاستعانة بالخبرة الأجنبية لإجراء الاختبارات والتأكد من مطابقة التنفيذ للتصميمات الموضوعة وللمواصفات العالمية.
لا يتسع هذا المكان لتسجيل جميع المعلومات الهندسية التي وردت خلال التغطية الإعلامية لاحتفالات افتتاح هذه المشروعات العملاقة وما تضمنته من تتبع المحاور المرورية لشبكات الطرق القومية وكيف تمت توسعتها بزيادة عدد حاراتها المرورية -وكيف تم ربطا ببعضها البعض بالتقاطعات الهندسية اللازمة والكباري بحيث يتم تحقيق شبكة حديثة من الطرق تربط البح الأحمر بالبحر المتوسط عبر ما وصف بأنه محور الزعفرانة- مطروح… المعلومات حاشدة وغزيرة والتغطيات الإعلامية تعج بصور المسئولين وجميع مراتب العاملين المشاركين في هذا العمل العظيم علاوة علي ما سمحت به تلك الصور من إظهار الفتات من العناصر الهندسية التي جاءت في خلفياتها!!
بحثت وسط كل وقائع هذا الحدث العظيم عن خرائط توضح تكوين الشبكة التي تم افتتاحها وعناصرها فلم أجد (!!).. حاولت أ أخلق صورة ذهنية من واقع السرد المعلوماتي الذي جاء علي لسان المسئولين في احتفال الافتتاح لعلي أستطيع تلمس طريقي عبر المحاور المذكورة لكني فشلت (!!)..
عدت لما نشر عن أهداف المشروع العملاق والتي تضمنت التخفيف عن كاهل المواطنين في تيسير حركتهم عبر مصر من البحر الأحمر إلي البحر المتوسط ومن شرق القاهرة إلي غربها وبحثت عن كيفية تعريف المواطنين بذلك فلم أجد سوي كلام مرسل دون أية خرائط توضيحية يمكن دراستها وإتباعها في الحركة من مكان لآخر (!!)..
هذا واقع غريب يلقي بظلال قصور مخل علي ذلك الإنجاز العملاق بجميع المقاييس.. والحقيقة أنها ليست المرة الأولي التي اصطدم فيها بهذا الواقع فالأمثلة عديدة والخبرات متراكمة في حياة كل منا علي كيفية تعرفه علي محاور الحركة المرورية الجديدة في بلادنا, وكلها تنحصر في عنصر المفاجأة والحصول علي المعلومات من سؤال عابري السبيل أو من المعارف والأصدقاء الذين سبق لهم اجتياز مجاهل تلك الطرق الجديدة.. والنتيجة المؤسفة أنها جميعها تطرح سؤالا يبحث عن إجابة: من يتصدي لنشر وتوزيع الخرائط اللازمة لتعريف المواطنين بطرقنا المعروفة المجهول؟!!
إن كل مواطن يعيش ويعمل ويتحرك علي أرض مصر من حقه أن يحصل علي خرائط تفيصيلية واضحة لشبكات الطرق وتقاطعاتها ليستعين بها في تحديد خط سيره من مكان لآخر سواء كان هو وأسرته أو في مجال عمله أو في إطار تحركات المختلفة.. لا يمكن أن نستمر في ترك ذلك للصدفة أو للتجربة والخطأ أو للاستعانة بصديق(!!).. لا أتصور أن يكتمل هذا العمل العظيم الذي تم افتتاحه الأسبوع الماضي في إطار مشروعات ضخمة سبقته منذ أعوام وأخري ضخمة سوف تلحقه في المستقبل القريب دون منظومة علمية دؤوبة يقوم بها جهاز رسمي من أجهزة الدولة لنشر وطباعة ملايين الخرائط وإتاحتها للمصريين سواء ليشترونها من منافذ التوزيع المختلفة أو ليحصلوا عليها مجانا من كافة المنافذ من أجل محو أميتهم بالنسبة لطرقنا المعروفة المجهولة!!