نقلت مجلة ذا ويك”The week” أن جماعة بوكو حرام أصبحت ثريه بشكل واضح، وأنها غيرت أسلحتها الرخيصة نسبيا من نوعية AK-47s في الأيام الأولى من 2009 إلى مدافع مضادة للطائرات والدبابات ومركبات قتالية مهيأة للسير في الصحراء ، مشيرة إلى أن مصادر التمويل المتنوعة والتي تمثلت في اختطاف المئات من فتيات المدارس، لبيعهن كـ”جواري”، بالإضافة لأأموال الفدية مقابل الإفراج عن المختطفين، حيث إن بوكو حرام قد مولّت بعض عملياتها المسلحة من خلال مهاجمة وسرقة بنوك في نيجيريا ، موضحة أنه منذ عام 2011وحتي منتصف عام 2013، كانت بوكو حرام حاكمًا فعليًا لمساحات شاسعة من نيجيريا والتي فرضت سلطاتها عليها ومن ثم فرض الضرائب عليها.
من جانبها رصدت وكالة “رويترز” منابع تمويل الجماعة من خلال مقابلات مع 12 مسؤولاً أميركياً سابقاً وحالياً ، ويتضمن نهج الجماعة استخدام الأفراد في نقل الأموال في عملية يصعب تتبعها، وكذلك الاعتماد على مصادر تمويل محلية، والانخراط في علاقات مالية محدودة مع الجماعات المتطرفة الأخرى ، وجنت بوكو حرام الملايين من خطف شخصيات بارزة. وبهذا تكون الجماعة خارج النظام المصرفي العالمي، مما يجعل العقوبات عديمة الجدوى في التأثير عليها.
كما كلّفت جماعة بوكو حرام اقتصاد اقتصاد بلدها والتى تعد من أكبر دولة لإنتاج النفط الخام، ما يصل إلى تسعة مليارات دولار، وذلك وفقاً لما ذكره قائد الجيش الجنرال يوسف بوراتاي.
وقال بيتر فام وهو باحث نيجيري في مؤسسة اتلانتيك كاونسيل البحثية في واشنطن إن بوكو حرام طورت “نموذجا متنوعا ومرنا جدا لدعم نفسها ، وأضاف : “يمكنها بشكل أساسي أن نعتمد على ما تجود به الأرض بموارد إضافية متواضعة للغاية.”
وفي تقرير صدر أخيراً عن مكتب دراسات ألماني متخصص في نشاطات الجماعات المتطرفة عبر العالم، حاول المكتب أن يفسر السر وراء إقبال الشباب في محيط بحيرة تشاد على الانخراط في صفوف «بوكو حرام» على الرغم من الحرب الشرسة التي تخوضها جيوش دول المنطقة ضدها، ولقد توصل التقرير في خلاصته إلى أن معظم الشباب في هذه المنطقة يعتقدون أن «بوكو حرام» قادرة على أن توفر لهم وظائف بمقابل مادي محترم، بعكس وضع الحكومة.
الجدير بالذكر أن الاسم الرسمي للمجموعة “جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد“، أما اسم بوكو حرام فيتألف من كلمتين الأولى بوكو وتعني بلغة الهاوسا “التعليم الغربي” وحرام وهي كلمة عربية، فبوكو حرام تعني “منع التعليم الغربي”. تضم هذه الجماعة قادمين من تشاد ويتحدثون فقط اللغة العربية، وعند تأسيسها كانت الحركة تضم نحو مائتي شاب مسلم، بينهم نساء، ومنذ ذلك الحين تخوض من حين لآخر مصادمات مع قوات الأمن في بوشي ومناطق أخرى بالبلاد. وفي صيف ألفين وأربعة عشر أعلنت بوكو حرام الخلافة في مدينة غووزا شمال نيجيريا.