كشف علماء الفيزياء الفلكية، عن صورة لـ “ثقب أسود” في الفضاء تلتقط لأول مرة، وتبين ثقب أسود يقع في مركز مجرة M87 على بعد نحو 54 مليون سنة ضوئية عن الأرض.
وتقدر كتلته بأكثر من 6,5 مليار كتلة شمسية، أكثر من مئتي عالم شاركوا في هذا الإنجاز غير المسبوق في تاريخ البشرية، الذي قد يساعد على فهم أفضل للكون.
وعقدت الأربعاء ستة مؤتمرات صحفية متزامنة عبر العالم للكشف عن صورة هذا الثقب الموجود في قلب مجرة على بعد نحو 54 مليون سنة ضوئية عن الأرض,العلماء أجمعوا عن أنها خطوة كبرى للإنسانية لفهم أفضل للكون.
وبحسب مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية فقد أعلن علماء فلك، أنهم رصدوا ثقبا أسودًا “مرعبا” عمره ضارب في القدم، يزعزع النظريات السائدة حاليا حول تشكل هذه الأجرام الفضائية التي تبتلع كل ما حولها.
والثقب الأسود جرم هائل الكتلة بحيث، أن جاذبيته تبتلع كل ما حولها بما في ذلك الضوء الذي لا تسمح له بالإفلات منها، ولذا فإنها تبدو سوداء إذ لا ينعكس الضوء منها.
وتبلغ كتلة هذا الثقب الأسود ما يوازي 12 مليار مرة كتلة الشمس، بحسب ما ذكر العلماء في تقرير نشر بمجلة نيتشر البريطانية.
ووفقا للعلماء، فإن هذا الثقب الأسود، وهو الأكبر المكتشف حتى الآن، تشكل بعد حوالى 900 مليون سنة على الانفجار الكوني الكبير (بيغ بانغ) الذي وقع قبل 13,7 مليار سنة ونشأ الكون إثره، أي أنه يعود إلى وقت مبكر من عمر الكون.
وقال فويان بيان الباحث في جامعة استراليا الوطنية والمشارك في هذه الاكتشاف، إن تشكل ثقب أسود كبير في وقت مبكر نسبيا من عمر الكون “أمر يصعب فهمه في ظل النظريات السائدة حاليا عن الثقوب السوداء”.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” كانت الصورة لحلقة من الضوء غير متوازنة تحيط بدائرة مظلمة في قلب المجرة المعروفة باسم “ميسيير 87″، على بعد حوالي 55 مليون سنة ضوئية من الأرض.
وقد أعلن علماء الفلك أنهم شاهدوا أخيرًا “فجوة سوداء” وهاوية كونية عميقة وكثيفة، بحيث لا يمكن للضوء أن يهرب منها والتي تعرف بـ”الثقب الأسود”.
وقال شيب دولمان، عالم الفلك في جامعة هارفارد الذى وجه الجهود لالتقاط الصورة، خلال مؤتمر صحفى يوم الأربعاء فى واشنطن العاصمة: “لقد كشفنا جزءا من عالمنا لم نره من قبل”.
وتعد صورة الثقب الأسود التي التقطها العلماء إنجازًا تاريخيًا، من شأنه أن يعيد تسليط الضوء على نظرية النسبية العامة للفيزيائي ألبرت أينشتاين.