قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، إن غسل المسيح لأرجل تلاميذه جاء لكون القدم تحمل الإنسان، لكي يعلمهم أن يتحملوا الآخرين، وهو الأمر الذى يساوى غسل أرجلهم.
وأضاف، خلال عظة قداس خميس العهد من دير الشهيد مارمينا بكينج مريوط غرب الإسكندرية، “عندما تريد غسل أرجل الآخرين، فعلينا أن نتحمل الآخرين وأن تسند الآخرين من الضعفاء، والمعنى الأخير يعنى هي أنك تشجع صغار النفوس أوعى تكسر نفس إنسان، لأنك بتكسر نفس إنسان بالكامل”.
وتابع أن السبب الثانى لكون القدم تسند الإنسان وهذا الأمر وصية في الإنجيل وهي “أسندوا الضعفاء سواء صغار في السن والمرضى أو أصحاب الإمكانيات الضعيفة، على سبيل المثال ذوى الإحتياجات الخاصة، وعندما تسند إنسانا ضعيفا كأنك غسلت قدمه”.
وأشار إلى أن الأمر الثالث الذى نأخذه من غسل المسيح أرجل تلاميذه، هى أن القدم تساعد الإنسان على التقدم، وهذا يترجم إلى تشجيع صغار النفوس، وأن الإنسان يحتاج إلى أحد يشجعه من خلال إتصال أو إبتسامة أو تصفيق، وعلى سبيل المثال فإن التشجيع يساعد الطالب على التقدم”.
وأكد أن “غسل الأرجل فعل صنعه المسيح، بهدف إعطاءنا درسا في التواضع ليس بشكل إستثنائي بل ترك هذا الدرس قبل الصليب حتى يثبت هذا الدرس أمام تلاميذه، وللتأكيد على أن المحبة هي أن تذهب إلى شخص تحبه وتتواضع أمامه، وأن التواضع له صور كثيرة منها غسل الأرجل”.
وأوضح أن تلاميذ المسيح مروا بثلاث مراحل، الأولى مستمعين فقط لعظاته وتعاليمه، والثانية مشاهدين للمعجزات التي صنعها، أما المرحلة الثالثة والأخيرة وهي مشاركين، لافتا إلى أن ما حدث مع المسيح خلال أسبوع الآلام يرسخ مبادئ المحبة والتواضع والإجتماع والتوحد، داعيًا أبناء الكنيسة إلى التحلي بهذه الصفات.
كان البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، اليوم الخميس، قد شهد صلوات “الخميس الكبير” أو ما يعرف بـ”خميس العهد”، بدير الشهيد مارمينا العجائبي بكينج مريوط غربي الإسكندرية،
وبدأت الصلوات منذ فجر الخميس، حيث إستهلت بصلوات البصخة ومن ثم صلاة اللقان التى تصلى ثلاث مرات فقط خلال العام، فى الغطاس وخميس العهد وعيد الرسل، واللقان إسم يوناني للإناء الذى يوضع فيه الماء للإغتسال منه ويطلق على الصلوات التي يقدس فيها اللقان، حيث قام “البابا” بعدها بغسل أرجل مجموعة من الأباء الرهبان والأساقفة، وبدورهم غسل الأساقفة والكهنة أرجل الرجال الحاضرين، بينما تم رش السيدات بالمياه، ومن ثم تم رفع صلوات القداس الإلهى.