مينا بنداري: أسست النادي لأتحدى العنصرية والطائفية في كرة القدم
10 فروع على مستوى الجمهورية والإقبال منقطع النظير
مينا بنداري شاب قبطي في مقتبل العمر, لم يتجاوز ال 23 ربيعا, يدرس نظم ومعلومات, لاعب كرة قدم موهوب, عاشق للكرة, يمني نفسه أن تكون موهبته الكروية الطريق إلى المجد والشهرة, شأنه شأن الكثيرين من الناشئين والشباب, وظن أن موهبته هي بوابة المرور إلى عالم الساحرة المستديرة, لكنه اضطر أن يعتزل لعب الكرة إجباراً في سن ال 18 ليس بسبب إصابة ما منعته من تحقيق حلم الطفولة, ولكن بسبب هويته الدينية والتي كانت الحائل أمام تحقيق طموحه.
قرر مينا أن يتحدى العنصرية والتمييز الديني في كرة القدم؛ فقرر تأسيس أول نادي رياضي قبطي لكل المصريين أطلق عليه اسم “جي سوي” أي “أنا أستطيع”, وأنشأ له فروعا في المحافظات ليحقق أحلام الصغار, والشباب الذين تحطمت آمالهم وأحلامهم على صخرة التعصب الكروي رغم موهبتهم… كان لنا هذا الحوار مع الكابتن مينا بنداري
*س : حدثنا عن رحلتك مع كرة القدم ولماذا اعتزلت في سن صغيرة رغم عدم إصابتك ؟
** ج : كنت أتمتع بموهبة كروية كبيرة في كرة القدم, وخضت تدربيات شاقة لأصل إلى أعلى فورمة حتى إذا تقدمت لأحد الأندية أحوز القبول لمهارتي وكفائتي التي هي المعيار الأساسي في كرة القدم وأحقق أحلامي بأن أصبح لاعب كرة مشهور؛ فتقدمت للاختبارات في نادي كبير في منطقة الشاطبي بالإسكندرية, ونجحت بالفعل, وبعد شهر ونصف عرفت أن العائق في سبيل قيدي بالنادي هو هويتي الدينية والتي يكشف عنها اسمي, طلب منى أحدهم تغيير اسمي للاستمرار لكنني رفضت فكان تعليقه على ذلك: يا خسارة! تركت النادي مرغما وذهبت لنادي آخر في منطقة أبوقير, اختبروني ونلت القبول ولكن لم يتم قيدي واستمريت على دكة الاحتياطي شهر كامل لم أشارك سوى دقائق قليلة في بعض المباريات الودية؛ حيث إن اسمي كان للمرة الثانية السبب في إهمالي واستخدام طرق غير مباشرة للتطفيش فتركت النادي بعد أن أيقنت أن هويتي الدينية ستكون العائق واعتزلت مرغما سنة ٢٠١٥ وأنا في سن ال 18.
* س : ماذا فعلت بعد اعتزالك الكرة في سن مبكرة ؟
* * ج : فكرت أن أحل مشكلة اللاعبين المسيحيين في مصر المستبعدين من الانضمام لأندية الكرة بسبب هويتهم الدينية, وليس لعدم كفاءتهم, أخذت دورة تدريبية في نقابة المهن الرياضية بالإسكندرية, وحصلت على شهادة تتيح لي التدريب وأصبحت أصغر مدرب كرة قدم في مصر فى سن 23 والشهادة معتمدة من منطقة الكرة واتحاد الكرة, ثم عملت بحث ودراسة عن تجربتي مع كرة القدم عنوانها التمييز بين المسيحيين والمسلمين في كرة القدم وسألت: لماذا لا يذهب أبناء المسيحيين إلى الأندية الرياضية؟ وكان الرد: لأنهم يعرفون مسبقا أنه سيتم رفضهم من قبل المدربين والإداريين في هذه الأندية ليس بسبب افتقادهم للكفاءة أوالموهبة، لكن بسبب هويتهم الدينية, وفي المعتاد يرفض الأهل أن يتعرض أبناؤهم لمقارنة من نوع “هذا رفض لأنه مسيحي وهذا قبل لأنه مسلم”, وللتعويض عن حرمانهم من ممارسة ولعب الكرة في الأندية الرسمية يضطر المسيحيون إلى للذهاب إلى دوري الكنائس
* س: هل دوري الكنائس يفي بالهدف؟
** ج : رغم أن له جانب إيجابي وهو إشباع الهواية والرغبة في لعب الكرة إلا أنه في الوقت ذاته له جانب سلبي, حيث إن الكنيسة لن تنمي موهبة اللاعب وتصقلها لافتقارها لمدربين مؤهلين ومحترفين, كما أن دوري الكنائس لايسمح له بالاشتراك في المسابقات الرسمية التي تشارك فيها الأندية الرياضية, وبالتالي يحرم اللاعب من تمثيل الأندية ومن تصعيده للفريق الأول ومنه إلى منتخب بلاده الوطني.
* س: ماذا فعلت لكي تحل مشكلة اللاعبين المسيحيين المرفوضين من الأندية؟
** ج : قلت إن مصر لاتحتكر كرة القدم, ومن ثم من يلعب ومن لايلعب حيث توجد 52 دولة مشتركة في اتحادات كروية تخضع للفيفا ولوائحها وقوانينها ونظمها, ومن شروط اللوائح ممنوع العنصرية والتمييز لذلك قمت بتأسيس أول أكاديمية لكرة القدم ضد العنصرية والتمييز, وأصبحت متنفس للاعبين المسيحيين, ولم نحجبها عن أشقائهم من اللاعبين المسلمين فهي لكل المصريين ولانفعل مثل ما يفعلون في الأندية مع اللاعبين المسيحيين, ووجد الأهالي في هذه الأندية البوابة الذهبية للعبور للعب الكرة لأبنائهم وتفتح باب الأمل في تنمية مهارات وصقل مواهب أولادهم في أساسيات ومهارات كرة القدم من خلال التديبات والمباريات, ومن ثم الاشترك في المسابقات الرسمية من خلال ناديهم “جي سوي” لذا قمت بتأسيس أكاديمية كرة القدم باسم “جي سوي” je suis club وتعني أنا أكون, أو أنا أستطيع, إنت تقدر إنك تحقق حلمك بأن تصبح لاعب كرة مشهور, هذه الأكاديمية مفتوحة للجميع ونقوم بتدريب اللاعبين على ملعب أليكس سبورت في منطة الساعة بالإسكندرية حيث نقوم بتأجيرة نظير اشتراك مالي, حيث يتم التدريب مرة أسبوعيا في الشتاء بسبب الدراسة والمدارس وفي الصيف مرتين أو ثلاثة في الأسبوع, كما قمنا بتكوين فريق من الفتيات من سن 15 إلى 23 سنة بلغ عددهم 25 بنت نقوم بتدريبهم حتى لاتحرم البنات من لعب كرة القدم، أما البنين فالأكاديمية مفتوحة للأولاد من سن 6 سنوات وحتى 33 سنة ويصل عدد اللاعبين إلى 180 في الصيف
* س: هل اشتركتم في المسابقات الرسمية؟
** ج : نعم من خلال هذه الأكاديمية قمت بتأسيس أول نادي قبطي لكرة القدم في مصر تحت اسم نادي جي سوي وذلك فى 2 / 6 /2015 واشتركنا هذا الموسم في مسابقة الدوري العام القسم الرابع بالفريق الأول ولكن تحت اسم نادي المصري السكندري بفيكتوريا, وهذه لها قصة أخرى المهم الفريق الأول يضم 25 لاعبا مقيدا في المنطقة وبالتالي في اتحاد الكرة منهم 20 لاعب قبطي و 5 لاعبين من أشقائهم المسلمين وكلنا مصريين كما اشتركنا في مسابقات منطقة الإسكندرية بفريقن للناشئين الأول من سن 12 إلى 15 وعدد اللاعبين المقيدين 30 منهم 18 مسيحي و 12 مسلم والثاني من سن 16 إلى 18 وعددهم 25 لاعب مقيدين منهم 18 لاعب مسيحي و 7 لاعبين من أشقائهم مسلمين.
* س : نرجع لحكاية “تحت اسم نادي المصري” هل هناك مزيد من التوضيح؟
** ج : هذا النادي الشعبي رغم أنه مشهر في منطقة الكرة واتحاد الكرة إلا أنه لايشارك في المسابقات الرسمية لعدم وجود لاعبين وبالتالي تكوين فريق يشارك به وأيضا لقلة موارده المالية التي هي عصب كرة القدم
* س : هل كلامك يعني أن هناك مشكلة ما؟
** ج : الكرة حاليا قائمة على الاستثمار فالمال عصب الكرة والمشكلة تكمن في وجود أندية شعبية لها مقرات ومشهرة ومسجلة تتبع وزارة الشباب والرياضة لكن بعضها غير مشارك في المسابقات التي تنظمها المنطقة التابعة لها وبالتالي اتحاد الكرة لسببين: الأول ليس لديها لاعبين تكون بهم فريق لتشارك به وأيضا ليس لديها مدربين وإداريين, ثانيا ليس لديها الإمكانات والموارد المالية لتنفق على الكرة فيضطرون لبيع اسم النادي لمن لديه فريق كرة ويستطيع أن يشارك في الدوري ولكنه ليس لديه مقر مشهر ومسجل، فمن خلاله يشاركون بفريق للكرة باسم ناديهم فيلعبون تحت اسم النادي المشهر, يعني أندية لها مقار ولاتشارك لأنه ليس لديها فرق للكرة وأندية لديها فرق للكرة وتريد أن تشارك ولكن ليس لديها مقار. هذه هي المعادلة, فنادي جي سوي الذي أسسناه ليس لديه مقر ولا ملاعب للتدريب واللعب حيث إن الإمكانات المادية تقف عائق أمام شراء مقر للنادي وتوفير ملعب، بينما لدينا فريق أول يشارك رسميا وفريقان للناشئين يشاركان رسميا لكن تحت اسم نادي آخر, الصعوبة الأكبر أن قانون الرياضة الجديد اشترط ألا يقل المقر عن 1500 متر بينما في القانون القديم هناك أندية لها مقار عبارة عن شقة أو دكان يحمل يافطة باسم النادي؛ فمن أين لنا بالإمكانات المادية الضخمة المطلوبة ؟ لم نجد من يدعمنا من الإكليروس أو رجال الأعمال أو حتى راعي للنادي مما اضطرنا لحل هذه المعضلة أن نلعب تحت اسم نادي مشهر وهذا ما فعلناه في الإسكندرية وما يجاورها من محافظات تحت اسم المصري وفي القاهرة وما يجاورها من محافظات تحت اسم الهلال وفي سوهاج بالتحديد وما يجاورها من محافظات تحت اسم نيل سوهاج وهكذا, هل تعرف أن هناك نادي في القاهرة (ش م) عرض اسم النادي مقابل 5000 جنيه ونادي آخر (ح ص) عرض اسم النادي مقابل 7000 جنيه
* س : معنى ذلك أن الإمكانات المادية تقف عائقا كبيرا لديكم.. كيف إذن تنفقون على فرق الكرة بالنادي؟ هل لديكم من شراء الاسم وتأجير الملاعب ورسوم الاشترك والتنقلات وغيرها؟
** ج : نعتمد في ذلك على إمكاناتنا الذاتية وهي عبارة عن الاشتراك الرمزي الذي يدفعة كل لاعب وهو 100 جنيه شهريا ويتحمل كل لاعب طقم الملابس الخاص به كما يتحمل اللاعب رسم القيد للفريق الأول 150 جنيه والناشىء 45 جنيه, ومن اشتراكات اللاعبين تكون المصاريف الأخرى للنادي من تأجير ملاعب ورسوم تحكيم المباريات والمواصلات حيث إن الاشتراك في المنطقة التابعة لاتحاد الكرة الفريق الأول بالقسم الرابع 3500 جنيه، وكل فريق من الناشئين 250جنيه، تأجير ملعب ساعتين 300 جنيه، أكاديمية الخماسى الساعتين 240 جنيه، رسوم التحكيم للفريق الأول 500 جنيه عن كل مبارة على ملعبنا، وتأجير الملعب 300 جنيه عن كل مباراة على ملعبنا، والناشئين 300 جنيه عن كل مباراة على ملعبنا، ورسوم تحكيم 300 جنيه عن كل مباراة على ملعبنا, أما اللعب مع الفرق الأخرى خارج ملعبنا في الدوري أي على ملعبهم لاندفع تحكيم ولا تأجير ملعب حسب نظام المسابقة، فقط نتحمل مواصلات وأقل مشوار بالأتوبيس 700 جنيه، وأحيانا أضطر للتكملة من جيبي.
* س : هل لديكم فروع في باقي المحافظات؟
* * ج : نعم حتى الآن 10 فروع فى كل من الإسكندرية والقاهرة والبحيرة ومطروح والغربية في المحلة وطنطا والأقصر وسوهاج وأسيوط والمنيا، والبقية تأتي.
* س : هل وجد الإعلام الطريق إليكم؟
** ج : عملنا صفحة على الفيسبوك لنادي جي سوي ولنا فيديوهات على اليوتيوب لنشر أخبار النادي والأكاديمية وسجلت أحاديث عن التجربة مع عدة قنوات ومن خارج مصر مع الحرة الأمريكية وقناة من فرنسا وقناة من إسبانيا و bbc والمنظمة الدولية العربية وعدد من الجرائد والمواقع في مصر ومجلة من المجر ومجلة من بريطانيا, ولكن هذا أول حوار لي وبهذه التفاصيل ليصل صوتنا لمن يهمه الأمر
* س : أمنيات لكم في نهاية الحوار …
** ج : أن نجد راعي يدعم هذا النادي وأن تسلط عليه الأضواء وأن نجد التشجيع من الجميع دون عقبات والصعود من القسم الرابع إلى الثالث ثم إلى الثاني ثم إلى الأول أي إلى دوري الأضواء والشهرة وأجد فيك أنت شخصيا الدعم الإعلامي والمعنوي لأنى أعرف مدى اهتمامك بقضايا التمييز ضد الأقباط, وخاصة اهتمامك بالتمييز ضدهم في كرة القدم.