هناك طريقان للحاق بمن تفوق وسبقك إلي أفضل غد: الأول أن تبدأ من حيث بدأ وتجتهد للوصول الي ما جد فيه ووجد! والثاني أن تدعي له الخطأ وأنه عن الصواب قد ابتعد! ولإستكمال مشوار الدجل والتضليل والكسب الحرام علي حساب العليل! امزج زورا بين العلم الضئيل والدين الجليل! رغم علمك أن المزج بينهما مستحيل! فالأول يشك دائما ولا يرضي إلا بالتجربة والدليل! والثاني يؤمن دائما ويعتقد جازما بمحكم التنزيل!.
1ـ ممارس عام لم تمر علي تخرجه السنون! يدعي زورا أنه أصغر جراح قلب وتلك من الكبائر لو تعلمون! لأنها تحتاج دهرا من العلم والعمل والجهد الدؤوب! فما بالك بتمسحه في حبيب وطبيب القلوب مجدي يعقوب؟! الذي تبرأ منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب!
2ـ وجد ذلك الممارس فرصة العمر في مجتمع استبدال النصب بالطب والخرافة بالفكر! والحجامة بالدعامة وصدق أن جلطة القلب تمنعها صلاة الفجر!
3ـ وبالرغم من أنه لم يمارس الطب إلا قليلا فقد مارس الصيد كثيرا وكثيرا! فقد وظف نقوده في وسائل الإعلام شباكا! اصطاد بها مرضاه جماعات وأفرادا! جناها منهم ثانية مئات وآلافا!
4ـ ولمواجهة عجزه العلمي والعملي عن علاج مرضاه! جعل من (اللا علاج) طوق نجاته ومرساه! وضحي في سبيل جهله بأرواح الكثير من المرضي والمريضات! بعد أن حرمهم من أية علاجات أو دعامات أو جراحات!
5ـ ولما تبرأ النبيل مجدي يعقوب من مساعدته المزعومة في الجراحات! وتبرأت جامعة الأزهر من منحه أية شهادات! وأدانته النقابة وأوقفته عن العمل بأحكام نافذات!
لجأ إلي المزايدات في مجموعة تسجيلات أطال فيها شكاواه وأطلق اللحيات مع ماتيسر له من البكائيات عما يعانيه من اضطهاد ومظلوميات!
إن مجتمعا مثل مجتمعنا مازال غارقا في الجهل والخرافات!
بل إن بعض جامعاته أصبحت أضحوكة بين الجامعات! إذ تعقد المؤتمرات عن الحجامة بدلا من الليزر والجراحات! والحبة السوداء بدلا من الهندسة الوراثية والجينات! كفيل بأن يخلق من مثل ذلك النصاب العشرات والمئات!
وسيجعل كلا منهم مثل (مستر إكس) لا يعرف الممات! فمتي سيأتي اليوم الذي نفيق فيه من غيبوبة الجهل والخرافات!؟ وبنور العلم نقهر المرض ونبدد الظلمات! فإما استحققنا بعلمنا أن ننتمي إلي أرقي المخلوقات! وإما رضينا, بجهلنا, أن ننقرض مثل الديناصورات!
د.حامد عبدالله حامد
طبيب وكاتب