· ناقش أول رسالة دكتور ولجنة تحكيمة كانت الجمهور .. وبسببها رفعت عليه دعوة من أحد أعضاء الجمعية العمومية واتهامة بتأليف كتاب عن الإلحاد والكفر .
· كان وزير المعارف الذي أصدر قرار المجانية في التعليم .. وجعل التعليم للجميع .. فكان شعاره ” التعليم ضروري للناس كالهواء والماء ” .
· عاش قصة حب أسطورية وفي حب زوجتة قال لها ” بدونك أشعر أننى أعمى حقا.. أما وأنا معك، فإننى أتوصل إلى الشعور بكل شىء، وإننى أمتزج بكل الأشياء التى تحيط بي” .
· من كلمات الأديب “مهم أن يلقي الإنسان حياته باسماً لها لا عابساً ” .
· كتاب الشعر الجاهلي كان يدرسة للطلبة بالجامعة.
· لشدة تدقيقة في تجسيد أعماله ..صورت السينما ثلاث روايات
130 عام مرت علي ميلاد “قاهر الظلام” ..الذي سمعنا يغرد في دعاء الكروان .. الفيلم الذي مازالت كل مشاهده تخيم علي ذكراتنا .. فمنا من لم يتذكر أمنه التي جسدتها العظيمة سيدة الشاشة فاتن حمامة ووقف امامها البطل الفارس أحمد مظهر فيبرعون في تجسيد قصة حب من نوع مختلف تولد من رحم الكراهية والأنتقام لتتحول لنبضات عشق بينهم تتغلب على كل شعور آخر .. وببراعة الكاتب والأديب الذي سطر قصة هذه الرواية التي تكن الوحيدة الشاهدة على ثقافتة وعلمة وإبداعه، وإنما لقد أثرى هذا العالم المجتمع بالكثير من ثقافتة .. فكم من أعمال ظلت خالدة وراسخة نحتت إسمه وصورتة داخل أذهان وعقول وقلوب الملايين من قراءة ومحبية ..ورغم رحيلة ظل حياَ داخل كتبه فهو الأديب عميد الآدب العربي ووزير المعارف …وأحد قادة التنوير والثقافة في العالم العربي “طة حسين” أحد أهم كنوز مصر التي نعتبره في فخامة وعظمة الأهرامات والذي أحب العلم وقال عنه ” ” ويل لطالب العلم لو رضي عن نفسة” ومن أحد تراثة العظيم نستطرد سيرتة ففي كتاب الأيام الذي سطرة الأديب بيدة حكي فيه عن طفولتة وكيف كانت آليمة وما عانه فيها من جهد وبذل للأجل العلم والثقافة وكيف كان يتحدي الظلام .. فبكلمات الأمل والقوى التي بدء بها كتابه الأيام نبدء حديثنا عن هذا الأديب العظيم حيث قال “لا يذكر لهذا اليوم اسماً ولا يستطيع أن يضعه حيث وضعه الله من الشهر والسنة، بل يستطيع أن يذكر من هذا اليوم وقتا بعينه، وإنما يقرب ذلك تقريباً، وأكبر ظنة أنه هذا الوقت كان يقع من ذلك اليوم في فجرة أو عشائه.
هذا حديث أمليته في بعض أوقات الفراغ لم أكن أريد أن يصدر في كتاب يقرؤه الناس، لعلي لم أكن أريد أن اعيد قراءته بعد وإملائه وإنما أمليته لأتخلص بإملائه من بعض الهموم الثقال والخواطر المحزنة التي كثيراً ما تعتري الناس بين حين وحين.
ولست ادري لماذا رجعت ذات يوم إلي ذكريات الصبا، أتحدث بها إلى نفسي فيما بيني وبينها.. وكذلك وجدت هذا الكتاب على غير إرادة مني لوجوده، فقد وجد كتاب الأيام وإنما هي آفة من الآفات الكثيرة التي تعرض لبعض الناس في حياتهم فتؤثر فيها تأثيرا قوياً أو ضعيفاً والذين يقرأون هذا الحديث من المكفوفين، سيرون فيه حياة صديق لهم في أيام الصبا تأثر بمحنتهم هذه قليلاً قليلاً حين عرفها وهو لم يعرفها إلا شيئا فشيئا، حين لاحظ ما بينه وبين أخوته من فرق في تصور الأشياء” .
والحمدالله على أن هذا الصبي لم يستسلم للحزن ولم تدفعه ظروفة إلى اليأس وإنما مضي في طريقه كما استطاع أن يمضي، محاولاً الخير لنفسه وللناس ما أتيح له أن يحاول من الخير ، وما أكثر الذين قهروا هذه المحنة خيرا مما قهرها، وانتصروا عليها خيرا مما أنتصر عليها ، وقدموا لأنفسهم وللناس أكثر وانفع وأبقى مما قدم، ولكن كل إنسان لما خلق له، لايبذل من الجهد إلا ما تبلغة طاقتة.
فالحياة لم تمنح لفريق من الناس دون فريق، وحظوظها من اليسر والعسر ومن الشدة واللين ليست مقصروة علي المكفوفين وأصحاب الآفات دون غير الناس، ولو قد عرف الإنسان ما يلقي غيره من المصاعب وما يشقي به غيره من مشكلات الحياة ، لهانت عليه الخطوب التي تعترضة وعرف أن حظة خير من حظوظ كثيرين من الناس..و المهم هو أن يلقي الإنسان حياته باسما لها لا عابسا.”
ولد طة حسين يوم 18 نوفمبر عام 1889 وتوفي يوم 28 أكتوبر سنة 1973 ، واسمه بالكامل “طه حسين علي سلامة” ، وفي كتاب طه حسين وزوال المجتمع التقليدي للكاتب الدكتور عبد العزيز شرف” تحدث عن سيرته كالأتي: ولد طه حسين في عزبة “الكيلو ” التي تقع علي مسافة كيلو متر من مركز مغاغة بمحافظة المنيا، وكان والده حسين علي موظفاً في شركة السكر التي كانت تملك أراضي الدائرة السنية في تلك المنطقة، وأنجب ثلاثة عشر ولدا، سابعهم طة حسين وكان زوج والده من أمه رقية موسى محمد، هو الزواج الثاني بعد مرض زوجته الأولى، أما ظرفه البصري، فقد نشأ عن أصابته بالرمد وإهماله أياماً، ثم دعي الحلاق فعالجة علاجاً ذهب بعينيه، والقول المرجح أن هذا الظرف البصري قد وقع له في سن مبكر، الأمر الذي أدى إلحاقة بكتاب الشيخ محمد جاد الرب فقية البلدة ليحفظ القرآن .
وإلى جانب هذا الظرف البصري الخاص فقد عاش الدكتور طه حسين طفولة قاسية، نتلمس أبعادها من مستوى حياة أسرتة، التي كانت تعيش من سعة ولكنها كانت فقيرة على كل حال، بحيث زيارة الشيخ تكلف صاحب البيت الاقتراض لشراء مالابد منه من الضأن والمعز ، وكان لوالده ” أبناء كثيرون ، وكان يحرص علي تعليمهم وتهذيبهم ، وكان فقيراً لايستطيع أن يؤدي نفقات ذلك التعليم، وكان يستدين من حين إلى حين ويثقل عليه أداء الدين، وكان يطمع في أن يزاد راتبه من حين إلى آخر، بل كانت زوجته تضطر أحياناً إلي بيع حليها .
والأثر النفسي لصورة أبوبة في نفسه، رغم ما كانا عليه من فقر وسذاجة يبين من حزمها وطموحها، الأمر الذي دفع إلى أن يكون “من أول أمره طلعة لا يحفل بما يلقي من الأمر في سبيل أن يستكشف ما لايعلم، وكان ذلك يكلفة كثيراً من العناء واتجهت به حادثة اللقمة الشهيرة إلى أن يعرف “لنفسه إرادة قوية” .
و قد دخل طة حسين كتاب القرية لتعلم القراءة والحساب وحفظ القرآن الكريم الذي حفظه في فترة قصيرة أذهلت والده وشيخ الكتاب ، مما جعله يلقبونه بالشيخ وهو في سن التاسعة من عمره ، حيث جرات العادة أن من يحفظ القرآن يلقب بالشيخ مهم كان سنة .
و التحق بالأزهر عام1902 إلا أنه مل الدراسة به فالتحق بالجامعة المصرية عند افتتاحها عام1908 حيث درس بها العلوم العصرية والحضارة الإسلامية وعددا من اللغات الأجنبية في حين استمر في حضور دروس الأزهر.
ثم قرر أنيدخل الجامعة التي كانت في ذلك الوقت حديثة المنشأة وهي جامعة القاهرة، التي تم أنشائها عام 1908، وفي نفس العام بدأ طة حسين في تعلم اللغة الفرنسية وذلك حتى يحضر دروس الأدب الفرنسي .
وعلى أن هذه الحياة الجامعية الجديدة لم تصرفه عن الأزهر تماماً، فقد ظل متصلاً به حتى سنة 1912 ، إلى أن قررت الجامعة إيفادة عام 2014 في بعثة إلي فرنسا، وكان من المقرر أن يسافر في 2 أغسطس ولكن هذا الموعد قد تأجل لنشوب الحرب العالمية الأولى، ثم أذن له بالسفر بعد ذلك في نوفمبر من نفس السنة، أيضاً في ذات العام قرر طة حسين تحضير اول رسالة دكتوراه بجامعة القاهرة موضعها “ذكري أبي العلاء “، ولم يكن التقليد قد جرى بعد بأن يحضرها تحت إشراف أستاذ من أساتذتة، فحضرها بنفسه وقدمها فنوقشت بين يدي الجمهور في شهر 15 مايو بعام 2014 ، وكانت هذه الرسالة أول كتاب ينال صاحبة إجازة علمية منها .
وكانت الرسالة سوف تحدث ضجة لولا أخمدت في المهد، وذلك لأن أحد أعضاء الجمعية التشريعية وهو عبد الفتاح الجمل، طالب بحرمان طة حسين من حقوق الجامعيين لأن ألف كتاباً فيه إلحاد وكفر، وقد دمت الرسالة لرئيس الجمعية العمومية سعد زغلول الذي أحضر مقدمها واقنعه بالتنازل عن هذا البلاغ لأنه أثره سوف تكون ضارة على الجامعة والأزهر .
وفي نفس العام أوفدته الجامعة إلى فرنسا لدراسة الأدب بجامعة مونبلييه إلى جانب دراسته علم النفس والتاريخ الحديث.. وحصل على درجة الدكتوراه الثانية في الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون.
وكان لطة حسين بصمه في تاريخ التعليم حيث أنه بعد عودتة إلى مصر عام1919 قام بالتدريس في الجامعة ثم عين وزيرا للمعارف، وقد أصدر قرار بمجانية التعليم الثانوي والفني منذ البداية، وحاول أن يجعل التعليم العالي مجانياً كذلك، وأنشاء آلاف الفصول، وكان شعاره “أن التعليم ضروري للناس ضرورة الهواء والماء” ، فأنتشر التعليم أنتشاراً واسعاً بفضله، وهي الدعوة التي ظل يدعو لها في مقالاته الصحفية بعد دستور 1923، وأخذت شكل برنامج تفصيلي في “مستقبل مصر ” وتمكن من وضع بعض أفكاره موضع التنفيذ حين كان بالوزارة، كما كان له دور كبير في إنشاء جامعة الإسكندرية التي كان أول مديرها .
ومن ضمن المناصب التي شغلها عميد كلية الآداب، إلا أنه قدم استقالته بعد يوم واحد نتيجة للضغط المعنوي الذي مارسه عليه الوفديون.. وفي عام1930 عاد مرة أخري للعمادة، ثم أشرف بعد ذلك على جريدة كوكب الشرق ثم الوادي إلا أنه ترك العمل الصحفي الذي لم يستهوه، كما عمل ايضاً رئيسا لمجمع اللغة العربية وكان عضوا في العديد من المجامع الدولية وعضوا في المجلس الأعلى للفنون والآداب.
أثرى عميد الأدب العربي المكتبة العربية بالعديد من الكتب والمؤلفات منها الفتنة الكبري عثمان, الأيام, دعاء الكروان, شجرة البؤس, علي هامش السيرة, حديث الأربعاء, المعذبون في الأرض, الشيخان وغيرها الكثير. وقد حولت بعض من مؤلفاته إلي أعمال سينمائية وتليفزيونية.
دعا طه حسين إلي النهضة الأدبية واتبع أسلوبا سهلا في الكتابة مع الحفاظ علي قواعد اللغة العربية التي كان يعتز بها كثيرا وكان يدعو إلي ضرورة إعداد المدرسين ليتمكنوا من تدريس اللغة العربية كما يجب ، وقد أستطاع تكوين عقله وثقافتة من خلال أنه عاش حياته كلها يقرأ ويبحث ويتعلم ، فدرس العلوم العصرية, والحضارة الإسلامية، والتاريخ والجغرافيا, وعدداً من اللغات الشرقية كالحبشية والعبرية والسريانية.
وكتب طه حسين العديد من المقالات السياسية التي لا حصر لها ولكنها لم تخرج منها شيء في هيئة كتاب، فكانت أولها رسالة الدكتوراه التي حصل عليها من الجامعة المصرية جامعة فاروق الأول ” جامعة القاهرة حالياً ” ،والتي كان موضوعها عن ” ذكري أبي العلا ” ، والرسالة الثانية رسالة الدكتوراه التي حصل عليها من فرنسا وكانت عن “دراسة تحليلية نقدية في الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون” ، وفي سنة 1919 أصدر مؤلفة الثالث ”
الظاهرة الدينية عند اليونان وتطور الآلهة وأثرها في المدينة” ، كما نشر سلسلة محاضرات في ذلك الوقت تحت عنوان “دروس التاريخ القديم في الجامعة المصرية” في صحيفة الجامعة، هذه المحاضرات التي كان يلقيها بجامعة القاهرة كأستاذ للتاريخ اليوناني والروماني القديم، ومن هنا جاءت هذه الكتب منقسمة علي ميادين ثلاثة: الأدب ، السياسة ، تاريخ الحضارة ” .
وفي مجال الصحافة كتب عدة مقالات كتاب ” في الصيف ” التي جمعت في كتاب صدر سنة 1923 وهو مجموعة رسائل كتبها من أوربا إلي صحيفة السياسة ندرجها في المقال الوصفي والتقرير الصحفي “ونشر العديد من المقالات في أكثر من جورنال وقتها مثل “المقتطف و”مجلة الرسالة “و”السياسة” و”الجديد” ، كما جمع المحاضرات التي ألقاها في المناسبات الأدبية ونشرها في مجلة كوكب الشرق بكتاب تحت عنوان “من حديث الشعر والنثر” ونشر “الحب الضائع ” في مجلة الراديو المصري ، كما ترجم طة حسين العديد منى المسرحيات مثل “إياس ،إنتيجونا ، أودييوس ملكاً ” .
وكانت الأزمة الكبيرة في حياتة حينما اصطدم بالأزهر بعد صدور كتابه «فى الشعر الجاهلي » اتهموه بأنه يكذب القرآن لأنه قال: «التوراة تحدثنا عن ابراهيم واسماعيل والقرآن يحدثنا عنهما ولكن العلم لم يثبت وجودهما» وبدلا من أن تتم مناقشته فكرياً، قدموا فيه البلاغات إلى النيابة، ولكن من حسن حظ العميد أن رئيس النيابة محمد نور كان مثقفا رائعا، راح يناقش طه حسين الحجة بالحجة وخلص إلى أن ماذكره المؤلف فى كتابه هو بحث علمي لا تعارض بينه وبين الدين ولا اعتراض عليه.
وقد طالب البرلمان الوفدي وقتها بمصادرة الكتاب، وطرد طه حسين من الجامعة. كان طه العميد وقتها منضما لحزب الأحرار الدستوريين حزب كبار الملاك والمثقفين لطفى السيد ومصطفى عبد الرازق وعلى عبدالرازق وكان الحزب ومثقفوه الكبار ومنهم طه حسين يهاجمون الوفد بضراوة.. فما إن جاءت أزمة الكتاب، حتى تقدم نائب الوفد عبدالحميد البنان ببلاغ للنيابة، وطرد طه حسين من الجامعة لكنه عاد إليها بعد ذلك عميدا لكلية الآداب .
وقد صدر كتابالشعر الجاهلي ” في سنة 1926 وتم سحبه من السوق بعد هذه الضجة ، ثم أعيد طبع هذا الكتاب في سنة 1927 بعنوان “في الأدب الجاهلي” محذوفاً منه فصل، ومضافاً إليه عدة فصول وهو خلاصة ما كان يلقي من محاضرات علي طلاب السنتين الأولى والثانية في كلية الآداب .
ولقد عاصر طه حسين عدة أجيال أدبية، تفاعل مع أربعة منها من خلال النقد الصحفي على أقل تقدير، وأولادها عنايته النقدية، الجيل الأول هو الذي سبقة إلى الظهور، جيل شوقي وحافظ الرافعي ، والجيل الثاني هو ذلك الجيل الذي درج معه، جيل العقاد والمازني وهيكل، توفيق الحكيم ، والجيل الثالث هو جيل الرومانسيين من جماعة “أبولو” أما الجيل الرابع فهو جيل التحول إلى الواقعية، جيل نجيب محفوظ ثم رواد حركة الشعر الجدد.
ومن أهم جانب من جوانب شخصيته وسرا من أسرار نجاحه فى الوصول إلى المكانة التى وصل إليها, هى قصة حبه الكبير للفتاة الفرنسية طالبة السوربون المثقفة الخجولة السيدة سوزان بريسو التي التقى بها في أول مرة يوم 12 مايو 1915 بمونبليه.
فذات يوم بينما كان طه حسين على مقعدة في قاعة المحاضرات بجامعة السوربون سمع صوتاً جميلاً يرن في أذنية، صوت صبية حنونه تقول له بعذوبية إني أستطيع أن أساعدك في استظهار الدروس، وكانت هي سوزان بريسو صاحبة الصوت الحنون التلميذة الفرنسية المنحدرة من عائلة كاثوليكية في مدينة “بورجون” .
وظلت سوزان تزور طة حسين بين الحين والآخر فى غرفته، وكانت تتحدث معه وتقرأ له بعض الفصول من كتاب فرنسى، يوما ً بعد يوم تعلق قلب الأديب بسوزان واحبها، لكنه تردد كثيراً قبل لأن يقول لسوزان أن يعترف لها بحبه واخيرا قرر ان يقول لها: اغفرى لى لابد أن أقول لك: أنا أحبك “وتصرخ الفتاة الفرنسية بكل فظاظة ولكنى لا أحبك! فيقول بحزن: آه إننى أعرف ذلك جيدا أنه مستحيل.
لكنها شعرت بعد ذلك بحبه في قلبها ووافقت علي الزواج منه وحاولت ان تقنع أهلها بالزواج من شخص مخالف لدينتها المسيحية وضرير، وبالفعل تزوجته في عام 1917 وظلت زوجته ورفيقة كفاحه وتحملت معه أيام النجاح والفشل ولحظات السعادة والشقاء ولم تفارقه لحظة من عمره ، فهي التي مكنته من دراسة اللاتينية فكانت تصطحبة لمكتبة القديسة “جنيف ” وتقرأ له الأدب الفرنسي، كما ساعدتة علي أن يفرغ من رسالة الدكتوراه عن ابن خلدون والتي ناقشت في يناير 1918 .
ولكل هذا الحب الذى يفيض بينهما كتب لها طه حسين «بدونك أشعر أنني أعمى حقا» أما وأنا معك، فإنني أتوصل إلى الشعور بكل شىء، وإنني أمتزج بكل الأشياء التي تحيط بى.
ومن ضمن الأعمال الأدبية التي ألفها طة حسين تم تجسيد ثلاثة روايات له فقط بالسينما المصرية ، ربما يرجع ذلك إلى أن الاقتراب منه لم يكن سهلا، عكس غيره من الأدباء المعاصرين له، حيث كان شديد التدقيق في كل التفاصيل المرتبطة بتحويل أعماله إلى أفلام سينمائية أو دراما تليفزيونية، فقد روت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والتي أصر عميد الأدب العربي على الجلوس إليها قبل تجسيدها لدور «آمنة» في روايته.
«دعاء الكروان»، حيث بدا غير مقتنع بأن تقوم تلك السيدة الرقيقة ذات الأدوار النمطية بتلك الشخصية، وهو ما استشعرته فاتن حمامة حيث باغتها قائلا: «أنت هتعملي آمنة؟»، وهو السؤال الذى اعتبرته فاتن استنكاريا لدرجة أنها خرجت من عنده ودموعها على خديها بحسب روايتها، وكان ذلك اللقاء هو الدافع، وقررت أن تتحدى نفسها لتقدم شخصية بعيدة عنها، لتفاجئ عميد الأدب العربي، حتى أثنى على أدائها.
وبتلك الحالة من التدقيق فى تحويل أعمال طه حسين إلى السينما والتليفزيون، أدت إلى عدم تجاوز رصيده الثلاثة أفلام سينمائية، وعددا من المسلسلات منها «أديب» و» “الأيام»،و»على هامش السيرة». والمفارقة أن “حسين” كان من أوائل من لفتت كتاباتهم المخرجين، وذلك حين قرر المخرج إبراهيم عز الدين إخراج فيلمه الأول، والوحيد «ظهور الإسلام» عن كتاب هو أقرب إلى فن السير القصصية باسم «الوعد الحق» لطه حسين.