وطنى تحاور الدكتورة مارى ميساك عن ..
كيفية وضع مسار العائلة المقدسة على خارطة السياحة العالمية
· هذا المشروع سيغير خريطة السياحة في مصر
· شركات السياحة العالمية تحتاج متابعة بالمنتج للترويج له
· نقاط المسار ..حياة تجمع المسلم والمسيحى في نسيج واحد
· البرامج السياحية الناجحة هى التى تكشف للسائح عراقة مصر وغنى حضارتها
· الكنيسة القبطية حافظت على التراث القبطى ولا تتردد في الترويج له
تعد السياحة الدينية المسيحية نمطاً جديدا يضاف للسياحة في مصر وهو كمنتج سياحى واعد يجذب إليه شريحة كبيرة من السائحين حول العالم من المهتمين بهذا النمط السياحى.
والترويج لهذا المقصد السياحى الهام يجب أن يكون بشكل علمى وبتخطيط زمنى ويجب أن يتكاتف فيه كل الوزارات ومؤسسات المجتمع المدنى ..وللوقوف على متطلبات هذا الامر كان ل “وطنى” حوار مع الدكتورة مارى ميساك الاستاذ بجامعة حلوان – كلية سياحة وفنادق والمتخصصة في إعداد البرامج السياحية والترويج السياحى ..
فوائد مشروع مسار العائلة المقدسة بالنسبة لمصر؟
في كل مكان على هذا المسار يوجد حياة تجمع المسلم والمسيحي في نسيج لا يتجزأ مما جعل المجتمع المصري متناغم.. الفائدة المباشرة هي تنشيط السياحة وبالتالي رواج اقتصادي للمجتمع، والفوائد غير المباشرة تتمثل في رفع الوعي المجتمعي بقيمة البلد وأنها أرض الحضارة والسلام، وأيضا ايجاد فرص عمل لشباب مصر وإعادة احياء الحرف المصرية المندثرة. وأهم فائدة هو إدراك كل طفل وشاب وشيخ مصري أن هذا الكنز قيمته عالمية لأن على أرض مصر سار وعاش السيد المسيح، وهذا المسار يعتبر بركة كبيرة لأرض مصر وللمصريين جميعاً.
ماذا يحتاج المشروع الأن ليتم انجازه؟
مشروع مسار العائلة المقدسة يحتاج تكاتف وزارات معا – السياحة، الأثار،الثقافة، التعليم والتنمية.. نحتاج أن نطبق الاتفاقات والتنمية على أرض الواقع بجدية وسرعة.. نتمنى أن الدولة تهتم وتتبنى هذا المشروع ونتيح المجال للمجتمع المدني للمساهمة في إنجازه.. فالتغطيات الإعلامية فقط لا تكفي بل نحتاج إلى عمل جاد لوضع خريطة استراتيجية زمنية للانتهاء من تنمية هذا المسار ونسعى للتنفيذ السريع المنجز، برؤية واضحة للنتائج المرجوة.
كيف يمكننا تسويق هذا المسار؟
يجب استغلال كل الفرص المتاحة لنا في الخارج من معارض ومؤتمرات عالمية لعمل دعاية.. بورصة برلين مثلاً كانت حدث هام للترويج السياحي، لأنه حدث عالمي في عاصمة كبيرة وعليها إقبال عالي، كان مهم لمصر أن يكون لها بصمة واضحة في هذا المكان وتكون فرصة ذهبية لها أن تعرض مشاريعها وإنجازاتها واكتشافاتها الحديثة للترويج السياحي لها. وبالفعل مصر تواجدت في هذا الحدث الجل لكن كان كل التركيز على المتحف الكبير، لكن بجانب المتحف الكبير كان يفضل أن جزء من الدعاية تكون عن مسار العائلة المقدسة في مصر وأهم المساجد الموجودة بها أيضا.. ففي حدث مهم احتاج أن اعكس جزء من التراث المصري بكل جوانبه وليس جانب واحد فقط.. كان يجب أن نبرز ما لا يعرفه العالم من تراث مصري مهم.
ومن ناحية أخرى يجب الاهتمام بمكاتب تنشيط السياحة المصرية والمكاتب الثقافية حول العالم، فيجب أن تكون أكثر نشاطاً وملمة بكل الاكتشافات الجديدة والمشروعات المستهدفة حتى يكون لهم برامج دعاية وتسويق في بلاد العالم المختلفة.
١ يونيو اليوم الذي دخلت فيه العائلة المقدسة إلى أرض مصر، هذا اليوم يمكن أن يمثل فعالية عن مسار العائلة المقدسة في كل مكاتب التنشيط السياحي والثقافي ووسط الجاليات المصرية الموجودة في كل بلاد العالم، لنشر الوعي عن المسار في العالم كله..ولكي يتم هذا التسويق الخارجي، يجب أن تخرج من مصر معلومات دقيقة موحدة مبنية على أساس علمي عن مسار العائلة المقدسة حتى تكون الدعاية سليمة.
بعض رجال السياحة يقولون أن مسار العائلة المقدسة مشروع سنجني ثماره على المدى البعيد، ما تعليقك حول ذلك؟
هذا المشروع سيغير خريطة السياحة في مصر وسيثريها، بإضافة نقاط جديدة في العديد من المحافظات من شمال مصر لجنوبها.
أي حرفي أو فنان يبيع منتجاته حول نقاط مسار العائلة المقدسة سينعكس ذلك مباشرة على رزقه وعلى بيته وسيقضي على بعض من البطالة بشكل سريع وهذا يعتبر من الثمار قصيرة المدى تؤثر على الفرد والمجتمع، أما العائد طويل المدى سيتم عبر السنوات من خلال عائد مادي يزيد تدريجياً مع زيارات هذا المسار ويساهم في الرواج الاقتصادي للدولة ويتيح فرص تنمية مجتمعية أشمل.
مقومات أي مكان سياحي جاذب؟
أولاً الأمن يجب أن يتوفر في أي مكان سياحي، ونحن نشعر في الأونة الأخيرة أن هذا موجود بالفعل بشكل مكثف.. ثانياً المرافق والاحتياجات الأساسية للسائح منها الفنادق والموتيلات والاستراحات ودور الضيافة بالأديرة وحول الكنائس تتدرج في مستوياتها على حسب المكان الموجودة فيه، حتى لو كانت أقل فخامة لكن يجب أن تكون نظيفة ومريحة، أيضا دورات المياه التي يجب أن تكون متاحة ونظيفة باستمرار وكذلك المطاعم أو أكشاك بيع الأطعمة البسيطة والمشروبات. السياحة الوافدة على مصر تبحث عن البساطة لكن لا تتنازل عن النظافة فليس من الضروري أن نسعى للفخامة في كل نقطة لكن يتم تخطيط كل منطقة بحيث يوجد فيها تنمية تتلاءم مع طابع المكان. ثالثاً وجود شبكة إنترنت قوية في كل أنحاء مصر لأن هذا أصبح الأن من الأساسيات الملحة في كل العالم، ومن خلالها يتم بث حي وترويج حيث أن السائح يلتقط الصور ويعرضها على شبكات التواصل لكل معارفه وأيضا يمكننا عبر الإنترنت اتاحة للسائح شرح بلغته للأماكن التي يزورها.
رابعاً استقبال السائح ببشاشة وترحاب في أي مكان يزوره وهذا ليس صعب لأن الشعب المصري بطبعه مضياف وكريم. خامساً مكاتب المعلومات التي يجب أن تتواجد في كل مكان سياحي حتى يستدل السائح عن أي معلومة يحتاجها. سادساً أن يكون العاملين من المنطقة المحيطة بالأثر لإهتمامهم بالمكان والحفاظ عليه وحمايته. سابعاً الهدايا التذكارية في كل نقطة يجب أن تقوم على الحرف المصرية والخامات المصرية الأصيلة مثل الجريد وعظام الجمال والجلود والنسيج وخامات اخرى متاحة لتروج للمنتج المصري الأصيل وتتيح فرص عمل تقوم على تلك الحرف.
ثامناً مراكز طبية لتلبية احتياج السائح لأي إسعافات أولية، إضافة إلى وسائل مواصلات وشبكات طرق ممهدة لسهولة التنقل من مكان لأخر.
ما هو وضع مصر الأن على الخريطة السياحية العالمية؟ وكيف انميها؟
مصر بلد سياحية من الطراز الأول، كل الوافدين على مصر ينجذبون لزيارة بعض الأماكن الأساسية مثل الأهرامات والمتحف المصري وبعض المعابد أو يستمتعون برحلات نيلية، لكننا نطمع في أكثر، فيوجد في مصر مساجد وكنائس جميلة جداً وفريدة في العالم ولدينا أثار معاصرة وقصور ملكية غاية في الجمال ومنها ما تحول إلى متاحف. فعلى الخريطة السياحية أفكارنا مازالت محدودة ولا نعلن عن كنوز كثيرة في بلدنا، بل نقتصر على المعابد والمقابر وقليل من المتاحف.
يمكن أن اسلط الضوء على الأثار الإسلامية والقبطية معا وأطلق عليها اسم “سياحة التراث المصري” وتلك الرحلات سيكون لها تأثير ثقافي عالي جداً من الكنوز التي سيشاهدها السائح، إضافة إلى تأثير معنوي حيث تخرج الرسالة للعالم أن المجتمع مترابط ومسالم ومتعايش معاً بشكل صحي. فالفن والتراث لا يكذب بل يعلن حقائق ضمنياً يستشعرها السائح بدون كلام.
يمكن أيضا فتح مجالات جذب سياحي جديدة بأن ابدأ بتنمية سياحة الغذاء التي تقوم على أكلات الشعوب المختلفة مثلما يوجد في لبنان وتركيا، ومنها يمكن عمل مهرجانات للأكلات المصرية في نقاط سياحية هامة لجذب نوع متخصص من السياحة العالمية والمهتمين به للقدوم لمصر وتشجيعهم خلال زيارتهم لمصر لرؤية معالم سياحية أخرى.
مصر قادمة على أكثر من حدث هام كبطولة الأمم الأفريقية وافتتاح المتحف الكبير إضافة إلى مؤتمرات الشباب التي يرعاها الرئيس السيسي.. كيف نستفيد بتلك المحافل للترويج عن مسار العائلة المقدسة؟
يجب أن يكون هناك شبكة من المهتمين بشئون مسار العائلة المقدسة ومن خلالهم يتم عمل أفلام تسجيلية وكتيبات عن نقاط المسار بشكل تقني جيد حتى يتم التواجد في تلك المحافل والاتفاق مع قياداتها لعرض تلك الأفلام أو الكتيبات الدعائية، أو يمكن عرض تلك الأفلام في صالات المطارات وقت استقبال الوفود بالأراضي المصرية.
يمكن أيضا استغلال طاقات الشباب حيث يوجد لدينا شباب معطاء ويمكنهم تقديم أعمال ومنتجات جميلة من صناعة أيدي مصرية خالصة يمكن تستخدم كدعاية ترويجية وتسويق للمشروعات المختلفة.
بأفكار بسيطة يمكن عمل دعاية بمختلف الأساليب، منها مثلاً عرض صور لأيقونات أثرية أو تقديم عروض موسيقية تجمع ما بين الألحان القبطية والموسيقى الشرقية لتوضيح تراث مصر في مختلف الحقب التاريخية.
ويجب أن تراعي لجنة سيناريوهات المتاحف اختيار أثار مصرية قديمة ومسيحية وإسلامية، ليكون متوازن في عرض مختلف الحقب لتعكس رؤية سليمة.
المتحف المصري عليه أنه يروج للمتحف القبطي والمتحف القبطي يروج للمتحف الإسلامي ومنهم إلى متاحف القصور مثل متحف قصر عابدين ومتحف الحضارة.. فالمتاحف يجب أن تتعاون معا في تناغم حتى نقدم للسائح حصيلة غنية من التراث المصري. وهذا يمكن تحقيقه لو اجتمع مديرين المتاحف معا وتم عمل خريطة سياحية جديدة.
من المسئول لإعداد الخريطة السياحية؟
برغم من أن تلك المسئولية المفروض تكون على الوزارات لكن لا يجب أن نكبل الوزارات بأكثر مما لديهم، فكل واحد موجود في منصب أو مسئول عن عمل عليه أن يعمل بضمير وإبداع ويحب بلده.. وكل من يعمل في مجال يتيح له الفرصة لإثراء الثقافة وإحياء التراث والدعاية لحضارات مصر لا يتردد أن يعمل بجدية وإبداع.
أما من ناحية الوزارات فيجب عليهم المتابعة المستمرة وعمل الزيارات المفاجئة للمتاحف لضمان الأداء المتميز للعمل بتلك المؤسسات لأنها تمثل واجهة لمصر.
كيف نحفذ شركات السياحة الداخلية أو الخارجية ليهتموا بعمل برامج غنية؟
شركات السياحة تحتاج متابعة دورية وتوضيح مستمر بخطط الدولة الاستراتيجية حتى يمكنهم التحرك معاً في نفس الخط وبنفس المنهج. ويجب أن يتم مراجعة نتائج الخطة الاستراتيجية الموضوعة بتقارير من كل الجهات عن حجم الترويج وكفاءته أو نجاحه وعدد الوافدين ونسبة الإقبال على المنتج الذي تم الترويج له.
كيف يمكن استغلال الرحلات النيلية التي يستمتع بها السائح في الدعاية لمسار العائلة المقدسة؟
العائلة المقدسة استخدمت النيل في رحلتها من منطقة المعادي متجهة إلى الصعيد وصولاً حتى أسيوط.. ويمكن استغلال الرحلات بالسفن النيلية في إقامة متحف عائم يتحرك عبر النيل.. هذا المتحف يتحرك من مكان للأخر وفي الطريق يشاهد السائح تفاصيل عن نقاط هامة على مسار العائلة المقدسة، أو يتم عرض فيه نماذج مستنسخة من قطع أثرية – سواء أيقونات أو نسيج أو تماثيل حتى لا تتأثر القطع الأصلية بأي تلف من حركة السفن في مياه النيل. ويمكن أيضا عمل نماذج تعرض نقاط مسار العائلة المقدسة وتحكي قصة كل نقطة منهم.
من أنجح البرامج السياحية هي التي تكشف للسائح عراقة مصر وغنى الحضارات فيها، لذلك من المفيد دمج نقاط مسار العائلة المقدسة وسط العديد من الأماكن العريقة بمصر.. فيمكن ربط هذا المتحف العائم ببعض المحطات المصرية الهامة التي تقع على ضفاف النيل، بدءاً من حلوان عند متحف ركن فاروق حيث المناظر الطبيعية الخلابة ومنه إلى كنيسة العذراء بالمعادي – أحد نقاط مسار العائلة المقدسة، ومن هناك التحرك بالأوتوبيسات لزيارة مصر القديمة حيث مجمع الأديان وكنيسة مغارة العائلة المقدسة ومتحف الحضارة، ثم العودة للمركب للتوجه لزيارة مقياس النيل ومتحف أم كلثوم.. ثم يمكن التوجه لقصر المنسترلي الذي كان شاهد على احتفال سك العملة الخاصة بعملات تجسد نقاط مسار العائلة المقدسة وبه صور تذكارية وعرض فيديو لمقتطفات من هذا الاحتفال الذي يبرز اهتمام الدولة بهذا الحدث.. وبالمركب يمكن التوجه أيضا لمنطقة التحرير بوسط القاهرة لزيارة المتحف المصري ثم التوجه بالمركب إلى القناطر الخيرية حيث توجد متاحف تابعة لوزارة الري ذات حدائق واسعة جميلة يمكن استغلالها لاستراحة السياح، ومن هناك نتوجه إلى قصر محمد علي لشرح تلك الحقبة من تاريخ مصر وحال التعليم في ذلك الوقت.
وبالتالي فأنا أقدم 70% من تلك الرحلة عن مسار العائلة المقدسة وفي نفس الوقت أعرض الثقافة المصرية الغنية سواء التاريخية أو الأثار المنقولة داخل المتاحف أو أثار ثابتة من خلال مباني أثرية. وهناك أفكار وبرامج متعددة يمكن أن يتم إعدادها بنفس الفكر وصولاً إلى أسوان والنوبة.
من المعني بتوصيل تلك الأفكار والبرامج السياحية خارج مصر؟
يجب أن يتم عمل قاعدة بيانات بكل النقاط السياحية في مصر من قبل متخصصين، وتتولى وزارة السياحة ووزارة الأثار وهيئة تنشيط السياحة وكل المؤسسات المتعلقة بالسياحة، عمل لجنة تتخصص في تسويق تلك البرامج للخارج. هؤلاء المتخصصين يكون لديهم الخبرة لأن كل مجتمع حول العالم يخاطب بشكل يختلف عن مجتمع أخر فالهند تختلف عن أمريكا اللاتينية وعن ألمانيا، وكل فئة عمرية يتم اعداد لها برامج تختلف على حسب السن والقدرة الصحية.
يمكن أيضا انتداب متخصصين في التسويق العالمي من الخارج وإمدادهم ببعض المعلومات والصور ونتعلم منهم كيفية التسويق العالمي لتحقيق الهدف بسرعة.
ومن أهم أذرع مصر في التسويق عن كنوز مصر، مكاتب السياحة المصرية الموجودة في أنحاء العالم وكذلك السفارات. وأيضا المجتمع المدني والجمعيات الأهلية قائمة فكرتهم على مساعدة البلد والنهوض بها.
ما أهمية الدعاية الإعلامية خارج مصر ؟
الدعاية الإعلامية مهمة لكن يجب أن تقدم بحزر، لأن الاكتشافات في مصر كثيرة وربما من كم الإعلان عنها كلها يقلل من أهميتها. ممكن أعلن عن اكتشافات منطقة مجمعة كل ستة أشهر أو سنة ويتم الدعاية عليها بشكل كبير وبصور تفصيلية حتى يجذب السياحة لرؤية هذا الاكتشاف الكبير، وربما يتم دراسة إدراج الاكتشافات الجديدة في البرامج السياحية لأن هذا يبهر أي سائح.
أيضا يجب مراعاة أن الدعاية عن تلك الاكتشافات تكون بشكل موزون بحيث اعلن عن اكتشافات لطبقات جداريات في أديرة أو أنقاض كنائس أثرية ومرة أخرى أعلن عن ترميم مسجد أثري عريق ثم أتكلم عن اكتشاف مصري قديم إن كانت مقبرة أو مومياء حتى تكون الدعاية لمصر متنوعة وتجذب مختلف أنواع السياحة الثقافية. لا يجب أن نكتفي بالتصريحات التي تتعلق فقط بالمصري القديم تاركين كل الاكتشافات المتعلقة بالحضارات الأخرى.. هذه البلد مساحتها كبيرة وبها حضارات متعاقبة عظيمة فإن كنا نبتغي السياحة ونسعى للرواج السياحي فيجب العمل على تنوع الوافدين لمختلف أنماع وأنماط السياحة. وذلك يتم بشكل علمي مدروس وبالتنسيق مع الجهات الخارجية المعنية بتسويق مصر.
أين وصل ملف العائلة المقدسة من اليونسكو؟
نمى إلى علمي أن لجان اليونسكو زارت كل نقاط العائلة المقدسة، وتم الاتفاق على تقديم ملفين متعلقين بهذا المسار، أحدهما للتراث المادي والأخر للتراث غير المادي.. ويجب إعداد تلك الملفات بطريقة علمية لكي تقبل من اليونسكو.
وجود أي أثر على خريطة اليونسكو تساعد بشكل كبير في الدعاية والترويج السياحي لهذا الأثر بالإضافة إلى جلب تمويل عالمي للعمل على تنمية الأثر والحفاظ عليه.
من هي أكثر الدول التي يمكن أن تكون مهتمة بالسياحة الدينية؟
من أعلى الدول التي تهتم بالسياحة الدينية هي أمريكا اللاتينية، البرازيل والمكسيك، وكذلك إيطاليا واليونان. ولكن لو تم التسويق بشكل علمي يناسب مختلف بلاد العالم سيأتي سياح من الهند واليابان والصين لفضولهم وشغفهم بالعلم، وممكن يتوافد عليك سياحة من أمريكا وكندا وأستراليا.
على المستوى المحلي، هل المجتمع المصري يحتاج تثقيف سياحي؟
المجتمع المصري لديه المعلومة ويستقيها “بالفهلوة” والفطرة ولا يحتاج أن يكون متعلم لكي يعرف بلده.. لكن هو محتاج أن يمتلئ بالأمل ويحتاج توعية وإقناع أن تلك المشاريع ستكون حل لجزء كبير من مشاكله، فيجب أن نسعى لتحفيز المجتمع على العطاء وتأكيد على أن كل فرد ممكن يكون مؤثر في مجتمعه.
كيف احترم خصوصية المجتمع من حول النقاط السياحية وفي نفس الوقت أشجعه يحب السياحة؟
بعد دراسة المنطقة بواسطة المسئولين، يجب أن يشترك كبارات أي مجتمع في اتخاذ القرار مع الدولة، بمعنى إشراكهم في الخطة الموضوعة لتنمية المكان وما يتناسب مع المكان ومع احتياجاتهم. وبالتالي يتقبل المجتمع وجود أعمال ترميم للأثار وتنمية عمرانية ومحلية وسطهم ويتحملوا أي تغييرات تخطيطية في المكان بما يتناسب مع حركة السياحة، لأنهم تعاونوا مع الدولة ووضحت لهم الرؤية المستقبلية للمكان واستوعبوا العائد الاقتصادي الذي سيعود عليهم بالخير من هذه التنمية. ويمكن أيضا استخدام الأيدي العاملة من المنطقة للمساعدة في أعمال المشروع.
يجب أن أراعي العادات والتقاليد والخصوصية في كل منطقة واحترم خصوصية هذا المجتمع مع تشجيعه ليتواجد بما يتناسب مع معتقداته وسط السياح. ويمكن تشجيع المجتمع لعرض الحرف التي يشتهر بها وأساعده لتنمية تلك الحرف حتى يتمكن من الاستفادة والإفادة.
لو المجتمع كان مهيأ من البداية بكل تلك الخطوات وبحلقات نقاشية وتوعية، سيكون متقبل للمشروعات الجديدة، ومن هنا يحترم المجتمع كل جديد بل يتولى حمايته ورعايته، لأنه سيشعر أن المكان بيته وهو مفتخر به.
هل من الضرورة إدراج مسار العائلة المقدسة ضمن مناهج التعليم ؟
هذا بالفعل موجود بشكل بسيط في المناهج بالمدارس بذكر الحقبة القبطية والبيزنطية قبل الفتح العربي لكن المادة العلمية ليست مشوقة، لذا تحتاج تطوير لكيفية تقديم المعلومة حتى تكون مشوقة للطفل، فممكن نشرح هذا الدرس وسط زيارة لكنيسة أبي سرجة أو المتحف القبطي ثم أتابع الكلام والرحلة ببحث.
هل الكنيسة لها دور في الترويج لمسار العائلة المقدسة سياحياً؟
الكنيسة القبطية حاضرة وجاهزة لتمد يد العون إن لم تكن تساعد بالفعل.. هي كنيسة وطنية لا تتردد لحظة لتساعد في تنمية بلدها.
الكنيسة هي التي حافظت على أغلب التراث القبطي داخل مبانيها، ومستعدة أن تتكيف مع وجود الوفود السياحية وسط شعبها لافتخارها بالكنوز التي تركتها العائلة المقدسة في أراضينا كهدية للعالم كله يتبارك بها.
أيضا الكنيسة لديها قنوات اتصال في كل أنحاء العالم مع كنائسها في الخارج ويمكنها عمل دعاية خارجية وتسويق قوي لهذا المسار.
ما تأثير الفن القبطي في الدعاية؟
الفن القبطي ليس له مثيل في الدعاية، مجرد عرض صور أو أيقونات أو قطع نسيج أو قطعة من العاج أو منظر جدارية موجودة في دير أثري قديم في كتيب، لا أحتاج أن اكتب أي كلام معه، مجرد أذكر المكان الذي يوجد به هذه القطعة الفنية الجميلة. وعندما يتواجد السائح بالفعل في المتحف القبطي أو الدير وقتها يمكن أقدم له تفاصيل أكثر عما رأه، يمكن أيضا أن يعرف عن الرهبنة والألحان القبطية واللغة القبطية الجميلة والمخطوطات التي وثقت الحضارة القبطية.