أوضح سفير الاتحاد الأوروبي بمصر، إيڤان سوركوش أنه بصدد إطلاق برنامج هام لعدة سنوات في مصر تحت عنوان “برنامج الاتحاد الأوروبي لقطاع المياه في مصر” # EU4WATER” بمنح تصل قيمتها إلى 120 مليون يورو. وأضاف أنه يأمل في توقيع الاتفاقية، وتمويل البرنامج خلال فصل الصيف وبدء التنفيذ قبل نهاية العام وقال إن البرنامج يستمر لمدة ثلاثة أعوام.
وأكد “سوركوش” أن البرنامج يهدف إلى دعم الاستقرار بمصر من خلال تحقيق الأمن المائي وتعزيز الإدارة المستدامة لقطاع المياه وأوضح أن مصر تواجه تحدي ندرة المياه، الأمر الذي يتطلب اتخاذ إجراءات سريعة لترشيد الاستهلاك وتطبيق أنظمة الري الحديثة، وتقليل الفاقد من المياه.
وقال السفير علي أن الاتحاد الأوروبي يعد من أوائل الجهات التي ساندت مصر في هذا القطاع؛ حيث ساهم بمبلغ 450 مليون يورو لإقامة عدة مشروعات في قطاع المياه خلال السنوات العشر الماضية. وأضاف أن هذه المنح تأتي ضمن حزم تمويليه ميسرة، بقيمة 2.5 مليار يورو من مؤسسات مالية أوروبية في هذا القطاع.
وأوضح أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر في قطاع المياه و الصرف الصحي يشمل تغطية 12 محافظة مصرية، لتحسين حياة 15 مليون مواطن مصري، وخاصة الأكثر احتياجًا.
وأكد السفير على أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم الإدارة المستدامة لقطاع المياه في مصر من خلال الاستمرار في مشروعات التنمية ومواصلة الحوار مع صانعي القرار، وأشار إلى تطلعه لشراكة ثلاثية قوية بين الاتحاد الأوروبي، ومصر ،والاتحاد الأفريقي، تكون مصر بواباتها الرئيسية، وخاصة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.
وكان سفير الاتحاد الأوروبي بمصر، قد احتفل ووزير الري بيوم المياه العالمي، بمشاركة عدد من سفراء الدول الأوروبية والأفريقية وممثلين لبعض شركاء التنمية في أفريقيا، ووزير الشباب والرياضة، و محافظ القليوبية، وممثلين عن وزارة الأوقاف والكنيسة، وكبار المسؤولين الحكوميين وبعض الفلاحين والمزارعين والمرأة الذين تم تكريمهم من قبل الاتحاد الأوروبي بحديقة عفلة بالقناطر الخيرية.
بدأ الاحتفال بعرض فيلم تسجيلي للتعريف بأهمية المحافظة على مياه النيل، والتوفير تحت شعار “نقطة ميه عشانك”، و كذلك أهمية تضافر الجميع للحفاظ على المياه .
وقال السفير إيڤان سوركوش ، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بمصر : إن هيرودوت قال “إن مصر هبة النيل”، وأضيف عليها “والنيل حياة المصريين”، ليؤكد على دعم الاتحاد الأوروبي لقطاع المياه في مصر من خلال شركاء التنمية الأوروبيين، وأفاد بأن الطريق ما زال طويلا حتى نصل إلى ما يستحقه المصريون.
وقال الدكتور محمد عبد العاطي زير الموارد المائية والري أن المياه أساس الحياه ، وعلينا أن نقلق على المياه، وأن نعمل جاهدين جميعا مع شركاء التنمية، والمستخدمين للحفاظ على المياه ومجابهة تحديات الندرة و التحديات المناخية الكبيرة.
وأضاف “عبد العاطي” أن مواجهة تحديات المياه في مصر هي واحدة من أهم أولويات البلاد، وجميع الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية، ويجب أن تتكاتف معًا في تنفيذ الخطة القومية للموارد المائية بالتعاون الاتحاد الأوروبي.
وأوضح “عبد العاطي” أن استراتيجية 4 تاء لتنمية الموارد المائية حتى عام 2050 تتمثل في “تحسين نوعية وجودة المياه -ترشيد الاستخدامات من خلال أنماط موفرة للمياه – واستنباط محاصيل موفرة للمياه وتتحمل الملوحة – تنمية الموارد المائية من خلال الموارد غير التقليدية مثل تحلية مياه البحر والاستفادة من مياه السيول .
وأضاف أن هناك أبحاث حول زراعة الأرز من خلال شبكة التنقيط وليس بالغمر, وأيضا يتم الآن زراعة القمح من مياه البحر.
وأكد على أنه يجب التعاون مع دول حوض النيل، لاستقطاب الفواقد وتعظيم الاستفادة من مياه النهر، أحد أهم محاور التعاون الخارجي .
وأوضح “عبد العاطي” أن احتياجاتنا المائية تمثل 114 مليار متر مكعب سنويا ، والمتاح منها 60 مليار والعجز يقدر بنحو 90% ، و قال إننا نوفر 20 مليار من خلال إعادة الاستخدام، الأمر الذى وضعنا في مقدمة الدول الأعلى في كفاءة الاستخدام ، ونوفر المياه الباقية من خلال استيراد محاصيل غذائية وغيرها تقدر بنحو 34 مليار متر مكعب .
وقد أشاد الوزير بالتجارب المميزة والرائدة التي قام بها المزارعون لترشيد استهلاك المياه في الزراعة من خلال التحول من الري بالغمر إلي طرق الري الحديثة كالرش والتنقيط والتي تشير إلي تحمل المزارع المصري المسئولية والمبادرة للحافظ علي المياه من الإهدار والتلوث.
وأكد ممثلو وزارة الأوقاف والكنيسة على قيمة المياه وأهمية الحفاظ عليها لأنها نعمة تمثل أساس الحياة .
وأوضح الدكتور أشرف فهمي ممثل وزارة الأوقاف علي دور الوزارة في توحيد الخطاب الديني لترشيد استهلاك المياه، والحفاظ عليه من خلال توحيد خطبة الجمعة في المساجد، وأيضا توعية الأفراد عند استهلاك المياه، وكيف يتم التقليل منها علي سبيل المثال في الوضوء، فالماء هو أصل كل شيء و يجب الاهتمام بالمياه لأنه شريان الحياة، وعلى الجميع جعل ثقافة ترشيد المياه أسلوب حياة .
وأكد أيضاً ممثل الكنيسة القس بولس جميل علي دور الكنيسة، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في تنفيذ وتفعيل وثيقة حماية نهر النيل ، والتي تم توقيعها في 5 يناير 2015.
وأوضح القس جميل أن الكنيسة تصلي دائما من أجل النيل في الصلوات اليومية من خلال أوشية المياه ، وأكد أن البابا خصص حملة توعية في جميع الكنائس المصرية من خلال عظة الأحد القادم علي أهمية المياه ، وأوضح أن المرأة أكثر فرد في الأسرة يستخدم المياه، والكنيسة تعمل من خلال اجتماع السيدات برنامج للتعليم والتدريب علي أعمال السباكة.
وقال المهندس ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي: إن لدينا تطبيقات موبايل” Applications ” يتم من خلالها تحديد الموقع” لمعرفة تكلفة المياه وأيضا للشكاوي ، وأضاف أن المجتمع يجب أن يمارس دور الرقابة للحفاظ علي المياه، واستخدامات المياه بأساليب موفرة ومرشدة للمياه تواكباً مع التكنولوجيا الحديثة للحفاظ على نقطة المياه.
وأوضح رسلان أن الدولة تدعم المياه وتكلفة المتر المكعب بـ 3 جنيهات، وعندما يتم إعادة استخدام المياه مرة أخرى تتكلف 8 جنيهات، حيث يتم إعادة استخدام المياه 4 مرات .
وأشاد الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة بموقف الكنيسة في تعليم السيدات أعمال السباكة، وأوضح أن مراكز الشباب لها دور في المجتمع لتوعية الشباب وأيضاً عمل برامج تدريبية للشباب مثلما تعمل الكنيسة .
وتضمن الحفل فقرات غنائية لذوى القدرات الخاصة، وكورال للأطفال وأناشيد وطنية تحث الأطفال والمجتمع علي أهمية المياه .
وبنهاية الحفل قام كل من الدكتور/ محمد عبد العاطي و السفير/ إيڤان سوركوش بتكريم مجموعة من السيدات أعضاء مجالس إدارات روابط مستخدمي المياه علي الترع الفرعية في محافظات الجمهورية المختلفة، في إطار الاحتفال بيوم المرأة العالمي، تكريماً لدورهن الفعال في المشاركة في إدارة الموارد المائية والحفاظ عليها من الإهدار والتلوث.
الجدير بالذكر أن كافة الرسومات التصميمة للتوسعات بحديقة عفله، التي أقيمت بها الاحتفالية، هي إحدى إنجازات برنامج EU Water STARS، الذي يهتم بتطوير عدد من الدراسات الفنية التي تدعم تحسين الكفاءة التشغيلية وحسن إدارة الأصول المملوكة للدولة ورفع كفاءة استخدام المياه.
وقد قامت وزارة الموارد المائية والري بتدير كافة تكاليف تطوير الحديقة من مواردها الذاتية بدون تحميل ميزانية الدولة أية أعباء إضافية.
أيضا يذكر أن الاتحاد الأوروبي قد أطلق في مارس الماضي مشروع دعم الإصلاح وتعزيز القدرات الفنية لقطاع المياه (EU Water STARS)مع وزارة الموارد المائية والري بميزانية إجمالية تبلغ 4.8 ملايين يورو كمنحة تهدف إلى رفع الكفاءات التقنية في مجال المياه، وتبلغ مدته ثلاثون شهرًا، وسيساعد هذا المشروع الوزارة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة لتحقيق الأمن المائي وفقًا لاستراتيجية التنمية المستدامة للدولة 2030 والخطة القومية للموارد المائية2037.