تبدأ نبؤات اليوم بالحكمة تنادى فى الطرق وفى الشوارع تعلى صوتها وعلى رؤوس الأبواب تصيح.. إلى متى أيها الجهال تبتغون المضرة والحمقى يبغضون الفهم.. دعوت فلم تسمعوا ومددت يدى فلم تلتفتوا.. فأنا أيضا أضحك عند بليتكم.. يدعوننى فلا أجيب.. فإنى أوقع بالمنافقين هلاكاً، أما السامع لي يسكن فى دعة مطمئنا ويستريح من كل مخاوف الشر (أمثال سليمان الحكيم ١: ٢٠ إلخ) وما هى الحكمة إلا انبثاق من روح الله.
ويؤكد ذلك (اشعياء النبى ٨: ١٣ – ٩: ١-٧) فيوصى “أما الرب فقدسوه وليكن هو خوفكم” حتى أن “الشعب الجالس فى الظلمة أبصر نوراً عظيماً.. لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً تكون الرئاسة على كتفيه ويدعى اسمه عجيباً مشيرًا أباً أبدياً رئيس السلام”. أي أن الرب نفسه يدعونا لينقذنا من ظلمة الشيطان ويأتى بذاته لينير لنا الحياة، وما علينا إلا أن نقبله. لكن ما أكثر رافضيه!
ويحدثنا انجيل (لوقا ٩: ١١-٢٨ ) عن مثل الوزنات والمتاجرة بها إلى أن يأتى الرب. حينئذ يسمع الرابح “نعماً أيها العبد الصالح، كنت أمينا فى القليل فليكن لك سلطان ..” أما الذى دفن الوزنة ولم يربح شىء فقد تمت دينونته.
وفى (لوقا ١١: ٣٣-٣٦) يقول الرب: “سراج جسدك هو العين، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا، وإن كانت شريرة فجسدك كان يكون مظلما”.
الرسالة إذاً واضحة، فالاختيار والقرار فى أيدينا. إما أن نسمع صوت إلهنا ونهرع نحوه بعيون بسيطة فننال الحكمة والخلاص، أو نصم أذاننا ونغمض عيوننا عنه ونختار الشيطان فنسقط فى تجاربه.