نظم برنامج الأغذية العالمي بالقاهرة مؤتمراً صحفياً للسيد ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وذلك خلال زيارته الأولى لمصر، بحضور عدد من مدراء برنامج الأغذية العالمي في مصر، وتم مناقشة المشروعات التي يتم تنفيذها بمصر.
قال بيزلى إن مصر من أكثر الدول التي تلعب دوراً استراتيجياً كبيراً في مجال الأمن الغذائي العالمي في الشرق الأوسط وأفريقيا، كما تتمتع الآن برئاسة الاتحاد الإفريقي، ومن جهة أخري موقعها الجغرافي المهم يجعل لها تأثير على مستوى العالم وخاصة في حفظ الأمن الغذائ
وأوضح بيزلي أن السفير هشام محمد بدر، سفير مصر في إيطاليا، الممثل الدائم لمصر لدى منظمات الأمم المتحدة في روما، تولى رئاسة المجلس التنفيذي لبرنامج الأغذية
لعالمي، في هذا الوقت الحرج الذي ينتشر فيه الجوع في جميع أنحاء العالم بمعدلات تنذر بالخطر.
وأشار بيزلى إلى أن برنامج التغذية المدرسية يستفيد منه مليون طفل مؤكداً أن هناك من يعاني من انعدام الأمن الغذائي في صعيد مصر والدلتا وأن البرنامج يساعد بشكل أساسي، صغار المزارعين في صعيد مصر ، وقال : إننا لذلك نقوم بالتركيز في اختيار البذور وتوحيد المحاصيل الزراعية وتدريبهم على إنتاج المحاصيل الزراعية الضرورية من أجل التنمية للقضاء علي الهجرة، فإذا كان هناك تركيز على الأمن الغذائي يتم خفض معدلات الهجرة ونسب التطرف.
وأضاف بيزلي أن البرنامج يهتم بالتعليم، فارتفاع نسبة التعليم يقابله انخفاض في نسبة الزواج والحمل المبكر للسيدات، كما يركز البرنامج فى حملة الألف يوم مع السيدات على تحسين الأغذية وتنمية الموارد التي تساعد علي الاستقرار، والقضاء علي الجوع من أجل إحلال السلام والاستقرار في المناطق وبخاصة الفقيرة.
وأوضح بيزلي أن البرنامج يعمل من أجل مكافحة الجوع في العالم في ظل تفاقم الجوع من جراء استمرار النزاع في المناطق المضطربة بسبب الحروب والصراعات مثلما يحدث في اليمن وسورية، بالإضافة إلى تأثير التغيرات المناخية.
وأكد على أن العام الماضي عمل البرنامج مع الكثير من الدول لإصدار قرار من مجلس الأمن لربط الأمن الغذائي بالسلام في العالم.
وأوضح بيزلي أن برنامج الغذاء العالمي يعتمد على تقديم المساعدات المباشرة لتحسين الحياة وتقديم مشاريع مبتكرة في مصر للوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين من هذه البرامج ، وقال إنه سيكون هناك تغيير ملحوظ في الأمن الغذائي في مصر. وإن الحكومة المصرية تهتم بالشباب لذلك هناك تركيز على التغذية لقطاع الشباب، والسيدات والأطفال لذلك نعمل بشراكة مع برنامج الأغذية العالمي لتمكين الحكومة والمرأة من توفير الأمن الغذائي كونه العامل الأساسي لاستقرار الأوضاع وعندما نحقق هذا الهدف لن يكون لنا وجود .
وتم توجيه عدت أسئلة منها: هل هناك خطط لتوفير الأمن الغذائي للشعوب العربية للحد من خطر الهجرة إلي أوروبا والحد من التطرف والإرهاب تجاه المسلمين والمهاجرين بشكل عام إلي أوروبا؟
قال بيزلي أنه بغض النظر عن المواقف السياسية من الهجرة ولكن إذا وجد الفرد فرصة عمل وحياة كريمة في دولته لن يهاجر، وهناك هجرة اختيارية وهجرة مدفوعة بانعدام الفرص ويجب التعامل مع الأسباب الرئيسية للهجرة ودعونا نتفق على أن الجميع يريد الحصول على فرصه عمل وحياة كريمة لذلك يجب استخدام الغذاء لتوفير الأمن والسلام وليس لتجنيد اسر وعائلات كما حدث في القاعدة وداعش لتوفير الغذاء للعائلة. وهذا ما سمعته من أم بإحدى العائلات، أن ابنها وزوجها انضم إلي منظمة داعش من اجل توفير الغذاء لهم وأكد بيزلي أنه يوجد كثير من الثراء في العالم يقابله فقر وجوع شديد وهذا مؤسف للغاية.
وفي سؤال عن الوضع في اليمن وتحقيق الأمن الغذائي و كيف يواجه البرنامج سرقة المساعدات؟
أوضح بيزلي أن اليمن تعاني من أسوأ أزمة غذائية في العالم وتقدم غذاء لحوالي ١٠مليون شخص ، والدول المانحة قدمت دعم مادي كبير لعدم وقوع مجاعة في اليمن، ومعظم شعب اليمن لا يمكنه الاعتماد على الزراعة إلا في ١٠% فقط من الاحتياجات الغذائية ويجب فتح الأسواق والتجارة لتلبية احتياجات الشعب ، وهناك تحسن ملحوظ في العمل مع الحوثيين لتوصيل المساعدات للمدنيين ووصول المساعدات لمن يستحقونها، ولدى تفاؤل بحرص أننا نسير في المسار الصحيح في اليمن.
جدير بالذكر أن برنامج الأغذية العالمي يخدم92 مليون شخص في 82 دولة حول العالم، وأن الفرد داخل دولته يتكلف حوالي خمسين سنت يوميا لتوفير الأمن الغذائي له ، أما إذا هاجر إلى ألمانيا علي سبيل المثال ، كاللاجئين السوريين ، فالفرد يتكلف حوالي 50 يوروا لكي يحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والمعيشة، ومعظم اللاجئين السوريين لم يرغبوا في الهجرة ولكنهم اضطروا بسبب الحرب.