ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مساء اليوم, عظة اجتماع الأربعاء من كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية, بحضور لفيف من الآباء المطارنة والأساقفة والآباء الكهنة بجانب حضور الشعب القبطي.
ودار موضوع عظة الاجتماع عن “الابن الضال” حيث قرأ قداسته جزءاً من العهد الجديد من الكتاب المقدس وبالتحديد في إنجيل معلمنا لوقا 15 : 11 – 32
وبعدها قال قداسة البابا تواضروس: “إن الأحد القادم هو أحد الابن الضال وهو من القصص المحبوبة عندنا، والصوم عبارة عن أسبوعين في الأول الاستعداد والتجربة, وأسبوعين في الآخر السعف والقيامة، في وسط الصوم ونسميه قلب الصوم 4 أسابيع: الابن الضال – السامرية – المخلع – المولود أعمى، لماذا نسميه قلب الصوم؟ لأن هؤلاء الأربع قصص .مرتبطين ببعض جدا
قصة الابن الضال إنسان اختار ولكن اختار غلط ورجع، قصة السامرية تكرار للغلط بس رجعت، قصة المخلع 38 سنة عاش فى مرض باستمرار .والخطية حسب مفهوم العهد القديم كانت رمزها المرض
قصة المولود أعمى، وده نسميه الفصل الأخير في الخطية وهو العمى وليس عمى جسدي بل روحي، الابن الضال اختيار والسامرية تكرار والمخلع استمرار والمولود أعمى هو يصل إلى حالة المرار.
وتابع قداسته قائلًا: “الابن الضال قصة أسرة زي أسرنا وكان فيه ابن كبير وابن صغير, وكانت العادة أن الكبير ياخد تلتين والصغير تلت حسب عادة اليهود، وأيضا من العادات اللى كانت موجودة أن الابن الكبير هو اللى هيتجوز الأول فيربوا عجل كبير ويسمنوه حتى يوم الفرح يذبحوا هذا العجل كعلامة فرح كبير، كل هذه الأمور كانت واضحة في هذه الأسرة إلى أن دخلت فيها جرثومة الخطية من خلال الأصحاب الوحشين وبدأوا يزنوا على الولد واستغلوا الصغير لحد ما كونوا فى مخه فكرة غريبة وهى إن بيتك هو السجن واخرج برة بيتك هتبقى هى الحرية وفضل يزن على ابوه حتى أخد نصيبه والأب أعطاه حريته فخرج برة البيت وهو مثل الإنسان المخدر وعاش مع أصحابه إلى أن نفذت النقود وتركه الأصحاب.. فبدأ يتجه لشخص غير يهودي يتاجر في الخنازير فاليهود لا يتاجروا في الخنازير, وقال له ممكن اشتغل عندك وأهم شيء فى المثل إنه نظر إلى الخنازير وصحته وماضيه وقال إيه الغلب اللى انا فيه ده.. أتارى برة هو السجن وبيتى هو الحرية لكن قال لنفسه انا ما استحقش اكون فى البيت كمان.. اروح لابى واطلب منه اكون اجير هيكون حالى افضل من اللى صرت عليه”.
وأضاف البابا تواضروس:” و السؤال: هل اختبرت هذا الموقف.. هل ذقت حلاوة هذا الموقف إن الواحد يرجع لنفسه، هل اختبرت هذه اللحظة “رجع الى نفسه” لحظة رائعة كأن الخطية خروج من النفس والتوبة عودة إلى النفس..
هل ذقت حلاوة الرجوع إلى النفس من خطية وحشة .. هل جربت إنك ترجع وتعود إلى صوابك
الابن قبل ما يخرج من بيت أبوه إيه كان فى مخه.. ثلاثة أشياء الأولى وهي أن الماضي بتاعه في بيته معزز مكرم وتحول البيت أمامه لسجن
والثاني هو الحاضر أنا عايز آخد نصيبى، والثالث المستقبل وردى هاخد الفلوس وهعمل واعمل”.
وتابع قداسته قائلًا:” الماضى منسي والحاضر هو اللى موجود والمستقبل مستتر فى عينيه وغلف ده بكلمة كلنا بنحبها وهى الحرية
الخطية بتعمل كده فى الانسان.. وقت الخطية ينسى الانسان الماضى ويفتكر الحاضر بس والمستقبل اللى جاى مفتوح على وسعه وهو ده فكر الخطية
أما وقف ورجع الى ذاته أصبح عنده ثلاثة أشياء أيضا
الأول الماضي: مخجل، والثاني الحاضر: بعد العز اللى كان فيه وصل إنه يقعد على التراب و صحته ضاعت ..كان مؤلم جدا حاله اللى هو وصل له
والثالث هوالمستقبل: غير موجود هروح لابى واعترف له واقول له خلينى اجير بس اكون فى حدود البيت اصلى اكتشفت ان حدود البيت هو الحرية وان اللى برة هو السجن، وهذه مأساة الانسان ، اعرف ان بيتك افضل مكان فى العالم حتى لو بتاكل عيش وملح لذلك نحن نقدس الاسرة.. علموا ولادكم كده ان بيتى هو افضل بيت لان فيه بابا وماما واسرتى، اقوم واقول لابى اخطات، ابوه قال له ماتكملش ودى حلاوة الاب السماوى وهو يستقبل الانسان التائب
يوحنا ذهبى الفم يقول: “ما أجمل أيقونة المسيح المرسومة فى دمعة إنسان تائب”، قدم له الحلة الأولى، الكرامة رجع له كرامته، أعطاه خاتم.. خاتم السلطة، رجع له مكانته فى البيت، تأكيد البنوة لبسوه حذاء، هناك عادة ريفية إن عندما ادخل بيت حد اخلع الحذاء برة لان لو دخلت مكان بالحذاء يبقى كأنى املكه واملك الارض..فلبسه الحذاء لانه عاد مالكا جوة البيت، وذبح له العجل المسمن لان الفرحة كانت كبيرة اكبر من فرحة زواج اخوك، والهدية الخامسة والاهم انه اخده فى حضنه وقبله ولم يجعله يتكلم، واخده فى حضنه رغم لبسه الغير نظيف وصحته المتدهورة”.
وفي ختام العظة قال البابا تواضروس:” ان محبة الله الفياضة تجاه الانسان التائب، عاد الابن الاكبر ولم يرد ان يدخل فخرج له ابوه فاتهم ابوه واهانه واتهم اخوه واهانه، يا ترى الابن الكبير دخل البيت ولا فضل برة، وييجى السؤال مين الشاطر الابن الصغير ولا الكبير، مين الضال الابن الصغير ولا الكبير
الصغير رجع وبقى شاطر طيب والكبير.. عايش ولكن لم يكن قلبه فى داخل البيت يمكن الصغير تاب والكبير لم يتب والسؤال هل ذقت واختبرت ترجع لنفسك
إنت مين فى الثلاثة لصغير ام الكبير ام الاب المحب اسال وجاوب بصراحة
هناك مبدأ إن بيت الإنسان هو الحرية وخارج البيت هو السجن”.