إنطلق اليوم الثلاثاء الموافق 26 فبراير2019 مشروع “سالموا” الذى تتبناه كلا من أسقفية الخدمات ووزارة الأوقاف ومؤسسة “دياكونيا” وشركاء من المجتمع المدنى والاعلاميين وذلك بفندق الماسة بمدينة نصر .
ليكون هذا اليوم هو نقطة الانطلاق للوقوف على مشكلات السلام الاجتماعى والتعايش المشترك فى المجتمع المصرى ومحاولة إصلاحه؛ ف “سالموا” مشروع رائد أطلقته أسقفية الخدمات العامة، والاجتماعية والمسكونية لمدة عامين وينفذ في ثلاث محافظات: القاهرة، القليوبية وأسيوط.
المنصة
جانب من الحضور
وبدأ اليوم بالسلام الجمهورى وفيلم تسجيلي عن السلام وأهميته لمصر، وقامت الاستاذه إيفلين بطرس مديرة المشروع بالترحيب بالحضور وإلقاء كلمتها قالت فيها:
السلام هو اسم من اسماء الله الحسنة والله هو إله السلام وهو مصدر ومانح كل سلام وخير وبركة، السلام تلك الكلمة البسيطة في تكوينها لكن عميقة جداً في معناها، لقد أمرنا الله بالسلام وأرسل لنا الرسل والأنبياء من أجل السلام.. السلام هو حضور الحب، وقد يسعى البشر طول حياتهم من أجل العيش في سلام بعيداً عن العنف والصراعات والحروب. وأنه من دواعي الاعتزاز والتقدير ان نتشارك جميعاً في هذا اللقاء وعنوانه سالموا كل الناس” وبما يحمل هذا العنوان من أمل نحو ترسيخ مفاهيم المحبة والأخوة والتسامح والقواسم المشتركة ونلتقي جميعاً عند هدف واحد سامي وهو “السلام”
ولذلك تسعى أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية بالمشاركة مع وزارة الأوقاف بهذه المبادرة المجتمعية إلى تقديم نموذج عملي للعمل على أرض الواقع من اجل دعم ونشر وتعميم وثقافة السلام في مؤسساتنا الدينية الاجتماعية والتربوية ومن خلال الإعلام والمجتمع المدني على قاعدة الإيمان والالتزام بأن العيش معاً والاعتراف بالآخر المتنوع والمختلف هو اختيار وثقافة وحقوق وواجبات نعيشها معاً.
ولنشر السلام المجتمعي الذي يسعى اليه مشروع “سالموا جميع الناس” فاننا نرتكز على مجموعة من المبادئ الأساسية منها:
– احترام الكرامة الإنسانية ومراعاة حقوق الإنسان.
– حرية الاعتقاد والعبادة وهو من باب الإقرار بالحق في الاختلاف.
– اعتماد الحوار في التواصل وحل المشكلات.
– العمل على كل ما يؤدي إلى التصالح وتحقيق السلم الاجتماعي ونبذ التشدد ورفض كل ما يؤدي إلى العنف والتمييز قولاً وسلوكاً.
أشكركم على تشريفكم بالحضور لنتشارك معاً الرؤى ونشهد معاً انطلاق مشروعنا الرائد، فأهلاً بكم.. لنتعاون معا حتى نغير ونصنع كوادر للسلام.
وجاءت كلمة الشيخ جابر طايع يوسف – وكيل أول وزارة الأوقاف المصرية ورئيس القطاع الدينى قال فيها:
“بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسل الله أجمعين،
في الحقيقة شرف عظيم أن نتواجد بينكم بالتنسيق مع الكنيسة المصرية العتيقة العريقة ووجود أنبا يوليوس الأسقف العام وكوكبة من الحضور من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وعلماء الفكر والسادة أعضاء مجلس النواب والإعلاميين لتدشين خطوة في طريق الخير وهي “سالموا جميع الناس”.. هذا المؤتمر الذي يعقد بشراكة بين الكنيسة الأرثوذكسية ووزارة الأوقاف ليحقق مفهوم المواطنة المتكافئة ليحقق مفهوم ان الناس جميعاً متساوون في الحقوق والواجبات، ليبين ويبرز قيمة السماحة والسلام في الأديان السماوية ولا يمكن أبداً بأي حال من الأحوال ان يتصور أن هناك ثمة دين سماوي يدعو إلى العنف أو القطيعة او يدعو إلى الاختلاف بل جميع الأديان جاءت متممة ومكملة لبعضها البعض ولولا المسيحية ما كان الإسلام فهي التي بشرت بهذا الدين والنبي عيسى عليه السلام بشر بنبي يأتي من بعده.. فلذلك أيها الأخوة فلا جرو أن يكون السلام هو ديدن هذه الأمة ولإنها تجربة رائدة في مصر دين السلام على أرض مصر التي استقبلت الديانات السماوية الثلاث وكانت لها معالم باقية إلى أن يرث الله الأرض وما عليها ، إنه لعمق فكر المصريين الموجودين على هذه الأرض. رغم التيارات التي جاءت وافدة ولم تكن وفق الفترة البشرية فلذلك لفظها المجتمع المصري من عشية وضحاها لم يتقبلها لأن المصريين من الممكن أن يتقبلوا ويتعايشوا مع الظلم لكنهم لا يمكن أبداً أن يتعايشوا مع الجور على الأديان أو المنتحلين لصفة الأديان وهم أبعد ما يكون عن ذلك. ”
“ولذلك ديننا دين السلام والله يدعو إلى دار السلام وفي الآخرة اسمها السلام وفي الدنيا تحيتنا السلام والرسول محمد صلع وسلم يقول: “من قال السلام عليكم فقد حصل على ثلاثين درجة” لأنه بدأ بالسلام. ونحن وزارة الأوقاف عندما أخرجنا كتاب “حماية الكنائس واجب ديني ووطني” مستلهمين ذلك من قول الحق تعالى لولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لقدمت صوامع وبيعة وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله” فاننا نعرف تماماً جاءت لتعبيد الناس في الله عز وجل”
وروى الشيخ جابر في حديثه: “وإنني اذكر طرفة اقصها إليكم، وانا طفل صغير وكنت ارفق والدتي في الأقصر وكانت تسير والدتي ومعها امرأة متجهين للسوق، فلما كادت تقسم لتؤكد صدق كلامها، وكانت تقترب من الكنيسة فكشفت رأسها وقالت “وحياة بيت ربنا ده ما عملت وسويت” ورغم أنها أمية لا تعرف اَي شئ لكن الفطرة ساقتها أن هذا بيت رب الذي يتم عبادة الرب فيه وتقام فيه الصلوات فعرفت ان هذا بيت الله ومن هذا اليوم أيقنت أنا الطفل وسني لم يتعدى العاشرة أن الكنائس هي بيوت الله وهي دور عبادة يتعبد فيها لله عز وجل. لا يمكن أبداً ان يرتكب فيها معصية ولا يمكن أبداً ان يرتكب فيها جور ولا يمكن أبداً ان يدخلها إلا المتطهرين الأنقياء الأتقياء والأصفياء الذين يترددون على بيوت الله سواء كانت كنائس أو مساجد. ولذلك عندما أخرجنا الكتاب “حماية الكنائس” كان هدفه ان يعرف الجميع أن هذا واجب وطني وديني.”
وأثنى في كلامه على كلمة البابا تواضروس المشهورة “وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطني” ولذلك في هذا الإطار أيضا اخرجنا كتاب في وزارة الأوقاف “الكليات الست” أو الكليات التي يحافظ عليها الدين ووضعنا احدى هذه الكليات “الوطن” لتكمل الخمس الأخريات وهم الدين والعقل والنفس والمال والنسل، ويأتي الوطن في أهميته بعد الدين مباشرتاً لأنه عندما دارت الحروب والمشاحنات في دول بجوارنا مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا، عندما ضرب الوطن لم تبقى نفس ولا مال ولم يبقى عرض وربما لم يبقى دين لان الناس فرت خارج البلاد، فلو كان الدين فقط دون الوطن لأصبح معلق في الهواء الطلق ولا يمكن أبداً ان يستقيم دين دول أن يكون هناك وطن فلذلك كان الوطن هو أحد الكليات الست وأحد مقاصد الدين الست التي ينبغي ان تحافظ عليها. ولذلك عندما يقول اذا جاء عدو على بلد فكان لزاماً على رجال هذه البلد ونساءها وأطفالها وعجائزهم وشيوخها ومريضها صحيحها أن يخرجوا ويهبوا هبة رجل واحد ليدافعوا عن دينهم حتى ولو فنوا جميعاً، فبالتالي الدين الذي يحث على أن تفنى النفس مقابل اَي شئ ومقابل الوطن الذي لا ينفصل عن الدين.. فالمنتدى به ليس اعز من المفتدى لان المفتدى هو الوطن والمنتدى هو النفس. لذلك أيها الأخوة نقول أن هذا المؤتمر بشعاره “سالموا جميع الناس” ونحن يد في يد..
وانهى فضيلة الشيخ كلامه: “وأذكر أنه جاءني وفد من العراق متعجبين لأن في العراق بينهم السنة والشيعة ونسبة المسلمين فيها اكثر من ٩٠٪ لكن المشاحنات بينهم كبيرة جدا، فيتساءلون كيف نحن اصحاب دين واحد ولكن المذهبية أكلتنا فأصبح الشيعي لا يطيق السني والسني لا يطيق الشيعي وأنتم في مصر ديانة مسيحية وديانة إسلامية والاثنان يقتنون في عمارة واحدة كيف وصلتم إلى هذا، في الحقيقة تلك تجربة تحتاج إلى دراسة من اجل نقلها إلى ابناء الدين الواحد أن يتعايشوا، فمن الريادة لمصر ومن قوة مصر ومن صحة الفهم المصريين أن يتعايشوا لأنهم يعلمون أن الأديان خرجت من مشكلات واحدة وليست متفرقة ولكن الهدف منها هو إصلاح البشرية وربط الناس بالله وعلاقة الناس بعضهم ببعض فلا يمكن أن تقام علاقة على غير سلم ومسالمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”
وأعرب الأنبا يوليوس أسقف الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية فى كلمته بمدى ترحيبه بهذا المشروع واستهل في كلامته
باسم الله الواحد الذي نعبده جميعاً… السيدات والسادة الحضور الأحباء، أن في غاية السعادة بهذا اليوم، انطلاق مشروع “سالموا جميع الناس” وسعيد جداً بوجود وزارة الأوقاف شريك لنا في هذا المشروع وبالحضور الأجلاء وكوكبة الأئمة والدعاء والداعيات وفضيلة الشيخ جابر رئيس الشئون الدينية بالأوقاف. الإ علامييين والصحفيين ومجموعة من مجلس النواب ونخبة من وزارة التعليم ومنظمات المجتمع المدني. في الحقيقة وجودكم يعبر عن احساسكم بأهمية دور هذا البرنامج لمجتمعنا المصري الحبيب.
“طوبي لصانعي السلام لأنهم يدعون أبناء الله”… السلام صنعة مثل أي صناعة ولها أصول وطريقة ولها خطوات، السلام لن يأتي بمجرد أننا صلينا أو دعينا “يا رب حل علينا بالسلام” لكن لو خطوات وتعب وجهاد يجب نمر به ولذلك فكرنا في هذا البرنامج. لابد أن أشير أن أسقفية الخدمات لها شركاء كثيرون منها جهات عالمية، فاختارت الأسقفية منهم الدياكونية السويدية وهو بيت خبرة عظيم في هذه البرامج ليكونوا شركاء معنا في الأفكار التي تساعدنا لتنفيذ هذا البرنامج. أحب اشكرهم على مجهودهم ودورهم الذي يمثله الأستاذة غادة همام الموجودة معنا اليوم.
وأوضح نيافة الأنبا يوليوس الفرق بين بيت العائلة ومشروع سالموا قائلاً : “مصر فيها مشروع “بيت العائلة” فلماذا نقيم نحن هذا المشروع الجديد؟ بيت العائلة مشروع مشاركة بين الأزهر والكنيسة يحل الأزمات ويتدخل في حالة وجود المشاكل، أما برنامج مشروع “سالموا جميع الناس” يتعامل ما قبل الأزمة وما قبل المشكلة ويتعامل بفكر كيف نتفادى الأزمات والمشكلات قبل حدوثها، فهو برنامج إيجابي على طول الطريق فلا ينتظر حدوث الأزمة ليتحرك.
دور مشروع “سالموا” أن يفرز مجتمع صحي ينعم بالسلام ليس بالقهر ولكن بالإقناع ولذلك الفئة المستهدفة الرئيسيّة لهذا المشروع هي الأطفال والنشأ من خلال مدارس ابتدائي وإعدادي وثانوي – شباب ونستهدف أيضا فئة في منتهى الأهمية وهي المرأة فهي في بيتها تكون مصدر تصرفات أولادها والنشأ وهي التي توجه داخل البيت.
ولذلك كل الأطراف المعنية بهذا المشروع في احتياج شديد لمساعدة الإعلام والصحافة ومنظمات المجتمع المدني وفي احتياج لمعاونة الداعية والداعيات الواعية وللآباء والخدام في الكنيسة لكي نبني باستخدام أنشطة متنوعة وسنعرضها تفصيلاً من مديرة المشروع إيفلين بطرس.
سنبدأ المشروع في ثلاث مجتمعات كبداية مرحلة التجربة في أسيوط والقليوبية والقاهرة تحديداً في مصر القديمة. سنبني السلام في تلك المناطق سنتين وسنقيم الأثر ومعدلات النجاح ومؤشرات النجاح والدروس المستفادة وبعد سنتين بمساعدة خبراء التنمية سيتم تقييم المشروع لدراسة ما حققناه على أرض الواقع وما هي الإخفاقات أو النواقص ونبدأ بداية اخرى في مجتمعات أخرى جديدة.
السلام يقوم على مبدأ -لا نختلف عليه كلنا، وهو المساواة فبدون مساواة لا سلام، بدون حقوق وتنفيذ قوانين في المجتمع لا سلام، هذا المبدأ سيعمل عليه البرنامج فلا توجد أغلبية وأقلية مفيش دين ودين أخر مفيش رجل وامرأة مفيش غني وفقير… والمساواة هدف من أهداف التنمية عامة وكل المنظمات تبحث عن تحقيق المساواة.
أحبائي عندما نحقق المساواة ونقيضه بمقاييس واضحة في الثلاث مجتمعات المستهدفة سنعتبر أن هذا خطوة في سلم النجاح، لكن لا نستطيع من خلال أسقفية الخدمات وحدها تحقيق ذلك، فلابد من الدعاء والشيوخ والقساوسة والمنظمات والأندية والمدارس.
نريد أن نرجع مصر الحقيقية التي بها مساواه ولن يتم ذلك إلا بمجهودنا جميعاً في صناعة السلام وأول خطوة في صناعة السلام هي المساواة وثاني خطوة هي التوازن والاتزان ويلزمهما معرفة القدرات لذلك سنعمل مع منظمات المجتمع المدني وهنا أيدي كثيرة تتشارك في أنشطة للبنيان معاً. ومن خلال التوازن سنعرف أين مواطن القوة وأوجه الضعف وأستعوض نقاط الضعف بقوة وبذلك كفتين التوازن يحدث فيها مساواة. أما الخطوة الثالثة والأخيرة هي الاستقامة والأمانة في هذا العمل بكل قلوبنا. يجب أن تكون قلوبنا مثقلة بهذا المشروع ويجب عقولنا تمتلئ بالهدف قبل تعبيرنا وتحركنا وهذا الذي سيثمر في المجتمعات التي سنعمل فيها وسيلمس قلوب الناس المخدومين.
نحن اليوم هنا لبداية انطلاقة قوية وأثق في الله وفي معونته وتدبيره لأن بنعمة الله ينجح هذا العمل من أجل تقدم بلادنا. والآية الكتابية تقول: “ثمر البر يزرع في السلام” ونحن نعد الأرض في مصر لتفرز السلام… كل واحد تعب وحضر اليوم صنع سلام ويساهم في صناعة السلام، لذا أشكر الجميع وأطلب من إلهي أن يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني، له كل المجد من الأن وإلى الأبد أمين.
جانب من الحضور
كلمة الدكتور هانى رياض – المدير التنفيذى لأسقفية الخدمات
أسقفية الخدمات هي جزء من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومسئولة عن العمل الاجتماعي داخل الكنيسة. وبدأت ١٩٦٥ وكانت تساعد الفقراء بعض الوقت، ثم وجدنا أن التعضيد المادي فقط غير كافي فتم عمل تنمية وتوعية وفي أوائل الثمانينات بدأت في مشروعات صحة وتنمية اقتصادية، وفي نهاية ٢٠١٥ البرنامج المتكامل في تنمية المجتمع هدفه احداث تغيير في المجتمع ونحن نعمل في حوالي ٤٥ مجتمعات مهمشة في مصر، نعمل في نجوع وقرى بعيدة عن الحضارة، ونخدم المجتمعات التي تعدادها يصل ل٥٠٠٠ نسمة حتى يكون لنا تأثير. ونحن نتعاون مع الدولة للعمل بخدمة العشوائيات والدولة تخدمهم من ناحية الحضر ونحن نهتم بالبشر.
والخدمة الأساسية هي صحة وتعليم وتنمية اقتصادية، ثم دراسة المجتمع من حيث احتياجاته وندخل برامج لتساعد هذه الاحتياجات، وعادة نستمر في المكان الواحد ٥ سنوات..
ومن البرامج الفرعية حماية وتوعية المرأة، وحماية الطفل، الوقاية والعلاج من الإدماج ، ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة. عندما نقدم تلك البرامج نهتم لاختيار شباب من المكان للعمل على برنامج التمكين والاستدامة لضمان خدمة مستمرة في المكان بعد تركه ونستمر في المتابعة معهم ونقدم لهم الدعم كلما كانت مطلوبة.
نحن نؤمن بمبدأ أن هدفنا الخدمة ولذلك إن كان هناك مؤسسة اخرى تخدم المكان فلا نتدخل فيه حتى لا نعرقل الخدمة المؤداة.
يقوم بتلك الخدمة عدد ٤٤٥ خادم.
نحن نخلق إرادة التغيير في المجتمع ونساعدهم لاستعادة حياة كريمة ونباشر المجتمع لضمان الاستدامة التغيير.
وبدأت الاستاذة غادة همام – ممثل منظمة الدياكونيا بمصر، بتوجيه الشكر لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والشيخ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لرعايتهما وتبنيهما فكرة مشروع “سالموا جميع الناس” وشكرت أيضا نيافة الأنبا يوليوس أسقف الخدمات العامة والإجتماعية وفضيلة الشيخ جابر الطايع يوسف على اهتمامهما بهذا المشروع واعداد هذا اليوم والسعي لتنفيذ المشروع.
شرحت “همام” ما هي منظمة الدياكونيا قائلة: منظمة الدايكونية هي منظمة دولية مقرها في استوكهولم. تعمل في 33 دولة في العالم، وهي منظمة لا تؤدي الأنشطة بنفسها لكنها تعمل من خلال شركاء في كل دولة، بمعنى أنها في مصر قد يكون لديها شراكة مع وزارة الأوقاف أو الأزهر أو مع أسقفية الخدمات. يتم دراسة احتياجات الشركاء والمشاريع التي يحتاجون تنفيذها ويدعمون تنفيذ تلك المشروعات.
وأضافت أن من أهداف الدياكونيا الأساسية العمل على التعايش السلمي وقبول الأخر، وفي ظل تلك المبادئ تم التعاون ما بين أسقفية الخدمات ومنظمة الدياكونيا في مصر ليظهر مشروع “سالموا جميع الناس”.. هذا المشروع ظهرت فكرته أثناء لقاءاتنا مع أسقفية الخدمات فوجدنا اهتمامهم لنشر السلام والتعايش السلمي في المجتمع المصري، ورحبنا بالتعاون معهم لرعاية هذا المشروع.
ومن ناحية أخرى أكدت “غادة” أنها كمواطنة مصرية ترى أن فكرة المشروع قائمة على التطبيق على أرض الواقع للإرادة السياسية في مصر، الممثلة في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، عندما طلب أكثر من مرة أننا نعيد النظر في الخطاب الديني ليكون أكثر تسامحاً.. فكانت تلك هي بداية المشروع بفكرة استخدام رجال الدين والدعاه – الذين يعتبروا الأن أهم مؤثر في المجتمع، في التأثير على الناس الذين يستمدون معلوماتهم من الشيوخ والدعاه أو القساوسة.. ومن هنا بدأت الدولة تهتم بالخطاب الذي يبث من خلال رجال الدين لضمان إعتدال وصحة الكلام والمحتوى.. مع الاهتمام بالكلام والتوعية لكيفية التعايش السلمي وكيف نوجد أرضية مشتركة بين أقطاب المجتمع والعيش على أرض مصر.. هذا المشروع ليس الهدف منه العمل على رجال الدين فقط لكن لدينا فرصة كبيرة للعمل على الشباب والأطفال في الثلاث محافظات المستهدفة، فالعمل مع الشباب والأطفال سيكون له أثر كبير ويمكن أن يخرج بمبادرات جيدة على نبذ العنف والتطرف الديني وكيفية التعايش في سلام مجتمعي.
واليوم أتمنى التوفيق لأسقفية الخدمات وشريكها وزارة الأوقاف في هذا المشروع، ونعلن انطلاق المشروع الذي سيستمر لمدة عامين كمرحلة أولى تجريبية.
المشروع في نقاط
قامت الأستاذه إيفلين بطرس مديرة المشروع بشرح الإطار العام لفكرة المشروع ومن يستهدف.. المشروع يبدأ بمرحلة تجريبية مدتها عامين بدءاً من أخر 2018 ويستمر حتى نهاية 2020.. ويتبنى المشروع مفهوم بناء السلام في المجتمع المصري عن طريق تهيئة المجتمع المصري لدعم ثقافة السلام وممارستها والعمل على ترسيخ قيم المحبة والتسامح والبحث عن القواسم المشتركة.
تم بلورة فكرة المشروع من منطلقات عديدة من جهات دولية ومحلية ومنها المبادئ والتشريعات الدولية التي أقرتها الأمم المتحدة منذ تأسيسها عام 1945م حيث دعت الأمم المتحدة إلى ترويج ثقافة السلام التي تقوم على أساس احترام حقوق الانسان والديمقراطية. ومن منطلقات المشروع أيضا الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة والذي التزمت مصر بتحقيقها. والهدف 16 يسعى إلى وجود مجتمعات سلمية شاملة وتوفير إمكانية اللجوء للقضاء أمام الجميع والقيام على جميع المستويات ببناء مؤسسات فعالة خاضعة للمساءلة، وأهمية وجود مؤسسات قوية في الدولة تستطيع أن ترسخ ثقافة السلام بالمجتمع. ومن المنطلقات المحلية خطة مصر للتنمية المستدامة 2030 التي تكلمت بوضوح أنها في سياق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2015 – 2030 التزمت مصر بالعمل على تشجيع المجتمعات السلمية وأكدت أن التنمية المستدامة لا يمكن أن تتحقق إلا بوجود سلام وأمن في المجتمع..
ومن المنطلقات أيضا رؤية واستراتيجية اسقفية الخدمات العامة، التي تهدف في عملها وفي رؤيتها لبناء مجتمع قادر على تفعيل واستثمار طاقاته ومجتمع بيحترم التنوع والاختلاف ويتمتع بالكرامة الإنسانية والعمل على تعزيز الوعي المجتمعي للحفاظ على مجتمع آمن ومستقر.. ومن منطلقات المشروع الدينية آيات من القرآن والإنجيل عديدة تحث على السلام.
أما الهدف العام للمشروع هو المساهمة في زيادة قدرة المجتمع المصري على التماسك والتعايش السلمي.. .
النتائج المتوقعة والمرتقبة للمشروع هي زيادة قدرة منظمات المجتمع المدني على تقديم برامج تعزيز ثقافة قبول الأخر، وزيادة دور فعالية المؤسسات الدينية في ترسيخ قيم السلام ونبذ العنف، وكذلك العمل على زيادة فعالية دور الإعلام في تناول موضوع قضايا التمييز، وأيضا العمل على تمكين زيادة فعالية الرقابة الشعبية في إرثاء قيمة وسيادة القانون ورصد الانتهاكات.
إنتهى اللقاء بقلوبا راضية ووشوش ضاحكة وعناقا طالما تكلم عنه الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعى بالسلب ..لكن هذه المرة من أجل نقطة إنطلاق على أرض الواقع كى تصلح ما أفسده ثقافات دخيلة على المجتمع توغلت فى أدغال عقول أبناءه عن طريق مبادرة “سالموا ” .