البداية
(لوقا14:25-30)
وكان جموع كثيرة سائرين معه, فالتفت وقال لهم: إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته, حتي نفسه أيضا, فلا يقدر أن يكون لي تلميذا. ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا. ومن منكم وهو يريد أن يبني برجا لا يجلس أولا ويحسب النفقة, هل عنده ما يلزم لكماله؟ لئلا يضع الأساس ولا يقدر أن يكمل, فيبتدئ جميع الناظرين يهزأون به, قائلين: هذا الإنسان ابتدأ يبني ولم يقدر أن يكمل
والمجد لله دائما
كيف نقضي فترة صوم مقدسة؟
1- الاستغناء عن بعض الأشياء التي تشغلني في اليوم حبا في الله, كما قال القديس بولس الرسول: من أجلك نمات كل النهار (رو8:36), وعبارة لأجل الله هي أحد أساسيات الحياة المسيحية, مثل الشهداء والنساك.
وعن فترات الأصوام والتسابيح نجد أن كل هذا لأجل الله, ومحبة لله. إن الصوم ليس امتناعا عن الطعام والشراب فقط, وإنما أيضا امتناعا عن كل شر وشبه كل شر.
2- نخضع أجسادنا لعمل الروح, فكل الكائنات لها أجسام, ولكننا نريد أن الروح هي التي تقود الجسد وليس العكس, ولكي تقود الروح الجسد فلابد أن نعطيها فرصة, وهنا يأتي الإنسان في فترات الصوم ليعيش ليس حسب الجسد وإنما حسب الروح, فتكون حياته روحانية وأقرب إلي السماء أكثر مما إلي الأرض. فتعطي روحه فرصة أن تقترب إلي السماء لذلك نسميها فترة الحب.
3- التحرر من الأنا: الصوم فرصة قوية لكي يتحرر فيها الإنسان من ذاته ومن الأنا, ويشعر الإنسان بضعفه, وهذا التحرر هو تحرر مطلوب عبر حياة الإنسان, لأننا كثيرا ما تحاربنا ذواتنا, وتوقعنا في أي وقت وفي أي سن.
الصوم رفيق للصلاة والصدقة والخدمة, والحياة المسيحية بصفة عامة. إذا محبة الله تدفعنا للصوم, وطلبنا لعمل الروح القدس أن يقود حياتنا يدفعنا للصوم, وطلبنا واحتياجنا لكي ما نتحرر من الأنا يدفعنا للصوم, وأيضا محبتنا لكل أحد يدفعنا للصوم.
4- تدريب للتوبة والتذلل, الصوم في أساسه هو تدريب توبة وتذلل, وهذا ما صنعه أهل نينوي. هو تدريب توبة, ولكن في نفس الوقت يعطي خبرة فرح, فيشعر الإنسان أنه خفيف ويقترب من السماويات, وأنه ارتفع عن الأرضيات.
الصوم كما يعطي إحساسا بالآخر, يعطي أيضا إحساسا للإنسان بضعفه, وهذا الضعف يستغله الإنسان في التغلب علي روح الغضب وروح الأنانية.
الصوم يوسع قلب الإنسان فيقتني فضيلة اتساع القلب بالحب للكل, بل أن الصوم يساعد الإنسان أن يقتني فضائل أخري كثيرة, ويتحكم في غضبه وكلامه, ويقتني إلي حد ما فضيلة الصمت, وفضيلة الشفقة علي الآخر, كل هذه الفضائل يجنيها الإنسان من وراء الصوم.
5- الصوم نمارسه في الخفاء وبتدرج: نحن الأقباط علي سبيل المثال في صوم العذراء نتباري في هذا الصوم, فالبعض يزيد مدته والبعض الآخر يطلب أن يكون الصوم فيه شيء من النسك مثل ما يكون بالماء والملح, وكل هذا في الخفاء, محبة في الصوم.
ولذلك يعود الآباء أولادهم علي فترات الصوم, وهذا هو التعليم المتدرج خطوة ثم خطوة, لكن أيضا نعلمهم أن الصوم ليس فقط الامتناع عن الطعام بل يشمل حياة وخبرة حب.
أب الاعتراف يستطيع أن يساعدك في ذلك سواء في فترات الأصوام الكنسية أو بالتداريب الروحية التي يمكن أن يقدمها لك, لكي ينمي حياتك الروحية, فالقديس أثناسيوس الرسولي له عبارة جميلة تقول: متي حفظ الصوم مقدسا لا يؤدي إلي التوبة فحسب, بل يعد قديسين, ويسمو بهم إلي فوق الأرضيات, إلي السمائيات.
==
(6) قانون الإيمان
إعلان حب
مزمور (18)
أحبك يارب, يا قوتي. الرب صخرتي وحصني ومنقذي. إلهي صخرتي به أحتمي. ترسي وقرن خلاصي وملجئي. أدعو الرب الحميد, فأتخلص من أعدائي. اكتنفتني حبال الموت, وسيول الهلاك أفزعتني. حبال الهاوية حاقت بي. أشراك الموت انتشبت بي. في ضيقي دعوت الرب, وإلي إلهي صرخت, فسمع من هيكله صوتي, وصراخي قدامه دخل أذنيه.. لذلك أحمدك يارب في الأمم, وأرنم لاسمك. برج خلاص لملكه, والصانع رحمة لمسيحه, لداود ونسله إلي الأبد. هللويا