على الرغم من صغر جحمه وتجديده المتكرر أن جوانبه تنبض بالتاريخ، هو «كوبرى عباس» فقد شهد على الكثير من حوادث الحركة الطلابية في مصر على مر العصور، واستخدمته الحكومة يوما ما كأداة لقمع الطلاب وظل رمزا لكفاح طلاب مصر .
• أنشئ كوبري عباس عام 1908م في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني وحمل اسمه وقد ربط هذا الكوبري بين القاهرة والجيزة، وقد بلغ طوله 535 متر وعرضه 20 متر وقد صمم بالكوبري جزء متحرك يفتح لمرور المراكب الشراعية .
• بعد ثورة 23 يوليو تم تغيير اسمه إلى كوبري الجيزة إلا أنه ظل معروف شعبيا باسمه الأول «كوبري عباس» وقد خضع الكوبري لكثير من عمليات الإحلال والتجديد أكثر من مرة .
• شهد كوبري عباس يوم 9 فبراير 1946 م حادثة مروعة راح ضحيتها عشرات الطلاب المصريين سقطوا بين قتيل وغريق وجريح
• في عام 1945 م بعد تولي النقراشي باشا رئاسة الوزراء تم فتح باب المفاوضات مرة أخرى مع الحكومة البريطانية ففي 20 سبتمبر 1945 أرسلت الحكومة المصرية خطابا تتطالب فيه الحكومة البريطانية بإعادة النظر في معاهدة 1936 .
• بعد شهر وبالتحديد في يوم 26 يناير جاء رد الحكومة البريطانية مخيبا للأمال حيث أعلنت تمسكها ببنود المعاهدة، فاعتبر المناضلون السياسيون في هذا الوقت أن ذلك استقلال منقوص واعتبروا النقراشي باشا سبب فشل المفاوضات.
• وعلى إثر ذلك خرج طلاب جامعة القاهرة «جامعة فؤاد الأول انذاك » في يوم 9 فبراير 1946 في مظاهرة حاشدة وصفها مؤرخي العصر الحديث بأنها أكبر المظاهرات التي شهدتها مصر منذ قيام الحرب العالمية الثانية.
• خرجت المظاهرات من الجامعة متجهة إلى قصر عابدين وقد سلكوا طريق كوبري عباس وعند وصولهم الكوبري حاصرتهم قوات البوليس، وبعد الاشتباكات وإطلاق النار لم يفلح البوليس في قمع المظاهرة، فقام البوليس بفتح الكوبري ليسقط الطلاب في النيل .
•اعتبر المؤرخون أن المتهم الأول في هذه المذبحة هو النقراشي باشا لكونه رئيس الوزراء ووزير الداخلية .
•بعد تلك الأحداث منح الملك فاروق نيشان محمد على للنقراشى باشا مما استفز مشاعر عامة الناس والطلاب، فلم تخمد المظاهرات التي أعلنت موقفها من الملك والنقراشي .
ونجحت الحركة الشعبية في الضغط على الملك مما دفعه لعزل النقراشي باشا وتعيين إسماعيل صدقي بدلا منه في 16 فبراير من نفس العام .