ألزم المصري القديم ألا يخون زوجته
رمسيس الثانى ونفرتاري.. أشهر قصص الحب
يجلد الزوج ١٠٠ جلدة اذا أذى زوجته بالقول
“الفريدة المحبوبة التي لا نظير لها، أجمل جميلات العالم، انظر إليها كنجمة متألقة في العام الجديد على مشارف عام طيب، تلك التي تتألق والتي تبرق بشرتها بريقًا رقيقًا، ولها عينان ذات نظرة صافية وشفتان ذات نطق رقيق”.
هذه الكلمات مدونة على أحد جدران المعابد، لمصري قديم عاشق، فزخرت مصر القديمة بالكثير من قصص الحب والغرام التى سجلتها جدران المعابد، وأوراق البردى، وجاشت مشاعر المثيرون وفاضت شعرا في وصف الحبيبة ، مصر القديمة التى كانت قائمة على العمل والبناء والعلوم، وكان للحب والغرام والعشق نصيب كبير فيها .
ولم يكن المصرى القديم يفصل بين الحب والزواج، فالزوجة فى الغالب كانت هى الحبيبة والأخت والعهد الذى تمنى أن يرافقه فى الحياة الأخرى. ولعل من أشهر قصص الحب كان حب “رمسيس الثاني” لزوجته “نفرتاري” والتي نقشت علي جدران معبد “نفرتاري” بأبوسمبل، ويصف فيها رمسيس الثاني زوجته الحبيبة بأنها ربة الفتنة والجمال وسيدة الدلتا والصعيد، فكانت هي الزوجة المفضلة لدى “رمسيس الثاني”، والوحيدة من زوجاته التي بنى لها معبدا يسمى معبد “حتحور” إلى جوار معبده الكبير كما أقام لها تمثالين بنفس حجم تماثيله تقديرًا لها وتعبيرًا عن حبه وغرامه وولعه الشديد بها.
وكثير من الشواهد الأثرية سواء المنقوشة أو المكتوبة كانت تعبر عن السعادة التى كان يسعى اليها المصرى القديم من تكوين أسرة وانجاب أبناء، فتقف الزوجة خلف زوجها فى خشوع فى حضرة أحد الآلهة وأحيانا يقف الى جانبهم الأبناء واحيانًا أخرى كانت تصور العائلة وهم يقدمون القرابين، وهذا التمثيل الأسرى كان يشير الى الفخر الذى كان يشعر به المصرى القديم بعائلته والغاية التى يسعى اليها وهو اجتماع الاسرة مرة اخرى عند البعث على نفس الصورة التى كانت عليها فى الحياة الاولى، ولهذا كان يحرص الابناء على بناء مقابرهم على مقربة من مقابر آبائهم .
وكان المصرى القديم يطلق على زوجته لفظ “سنت” بمعنى اخت، ويبدو أنه أراد من إطلاق هذا المدلول اللفظى أن يعبر عن الرابطة القوية التى تربطه بزوجته كرابطة الأخوة التى لا يمكن فصلها أو التنصل منها. وكان يفضل المصرى القديم الزواج فى سن مبكر ليستمتع بحياته وباولاده
ومن نصائح “بتاح حتب” لابنه: “أحب زوجتك داخل بيتك ، اطعمها واكسها”. أما آنى فيقول لابنه لا تكثر من إصدار الاوامر لزوجتك فى المنزل ، كما وجد بقايا نص خطاب كتبه زوج لزوجته المتوقاة يذكرها بأنه كان يعاملها معاملة طيبة طيلة حياته معها ولم يتخل عنها فى مرضها.
وكان على الزوج توفير أسباب العيش الكريم من مأكل وملبس وعطور وزيوت، وذلك حسب ما ذكرته دكتورة سعاد عبد العال فى كتاب المجتمع المصرى القديم .
ومن الناحية المعنوية كان علي الزوج أن يحترم زوجته وأن يراعيها ولا يخونها أو يتزوج عليها، واذا مرضت عليه إحضار الأطباء لعلاجها، واذا أخل الزوج بحق زوجته وأذاها، كان لها الحق ان تلجأ إلى المحكمة. ويؤكد ذلك أحد النصوص من عصر الدولة الحديثة، فيذكر أن أحد الآباء جعل زوج ابنته يقسم أمام الشهود انه لن يؤذي زوجته بالقول مرة اخرى، وانه اذا فعل ذلك فإنه سيجلد ١٠٠ جلدة.