صرح الكاتب المسرحي الإماراتي “إسماعيل عبدالله” الأمين العام للهيئة العربية للمسرح ومدير مهرجان المسرح العربي في دورته الحالية ، بأن الدورة الأولي للمهرجان كانت هنا في القاهرة عام 2009 ، وطاف المهرجان بالإبداع، ليضيء ليالي المدن العربية المختلفة، وهو يحل كل عام في مدينة عربية، ويشعل أنوار مسارحها، ويعطر بخلاصة المسرح العربي، واليوم يعود المهرجان لمصر بثوب مختلف ليرتوي من نيل القاهرة العظيم ويرتفع شراعه محلقاً، فمصر أهدت للعالم (بتاح) إله الفن ومختلف أنواع الفنون”.
وفي كل عام يكبر المهرجان، وتكبر الأحلام ، وتتطور الآليات وتتنوع الفعاليات، فالحلم كبير والنظرة بعيدة ، فنحن لا نرضى بغير النجوم بديلاً يا أهل المسرح.
وأضاف عبدالله: يتزين المهرجان منذ دورته الرابعة برئاسة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن مجمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة، والرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، بجائزة أفضل عرض مسرحي، تلك الجائزة التي انطلقت عام 2012 وصارت هدفاً لكل مجتهد على الأفقين العربي والدولي .
وأوضح عبدالله أن المهرجان أكمل عشريته الأولي وها هو يدشن عشريته الثانية مجدداً في مصر، وهي محطة ننظر فيها إلي العشر دورات السابقة، التي مرت وعبرت من غيم الأماني إلي ارض الواقع ، وكيف أتخذ المهرجان لنفسه موقعاً خاصاً في الخارطة المسرحية عربياً وعالمياً، وكيف لعب دور بروح التكامل مع المهرجانات العربية والقارة بل وساهم في تغذيتها بالمتميز من العروض.
وأكد عبدالله على أنه لولا أن (بتاح) اله الفن نحت كل ما أبدع من صور فرعونية لم يكن التاريخ ليسجل هذه الأعمال العظيمة .. فالفن هو اللغة الباقية والشاهد الأبدي علي الحضارةً التي أهدت للعالم روائع العمارة والموسيقى والرسم ولغة التعبير، ونحن اليوم بين أحفاد (بتاح) في مصر العروبة وقلبها النابض .. نشكل حجيجاً مسرحياً من كل حج.. قوم جئنا لنرفع في نيلها شراعا للمسرح ولنوقد في ليلها انواراً ونرفع علي جنباتها ستاراً.. وعلى مدار سبعة أيام وسبعة ليالي سيواصل مئات المسرحيين تفاعلهم ويبهرون جمهورهم بالعروض الجديدة والمتجددة.
وأشار عبدالله إلى دور الفنان الجزائري سيد أحمد أقومي الذي ينضم الي موكب علامات المسرح العربي من خلال تجربته الفنية والإنسانية التي تثري الفن العربي.
وأوضح أن حاكم الشارقة و رئيس المهرجان يتابع عن كثب كل تفاصيل الحدث وفعاليات المهرجان، وقد أصدر توجيهاته بنقل الحفل علي الهواء مباشرة علي قناة الشارقة ليحتفل الناس في الامارات وفي كل مكان بمصر و العالم بالمسر ح ورواده من فنانين وكتاب .. الريحاني وفاطمة رشدي ويوسف وهبي، والنقاش، منيرة المهدية، سيد درويش، وبيرم التونسي، وزكي طليمات، و جورج أبيض الذين تركوا بصمات لن ننساها.. ولولا جهودهم لما كنا نقف الان هنا.
واقتبس عبدالله قول الشاعر أحمد فؤاد نجم .. (الكلمة دين من غير ايدين.. بس الوفا عالحُر..) وقال : إن الوفاء لغتنا وجسر محبتنا لخمس وعشرين قامة مسرحية نكرمهم اليوم لنكرم من خلالهم نوابغ المسرح المصري.. بل نكرم أنفسنا بتكريمهم .. فالمسرح يجمع الوطن العربي في قلبه والقاهرة تحضن مئات المسرحيين لتكون جزءً من الحدث .. وهناك 400 من المسرحيين العرب المشاركين في المهرجان و250 من مصر.
وأضاف: نحن نجتمع هنا في الوقت التي تتمزق في الأوطان وتتفرق فيه الأبدان وتتنازع فيه الأرواح علي الحق.. وقال: “إنني أشعر بأن روح الإلهة إيزيس نزلت لتبحث عن روح أوزوريس، لتلملم اشلائه وتعيده للحياة ملكا وتنجب منه حورس .. فأنتم تجمعون أشلاء البدن والروح.. إعلاناً من هنا أن هذا المسرح هو عشبه الخلود وزهرته”.
جاءت كلمة إسماعيل عبدالله خلال افتتاح فعاليات مهرجان المسرح العربي بدار الأوبرا المصرية.
== على جانب آخر قالت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم: إن مشاعل مهرجان المسرح العربي تعود إلي احضان مصر تحت رعاية الرئيس السيسي تأكيداً علي تقدير القيادة السياسية للثقافة والفنون باعتبارهما احد ادوات توطيد الوعي وبناء الانسان من أجل الحفاظ علي هويتنا العربية.
ومع هذه الدورة فإن احتفاء مصر بالفن في شتى مجالاته كان وسيظل همزه وصل لا تنقطع وجسراً تعبر عليه مواكب الابداع والتنوير والابتكار . وتسعي وزارة الثقافة ومؤسساتها بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح تحت رعاية سمو حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي أن تكون هذه الدورة قفزه جديدة في هذا المهرجان والذي نأمل أن يضم عروضا تعكس الحراك المسرحي الذي يشهده الوطن العربي.
وأوضحت عبد الدايم أن فتح الستار عن بانوراما مسرحية تنبض شباباً وفكراً خلاقاً هو ما يجعل هذا الإبداع باقياً بعد إسدال الستار وأعربت عن أملها في ضخ روح ورؤية فنية جديدة تكمل مسيرة المسرحيين العرب الذين أثروا المشهد الثقافي الفني بإبداعاتهم. وقالت إن الفن هو في طليعة وسائلنا لمواجهة ما يحيط بوطننا العربي من تحديات وأعربت عن أملها في أن تكون هذه الدورة معبرة عن تطلعاتنا وآمالنا واختتمت مرحباً بالمسرح العربي والمسرحيين في وطنهم الثاني مصر.
جدير بالذكر أن المهرجان كرم في دورته هذا العام 25 فناناً وكاتبا مسرحيا مصرياً ، منهم سميحة أيوب ، سهير المرشدي ، سميرة عبدالعزيز ، ،عزت العلايلي ، رشوان توفيق ، د. سمير أحمد، نعيمة عجمي ، د. نجاة على ، د. نبيل منيب، جلال الشرقاوي ، ثناء شافع، سمير العصفوري ، فهمى الخولي ، يحي الفخراني ، محمود ياسين ، أشرف عبد الغور، وسمير غانم.