مبدع بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانِ، مما له من رصيد أثرى به الفن الراقي المصري الأصيل في أيام الزمن الجميل بأدؤه المميز الذي يجعلك تعشق شخصيته وتتأثر بها ففي أدواره الطيبة تحترمه، وأيضا في أدواره الصعيدية التي تجمع معا بين الشهامة والعفوية والنخوة تعشقه.
فكل من عاصروا جيله وعاشوا في فترة التسعينات، يعشقوا هذا الرجل حقا رحل ولكنه لم يرحل من ذاكرة عشاقه ومحبيه ممن عاصروه وأيضا يعشقه كل من شاهدوا أدواره المسجلة من الأجيال المعاصرة، فهو صاحب الحضور الطاغي والبسمة الخافتة والطلّة الهادئة.
فهو من أبدع في أعماله فأصبح معشوق النساء والرجال معا فمن ذا الذي لا يحب صاحب الشهامة داخل الشاشة المصرية في أدواره الفنية وصاحب الشهامة أيضا في حياته الواقعية.
فمن من جيله يستطيع أن ينسى هذه الشخصيات التي تقمص أدوارها ببراعة واتقان:
فهو رفيع بيه في الضوء الشارد
هو رامي قشوع في بطل من ورق
هو حمص وزوجته حلاوة في “رومانتيكا”
وصاحب أشهر الأفيهات التي أحبها واستخدمها المصريين للفكاهة وبث روح الدعابة فتداولوها في أحاديثهم للتخفيف عن حياتهم اليومية فيما بينهم وتداولها أيضا شباب رواد الفيس بوك بنشرها في صورة “بوستهات”على صفحاتهم.
إنه الممثل و الفنان ممدوح عبد العليم الذي نتذكره خلال هذه الأيام في ذكرى وفاته؛ تخليدا لذكراه العطرة و لكي نبحر في حياته ونتعرف على سيرته الذاتية وأسراره الشخصية والاجتماعية ونتعرف على ما كتبه قبل وفاته عبر حسابه على تويتر.
نشأته:
اسمه ممدوح عبد العليم، ولدَّ في مركز سنتريس-أشمون بمحافظة المنوفية يوم ١٠ نوفمبر عام ١٩٥٦.
مؤهلاته الدراسية: حاصل على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية.
بداية مشوارة الفني: بدأ مشواره الفني وهو طفل في برامج الأطفال بالإذاعة والتلفزيون.
أسس ممدوح عبد العليم مع شقيقه الأكبر منه والأصغر منه فرقة “الكتاكيت” وكانوا يغنوا وبصحبتهم 5 أطفال يعزفون.
شقيق ممدوح عبد العليم الأكبر أخذه هو وشقيقه الأصغر للإذاعة والتليفزيون ودخلوا الإختبارات وتم قبولهم، ثم دخلوا فرقة الفنون الشعبية.
وكانت فرقة الفنون الشعبية هي السبب في دخوله التمثيل، حيث أن الممثلة أنعام الجريتلي هي من قالت له انه يصلح أن يكون ممثل إلا إنه تردد ثم بدأ بالتمثيل في بعض الأوبريتات حتى رآه المخرج نور الدمرداش.
حيث تتلمذ وهو طفل صغير على يد المخرجة إنعام محمد علي، ثمَّ على يد المخرج نور الدمرداش الذي قدمه في مسلسل “الجنة العذراء” مع الفنانة كريمة مختار، ولكنه بدأ مشواره في التمثيل فعليًّا عام 1980 وهو شاب في مسلسل “أصيلة” إلى جانب الفنانة كريمة مختار ثم بعدها توالت أعماله التلفزيونية و بدأ التمثيل في السينما عام 1983 من خلال فيلم “العذراء والشعر الأبيض”
اشتهر ببعض الافيهات الضاحكة التي أحبها المصريين :
فكانت لديه إفيهات ضاحكة استخدمها في بعض المشاهد الفلمية التي قدمها وكانت لها الصدى عند جموع المصريين فكانوا يتبادلونها لبث روح الدعابة في أحاديثهم للتخفيف عن حياتهم اليومية، واشتهر أيضا بتداولها شباب رواد مواقع التواصل الاجتماعي “بالفيس بوك”، وحولوها لتقديمها في بوستهات بعدة صور كوميدية ساخرة تعكس روح التمرد على أوضاعهم السياسية والاجتماعية؛ مثل “ياسنة سوخة ياولاد”، “مبيعرفش يوجفها.. مبيعرفش يوجفها” والتي كان يرددها عندما كان في إحدى المشاهد في فيلم “بطل من ورق” حينما طلب من الفنان أحمد بدير أبطال القنبلة التي وضعها في القطار لتفجيره.
قصة تعارفه على زوجته الإعلامية شافكي المنيري :
كانت أثناء تصويره الجزء الخامس من مسلسل “ليالي الحلمية”، عندما وجد رسالة مسجلة على هاتف المنزل إنها تطلب منه أن يكون ضيف معها في برنامجها الذي تقدمه في لندن، ولكن هو تردد في البداية لأنه كان مرتبط بموعد تصوير حتى انتهى التصوير وسافر وتم تسجيل الحلقة، ومن بعدها بدأ الحديث بينهما حتى أحبها وارتبطا عاطفيا ثم تزوجها.
أهم أعماله التلفزيونية :
ليالي الحلمية، حكايات مجنونة،الجنة العذراء،القاهرة والناس،صيام صيام،دعوة للحب،الحب وأشياء أخرى،ليلة القبض على فاطمة،خالتي صفية والدير،جمهورية زفتى،الضوء الشارد،الكومي،سامحوني مكنش قصدي،أبيض في أبيض،الحب موتًا،الفريسة والصياد،الطارق (سيرة طارق بن زياد)[1]،أصيلة،في قلب الليل،أخو البنات،قليل من الحب كثير من العنف،زينب،الشراقي،شارع المواردي،حصاد العمر،المصراوية – الجزء الثاني،شط إسكندرية،مسلسل اصل وخمس صور 1997.،السيدة الأولى
السر الذي كشفه عن شخصية رامي قشوع الحقيقية :
كشف في إحدى البرامج مع المذيعة “منى الشاذلي”، عن حقيقة شخصية رامي قشوع التي جسدها من خلال فيلم بطل من ورق الذي كان من أقوى الأفلام حينما تم عرضه.
وقال إنها شخصية حقيقية بالفعل، وهي لرجل يسكن في الإسكندرية وكان صديقًا لمنتج العمل.
وأوضح الراحل تفاصيل تحول الشخصية إلى بطل لفيلم «بطل من ورق» قائلًا: «كان فيه شخص بجد اسمه رامي قشوع، صاحب المنتج في الإسكندرية، فحب (المنتج) إنه يتريق على صاحبه، شوفي اللذاذة، فعمله الفيلم ده».
كما كشف «عبدالعليم» أيضًا أنه أضاف للشخصية الطابع الفلاحي والمنديل الأحمر، واللذان لم يكونا ضمن الموضوع في البداية.
وعندما تساءلت «الشاذلي»: «ورامي قشوع الحقيقي مرفعش عليكوا قضية؟»، ليرد الفنان : «يرفع إيه ده مصر كلها بتتكلم عنه، ده المفروض يظبطنا، دي مصر كلها بتتكلم على رامي قشوع»
اشهر ادواره بشخصية رفيع بيه في “الضوء الشارد” :
فعلي الرغم من صلابته و صوته العالِ وتحكماته “الصعيدية” في تقمصه لشخصية “رفيع بيه” الوسيم ذو الشخصية الجادة الا ان اصبحت هذه الشخصية فتى أحلام الكثير من بنات التسعينات بعد عرض مسلسل “الضوء الشارد” عام 1998.
فكانت شخصية تتميز بالوسامة والجمال مع الهيبة و الحزم و الحنية والذي يواجه نفسه باخطاءه ويحترم والدته
ويعد هذا الدور من ابرز ادوار الراحل التي لم ترحل من اذهان جماهير الشاشة المصرية وعشاق الفن الراقي
الجوائز الحاصل عليها :
حصل على جائزة أفضل وجه جديد عن فيلم “قهوة المواردي”، وعلى جائزة البطولة المطلقة في فيلم الخادمة” من مهرجان الإسكندرية، وعلى جائزة أخرى عن فيلم “العذراء والشعر الأبيض” وعلى الرّغم من كثرة أدواره في السينما إلا أنه لم يحظ بنفس النجومية التي حصل عليها من المسلسلات التلفزيونية التي حفرت رصيدا له في اذهان ربوع الجماهير المصرية
الأفلام السينمائية التي شارك في ادوارها :
العذراء والشعر الأبيض،قهوة المواردي،ملائكة الشوارع،الحرافيش،تحت التهديد،وداعاًياولدي،البرئ،الخادمة،مشوار عمر،بطل من ورق،كتيبة الإعدام،الشجعان،باب شرق،شباب في الجحيم،ليلة القتل،الحب المر،البدرون،سوبر ماركت،الحب في طابا،سمع هس،الملائكة لا تسكن الأرض،فل الفل،رومانتيكا،الراية الحمراء،صائد الاحلام
وفاته واخر محطات في حياته :
توفي عن عمر ناهز ٦٠ عاما في مساء يوم الثلاثاء الموافق 5 يناير 2016ميلاديا. ٢٥ربيع الأول١٤٣٧ هجريةـ أثناء ممارسته للتمارين الرياضية في صالة جيم بنادي الجزيرة في القاهرة، حيث تعرض لأزمة قلبية مفاجئة نقل على إثرها لمستشفى الانجلو
وقد شكّل خبر وفاة الفنان ممدوح عبد العليم صدمة وسط أقاربه وأصدقائه والوسط الفني بأكمله، فكان ممدوح حريصاً على ممارسة الرياضة باستمرار وجاء موته مفاجأة لكل من عرفه.
وحضر جنازة الفنان الراحل كبار الفنانين في مصر وأهله وأصدقائه وانهارت زوجته عند وصول جثمانه، وتم تشييع جثمان النجم ممدوح من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، حيث تم دفن جثمانه في مقابر الواحات بأكتوبر
ماكتبه قبل وفاته على حسابه في تويتر :
فكان معروف بحبه الشديد للوطن حيث نشر الفنان المصري الراحل في أول أيام العام الجديد تغريدة قبل وفاته كتب فيها: “”أمنياتي كثيرة، أهمها أن يهدأ العالم ويتخلى قادته عن هذا الجنون ويجنحوا للسلم، وأن تمتلك كل دولة سيادتها على أرضها”.