شيخ قمامصة المهجر في حوار لـ”وطني”:
· الكنيسة في المهجر تحاول الحفاظ على أبنائها وتحميهم من مغريات المجتمع
· قناة لوجوس تربط بين الكنيسة الأم في مصر وأبناءها بالمهجر
رسالة لوس أنجلوس – ناصر صبحى
“الكنيسة في المهجر تواجه تحديات كبيرة، بين مجتمع مفتوح يبيح كل المحظورات وفرط من الحريات التي تأتي بالعثرات”.. هكذا كانت أنات شيخ القمامصة في المهجر عند مقابلته أثناء رحلة كاليفورنيا وفي لوس أنجلوس.
هنا أكمل في خدمة أبناء المهجر العقد الثالث وكانت مليئة بالعطاء والمحبة، جعلت منه أبرز كهنة المهجر، وهو أيضا صاحب فكرة قناة “لوجوس” التي بدأت منذ ثماني سنوات.
وكان هو صاحب المبادرة الأولى لها.. فكل ما لديه من خبرات عبر الثلاثون عاما في المهجر يتكلم بها كل من يعرفه؛ ولذلك حرصت “وطني” على إجراء هذا الحوار معه.
· القمص بيشوي عزيز في سطور..؟
أنا مواليد 1940 تخرجت من كلية الصيدلة سنة 1962 وعملت في مؤسسة الأدوية الحكومية، وسنة 1966 عملت أول صيدلية في محافظة الفيوم والثانية في سنة 1970 وعملت مصنع أدوية صغير وعملت مكتب استيراد وتصدير، وبدأت أول عملية في مكتب وبعدها ربنا تدخل لأبدأ خدمة في كنيسة المعادي منذ أن اشتريت قطعة الأرض وبدأنا في البناء وبدأت بخدمة دراسة الكتاب المقدس مع شعب الكنيسة وبعدها أبونا في الكنيسة رشحني عند البابا شنودة لرسامتي كاهن معه، وبالفعل تم ذلك في 23 مايو 1980 خدمت في كنيسة المعادي حوالي 7 سنوات وخدمت أيضا في إيطاليا سنتين، وبعد ذلك حضرت للخدمة في لوس أنجلوس منذ 11 ديسمبر 1988 .
وكان اسم الكنيسة القديس أثناسيوس فقط لكن أبونا أنطونيوس يونان طلب من البابا تسمية الكنيسة العذراء والقديس أثناسيوس لأنه كان يخدم في كنيسة العذراء.
· ما هي أبرز معوقات الخدمة في المهجر؟
المعوقات التي تواجهه الخدمة في المهجر، هي اختلاف الأجيال و الجيل الثاني بالأخص، وبسبب الظروف التي حدثت في مصر أناس كثيرون جاءوا لا يعرفون إلا اللغة العربية فقط، وهم يريدون الكنيسة بنفس المنوال في مصر في كل شئ.
وأيضا هناك جيل من الأبناء ولدوا بأمريكا ويتكلمون الإنجليزية ولغتهم العربية طفيفة جدا، وعندما نصلي القداس باللغة العربية يكون هناك انزعاج من هذا الجيل ويقولوا لنا نحن لا نفهم الصلاة بالعربية.
وأيضا الجيل الأول الذي جاء ولا يعرف إلا اللغة العربية ينزعج أيضا عندما نصلي القداس بالإنجليزية، فاليوم جاءني أحد المصلين أثناء القداس، وقال لي “يا أبونا أنا بحب أحضر القداس يوم السبت اللي قدسك بتصلي فيه بالعربية لكن انهارده كان فيه جزء كبير من القداس بالإنجليزية ولما بسمع القداس بالإنجليزي بتعب جدا ومابحبش أحضره”، وقولت له “اليوم كان هناك شخص أمريكي بيعتمد وكان يجب أن نصلي جزء من القداس بالإنجليزية، كي يستطيع أن يفهم اللغة”، كما قلت له “لما كنّا في مصر مش كان في جزء كبير من القداس يصلي باللغة القبطية، وكنا أيضا بنشتكي وكانوا يقولون لنا في مدارس الأحد لما يكون القداس بالقبطي وأنت مش فاهم قف صلي بينك وبين ربنا”، وعندما قلت له ذلك هدأ وأكمل القداس.
فهذا مثال بسيط على بعض المشاكل، ولحل هذه المعضلة هنا لدينا في كنيسة العذراء والقديس أثناسيوس كنستين و يوم الأحد نقوم بعمل قداسين واحد باللغة العربية كامل وآخر باللغة الإنجليزية كامل؛ كي نستطيع أن نصلي بالجيلين المتواجدين، والقداسين يكونوا في نفس الوقت؛ لأن بعد ذلك هناك مدارس الأحد تكون باللغة الإنجليزية فقط، كي نستطيع أن نزرع في الأولاد المفردات المسيحية منذ الصغر لأنهم منغمسين في المجتمع الأمريكي ولا يوجد مدارس أحد باللغة العربية .
وأيضا هناك بعض المعوقات المرتبطة بالمتغيرات في قوانين الهجرة، فقديما كان المهاجرين المصريين متخصصين ومتعلمين تعليم عالي، وكان أغلبهم دكاترة وصيادلة أو مهندسين أو أصحاب أعمال؛ ولذلك انغماسهم داخل المجتمع سهل، لكن الآن هناك الكثير الذي يعملون في أي شيء؛ لأن هناك قوانين تغيرت.
هذا المجتمع يفضّل الحاصلين على الشهادات من الجامعات الأمريكية عن غيرها من بلدان العالم، ولذلك يكون انغماسهم داخل المجتمع صعب جدا؛ فمن كان يعمل في بلده يعمل بالطب أو الصيدلة أو الهندسة ويقبل رغم عنه من أجل ظروف المعيشة هنا أن يعمل كاشير في محطة بنزين مثلاـ وهذا يسبب له ضيق نفسي شديد وبالتالي ينعكس على بيته وغير ذلك من أنصاف المتعلمين وغير المتعلمين الوافدين من الهجرة العشوائي يكون انغماسهم داخل المجتمع صعب لمعوقات اللغة عندهم.
أما عن المعوق الثالث والأخطر هو أن المجتمع الأمريكي ليس له تقاليد، مثل البلاد الشرقية ومصر بالأخص، فالأطفال في المدارس يقعوا تحت الإغراءات المختلفة ابتداءً من المخدرات بجميع أنواعها التي تباع في المدارس والمصاحبات بين الشباب في سن البلوغ، فالولد الذي ليس لديه “جيرل فريند” أصحابه يعايروه بذلك، والأخطر أن هنا تم تقنين الشذوذ الجنسي وأصبح المصارحة بين شئ عادي جدا وسمح بزواج المثلين وللأسف هناك بعض الكنائس المتطرفة تقوم بتكليل هذا الزواج ولكن نشكر ربنا أن كنيستنا القبطية محافظة على مبادئها في هذا المجتمع وترفض قبول هذا رغم تعرضها للمسألة القانونية للرفض لكن نحن نسير على خطى الكنيسة الأم في مصر بكل تقاليدها وعادتها ومش هنخضع لأي ضغوط من المجتمع تحت أي ظروف وأيضا محافظة على تقاليد الكتاب المقدس.
· الجيل الثاني والثالث من أقباط المهجر أقرب للكنيسة أم للعالم..؟
لابد أن نعترف أن ليس كل من يحضر بالكنيسة يثبتون في الإيمان، وهذا في كل أنحاء العالم، ليس هنا فقط ، فدائما هناك فئة تتمسك بالإيمان الكنسي والتعاليم التي تعلموها منذ الصغر ويكونوا منارة في كل مكان، خاصة عندما يصل الشاب إلى سن الجامعة ينفصل عن الأسرة والكنيسة ويستقلوا بأنفسهم وهنا أيضا كل شئ مباح فمنهم من يهرب إلى المخدرات، ومنهم من يهرب للخطيئة وأخطر مافي أمريكا هي لوس أنجلوس لأن بها كل الجنسيات حوالي ١٥٠ جنسية مختلفة موجودة في لوس أنجلوس وهنا تكن الخطورة في التنوع القيمي الكبير وأيضا أماكن مثل نيوجيرسي والأماكن المحيطة بهم وشيكاغو ولكن أخطرهم هي ولاية كاليفورنيا وللأسف كل هذه الجنسيات ينقلوا ما أسوأ عندهم في بلادهم فتجد من جابوا معهم السحر، ومنهم من جابوا معهم عبادة الأوثان وغيرها من السمات السيئه، مثل الحقد والضغينة والكره وأولادنا ينخرطوا في هذا العالم وللأسف جزء منهم تأخذه هذه الحياه بعيد عن الكنيسة ولأن الكتاب قال إن الباب ضيق للخلاص وكثير لا يحتملوا الباب الضيق فتهرب إلى المخدرات والخمور.
هنا نسب الإلحاد كبيرة جدا والأفكار الغريبة أيضا كبير ومتغيرة وهذا يشكل عبء علينا في الخدمة للتصدي لمثل هذه الأفكار وابتدينا نعمل سيمنار خاص بالإلحاد لأنه آفة العصر وأيضا عملنا عدة برامج في قناة لوجوس عن الإلحاد، لكي يستفيد بها كل الولايات الأخرى البعيده عننا ولأن الإنسان الملحد لا تستطيع أن تكلمه بآيات من الإنجيل ولديه من الحجج الكثيرة ولأن فكر الإلحاد يتماشي مع تقاليد وعادات هذا المجتمع يكون هو الأخطر على أولادنا فنحن نبذل قصار جهدنا في الخدمة للتصدي لهذه الأفكار.
· هل كنائس المهجر تحتاج التسلّح بآليات مختلفة عن كنائس الداخل لجذب أبنائها..؟
أحب أن أسجل أولا أن من أعظم ما حدث للكنيسة في المهجر هو وصول أبونا بيشوي كامل المتنيح وقد أرسى دعائم ومبادئ هامة في خدمة المهجر.
كما أرساها في كنيسته بالإسكندرية، بل في الكرازة كلها فقد جعل كل الخدمات مجانا وأن الكاهن لا يأخذ شئ بالمرة من أي إنسان لأجل أي خدمه مهما كانت فالتبرعات بشيكات أو في الصناديق فقط ولا يوجد أطباق للتبرعات والعشور داخل الكنيسة.
كل هذه الدعائم أرساها أبونا بيشوي كامل ولا زالت خدمة المهجر كله تسير عليها ولنفس المستوى وجعلت الشعب يشعر بخدمة الكنيسة الخالصة وليس المرتبطة بكم التبرعات والكل يأخذ نفس الخدمة وبنفس المستوى بعض النظر عن حالته الاجتماعية وهذا شئ في غاية الأهمية.
فالخدمة هنا داخل الكنيسة بها أشياء مشتركة كثيرة مثل الكنيسة في مصر، فمثلا نعمل هنا برنامج موسع مثل الذي تقوم أسقفية الشباب برئاسة الأنبا موسى ويكون مهرجان كبير نعلم فيه الأولاد الألحان والطقس والعقيدة وغيرها من الأنشطة، ولكن هنا المدرسة تزرع في الطلاب الشعور بالذات منذ الصغر ونحاول أن نعالج هذا الأمر بأننا نحاول من خلال الأنشطة المتنوعة أن نزرع في أولادنا الانتماء للكنيسة وأن يكون له دور فاعل فيها منذ الصغر والخادم الناجح هو الذي يسند لكل شخص في الكنيسة شيء يقوم بعمله.
· الكنيسة في المهجر تواجه عثرات تضاعف التي تواجهها في الداخل.. ما أبرزها برأيك؟
الكنيسة هنا تواجه عثرات كثيرة جدا، وبالأخص في كاليفورنيا من المجتمع نفسه والقوانين الجديدة فيه، ففي ظل أن الخدام يحاربوا مع المخدومين ظاهرة التدخين نجد المجتمع يقنن ويسمح بتناول الماروانا، وهي مثل “الحشيش” في مصر رغم أن أمريكا أقل الدول فيها مدخنين لعدم التدخين في جميع الأماكن العامه ولكن تسمح وتقنن الماريجوانا فوق سن ١٨سنة وغير ذلك من العثرات، مثل الإلحاد والإباحية وأيضا نجد مصدر كبير جدا جدا العثرات وهو إدمان الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي والموبايل فنجد الشباب دائما يقضي بالساعات الطويلة على الموبايل ومن خلال هذه المواقع يتم انتشار الأفكار الشاذة والتي تعثر الشباب في هذا السن وتجعل منه من مستخدم للتكنولوجيا إلى أن التكنولوجيا تستخدمه ولذلك هذا الجيل يحتاج إلى أن نملاء عقولهم بالفكر المسيحي والإيمان القوي “ليسكن فيكم كلمة المسيح بغنى” والخدام يبتكروا كيف يتعاملوا مع هذه الأنواع الجديدة من الإدمان التكنولوجي المنتشر بين الشباب.
ونجد أيضا المهاجرين في أول الامر عندما يأتي يقول أنا فقط محتاج أعيش وبعد ذلك تدخل روح المنافسة في التظاهر بالأشياء، مثل السيارة فعندما يرى شخص عنده سيارة أفضل يظل يلهث ليأتي بأفضل منها وغيرها من الأشياء مثل البيت ومتطلبات الحياة وغيره وغيره، وروح التنافس هذه البعيد عن الإيمان المسيحي تجعله يتصارع مع الحياة ويبتعد عن الكنيسة ولذلك نحتاج زيادة الكهنة فعندنا هنا كنيسة واحدة بها أربعه كهنة ونحتاج إلى أربعة آخرين لسد احتياجات الخدمة ورعاية الشعب من هذ العثرات التي تحيط به في مختلف مناحي حياته.
· وهل هذا الأمر يتطلب رسامة كهنة من الجيل الثاني أو الثالث ويكون عقلية أمريكية مثل المجتمع حوله؟
كان لتكوين الخدمة في المهجر واختيار الكهنة، أيام مثلث الرحمات المتنيح البابا شنوده يختار الكهنة من الكنيسة في مصر بسمات معينة، ومن أهمها معرفة اللغة الإنجليزية بجداره ويكون مطلع ومثقف ويستطيعوا أن يخدموا في المهجر، وهذا الوقت كان في حاجة كبيرة لبناء خدمة المهجر والعمل على انتشار الكنيسة القبطية الشرقية في أمريكا، أما الآن فيوجد حتى الجيل الرابع من المهاجرين الأقباط وأصبحت كنيسة المهجر تحتاج إلى آباء كهنة مواليد أمريكا ليكونوا ملمين بلكنة اللغة الأمريكية التي تربوا عليها في المدارس وبالفعل لدينا الآن أبونا دانيال وهو مواليد نيويورك وخدم في الكنيسة هنا وبعدها تم رسامته كاهن، وهو نموذج ناجح جدا في الخدمة ومنذ فترة ما يقرب من عشرة سنوات الأنبا سرابيوم مطران كاليفورنيا لا يرسم كاهن من مصر حتى يستطيع مواكبة خدمة أجيال المهاجرين من الأقباط وأيضا كل الكهنة الجدد من مواليد أمريكا حتى يخدمون الأجيال الجديدة المولودين هنا، وبالإضافة إلى ذلك قام الأنبا سرابيوم برسامة اثنين من الأساقفة أحدهم من مواليد أمريكا، وهو الأنبا كيرلس، وكان من أبناء كنيستنا هنا “العذراء”، والأنبا أثناسيوس بمنطقة الفالي، الذي درس الحقوق وأكمل الماجستير، وأصبح محامي كبير، وبعد التحاقه بالخدمة شجعه الأنبا سرابيوم ليأخذ دكتوراة في اللاهوت لكي يؤهله ليكون عميد الكلية الإكليريكية في لوس أنجلوس وأصبح الآن هو أسقف التعليم في جميع الأيبراشيات بالمهجر والشباب يحبونه جدا لأنهم يشعرون أنه منهم بكل أفكارهم ومولود مثلهم في أمريكا ونفس لكنة اللغة الأمريكية.
وأيضا الأسقف الآخر وهو الأنبا إبرام وهو شخصية ممتازة جدا وكان يخدم مع الأنبا سرابيوم في أسقفية الخدمات والآن أصبح أسقف الخدمات الاجتماعية ومسؤول جميع الأنشطة الاجتماعية في كل الإيبراشيات وهو يبذل قصار جهده لإيجاد أنشطة توعوية لبعض المشاكل في المجتمع، مثل الإلحاد والهرطقات والخطيئة .
وبفكر الأنبا سرابيوم المستنير جعلت خدمة إيبراشية لوس أنجلوس من أفضل الخدمات في المهجر. كما زرع بين كهنة المهجر وبعضهم كل المحبة والاحترام ويخدموا معا في حب وتواضع، لتكون الخدمة مثمرة ويكونوا مثالا راقيًا أمام المخدومين. كما قال السيد المسيح “ليضيء نوركم هكذا أمام الناس لكي يَرَوْن أعمالكم الصالحة ليمجدوا آباكم الذي في السموات..”
· كيف جاءت فكرة قناة لوجوس ونعلم أن قدسك صاحب المبادرة؟
بدأت الفكرة منذ ١٣ سنة وكنت مؤمنًا بحتمية وجود قناة فضائية مسيحية تبث من هنا في المهجر لتربط بين الكنيسة الأم وأبناء المهاجرين، وكان وقتها لا يوجد غير قناة سات سيفن وقتاة أغابي تقريباً.
وقمت بعمل دراسة للمشروع، وعرض علي في ذلك الوقت شخص كي يشاركني، وعرض عليا نعمل قناة مشتركة فنحن لدينا نفس الفكرة وعرفت أنه يتبع الطائفة البروتستانتية، وحينها عقدنا اجتماعا مع سيدنا الأنبا سرابيوم وتم الاتفاق على إنشاء قناة لوجوس، على أن يكون نصف برامجها تأتي من الكنيسة الأرثوزكسية والنصف الآخر من الكنيسة البروتيستانت.
ولكن وجدنا صعوبة في تغطية برامج بالوقت المخصص لنا، وأصبح أغلب البرامج إنجيلية وبدأ المشاهد يتساءل هل قناة لوجوس قناة أرثوذكسية أم بروتيستانتية.. ولحساسية هذا الأمر اجتمعنا مع الأنبا سرابيوم وقررنا إنشاء قناة أرثوزكسية كاملة للكنيسة في المهجر وذلك منذ ثماني سنوات وحتى الآن، ولدينا العديد من البرامج الروحية يقوم بها الآباء الكهنة وبرامج اجتماعية تخص أبنائنا في المهجر وقوانين الهجرة ونحاول أن نقدم كل ما يخدم الأقباط وربطهم بالكنيسة الأم ونفكر أيضاً في إنشاء قناة لوجوس ناطقة بالغة الإنجليزية من أجل الجيل الثاني والثالث من أبناء المهاجرين .
ما هي رؤية الأقباط هنا لمصر.. وكيف يتابعوا أخبارها؟
أغلب الجالية المصرية هنا تعيش وكأنها في مصر، حتى التليفزيون لا يشاهدوا الأخبار الأمريكية بل يشاهدوا القنوات العربية على النيل سات من خلال “بوكس IPTV ” ومن خلال ذلك يتابعون أخبار مصر جيداً والجالية المصرية هنا لديها شغف كبير لمعرفة أخبار مصر لأنها جزء تكوينا فمصر تعيش بالفعل بداخلنا.
كما قال مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث فمصر لها مكانة كبيرة في العالم لأنها البلد التي هرب إليها السيد المسيح وهو طفل من بطش هيرودس وأيضا جاء في الإنجيل “مبارك شعبي مصر” وأغلب الزائرين هنا تأتينا ببركات من الاديرة المصرية فارتباطنا بمصر ليس فقط ارتباط نفسي فقط، بل ارتباط روحي وإيماني مسيحي.
أبونا بيشوي عزيز.. ثلاثون سنة في خدمة أبناء المهجر وعاصرت البابا شنودة والبابا تواضروس ..ذكرياتك ورأيك في المدرستين ..؟
لكل وقت رجاله، وأنا أذكرك بأبعد من ذلك أيام البابا كيرولس، فهو كان رجل صلاة والله كان يعمل معه من خلال المعجزات وكان هذا احتياج الكنيسة في ذلك الوقت، وهو الذي سيم البابا شنودة أسقف وبعد ذلك أصبح بطرك الكنيسة الأرثوذكسية، والبابا شنودة هو الذي سيم البابا تواضروس أسقفاً، وأصبح الآن على رأس الكنيسة، فالروح القدس هي التي تعمل في الكنيسة مع الآباء البطاركة وترشدهم وتقويهم في الظروف الصعبة.
وفي نفس الوقت سمات الخدمة واحدة في الكنيسة، وهي الأرثوذكسية حتى ملف وحدة الكنيسة الذي يهتم به البابا تواضروس الآن بدأه البابا شنودة من قبل وعمل مع بابا الفاتيكان إعلان إيماني واحد ووقع عليه الكنيستين.
واعتقد أن البابا تواضروس هو بطرك المرحلة، انفتح على العالم بشكل يتواكب مع هذه المرحلة حتى زيارته الأخيرة لأمريكا جدول الزيارات كان مكتظ وبالساعة والثانية وهذا لم يحدث من قبل، وذلك لاستشعار البابا بأهمية هذا الجهد في الوقت الحالي، ولذلك أقول لك أنه رجل المرحلة بالفعل وربنا يبارك في خدمته ويقويه.
حتى مع التعامل مع الدولة البابا شنودة كان يتعامل بحكمة بارعة في الكثير من القضايا مع الدولة والبابا تواضروس الآن تربطه صداقة قوية جدا مع الرئيس السيسي، أرى أنه يصب في مصلحة الأقباط.
كيف ترى وضع أقباط مصر في عصر الرئيس الرئيس السيسي ..؟
يجب أن نعترف أن الرئيس السيسي انفرد ببعض المواقف لم تحدث فيما سبق مثل تهنئة الأقباط في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وإعادة ترميم وبناء المؤسسات الكنسية التي تم حرقها على؟ أيدي الإخوان في 14 أغسطس، وبناء كاتدرائية في العاصمة الإدارية الجديدة لتكون أكبر كنيسة في الشرق الأوسط.. وأيضا هو أول رئيس ينادي بتجديد الخطاب الديني وتنقيته من المواد التي تكفر الآخر.
ونحن نصلي من أجل الرئيس السيسي، لأنه أنقذ مصر و الكنيسة لأننا كنا في عصر الإخوان على وشك سقوط الدولة المصرية بأكملها ورأينا نماذج لبعض الدول التي خربت مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن؛ ولذلك نصلي من أجله لإصلاح كل الملفات في مصر .