· التراث العربي المسيحي، أول مجلة تصدر بمصر عن الفرنسيسكان
· فرانسيس الأسيزي، حياته، وعلاقته بالسلطان الكامل الأيوبي
· تريزة الأيفيلية ويوحنا ولي الصليبي من أهم قديسي رهبنة الكرمل
· لاهوت التحرير، و101 سؤال وجواب حول الكتاب المقدس .. من إصدارات الدومينيكان
في جولة داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب بيوبيله الذهبي (دورته الـ 50) .. استوقفني جناح مميز بالمعرض للمركز الثقافي الفرنسيسكاني، لتنوع وثراء المعروض به.. ومنه كتب ودوريات من إصدار رهبان الفرنسيسكان بمصر ، علاوة على عدد من إصدارات دار الأكويني (الدومينيكان).
وكان لـ”وطني”، شرف الحديث مع الأب ميلاد شحاتة مدير المركز الثقافي الفرنسيسكاني للدراسات القبطية .. حول أهم الإصدارات التي يعرضها الجناح الفرنسيسكاني بمعرض الكتاب.
وقد أشار الأب ميلاد ضمن حديثه إلى أن الجناح يعرض هذا العام 6 كتب جديدة من إصدارات المركز الفرنسيسكاني، أهمها كتابين عن القس فرانسيس الأسيزي، أحدهما العودة للإنجيل، والآخر عن قصة حياة القديس فرنسيس ورهبنته وعلاقته بالإسلام، وهذا الكتاب تم إصداره هذا العام خصيصاً للاحتفال بذكرى مرور 800 عاماً على زيارة القس فرانسيس لمصر ، ولقاءه مع السلطان الكامل الأيوبي والتأثير والتأثر الذي حصل ما بينهما أثناء الحملة الصليبية الخامسة، كما يتضمن الكتاب رؤية الرهبنة الفرنسيسكانية للإسلام.
ومن أهم الإصدارات أيضاً العدد الرابع من (التراث العربي المسيحي)، وهي أول مجلة تصدر بمصر بموضوعاتها المتنوعة، وهناك التراث الرهباني بالشرق الأوسط، عن أعمال المؤتمر الثاني والذي نفذه المركز الثقافي الفرنسيسكاني.
وهناك كتب دار الأكويني ( التابع للدومينيكان ) المترجمة عن الإنجليزية والفرنسية، ومنها كتاب “لاهوت التحرير”، “101 سؤال وجواب حول الكتاب المقدس”، “أقوال يسوع”.
ولدينا أيضاً إصدارات لمنشورات قديمة جداً من منتصف القرن الماضي (الـ 20)، وهي دورية “كولليكتانيا” Collectania التي نحاول إعادة طباعتها باعتبارها من أهم الدوريات العلمية التي تصدر عن الرهبان الفرنسيسكان بمصر ، وهي تطبع في الأراضي المقدسة وتأتي إلينا، وموضوعاتها كلها عن مسيحيي الشرق الأوسط، سواء السريان أو الأرمن أو الأقباط.
هناك مجموعة خاصة بالأدب القبطي، مثل “مصير الموتى في التقليد القبطي”، وكذلك كتب لكل من القديس يوسف ومريم العذراء في التقليد القبطي، وأول ترتيب كنسي للأقباط ظهر بطريقة منظمة لغبريال الخامس، وهي منشورات لمخطوطة حققها أبونا ألفونس عبدالله، في عام 1963 .
وهناك مجموع أصول الدين نشره وحققه أبونا وديع أبو الليف الفرنسيسكاني.
هناك مجموعة أخرى مهمة جداً خاصة بالتراث الكرملي أو رهبان الكرمل، أهمها الأعمال الكاملة لـ “تريزة دي أيفيلا” أو “تريزة الأيفيلية” .. وهناك “تريزة للطفل يسوع”، و”النشيد الروحي” ليوحنا الصليبي أو “يوحنا ولي الصليب”، وقديسو رهبنة الكرمل بشكل عام.
وهناك كتابين مهمين بشكل عام عن (أضواء على الرهبنة الفرنسيسكانية).. أولهما يعتبر رصد للكنائس الفرنسيسكانية منذ دخول الفرنسيسكان لمصر حتى يومنا هذا، وتاريخ الكنيسة معمارياً وفنياً وتاريخياً، كل الكنائس من الإسكندرية حتى أسوان.
وقد أشار الأب ميلاد، إلى أن كل إصدارات المركز التي طُبعت في مصر عليها خصم، باستثناء الكتب التي طبعت بالخارج، لأنها تكون مدعمة بالفعل، إذ يمكن أن كتاب سعره مثلاً 800 أو 900 جنيهاً ويباع مدعماً بـ 100 جنهاً فقط مثل الكتاب المقدس (الطبعة اليسوعية)، والذي دعمته الكنيسة اللاتينية بمصر بقيادة أسقفها عادل زكي.
وذكر الأب ميلاد أن المركز الفرنسيسكاني حريص على التواصل وتقديم الكتب المدعمة للناس في المحافظات أيضاُ وليس في القاهرة فقط، وأنه يمكن طلب الكتب أيضاً من خلال موقع المركز على الانترنت .. حيث يتم شحنها بحسب الطلب.
وبالنسبة لأهم الكتب التي عليها إقبال في الشراء من الجمهور بمعرض الكتاب هذا العام، قال الأب ميلاد: هناك إقبال على منشورات التراث العربي المسيحي، ومجموعة “كولليكتانيا” والدراسات الشرقية المسيحية، ومنشورات دار الأكويني وخاصة التي صدرت مؤخراً ، والتي من أهمها.
“لاهوت التحرير” من (ترجمة الأب جون الدومينيكاني)، و “101 سؤال وجواب حول الكتاب المقدس”، الذي هو من ترجمة حضرتك (ترجمة مـاري فـكري).
وعن دور الكتب غير المتعارف عليها، والتي يمكن أن تعطي إضافة للقارئ، قال الأب ميلاد: إن سير القديسين يظنها القارئ عن حياتهم فقط أو ربما معجزاتهم بينما هي تعطي ثقافة عن العصور التي عاشوا بها جغرافياً وتاريخياً، كسيرة القديس فرانسيس الأسيزي على سبيل المثال.
ونفس الشيء بالنسبة للقديسة “تريزة الأفيلية”.. فكتاب سيرتها يعطينا خلفية تاريخية عن الزمن الذي عاشت فيه، ووضع الكنيسة والمجتمع في ذلك الوقت.
وأوضح الأب ميلاد، أن “تريزة الأفيلية” هي إحدى الراهبات التي عملت على إعادة تجديد رهبانية “الكرمل”.. وقد جددت في قوانين الرهبنة، وأنشأت أديرة جديدة، و دعمت هذه الرهبنة بفكر حديث سواء في أسبانيا أو فرنسا، وإن كان منشأها الأصلي في اسبانيا، وقد عاشت في نفس الفترة التي عاش فيها “يوحنا لا كروتشي” أو الصليبي، وقد دعما عمل بعضهما البعض، ولهذا الكنيسة تعطيهما كرامة وتذكر فضلهما في إضافة الكثير للكنيسة في كتاباتهم الصوفية بالتحديد.
وهناك كتاب “يوحنا الصليبي”، وهو أحد المتصوفين الكبار بالكنيسة، وهناك كتاب آخر له هو “الليل المظلم” وهو فكر صوفي مسيحي نادراً ما نجده عند النساك في الشرق.. باعتبار القديسين تريزة ويوحنا من المتصوفين.
وأشار الأب ميلاد، إلى أن الفرق بين المتصوفين و النساك، يمكن تلخيصه في أن فكر الصوفيين يقوم على أنهم يتبعون الروحانية الكونية، وتعنى الأخوة الكونية أي اننا كلنا مخلوقات الله، بدون المساس بالمعتقد المسيحي او التخلي عنه، فيكون لهم رؤى وأناشيد في حب الله، ويكون من الصعب ترجمة أعمالهم، وإن كان بعض الآباء نجحوا في ذلك، وخاصة أن الكثيرين لا يعرفوا أعمالهم ولم يقرأوا عنهم .
وأكد الأب ميلاد في النهاية على أن الآباء الفرنسيسكان في مصر يهتمون بالدراسات القبطية، وقال : نحن نحاول بقدر الإمكان الاهتمام بالمنشورات، ليس بالمقالات فقط ولكن الدراسات الجادة في هذا الموضوع، ولنا إصدارات كبيرة في هذا الشأن أهمها التراث العربي المسيحي، وبعض رسائل الماجستير والدكتوراة التي تستحق النشر بعد التنقيح، وهناك دورية سنوية تصدر عن المركز الثقافي الفرنسيسكاني وعن المكتبات الفرنسيسكانية بمصر.
جدير بالذكر أن:
– رهبنة الكرمل ترجع أصولوها الى جبل الكرمل بفلسطين.. إذ قام أبناء الانبياء الذين كانوا يعيشون فوق الجبل على عهد النبي الياس في القرن التاسع قبل ميلاد المسيح ببناء دير على الجبل إجلالاً للعذراء التي ستلد.. واعتنق هؤلاء المسيحية فور ظهورها .
– وفي عام 1209 بدأ نظام معين يسود حياة النساك الذين اضطروا تحت وطأة ظروف الأوبئة والكوارث والحروب ان يرحلوا عن الشرق نحو الغرب.. و بسبب تلك الظروف طلب الرهبان من البابا “ابو جينيوس الرابع” أن يخفف عنهم قوانين الرهبنة الأولى عام 1432 .. ثم جاء إصلاح رهبنة الكرمليين او المنتمين الى جبل الكرمل على يد القديسة تريزا ولية يسوع، والقديس يوحنا ولي الصليب.
– تستخدم كلمة “ولي” كما في “يوحنا ولي الصليب”.. أو يستعمل حرف “اللام”.. كما في “تريزة للطفل يسوع”.. تعبيراً عن تخصيص أو تكريس حياة هؤلاء الرهبان لخدمة الناس من خلال الاحتمال والصبر على المشقات كما احتمال آلام الصليب .. أو لخدمة البذل والعطاء والمحبة كما الطفل يسوع.
لينك فيديو الحوار مع الأب ميلاد شحاتة: