تحوي محافظة الأقصر السياحية الاثرية على ثلث اثار العالم وثلثي اثار مصر، فالمحافظة الجنوبية حظيت بإحتوائها على أكثر وأكبر المعالم الاثرية والتاريخية والتي تعود للعصور القديمة بدا من العصر الفرعوني والقبطي وحتى الإسلامي، فبرز بمعالها الاثرية أبرز الملوك والشخصيات التاريخية، وكثيرا من تلك المعالم تم الحفاظ عليها لتظهر بوضعها الحالي ومعالم أخرى عفى عليها الزمن وأصابها التدهور والإهمال.
في البداية يقول محمد محيي مفتش اثار إسنا وأرمنت الإسلامية والقبطية، إنه يوجد بمركز إسنا قصر الملك فاروق وإستراحة الملك فاروق، وهذا القصر هو الرابع من نوعه، من بين قصور خاصة بالأسرة العلوية التى حكمت مصر بإسنا، فيحوي مركزإسنا على القصر الشتوى للوالى محمد على، وحاليا تحول إلى مدرسة ثانوية، وقصر الملك فاروق واستراحتين ملكيتين ، تم إنشاء الإستراحة والقصر حسب السجلات عام 1882، وزار الملك قصره مرتين فقط عامي 1935 و1945، ويتبع قصر الملك فاروق الآن وزارة الزراعة، حيث أدرج ضمن ممتلكات هيئة الإصلاح الزراعى التى أنشئت بعد ثورة يوليو، من أجل تحديد الملكية الزراعية للأفراد.
ولفت، إلى أنه تم تسجيل القصر لتبعية هيئة الأثار وتحت إشرافها لكنه مازال يخضع لمتابعة هيئة الإصلاح الزراعي واُدرج ضمن ممتلكاتها، وبالنسبة للإستراحة فهي تتبع هيئة الاثار بشكل تام وكانت استراحة لحاشية الملك عقب ذلك .
وعن تاريخ بناء قصر الملك فاروق بمركز إسنا يقول، صلاح الماسخ مفتش أثار بمحافظة الأقصر، إنه تم إنشاء القصر منذ حكم الخديوي إسماعيل، وتوارثه حكام مصر من الأسرة العلوية حتى الملك فاروق وزاره العديد من الأمراء والملوك من أسرة محمدعلى، لكن جاءت تسمية القصر بإسمه نظرا لتعدد زياراته لتلك القصر للمكوث فيه.
ويتحدث مفتش اثار الاقصر، عن أهم مايمزالقصر قائلا،بإنه يوجد به مرسى على نهر النيل يستعمل في قياس نهر النيل من ذلك الوقت وحتى الان، وهومبنى منبلاطات رخامية مدرجة ومرقمة لقياس ذلك المنسوب حيث يستعمل في ري الأفدنة الموجودة بوادي الجن في ذلك الوقت.
ويوضح، في تصريحات لـ وطني، مكونات القصر الملكي، فهو مكون من ثلاثة طوابق ذات مساحة كبيرة، أمامها حديقة ضخمة كان يتم فيها زراعة كافة أنواع الفاكهة حين ذاك والتي كان يجلبها معه في زياراته،، ويوجد فى الطابق الأرضي مكان للأعمال المطبخ، والطابق الأول كان مخصصا لاستقبال الضيوف، ويضم غرفة سفرة ودورة مياه صغيرة ومطبخ صغير وصالة بطول القصر بها باب خلفى يطل على الحديقة حيث يطل القصر عموماعلى نهر النيل، وبالطابق الثاني غرف نوم بها جناح الخاص بالملك وتم وضع صور للرئيس الراحل محمد جمال عبد الناصر عقب زيارته لإسنا وتوزيع الأراضي الزراعية على المزراعين الصغار بعد قرار الإصلاح الجديد،وفى الطابق الأخير للقصر يوجد السطح الذى يضم حجرة صغيرة بها مقتنيات الملك فاروق وأسرة محمد على الشخصية.