تحتفل الكنيسة المصرية اليوم 19 يناير والذى يوافق 11 طوبة بالشهور القبطية بعيد الغيطاس المجيد.
وفي هذا الصدد يعرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان دراسة أثرية للدكتور علي أحمد إبراهيم أستاذ الفنون والآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة.
وتشير الدراسة لأقوال المؤرخين المسلمين في هذا العيد ومنهم المسعودي الذي قال “يغطس النصراني ويطلع الدفا التحتاني” “اللي ما ياكل قلقاس في الغطاس يصبح من غير راس”.
ويشير الدكتور ريحان نقلا عن الدراسة إلى أن العيد يمثل تذكار معمودية السيد المسيح على يد «يوحنا المعمدان» في نهر الأردن، وتقيم الكنيسة احتفالاً بهذه المناسبة فى ليلة العيد، حيث يُعد اللَّقّان بغسله جيدًا ومَلئه بماء عذب أو يوضع الماء في طبق كبير على مِنضدة وعن يمينه ويساره شمعتان، ثم تبدأ مراسم «صلاة اللَّقّان» أىْ تبريك المياه، يتبعها رش الحاضرين بالماء للبركة، ويُختتم بصلوات القداس الإلهىّ.
وذكر المؤرخون أن طقوس احتفال المسيحيِّين في مِصر بعيد الغطاس كانت تقام على ضفاف النيل بحمل المشاعل، ثم يغطَّسون في النهر بعد إتمام الصلوات وإلقاء الصليب المقدس فيه، ثم يعودون إلى الكنائس لإتمام بقية طقوس الاحتفال واستقر إجراء طقس تقديس المياه في عيد الغطاس داخل مبنى الكنيسة حيث تقام صلاة االلَّقّان» ليلة العيد.
وبحسب الدراسة فالمسلمون والمسيحيون كانوا يحتفلون بهذا العيد، وفي عام 930هـ حضر ليلة الغطاس حاكم مصر محمد بن طغج الإخشيدي وأمر بإسراج المشاعل على شاطئ الجزيرة وحضر الاحتفال فى ذلك الوقت مائة ألف من المسليمين والمسيحيين بعضهم كان في النيل وبعضهم في الدور أو على الشاطئ وكلهم أتى بما يمكنه من المآكل والمشارب وآلات الذهب والفضة والجواهر ووصفها المؤرخ المسعودى بأنها أحسن ليلة في مصر وأشملها سرورًا ولا تغلق فيها الدروب ويغطس أكثرهم فى النيل.
وينوه الدكتور ريحان إلى مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس من خلال الدراسة، حيث كان يوزع النارينج والليمون وأطنان القصب والسمك البوري برسوم مقررة لكل واحد من أرباب السيوف والأقلام.
وقد كان لقدماء المصريين عيدًا يسمى “الانقلاب الشتوي” وكانوا يغطسون خلاله فى مياه النيل محتفلين بحرث الأرض ونثر البذور وكان فى ذات توقيت عيد الغطاس.
ومن العادات الشعبية التي درج عليها شعب مصر في عيد الغطاس صنع “فانوس الغطاس” من الخشب على هيئة صليب وفي جوانبه الأربعة توضع شموع مضيئة، وكانوا فى مدينة «أخميم» يضعون بدلا من الشموع خشب الصنوبر الذي يضيء وتفوح منه رائحة جميلة، ويطوف الأطفال بالفوانيس في الحواري والمنازل ويغنون ليلتنا صيصة، بقرتنا ولدت عجيلة، وفي وشَّها نوَّارة، تنور في كل حارة، مسلمين ونصاري.
ويتابع بأن الأطفال كانوا يفرغون ثمرات اليوسفى من فصوصها عبر فتحة صغيرة ويحافظون على قشرتها الخارجية سليمة ويضعون الشموع المضيئة بداخلها لتكون كالفانوس يُشعُّ ضوءًا برتقاليًا جميلًا وشراء القصب ومص أعواده..