تعاني الوحدات الصحية بكفرالشيخ من نقص الأطباء ونقص في الأدوية والأجهزة الطبية مما يزيد العبأ على المستشفيات المركزية في المدن ويجعلها تكتظ بأعداد كبيرة من المرضى في انتظار الدور للكشف.
كما تزيد معاناة أهالي القرى في الإنتقال إلى مستشفيات المدينة خاصة في فصل الشتاء ومع هطول الأمطار أو لجوء المرضى للكشف في أوقات متاخرة من الليل بسبب المرض المفاجىء أو الإصابة المفاجئة، كما يسيطر الإهمال على عدد من الوحدات الصحية حتى أصبحت مأوى للحيوانات الضالة والحشرات بسبب غلق أبوابها.
بداية الإهمال كان من الوحدة الصحية بقرية نيل مركز بيلا بكفرالشيخ حيث تم الانتهاء من إنشائها منذ عام 2004 وحتى الآن لم تعمل ولم تفتح أبوابها يوما واحدا لاستقبال المرضى بسبب البيروقراطية وعدم توريد الأجهزة الطبية لتشغيلها وهي تخدم 8 عزب تابعة للقرية.
في البداية يقول عتمان محمد طه، موجه رياضيات من قرية الورق مركز سيدي سالم: “أشعر أن دور الوحدة الصحية في القرية هو تطعيم الأطفال والحوامل وتقديم خدمات تنظيم الأسرة فقط بدليل أن الكثيرين من الأطباء الخصوصي فتحوا عيادات في القرية ومعامل للتحاليل دلالة على فقدان ثقة المريض في الوحدة الصحية التي أنشئت منذ عشر سنوات وتم ترميمها مرة ثانية بالأف الجنيهات دون أن يشعر المواطن بدورها في تقديم الخدمة الصحية والرعاية المناسبة، كما تعاني الوحدات الصحية البالغ عددها 12 وحدة في مركز قلين بمحافظة كفرالشيخ من نقص الأجهزة الطبية وسوء حالة الخدمات الصحية بها بعدما تم تسليم عدد من الأجهزة المستعملة لها مما أدى إلى انتشار الأمراض بدلا من علاج المرض نفسه.
وقال أحمد سالم من أهالي قرية المنشأة الكبرى: “الوحدة مبنى فقط لأن فيه عيادة الاسنان والأجهزة بها معطلة ولا يوجد بها مياه وكل مريض يبصق مكان الآخر في مكان محاط بالقاذورات والجهاز نفسه من سنين وقديم والناس هي التي اشترت بنفسها المقاعد من أجل الانتظار في الاستقبال من قلة المقاعد وندرة الموارد التي تأتي من مديرية الصحة دعما للوحدة الصحية.
أضافت الحجة مديحة علي، إحدى المترددات على عيادة الأسنان في الوحدة الصحية بقرية صروة، أن الأجهزة معطلة ودكتور الأسنان يقوم بفتح الشباك لكي يكشف على الأسنان وفي بعض الأحيان ينير الكشاف لكي يخلع الضرس لأن الجهاز الخاص بعيادة الأسنان قديم والصدأ قام بأكله، علاوة على أن المريض يبثق في دلو بلاستيك بجوار الجهاز.
كما أشتكى أهالي قريتي الحمراوي وأبوطبل من وجود مبنى للمركز الطبي مقام من 40 سنة وصدر له قرار إزالة نظرا لتساقط أجزاء منه حيث أصبح يهدد أرواح المواطنين ويتطلب إزالة فورية وإنشاء مستشفى قروي بدلا منه لخدمة هذه القرى الواقعة على الطريق السريع كفر الشيخ طنطا، واستغلال مساحة ما يقرب من 10 قراريط خلفة في إنشاء مباني جديدة تابعة للمركز الطبي والصحة ووضع به وحده إسعاف طيلة 24 ساعة للحوادث الطارئة، كما كان من قبل، وهذا المبنى الآن أصبح مأوي للخارجين عن القانون والحشرات والثعابين والفئران، هذا علاوة على إلقاء القمامة والقاذورات به.
ويقول محمد شليل ومحمد زكريا من أبناء قرية الحمراوي: “نذهب بمرضانا ومصابينا في الحوادث المختلفة التي تقع يومياً علي هذا الطريق إلى المستشفى العام بكفرالشيخ على مسافة 5 كيلومترات مما يعرض الأهالي للأخطار الشديدة وتعرض الحالات المصابة إلى الوفاة قبل الوصول إلى المستشفى.
كما خصص أهالي قرية الربايعة بسيدي سالم مساحة أرض لبناء وحدة صحية عليها من سنوات دون أن يتحرك ساكن أو يسعى مسئول لتحقيق أمل أهالي القرية.
ويقول عزت أبوالعزم من أهالي القرية أن القرية بعيدة عن القرى المجاورة، كما تبعد عن مدينة سيدي سالم مما يزيد من معاناة المرضى وتتوفي حالات مرضية لعدم سرعة نقلها لاسعافاها إلى أقرب مستشفى نظرا لسوء حالة الطريق.
أما الدكتور فيصل جودة وكيل وزارة الصحة بكفرالشيخ فتقول أن دور الوحدات الصحية هو الكشف عن المرضى وتحويل الحالات التي تستحق إلى المستشفيات المركزية والمستشفيات المتخصصة لاستكمال العلاج.
كما تقوم الوحدات الصحية بتقديم المشورة للسيدات الحوامل وتقديم العلاج السريع للحالات المصابة من خلال الأكسجين أو تضميد الجروح كنوع من الإسعافات الأولية.
وقال إن وزارة الصحة قامت بإمداد عدد من الوحدات الصحية بسيارات إسعاف حتى يتم إسعاف الحالات المصابة أو الحالات المرضية العاجلة والتي تحتاج عناية خاصة.