عقب وفاة جورج بوش الأب، الجمعة الماضية، عن عمر يناهز 94 عامًا، نشر موقع واشنطن بوست نص الرسالة التي أرسلها جورج بوش الأب لبيل كلنتون، بعد فوز بيل كلنتون أمام بوش الأب في الانتخابات الرئاسية.
كتب بوش لبيل كلنتون قائلًا:
عزيزي بيل
عندما دخلت إلى هذا المكتب الآن، خالجتني مشاعر التعجب والاحترام مثلما حدث منذ أربع سنوات مضت، والآن ستمر انت أيضًا بذات المشاعر.
أتمنى لك السعادة العظيمة هنا، لم أشعر مطلقًا بالوحدة هنا مثملا شعر بعض الرؤساء.
ستكون هناك أوقات صعبة للغاية، وستكون أكثر صعوبة بسبب الانتقادات التي قد لا تعتقد أنها عادلة. أنا لست شخص جيد جدًا لتقديم نصيحة، لكن، دعني أقول لك: لا تعدع النقد يثبطك أو يدفعك عن مسارك.
عندما ستقرأ هذه الرسالة ستكون بالفعل رئيس جمهوريتنا. وأتمنى العافية لعائلتك.
الآن، نجاحك هو نجاح بلادنا، وأنا أؤيدك وأدعمك بقوة.
بالتوفيق
وقد تعجب الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من نبرة التواضع والكياسة التي يتمتع بها. وقد كتب الموقع أن جورج بوش الأب كان يعتمد في اتصالاته الخاصة على خطابات مكتوبة بخط يده، لافتًا إلى أنه شغل منصب الرئيس منذ ثلاثة عقود وبالرغم من ذلك فتبدو قيمه وأخلاقه وكأنها منذ قرون مقارنة بالسياسة الحالية، فلم يكن يعتمد على “فرقعات إعلامية” عبر السوشيال ميديا كما يحدث الآن.
وقد توفى بوش الأب، بعد بعد أشهر على وفاة زوجته باربرا بوش في أبريل الماضي.
جورج بوش الأب أو جورج هـ. و. بوش هو الرئيس الحادي والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية ورئيس الولايات المتحدة الثالث والأربعين. كان آخر رئيس جمهورية شارك في الحرب العالمية الثانية، كما قاد الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة. وقد اعتبر قوة على الساحة الدولية لعقود، بدءً من عمله كمبعوث إلى بكين إلى سنواته الثمانية كنائب للرئيس وفترة رئاسته الأولى التي امتدت من 1989 حتى 1993. وبالرغم من أنه قاد البلاد في حروب إلا أن انجازاته الرئيسية انتجت على طاولة المفاوضات.
كان بوش موضوعًا سهل لرسامي الكاريكاتير، فبالرغم من تخرجه في جامعة يال مع مرتبة الشرف إلى أنه كان يفقد الكلام في العلن، خاصة عندما يتحدث عن نفسه. وقد قال عنه مشككون إنه موهن فيما إذا كان لديه قناعات سياسية بالرغم من انه تم اختباره في القتال في مرحلة المراهقة. وقد أدى افتقاره إلى الثقة الواضحة في وجه الاقتصاد المتعثر إلى انخفاض حاد في شعبيته المرتفعة التي تمتع بها بعد انتصاره في حرب الخليج عام 1992
انخرط بوش –والحديث مازال لواشنطن بوست- في عدة أعمال ووظائف منها طيار تابع للقوات البحرية الأمريكية ومدير تنفيذي في مجال النفط وعضو كونجرس ومندوب للأم المتحدة ورئيس الحزب الجمهوري المبعوث الأمريكي لبكين مدير الاستخبارات المركزية.
كان أصغر من خدم في الطيران في ذلك الوقت، وخلال ادائه الخدمة العسكرية كطيار شارك في الحرب العالمية الثناية وتعرضت طائرته لقذف من القوات اليابانية، وبالرغم من أن طائرته كانت مشتعلة، واصل صد الهجوم عليه. وبعد سقوط طائرته ومقتل فردي طاقمه، انقذته غواصة. حصل على وسام الصليب المتميز الطائر the Distinguished Flying Cross والذي كان يمنح لأي عسكري سواء ضابط أو جندي قام ببطولة أو انجاز غير عادي.
في عام 1989 وجد بوش نفسه على رأس القوة العظمى الوحيدة في العالم بعد سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي. وفي نفس العام قاد بوش غزوًا عسكريا على بنما لإطاحة بأنطونيو نورييغا. وقاد تحالف مكون من ثلاثين دولة لهزيمة العراق التي كانت قد احتلت الكويت عام 1990.
وفي عام 1991 وصل مؤيدي بوش في الولايات المتحدة إلى 90% من السكان، ولكن بعد عام ونصف من ذلك –بسبب عدم التزامه بقراره بعدم فرض ضرائب جديدة- انخفض نسبة مؤيديه إلى 16%.