– لأول مرة شرح تفصيلي للخطة الاستراتيجية التنموية لمشروع مسار العائلة المقدسة
– ماذا تم حتى الأن في تنمية المحور التنموي حول مسار العائلة المقدسة
– حوار مجتمعي بناء يرصد الإيجابيات والسلبيات في تنمية مشروع العائلة المقدسة
– المجتمع المدني يمد يد العون ويبحث طرق التعاون
– المحليات متعاونة بشكل عملي للانتهاء السريع من التنمية
نظمت مجموعة من اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، مساء يوم الإثنين الماضي، جلسة حوار مجتمعي حول ضرورة العمل على مزيد من الاهتمام لتشجيع السياحة، بعنوان “السياحة قاطرة الاقتصاد المصري”. يبدأ هذا الاهتمام بتطوير المناطق الأثرية وعلى رأسها مسار العائلة المقدسة في الأراضي المصرية وتطوير منطقة الأزهر والحسين ومنطقة مصر القديمة – أحد أهم مناطق المعالم الأثرية والسياحية بمصر.
ضمت تلك الجلسة كافة أطياف المجتمع من المسئولين التنفيذين بوزارة السياحة وهيئة التنمية السياحية وأعضاء مجلس النواب والخبراء وأصحاب الشأن لمناقشة كافة أبعاد الموضوع والوصول إلى إطار عام وخطة عمل ذات أهداف وتوقيتات زمنية محددة.
حضرت جريدة وطني هذه الجلسة ورصدت حوار بناء وضع خطة التطوير أمام الجميع ووحدت كل الجهات للتنمية معاً وليس جزر معزولة. ومن الحضور السفير محمد حجازي مستشار وزير التنمية المحلية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، والمهندس عادل الجندي مدير عام العلاقات الدولية والتخطيط الاستراتيجي بهيئة التنمية السياحية والمنسق العام لمشروع مسار العائلة المقدسة، أبونا اسطفانوس صبحي كاهن كنيسة العذراء بالمعادي وحاضر نيابة عن الأنبا دانيال أسقف المعادي والبساتين ودار السلام وتوابعها وسكرتير المجمع المقدس، والمستشار عدلي حسين رئيس محكمة استئناف القاهرة الأسبق، ومحافظ المنوفية والقليوبية الأسبق.. واللواء المهندس محمد على حنفي رئيس الإدارة المركزية لمكتب محافظ القاهرة والمسئول عن ملف مسار العائلة المقدسة بالمحافظة، وإبراهيم صابر نائب محافظ القاهرة.
ومن اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب والداعين لهذه الجلسة، حضر النائب محمد بدراوي والنائب عمرو الجوهري والنائبة بسنت فهمي والنائبة نادية هنري.. ومن مجلس النواب وحضر أيضا اللواء أشرف عزيز عضو بلجنة الإدارة المحلية عن دائرة الفيوم، والنائبة منى جاب الله عضو بلجنة الإدارة المحلية أيضا، والدكتور إبراهيم بدر وكيل كلية الأثار والإرشاد السياحي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور خالد نبيل مستشار مصر الثقافي الأسبق بموريتانيا ورئيس قسم الأثار اليونانية والرومانية والقبطية بجامعة القاهرة..
وحضر من “إئتلاف تنمية وإحياء التراث حول مسار العائلة المقدسة” كل من: نادر جرجس رئيس الإئتلاف وعضو بلجنة إحياء مسار العائلة المقدسة التي تم تشكيلها بقرار وزاري العام الماضي، والدكتور فريد فخري دكتور أخصائي نساء وولادة، واللواء أشرف يعقوب مساعد مدير أمن القليوبية السابق ورئيس لجنة الإعلام والعلاقات بالإئتلاف، ورونزا الزقم مخرجة تنفيذية بماسبيرو وعضو بلجنة الإعلام والعلاقات العامة بالإئتلاف أيضا. ومن المجتمع المدني حضر أيضا نبيل ألفونس عضو بنادي روتاري مدينة نصر.
من الحضور أيضا، ريهام عرام مدير عام إدارة الحفاظ على التراث بمحافظة القاهرة ومدرس في جامعة حلوان بكلية سياحة وفنادق قسم دراسات تراثية ومتحفية.. وجون فهيم مدرب تنمية مهارات.
ومن المرشدين السياحيين، حضر وجيه جمال الأمين العام لنقابة المرشدين السياحيين ومرشد سياحي متخصص في اللغة الإنجليزية ورئيس جمعية “نور الحضارة” المتخصصة في التنمية الثقافية للمرشدين السياحيين، وأيضا حضرت نسرين محفوظ مرشدة سياحية متخصصة في اللغة الإنجليزية، وأسماء خوجة مرشدة سياحية ومديرة شركة للتسويق السياحي للمناطق غير الشائعة في السوق السياحي.
الخطة الإستراتيجية لمشروع تنمية مسار العائلة المقدسة
بدأت الجلسة بعرض شرح مفصل للخطة الاستراتيجية لمشروع تنمية مسار العائلة المقدسة وقدمها المهندس عادل الجندي مدير عام العلاقات الدولية والتخطيط الاستراتيجي بهيئة التنمية السياحية والمنسق العام لمشروع مسار العائلة المقدسة، شارحاً فلسفة المشروع وهي: “إن مشروع المسار هو محور تنموي قوي وليس مجرد تنمية نقاط محددة على مسار العائلة المقدسة. من 20 سنة كانت هناك أفكار مطروحة لهذا المشروع أيام الدكتور محمد البلتاجي وحاول أن يبادر بإقتراحه لكن لم يلقى المشروع النور لظروف عدة. وعادت الأفكار لإحياء المشروع مرة أخرى من ست سنوات تحديداً حيث قررت وزارة السياحة أن تحاول استغلال المناخ السياسي الحالي لطرح المشروع، فلاقت قبول.”
وأضاف “الجندي”: “في عام 2013 طرحنا هذا المشروع على قداسة البابا تواضروس، ومن أول الخطابات الرسمية التي حصلنا عليها في ذلك الوقت كان خطاب موافقة الكنيسة القبطية على إعلان هذا المشروع كملف لليونسكو، وكان تحدي كبير خاصة قبل 30 يونيو 2013 لكن سعينا باجتهاد إيماناً بقوة هذا المشروع. في عام 2014 بدأنا بالترويج حول العالم عن فكرة المشروع، من خلال مؤتمر “الحج والسياحة العالمي” الذي كان في أسبانيا بسانتياجو كامبوستيلو وبدأنا نروج لأطول مسار في العالم بمصر خطت عليه العائلة المقدسة.. 3500 كيلو عليه نقاط مرت أو استقرت فيها العائلة المقدسة.”
“وأخذت وزارة السياحة من نصوص الإنجيل “قم وخذ الصبي وأمه وأهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك” (متى 2: 13) وحولوا النص الديني إلى رحلة سياحية، فأول سائح كان الطفل يسوع وأمه العذراء مريم، والمكان كان مصر حيث الأرض التي وجد فيها الأمان، وكانت تلك الرحلة كلها مغامرات وانتقال من مكان لأخر.”
وشرح المهندس عادل: “المسار بطوله 3500 كيلو الذي يمر على 25 نقطة يمكن أن تتحول إلى نقاط سياحية ومزارات للتبرك، لذلك فإن فلسفة المشروع كانت تنمية هذا المسار كمشروع سياحي أساسه مشروع روحاني يجسد الرحلة العائلة المقدسة التي استغرقت 3 سنوات ونصف في مصر. ”
وشرح قائلاً: “في سيناء يوجد ستة نقاط مرت عليها العائلة المقدسة أهمهم “الفرما” لأن بها أثار يمكن زيارتها، وأخيراً تم ضم منطقة الفرما لمحافظة شمال سيناء بقرار رقم 600 لسنة 2018، وبالتالي سنبدأ في متابعة عمليات التنمية فيها. أما في الدلتا فيوجد ستة نقاط أخرى أشهرهم ثلاث نقاط لوجود معالم سياحية تشاهد بهم، وهم: تل بسطا وسمنود وسخا. ثم تأتي منطقة وادي النطرون بأديرتها العامرة التي يستمتع فيها أي زائر بروحانية عالية. وفي القاهرة يوجد خمس نقاط على المسار وأهمها: كنيسة أبو سرجة والكنيسة المعلقة – موجودين بمجمع الأديان لذلك تم تنمية المحيط العمراني كله الأشمل حولهما، فالمنطقة تمثل الحوار الديني والحوار المجتمعي وهذا يكون له انعكاس سياسي مهم. ولذلك تم العمل على مخطط تنمية عمرانية كبير بالتنسيق مع محافظ القاهرة وانتهينا من جزء كبير منه. ولا ننسى كنيسة العذراء بمنطقة المعادي التي كانت تمثل أول نقطة في الرحلة النيلية ذهاباً للصعيد.. أما عن الصعيد ففيها جبل الطير بالمنيا وأهم نقطة في المسار كله تعد نقطة دير المحرق بأسيوط لأنها ذكرت تحديداً في سفر أشعياء بالكتاب المقدس، ودير درنكة بأسيوط الذي يعد مكان بداية رحلة عودة العائلة المقدسة إلى فلسطين. وهذه هي النقاط الأساسية التي يظهر فيها معالم يمكن أن تقوم عليها نقاط سياحية أما باقي عدد النقاط الأخرى فهي مجرد نقاط مرت عليها العائلة المقدسة لكن ليس عليها ما يمكن زيارته. لذلك فوزارة السياحة تسعى الأن لتنمية النقاط المحورية الأولى إلى أن ينضج هذا المشروع سياحياً بعدها يمكننا أن نتعامل مع المسار بالكامل.”
رؤية المشروع
وضح “الجندي” أن رؤية وزارة السياحة لهذا المشروع أنه محور عمراني تنموي كبير هدفه الأول سياحي. وهناك لجنة وطنية مشكلة لهذا المشروع مؤلفة من مؤسسات الدولة بها ثلاث ركائز تنفيذية هم: وزارة السياحة كمنسق أساسي لأن المنتج النهائي سياحي، ووزارة التنمية المحلية لأنها تنسق مع مختلف المحليات للتنمية العمرانية التفصيلية لكل منطقة، ووزارة الأثار لأنها تقوم بإعداد ملفين لليونسكو الخاصين بهذا المشروع – ملف التراث المادي وملف التراث اللامادي لكي يعرف العالم كله هذا المسار عن طريق مؤسسة عالمية مثل اليونسكو.
وفي علم التنمية عندما نعمل تنمية لنقاط، تنمو وتتشابك مع بعضها لتخلق محور عمراني وهذا هو المفهوم السياحي الذي ينتج منه تنمية لمحور كامل يفرز فرص عمل وتنمية مجتمعية على طول المسار وبذلك يؤثر في قاطرة الاقتصاد.
بدأت وزارة السياحة عمل دعاية وجلب زوار مؤثرين في السياحة العالمية لزيارة النقاط المحورية على هذا المسار حتى يمكنهم عمل الدعاية المناسبة وجلب السياحة إلى مصر. أهمهم 7 زيارات من أوروبا والفاتيكان من شركة أوبرا رومانا ومؤسسة يونيتالسي من ايطاليا، وبعض الوفود من فرنسا، وكذلك وفود من رؤساء الكنايس الأوروبية.
فكرة المشروع
وشرح لنا المهندس عادل أن فكرة المشروع قائمة على تنمية المسار وعمل برامج سياحية بحيث يقوم السائح بزيارة كل نقاط الجذب السياحي التي توجد في نفس المنطقة فمثلاً، في شمال سيناء وجدنا سياحة سفاري بالصحراء بجانب نقطة “الفرما” وربطناها أيضا بمنطقة البردويل لكي نحمل هذا المنتج السياحي الجديد على سياحة بيئية وسياحة شاطئية بمنطقة البردويل ويضاف إليهم السياحة الروحية من خلال أثار الفرما أحد النقاط التي مرت عليها العائلة المقدسة. أما الدلتا فيتم العمل على السياحة الريفية بالدلتا وهذا أصبح موجود في العالم حيث يزور السائح بيوت الريف ليشاهدوا طبيعة الحياة الريفية وحياة الفلاح الذي يستضيفهم في بيته ويقدم له الأكلات الريفية المشهورة. ومن ناحية أخرى يوجد سياحة المدن بالقاهرة فلا يمكن أن نزور كنائس مصر القديمة وكنيسة المعادي وشجرة مريم بالمطرية دون أن نزور المتحف المصري أو الأهرامات وسقارة. وبالتالي يتم تشجيع السائح ليزور المنتج السياحي الجديد وسط منتج معروف إلى أن ينضج مشروع مسار العائلة المقدسة عبر السنوات فيتم عمل رحلات موجهة له بمفرده.
ومن ضمن الرحلات المقرر دراستها وتنفيذها وسط هذا المسار هي رحلات نيلية.. وذلك بنفس فكرة أننا نحمل منتج جديد على منتج سياحي معروف. فالرحلات النيلية معروفة ولها رونقها وتكشف طبيعة خلابة. لذلك تم الإعداد لعمل مرسى عند كنيسة المعادي وتبحر البواخر من هناك حتى تصل للصعيد كما تحركت العائلة المقدسة، وعند كل نقطة ترسو البواخر لكي يزور السائح النقاط المحورية القريبة من النيل، فتم عمل مراسي للبواخر في المنيا وأسيوط وسوهاج.
خطة التنمية
وأكد أن مشروع محور التنمية لمسار العائلة المقدسة يحتاج دراسة لخريطة مصر بالكامل من حيث المطارات التي ستنقل أعداد السياح وشبكات الطرق المؤدية لكل مكان على هذا المسار ليكون له جدوى كمشروع قومي.. فيجب أن تكون شبكات الطرق والمواني في النيل والمطارات معدة ومخطط لها. فنرى أن خطوط السكة الحديد مصممة وكأنها مارة على أغلب نقاط مسار العائلة المقدسة. أما المطارات فيوجد مطار أسيوط ومطار سوهاج ومطار القاهرة حتى في الشمال يوجد مطار بورسعيد الذي يتم إعداده ليكون مطار دولي أيضا.
تحديات ولكن..
وأشار المهندس عادل الجندي إلى: “إننا عندما ندرس نقاط عالمية تتشابه مع المزارات الخاصة بمسار العائلة المقدسة، نجد أن لورد يرتاد عليها مابين 6 مليون و8 مليون في السنة، ومعبد بوريك بالهند يرتاد عليه 10 مليون في السنة. لكن يجب أن نعرف أن التحدي الحقيقي ليس في قيمة تلك النقاط لأن مسار العائلة المقدسة له مكانة أعلى بكثير، لكن الخدمات التي تقدم في هذه الأماكن العالمية هي أحد نقاط الجذب السياحي الهامة التي يجب أن نسعى للوصول إليها داخل مصر، وهذه الخدمات هي غرف فندقية ووسائل مواصلات ومحالات ودورات مياه وشعب مرحب بالزوار، وبذلك السائح يضمن راحته في هذه الأماكن، وهذا ما نسعى لتحقيقه.
خطة زمنية لهذا المشروع التنموي
وبعد عمل دراسات وزيارات ميدانية والتنسيق على تفاصيل مشروعات التنمية في مختلف المناطق تم وضع خطة زمنية للمشروع وتحديد مدة زمنية لكل مرحلة. فالمرحلة الأولى تشمل كنيستين أبي سرجة والمعلقة بمصر القديمة وكنيسة العذراء بالمعادي وأديرة وادي النطرون وجبل الطير بالمنيا وديري المحرق ودرنكة بأسيوط، وسيتم استكمال تلك المرحلة في الفترة ما بين سنتين إلى خمس سنوات. والمرحلة الثانية هي باقي النقاط التي يوجد بها عنصر غني سياحياً لكن التداخل فيها صعب مثل المطرية والزيتون، فنحتاج إزالة الباعة الجائلين وإعادة تخطيط للمنطقة وتنمية بشرية، وكذلك نقطة “سخا” يصعب تماماً الوصول إلى الكنيسة وسط الأسواق العشوائية الموجودة حولها، فبرغم القطعة الحجرية القيمة جداً التي يظهر عليها قدم السيد المسيح إلا أن الوزارة اضطرت لتأجيل هذه النقطة حتى يتم التنسيق مع المحليات لإعادة تخطيط المكان المحيط بالنقطة السياحية.. ومن المتوقع أن المرحلة الثانية تستكمل فيما بين خمس سنوات وعشر سنوات. أما المرحلة الثالثة ستستغرق ما بين عشر سنوات وخمسة عشر سنوات. هذا المشروع يعتبر كأننا بنبني بلد من جديد بتخطيط عمراني وتنمية بشرية وتهيئة الأماكن لتكون جاذبة للسياحة لذا تم الإعداد له وتقسيمه على ال3 مراحل حتى يستفيد به العالم على مراحل بدأت 2014 على أن يكتمل كله خلال 10 أو 15 سنة.
ماذا تم حتى الأن؟
تم التوافق مع محافظة القاهرة على مخطط التطوير للمنطقة ومحيطها الأشمل باعتبار المنطقة أيقونة مهمة على مسار الرحلة لما تحوي من رموز الديانات الثلاث “رمزاً للتواصل الحضاري الديني” وتم تنفيذ توصيات المخطط على النحو التالي:-
• معالجة مشكلة ارتفاع منسوب بحيرة عين الصيرة وتم رصف مدخل المنطقة الشمالي للقادم من مطار القاهرة “صلاح سالم”.
• إعادة رصف الشوارع المحيطة بالموقع حتى كوبري العاشر في الاتجاه المؤدي إلى كنيسة العذراء بالمعادي تحقيقاً لفكرة تواصل المسار السياحي بالنقطة الثانية للرحلة.
• إعادة تجهيز أرصفة المشاة بالمسارات الداخلية للمنطقة بداية من طريق الخيالة حتى مسجد عمرو بن العاص.
• تحويل مسار أتوبيس النقل العام خلــف ســوق الفسطاط حتى لا يخترق المحيط السياحى أمام الكنيسة المعلقة.
• إعادة كسوة الأسوار المهدمة التى تأثرت بحرق القمامة التى كانت تحيط بالمنطقة.
• إزالة أكبر مقلب قمامة لقطاع غرب القاهرة والذى مثل لعقود مشكلة بيئية للسكان والزائرين نتيجة حرق القمامة به وإنتشار الأمراض بالمنطقة.
• تحويل مقلب القمامة إلى حديقة مفتوحة على أن يتم تطويرها مستقبلاً لتصبح متصل سياحى بين مجمع الأديان ومتحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة وفقاً لتوصيات المخطط المعد بواسطة هيئة التنمية السياحية.
• إزالة عشوائيات الباعة الجائلين من جامع عمرو حتى الكنيسة المعلقة.
• تنظيم الحركة بشوارع حسن الأنور وقصر الشمع ومارجرجس بعمل جزيرة خرسانية وتحويلهم إلى إتجاهين للحركة.
أما في منطقة وادي النطرون فتم عمل الأتي:
• الإنتهاء من رصف و إزدواج الطريق الدائري المؤدي إلى الأديرة بموازنة مشتركة مع المحافظة.
• إقامة وحدة دورات مياه سياحية بأحد الأديرة.
• تركيب عدد ستة برجولات مظلية بواقع 2 بكل موقع من الأديرة.
• تركيب مجموعة من اللوحات الإرشادية وجارى الإنتهاء من العدد المتبقى بمعرفة المحافظة. يجرى الإنتهاء من تركيب اللوحات المعلوماتية بكل دير
يتم حاليا تنفيذ أيقونة سياحية عالمية لتجمع الزائرين (خيمة بانورامية) بمحيط الأديرة.
تعقيب الحضور
نقاط هامة غير متوفرة بالمزارات
بدأ نادر جرجس رئيس إئتلاف تنمية وإحياء التراث حول مسار العائلة المقدسة، وعضو بلجنة إحياء مسار العائلة المقدسة التي تم تشكيلها بقرار وزاري العام الماضي، كلامه قائلاً: “أشكر اللجنة الاقتصادية على هذه الجلسة البناءة وأشكر الدولة على المجهود الرائع المبذول حتى الأن، لكن أحب ألقي الضوء على بعض النقاط التي تحتاج العمل عليها:
عندما درسنا هذا النوع من السياحة في أماكن مماثلة حول العالم، وجدنا أن 80 % من المرتادين على سياحة الحج هم كبار سن، مسنين، مرضى وأحياناً على كراسي متحركة، هؤلاء أكثر فئة تستهدف الأماكن المقدسة للتبارك منها ولزيارتها والتمتع بالرحلة الروحية. ولذلك يجب مراعاة احتياجات هؤلاء عند عمل التنمية، فلم نرى في مواقع المرحلة الأولى حتى الأن أي تجهيزات مثل مصاعد أو منحدرات.. ففي كنيسة أبي سرجة مثلاً يوجد سلم عالي من منسوب الشارع للكنيسة، فكيف سنتغلب على ذلك في التنمية لإتاحة الفرصة للجميع بالزيارة.”
“وعلى صعيد أخر، أين دورات المياه في هذه الكنيسة تحديدأ، وفي أغلب النقاط بوجه عام، فهذا شئ أساسي أدمي يجب أن يتوفر من أول مرحلة في كل الأماكن.”
“وإذا انتقلنا إلى منطقة وادي النطرون لزيارة الأديرة الثلاثة، نحتاج إلى مركز طبي قريب متطور أو إسعاف طائر جاهز حتى يمكننا التحرك بسرعة إليه في حالة الطوارئ.”
“ومن ناحية أخرى يجب تجهيز بعض الغرف الفندقية والأوتوبيسات لتكون مجهزة بحسب الإشتراطات العالمية لقدرتها على استضافة وفود سياحية من ذوي الاحتياجات الخاصة.. فالغرف الفندقية والحمامات تكون لها مواصفات خاصة، أما الأوتوبيسات تكون مجهزة بمصاعد معينة ليتمكن هذا النوع من السياح أن يتمتعوا ويتباركوا بالمسار.”
“أيضا إذا درسنا الحركة السياحية على مسار العائلة المقدسة، سنجد أنها يمكن أن تكون متوفرة للسائح 12 شهر في السنة، وهذا تميز ليس متوفر في كل العالم لأسباب عديدة منها العوامل الجوية. لكن يجب مراعاة أن شهور الصيف – يونيه ويوليو وأغسطس، تصل فيها الحرارة والرطوبة إلى درجات غير محتملة ولذلك لكي نحافظ على وجود سياحة طول العام، نحتاج دراسة أن تتواجد استراحات مكيفة كلما استطعنا تنفيذها حول نقاط المسار ولو أتيح تركيب تكيفات في المزار نفسه على حسب حالة الأثر.”
“تلك النقاط تعتبر تحديات بسيطة مقارنة بالتنمية الشاملة المعد إليها، لكنها أساسية أن تؤخذ في الاعتبار من أول يوم حتى يشعر السائح بالأمان والإطمئنان. فإذا كانت التنمية في المرحلة الأولى قد بدأت من 2014 لماذا لم نجد تلك المتطلبات حتى الأن مع أنها أساسية؟! ”
وفي نفس إطار النقاط غير المتوفرة في المزارات، تكلمت المرشدة السياحية نسرين محفوظ، قائلة: “بخصوص تنمية المحاور المؤدية للنقاط على مسار العائلة المقدسة أو أي مزار سياحي بوجه عام، أحب أؤكد أن هناك العشوائية في أغلب المناطق المحيطة بالأثار سواء من حيث شكل المباني القبيح المحيطة بالمنطقة أو بتراكم القمامة أو تواجد الباعة الجائلين بشكل غير حضاري وسط الطرق في المناطق السياحية. وإذا تم عمل تنمية في منطقة من المهم أن يتم متابعة دائمة لعدم رجوع الوضع لما كان عليه قديماً، فلا يوجد متابعة مستمرة بعد التطوير.”
وأضافت “محفوظ”: “من ناحية أخرى لا يوجد وعي لدى المجتمع المصري لاحترام المزار أو احترام السائح فنحن نعاني من أطفال المدارس الذين يدخلون المتاحف ويرمحون في كل مكان ويتعاملون بأعلى الأصوات ويلتقطوا صور للسياح بدون استئذان. لذا أطالب بعمل توعية في المدارس لتوعية الجيل الجديد بسلوكيات التعامل مع السياحة”
أهمية الدعاية والدعم العالمي
أشاد المستشار عدلي حسين قائلاً: “كل ما تم إنجازه في هذا المشروع يجب تقديره لأن مشروع المسار كان حلم لسنوات كثيرة وبدأ يظهر بخطوات فعلية على أرض الواقع. اما جانب السلبيات الموجودة في كل نقاط المسار فتحتاج إلى حصر كامل ويتم عرض هذا الحصر في التقرير على المجلس الأعلى للسياحة برئاسة رئيس الجمهورية حتى يتم العمل على حلها أي كان من جانب الدولة أو بالتنسيق مع المجتمع المدني أو رجال الأعمال.”
وأكد على أهمية الدعاية والدعم العالمي، سواء من خلال ملفات اليونسكو المقدمة أو من خلال الدعاية في الدول المحيطة، وأضاف معلناً: “أنا رئيس لجنة الشراكة الأورومتوسطية، والمقر الخاص بنا بباليرمو في إيطاليا، تلك اللجنة تضم حوالي 500 محافظ وحاكم وعمدة من شمال وجنوب البحر المتوسط.. وكان بيننا اتفاقية بأن يتم الترويج لمسار سياحي وهذا المسار يكون كالآتي: مصر – الأردن – فلسطين – إسرائيل
والمدبر الحقيقي لتلك الرحلات هم اليهود ومتميزين لتخطيط تلك الرحلات والترويج إليها على أوسع نطاق، فإذا كان في رغبة لتقديم المشروع لهم أنا على استعداد للمساعدة.”
الترويج للمسار خارج مصر وداخلها
وفي نفس السياق، تكلم الدكتور خالد نبيل رئيس قسم الأثار اليونانية والرومانية والقبطية بجامعة القاهرة، على نقطتين، النقطة الأولى كانت تساؤل عن كيفية الترويج لهذا المسار خارج مصر وهل هذا المشروع السياحي موجود في كتيبات مصر للسياحة في الخارج؟ فيجب أن يعرف العالم كله أهمية تاريخ 1 / 6 لهذا المشروع لأنه تاريخ دخول العائلة المقدسة إلى مصر، فيمكن اعتبار أن هذا التاريخ علامة دعاية هامة. ومع الإهتمام بالترويج خارج مصر يجب أيضا الإهتمام بالترويج الداخلي وعمل توعية ثقافية للمجتمع المحيط بالأثار التي توجد على هذا المسار.
أما النقطة الثانية التي يجب الاهتمام بها أكثر من التنمية والتوعية، هي دراسة مدى جاهزية بعض الأثار التي توجد في نقاط المسار لأنها محتاجة لترميم أو رفع كفاءة قبل الدعاية عنها، لأن هذا هو المنتج الحقيقي الذي سيراه الزائر.
الكنيسة لها دور ترويجي للمسار
وفي إطار دور المجتمع للترويج عن مسار العائلة المقدسة سواء خارج أو داخل مصر، اقترحت أسماء خوجة المرشدة السياحية أن تقوم الكنيسة بدورها في الترويج للمسار وسط الشعب القبطي داخل مصر وتوعية الشعب المصري بكيفية التعامل مع السائح والزائر، أيضا يمكنها ككنيسة العمل على الجالية الموجودة في كل دولة في العالم للترويج عن هذا المسار والدعوة في كنائس كل دولة في العالم لزيارة مصر والتبرك من هذا المسار.
وأشارت “خوجة” إلى أهمية دور المجتمع نفسه في التنمية إذا كان لديه الوعي الكافي، وأعطت مثال لذلك في القرية النوبية بأسوان، فهذا الشعب النوبي استطاع أن يجذب السياحة بدون مساعدة الدولة أو المحافظة في أي شئ.
دور المجتمع المدني
وضح الدكتور فريد فخري أهمية مشاركة المجتمع المدني لحل بعض المشكلات البسيطة التي تم طرحها.. فالدولة معنية بالأكثر لعمل البنية التحتية والتخطيط والتنمية الشاملة لكن هناك خطوات يمكن مساهمة المجتمع المدني فيها وبذلك تستكمل النقاط على أكمل وجه ونكون كلنا كمصريين قد ساهمنا في هذا العمل العظيم الذي سيعود على الدولة وعلى هذا الشعب بانتعاشة اقتصادية.
وأضاف “فخري” وهو عضو في الروتاري المصري: “أحب أن أوضح أنه يوجد بالإئتلاف أكثر من نادي للروتاري وكلهم على أتم الاستعداد لعمل مشروعات مساهمة في اجزاء من هذا المشروع القومي.. أيضا أحب أن أركز على المنح الروتارية التي تقدم من أندية في دول أخرى، فلو تعهد أي نادي روتاري مصري بعمل جزء من مشروع يخص المسار يمكن أن يتشارك معه نادي من دولة أخرى ويقدم لنا منحة لهذا المشروع، وهذا يعتبر دعم كبير ويستحق الدراسة لأنه باب موارد مادية. ومن ناحية أخرى من ضمن الخدمات الروتارية الأساسية هي عملية التعليم والتوعية لتنمية المجتمع وبذلك يمكن أن نعمل على تنمية المجتمعات حول أي من نقاط المسار.”
وتساءلت “وطني” إذا كان المجتمع المدني متحمس للعمل فإلى من يلجأ هؤلاء؟ وجاء الرد من المهندس عادل الجندي مؤكداً على ضرورة الرجوع إلى هيئة التنمية السياحية التابعة لوزارة السياحة حتى يكون كل العمل موحد ومتكامل ولا نعمل كجزر معزولة. وأكد أيضا على أهمية تكاتف المجتمع المدني ورجال الأعمال مع الحكومة لأن العمل كبير ويحتاج كل يد مصرية للمشاركة.
توعية الأطفال
من ضمن المقترحات التي طرحها اللواء أشرف يعقوب مساعد مدير أمن القليوبية السابق، كانت أهمية بداية التوعية لدى الطفل من المدرسة.. وطالب من نواب البرلمان بالتنسيق مع وزير التعليم لإدراج معلومات عن هذا المشروع في المناهج الدراسية للأطفال.
وفي نفس السياق تكلم جون فهيم مدرب تنمية المهارات البشرية، عن أهمية التكاتف مع الدولة في العمل على هذا المشروع، ففي نفس الوقت الذي تعمل الدولة على البنية التحتية والتنمية الشاملة، يمكن للمدربين أن يتولوا عملية التنمية البشرية أو توعية الأطفال في المدارس. وأكد “فهيم“: “إن توعية الأطفال يمكن أن تصل بأبسط الأشكال من خلال ألعاب تخصص لها وقت في المدارس.. ومن التدريبات التي نتعامل بها مع أطفال المدارس هي عرض العرائس الذي يمكن أن يقدم من خلاله الوعي الأثري بمعلومات بسيطة عن كل أثر وأيضا يقدم الوعي التنموي من حيث حب واحترام وقبول المختلف.. ومن خلال المدرسة أيضا يمكننا التكلم مع الأب والأم وعمل توعية لهم أيضا عن المكاسب التي يمكنهم أن يحققوها من وراء السياحة بتقديم منتج بسيط من بيتهم للسياح.”
وصرح المهندس عادل الجندي أن وزارة السياحة أعلنت توقيع بروتوكول مع وزارة التعليم باعتماد مادة “السياحة” في المناهج الدراسية ولن تكون جزء من مادة “التاريخ” أو “الجغرافيا” أو “الدراسات الإجتماعية”، لكنها ستكون مدرجة ضمن المناهج الرسمية كمادة منفصلة.
لجان للارشاد والتنمية والتنسيق
أضاف وجيه جمال أمين عام نقابة المرشدين السياحيين، “إذا كنا نتكلم اليوم على ماذا تم من تطوير وتنمية وما يجب أن يتم استكماله في المستقبل، فبحكم مهنتي وزياراتي لأماكن مسار العائلة المقدسة، رصدت تطوير ملحوظ لكن مازال يوجد بعض النقاط التي تحتاج لحلول.. هذا مشروع كبير جداً وبه امتيازات وفرص كبيرة جداً لرجال الأعمال أن يستثمروا فيها لكنهم محتاجين إرشاد للاحتياجات المطلوبة في كل مكان واعلان لهم عن الأماكن والاستثمارات الجديدة. ومن ناحية أخرى، يوجد أيضا عقبات يجب تزليلها، فلابد من إنشاء لجنة متخصصة على وزن المجلس الأعلى للسياحة لتقوم بتزليل تلك العقبات ودراسة كل مشكلة تفصيلاً وتعمل على الربط بين رجال الأعمال والمجتمع المدني ومختلف الهيئات والوزارات ويكون لها الصلاحيات لاتخاذ القرار.
وأطالب أيضا بعمل لجنة لتنمية الصناعات اليدوية، وهذه اللجنة تستهدف البيوت وتعلم أفراد الأسرة حرف بسيطة وكيفية بيع منتجاتهم ومن هنا سيشعر الفرد بأهمية ما يعرفه وسيدرك أهمية تحسين منتجاته وتحسين مظهره وتحسين أسلوبه مع الزائر وتأمين هذا الزائر لأن تلك الزيارات تعود عليه برواج مادي في اقتصاد بيته.
وأقترح استغلال المرشدين السياحيين بعمل توعية داخل المدارس بأهمية الحفاظ على الأثار والسلوكيات التي يجب أن نسلك بها في أماكن مقدسة أو أثرية.”
أهمية عدم المساس بالآثار
أما الدكتور إبراهيم بدر وكيل كلية الأثار والإرشاد السياحي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا فقال: “من منطلق مهنتي أحب أن أوضح أنه يوجد اتفاقات دولية تمنع أي دولة أن تقوم بتعديلات على المباني الأثرية إلا في الحدود المسموح بها، فمعظم الإضافات المقترحة أن تضاف على المباني الأثرية مثل التكيفات أوالمنحدرات لا تكون متاحة بسهولة لأن المباني الأثرية يجب أن تدرس جيداً أولاً من قبل وزارة الأثار والجهات المعنية بهذا حتى يتم اتخاذ القرار. وبذلك لا يخرج الأثر عن الاعتراف به عالمياً كقيمة أثرية غير مشوهة.”
مشروع كنيسة المعادي لم يرى النور
وضح أبونا اسطفانوس صبحي كاهن كنيسة العذراء بالمعادي، قائلاً: “أود أن أشكر على المجهود الرائع المبذول من كافة الجهات في هذا المشروع. كل كنيسة على مسار العائلة المقدسة يكون لها زوار مصريين يأتون للتبرك، من مختلف المحافظات، إلى جانب شعب الكنيسة الأصلي الذي يتردد على الكنيسة في مواعيد القداسات والخدمات والمراسم الطقسية للكنيسة أو حتى لحضور جنازات أو أفراح، هذه الجموع الكثيرة من مناطق مختلفة تسبب عشوائية في التصرفات والتحركات مع عدم وجود الوعي المجتمعي لإحترام قواعد أي مكان فيكون صعب توجيههم، لذا كان من المفضل فصل جزئي للسياح عن هذا المجتمع عن طريق عمل قاعات للاستضافة منفصلة ودورات مياه منفصلة وبازارات منفصلة، ويتلاقوا فقط في الكنيسة الأثرية للزيارة أو لحضور الصلوات الطقسية بالكنيسة، وبذلك يتمتع السائح بالشعور بحياة المصري القبطي في المكان ولا ينفر من أي تصرفات عشوائية غير معتاد عليها.
ولذلك لإتاحة هذا الفصل كنا نحتاج لمساحات غير متوفرة في أرض الكنيسة وهذه هي العقبة التي تستوقفنا الأن.
وجاء رد اللواء المهندس محمد على حنفي رئيس الإدارة المركزية لمكتب محافظ القاهرة والمسئول عن ملف مسار العائلة المقدسة بالمحافظة، على كلام أبونا اسطفانوس، قائلاً: “إن تواجد المصريين مع السياح الأجانب فعلاً لا يوجد مفر منه لأنه لا يمكن تحديد مواعيد معينة للوفود أو منع الشعب القبطي من أداء مراسم الصلوات الخاصة به أو حتى منع زيارات المصريين للمسار. فالحل لن يأتي غير من الكنيسة نفسها حيث يتم إعلام الكنيسة مسبقاً أنه يوجد وفد سيصل الساعة الفلانية وبالتالي يمكن للكنيسة أن تنسق ترحيل تواجد المصريين في هذا التوقيت، وهذا ما يطلق عليه فصل زمني”..
“أما الفصل المكاني في الدخول والتحرك فكان ينحسر في شقين إثنين، وهو كيفية الوصول والتحرك البري والنهري للزوار. في حالة التحرك النهري تم تقديم مقترح من الكنيسة أن يكون في قطعة الأرض التي توجد في الجانب البحري للكنيسة، لكننا فوجئنا أن قطعة الأرض مخصصة كنادي للعاملين بالمحافظة من حوالي 10 سنوات، فالموضوع سيكون صعب لإلغاء هذا التخصيص خاصة أن تم طرح مشروع على الأرض فعلاً والمقاول بدأ الشعل لإقامة نادي العاملين..”
ووضح “حنفي” البديل الذي تم اقتراحه على الكنيسة: “بزيارة الكنيسة ودراسة الموقع وجدنا أن الكنيسة لها مرسى موجود فعلاً ويمكن استخدامه ليكون المرسي النهرى للرحلات النيلية، وبذلك كل ما نحتاجه هو توسيع الممشى وعمل باب منفصل عند منطقة ملاعب الكرة. أما الوصول البري للمكان وجدنا فكرة أن نستخدم الأرض المستغلة من الكنيسة حاليا كجراج مكشوف – والتي تصل مساحتها لحوالي 320 متر مربع، في عمل منطقة كافيتيريا ودورات مياه وبعض التندات بحيث الأوتوبيس يمكنه الدخول في هذه الأرض لكي ينزل منه السياح إلى هذه المباني ثم يخرج للركن في أرض أخرى ستخصص لركن الأوتوبيسات السياحية ويعود مرة أخرى ليأخذهم من نفس النقطة. وهذا الاقتراح تم اعداد مقايسة له وجاهز للتنفيذ إذا تم الموافقة عليه من قبل الكنيسة، لكن لم تستحسن الكنيسة هذا الاقتراح، ولم يصلنا رد حتى الأن.. ونحن ننتظر كجهة تنفيذية البت في هذا القرار من جهات سيادية لنبدأ في التنفيذ – سواء المشروع المقدم من قبل الكنيسة – إذا تم البت في موضوع الأرض أو المقترح المقدم مننا كمحافظة.”
واستوقف الحديث النائب اللواء أشرف عزيز عضو بلجنة الإدارة المحلية، ليلفت نظر الجميع لنقطة هامة، وتساءل قائلاً: “قرار تخصيص أي أرض قانوناً يسقط بعد سنة إن لم تستغل، فما بالكم بعد عشر سنوات!! وإن كنا كلنا مسخرين لإنجاح مشروع قومي وهذه أرض المحافظة، أليس من الواجب أن المحافظة كانت تتنازل عن الأرض من أجل مصلحة المشروع؟!”
ومن جانب وزارة السياحة، وضح المهندس عادل الجندي المنسق العام لمشروع مسار العائلة المقدسة رأي الوزارة إزاء تلك المشكلة قائلاً: “عندما تم عرض هذه الأرض على مجلس الوزراء الأسبق من قبل الكنيسة لعمل المشروع عليها لم تعترض وقتها محافظة القاهرة، وكلنا فوجئنا بظهور تخصيص الأرض لنادي العاملين بالمحافظة وتعجبنا جداً من عدم ظهور هذا التخصيص من قبل. ولكن إلى أن يتم حسم هذا الوضع يجب أن نبدأ في تحسين الوضع الحالي حتى يتحرك الزائر الحالي.”
تأهيل سكان منطقة المطرية
وقال إبراهيم صابر نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية وتحديداً منطقة المطرية التي تعتبر نقطة هامة على المسار، “إن هذا المشروع يعتبر مشروع قومي ونحن كمحافظة متحمسين لهذا المشروع. برغم من صعوبة تنمية المطرية إلا اننا ندرك أن لدينا كنز غير موجود في أي مكان في العالم وهي شجرة مريم.. ويجب أن نهتم بتطوير وتنمية المنطقة سريعاً حتى نتيح الفرصة للزوار أن يتباركوا بهذا المزار.
يتم الأن متابعة اكتمال مشروع الصرف الصحي في شارع المطراوي ويتم دراسة تحويل كل الباعة الجائلين في شارع أخر حتى يتم رفع كفاءة وتحسين شكل الشارع الرئيسي الذي يوجد به شجرة مريم وكنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية. ونحتاج لمساعدة المجتمع المدني لتأهيل سكان المنطقة على كيفية استقبال السياح، والتعامل مع الحدث واحترام الكنز الموجود لديهم.”
ركائز تنمية المشروع.. الحكومة والرجال الأعمال والمجتمع المدني
وفي ختام الجلسة جاءت كلمة السفير محمد حجازي مستشار وزير التنمية المحلية، فقال: “لقد قمت بتسجيل جميع النقاط المطروحة خلال تلك الجلسة وسيتم دراسة كل الأفكار. كنت أتمنى أن يكون ضمن الحضور كل مسئولين المحليات من مختلف المحافظات حتى تسمعوا منهم تسابقهم وحماسهم الشديد للتنمية السريعة للمناطق الموجودة لديهم من أجزاء المسار، ويأملوا أن يكونوا من ضمن المرحلة الأولى.. فبالرغم أن المشاكل كثيرة في الأول لكن عندما نستكمل أجزاء سيتم تشبيك كل النقاط ببعض ليظهر المسار متكامل في الأخر.”
وأكد “حجازي” على أهمية الركائز الثلاثة الذين سيتمموا هذا المشروح وهم الحكومة ورجال الأعمال والمجتمع المدني.