اختتمت فعاليات اللقاء المسيحي الإسلامي تحت شعار” الشباب وبناء
السلام في زمن العنف والحرب” بمشاركة ممثلي خمس بلدان عربية هي (مصر
, لبنان, الأردن, فلسطين والسودان، تحت إدارة وتنظيم الاتحاد العالمي
المسيحي للطلبة بالشرق الأوسط, وذلك في دار سيدة السلام بشيراتون
مصر الجديدة, والذي استمر في الفترة من ٢٨ فبراير وحتى٢ ديسمبر ٢٠١٨م.
حيث شهدت فعاليات اليوم الأخير من لقاء الشباب المسيحي الإسلامي
مجموعة من المحاضرات التي قدمها نخبة من المختصصن في مجال
الحوار المسيحي الإسلامي.
حيث قام الدكتور سامح فوزي
مسؤل الاتصال بمكتبة الإسكندرية بإلقاء محاضرة بعنوان “مستقبل
الحوار الإسلامي المسيحي عقب تغيرات الربيع العربي” أشار من خلالها
إلى أن الحوار في المجتمعات العربية له العديد من الخبرات ولكل دولة
صحيفة خاصة بها فيما يتعلق بالحوار، وأنه ليس هناك صيغة واحدة
لتعريف الحوار الإسلامي المسيحي في البلدان العربية ، فالحوار
بكل تجاربه له العديد من السمات المشتركة، وأنواعه هي حوار موسمي،
ولا يرتبط بأجندة ثابتة، حوار غير عميق ( لا يدخل في عمق
الإشكاليات
ولكن يقف دائمًا عند النقاط الوسطي)، وحوار يغلب عليه الطابع التطرفي
وليس العلمي، وحوار دفاعي (حوار لتبرير رسائل معنية بالطرف الآخر)،
وحوار يغطي في أغلب الأوقات الطلب له من الجانب المسيحي، والحوار
الأوروبي يحتل مكانة هامة لدى الجانب المسيحي غير شغوف بالحوار
المحلي، وحوار لا يصل إلى نهاية وغير حاسم، وحوار ذو مواضيع ثابتة
(العيش المشترك – المواطنة – قبول الآخر).
هذا بالإضافة إلى سرد تفاصيل سمات الحوار التي قالها الدكتور سامح
وهي اهتزاز السلطة الأبوية، وطرح قضايا بعد 2011 لم تكن مطروحة
قبل ذلك ، كما حدت اكتشاف في المجتمع (الأوزان النسبية للأشخاص
المشاركين في الحوار قبل2011 اتضح أنهم ليسوا وزن نسبي كبير)
وأكد الدكتور سامح أن المزاج العام غلب عليه الطابع الحركي
الاحتجاجي بعكس التجارب الحوارية التي اتسمت طوال الوقت بالط
ابع المسكوني، عودة المؤسسات الرسمية إلى ظهور وتصدر المشهد.
وفي ختام المحاضرة قال: “لا أعتقد أن وجود حوار إسلامي مسيحي
جاد وفعال بشكل كبير قد يحدث بسهولة حيث إنه لا يمكن قبول حوار
خارج سياق الهدية الوطنية، و لابد أن يتخلص الحوار من طابعه النظري
وأن يكون حوار مشاركة فعلية قائم على التحديث وذا طاع شعبوي”.
وبعدها ألقى الدكتور عثمان بو دياب محاضرة بعنوان “الإعلام ودور
ه في تحقيق السلام” أكد من خلالها أنه لابد من البعد عن الحوارات المرسومة والرسمية التي تسمى حوار ربطات العنق بما فيها من زيف
إذا أردنا تغيير الواقع الموجود والوصول بمجتمعتنا إلى صورة أفضل.
وأشار “دياب” إلى أن كلمة “الحوار” ذات أصل يوناني تعني ديالوجس
أو ثنائية العقل أو الحوار ثنائي العقل.
مؤكدًا أن أول من قام بحوار نرجسي (حوار الذات) هو إبليس عندما رفض أمر الله بالسجود لآدم
وقال: “إذا تحول الاختلاف إلى خلاف هنا تكن المشكلة فالمفروض أن .تسود المصالحة وليس الخلاف
العقد الاجتماعي هو الأساس في تحقيق المصالحة داخل المجتمع”.
وتابع: “إن المصالحة لا تعني أن يتحول طرف لأن يشبه الآخر ولكنها تعني تقبل الآخر وأفكاره ومعتقداته”.
أفلاطون “إذا أردت معرفة صلاح قوم اسأل عن قاضيهم ومعلمهم”، مستشهدًا بقول
وفي نهاية المحاضرة أكد “دياب” أن الإسلام يتعرض منذ عشر سنوات إلى موجة من التفخيخ والهجوم لوصمه بالإرهاب والتطرف، السوشيال ميديا .تتسبب في نشر الأفكار المتطرفة والإرهاب والخطاب العنف
وأنه لابد من العمل على تحقيق المصداقية الإعلامية لتقليل النبرة المتطرفة داخل المجتمع.
وجاء في ختام اليوم نداء طالب به كل الشباب المشاركين في المؤتمر كان نصه: “وكلمتنا الأخيرة إلى كل المعنيين ببناء السلام (الأمم المتحدة جامعة الدول العربية – الأزهر الشريف – كافة الهيئات المسيحية)
بنداء ورجاء توحدوا من أجل السلام والإنسانية ، فبعد أن قضينا فترة
وجيزة من الوقت سويًا اكتشفنا خلالها أننا متشابهون وبيننا العديد والعديد
من نقاط الاتفاق والوحدة لذا فنحن نتوجه إليكم بسؤال: علام الفرقة
والخلاف؟
ونرجو منكم
باسم كافة شباب الشرق الأوسط مسيحين ومسلمين أن
تعملوا على نشر أسباب الوحدة وليس الخلاف وأن يكون هدفكم إعلاء ثقافة الحوار والمواطنة”.