نظم مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات لقاءً صحفياً لإطلاق طبعة عام ٢٠١٨ من تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات عن “قياس مجتمع المعلومات”. ويعرض التقرير للسنة العاشرة على التوالي، منذ بداية نشره عام ٢٠٠٩، تحليل سنوي عن أحدث تطورات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم عن طريق مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (IDI) الذي يعد من أحد أدوات القياس التي ترصد تطورات مجتمع المعلومات في جميع أنحاء العالم.
وقال “براهيما سانو”، مدير مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد: “هذا هو العام العاشر لهذا التقرير السنوي الرئيسي للاتحاد المعترف به على نطاق واسع باعتباره مصدرًا للبيانات والتحليلات العالمية الأكثر مصداقية وحيادية في العالم بشأن حالة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم. تظهر تحليلاتنا أن التكنولوجيات الرقمية تحول بشكل أساسي أسلوب معيشتنا وتوفر فرصًا هامة لتعزيز النمو الاقتصادي والنهوض بالاتصالات وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة وحماية الكوكب وتحسين حياة الناس.”
ويبين التقرير أن هناك استمرارًا تصاعديًا في النفاذ إلى التكنولوجيا المعلومات والاتصالات و المزيد من استخدامها. والأمر الأكثر أهمية هو أن العالم تجاوز خط المنتصف بالنسبة لاستعمال الانترنت حيث اصبحت نسبة مستخدمي الانترنت 51.2% من سكان العالم بحلول نهاية 2018.
قال هولين جاو، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات: “يظهر تقرير هذا العام إلى أي مدى تدفع الزيادة في الاستثمارات في تكنولوجيات النطاق العريض للتحول الرقمي العالمي وتمكن المزيد من الأشخاص من النفاذ إلى مجموعة كبيرة من الخدمات بنقرة على زر. وفي مؤتمر المفوضين لعام 2018 الذي عقد بدبي، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد على الخطة الاستراتيجية والمالية للاتحاد للسنوات الأربع القادمة التي تتضمن التزاما قويًا تجاه العمل الإحصائي للاتحاد. وسنعمل معًا من أجل بناء البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطوير مهاراتها اللازمة لتعزيز النمو الاقتصادي الشامل ودفع الابتكار وسد الفجوة الرقمية.
ويعد الإفقار إلى مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أو عدم كفايتها من العوائق الرئيسية أما الأفراد للنفاذ إلى الانترنت. وتبين بيانات الاتحاد وغيرها من مصادر البيانات القطرية القابلة للمقارنة، إن هناك فجوات كبيرة بشكل عام في المهارات اللازمة. ويفتقر ثلث الأفراد إلى المهارات الرقمية الأساسية، مثل نسخ الملفات أو المجلد أو استعمال أدوات النسخ واللصق، وتبلغ نسبة من يملكون المهارات العادية مثل تثبيت البرمجيات أو تشكيلها أو استعمال المعادلات الأساسية في جداول البيانات 41% فقط، وتبلغ نسبة من يستعملون لغة متخصصة في كتابة البرامج الحاسوبية 4% فحسب.
ويبدو أن مستعملي أجهزة الحاسوب في البلدان المتقدمة يمتلكون مهارات أكبر في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أقرانهم في البلدان النامية. ويمكن للافتقار إلى مهارات تكنولوجيا المعلومات أو عدم كفايتها أن يقيد بشدة عملية التنمية الاجتماعية الاقتصادية في البلدان النامية والبلدان أقل نموًا.
وأشار كريم عبد الغني، منسق برامج بالمكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات إلى أن حوالي 70% من الدول المتقدمة والنامية أسعار الخدمات التكنولوجية بها أقل من 2% من متوسط الناتج السنوي للفرد، بينما تقع المشكلة لدى الدول الأقل نموًا مثل اليمن وسوريا وفلسطين وجيبوتي والتي تواجه مشاكل في الاستقرار ومشاكل أخرى اقتصادية وهذا يؤدي إلى زيادة الأسعار هناك والتي تصل إلى 5% من متوسط الناتج السنوي للفرد، موضحًا إلى أنه لا يمكن للحال أن يتحسن هناك دون استقرار اقتصادي وسياسي.
أما صلاح الدين معروف مستشار أول بالمكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات فألمح إلى أن أسعار الانترنت تعتمد على عدة عناصر أساسية هي البنية التحتية المتوفرة في البلد كما ونوعًا، ومن يمتلك التكنولوجيا في البلد، وهل يتم تطوير تلك التكنولوجيا محليًا أم يتم استيراد التكنولوجيا فقط. وقال: “عند الولوج لموقع جوجل على سبيل المثال، فأنا أحيانًا ما احتاج إلى قنوات ترسلني إلى محتوى موجود في لندن أو نيويورك أو الصين، وتلك القنوات قد تكون عبر الأقمار الصناعية أو الكابلات البحرية، وذلك يضاعف أسعار الخدمات المقدمة لنا. ولهذا فنحن نشجع الدول على تطوير المحتوى المحلي والإقليمي والتعاون على ربط الشبكات ببعض حتى يكون الولوج أقرب وأرخص.”
كما ألمح صلاح الدين إلى أهمية منصات بيانات أو مركز بيانات data centers في هذا المجال، وهي مساحة مخصصة تستخدم لاستضافة أنظمة الكمبيوتر والمكونات المرتبطة بها، مثل أنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية والتخزين. ويتضمن بشكل عام مكونات إضافية أو احتياطية للبنية التحتية لإمداد الطاقة، اتصالات البيانات، الضوابط البيئية (على سبيل المثال، تكييف الهواء، وإخماد الحريق) وأجهزة الأمان المختلفة. وطالب بتطوير المحتوى المحلي والإقليمي بأفضل ما يمكن عمله حتى لا يكون هناك احتياج في كل مرة للسفر بعيدًا للرجوع إلى محتوى بسيط.