أيوب في الأصحاح الرابع عشر يقول ” الإنسان مولود المرأة قليل الأيام وشبعان تعباً” ، قد آلت الأمور في حياة أيوب إلى الموت وتمنى الموت.
قد سبق وفكر كل واحد منا في الأمر عينه، حين يكون الموت بالنسبة لنا اختياراً ساراً، حين تكون الحياة مخيفة أكثر من الموت…!!!!
وكأن الموت هو الحل الوحيد
رغم أن أيوب كان رجلاً بارا، الا ان أولاده العشره ماتوا
فكم من المحبط أن نختبر عقبات في حياتنا وخيبات امل، معاناة وشدة. ولم نفعل شئ لنستحق ذلك
حينها نصاب بالإحباط ونسأل الله.. ماذا فعلت يارب ليحدث كل هذا في حياتي؟ أين أنت وسط كل ذلك؟؟
الإحباط شعور عميق وحالة من المشاعر المختلطة من القلق، الضيق، توتر، غضب، صغر النفس، عدم الأمان وعدم الرضا بسبب المشاكل الغير محلولة.. أو احتياجات غير مشبعة… أو بسبب كثرة المحاولة في أمر ما وتكرار الفشل فيه، كثيراً ما نحبط بسبب انتقاد الناس لنا ولتصرفاتنا.. أو يحدث بسبب التوقعات العالية والخيالية.
ففي الإحباط نقول “لقد سئمت من ذلك.. كل شئ فعلته ذهب سدى، لقد( فشلت)في كل شئ.
عندها نحاول أن نخبئ ذلك الشعور ونرسم ابتسامة كاذبة وكأن كل شيء على ما يرام
وقتما نكون غير قادرين على النوم ناهيك عن الأعراض الجسدية. ضغط نفسي شديد… عصبية لأقل الأسباب.. فقدان الحماس للدخول في شئ جديد.. صغر نفس شديد..!!
الإحباط سجن يشل الإرادة ويشل قدرتنا على العمل والإنتاج أو التفاعل مع الناس.
وهنا الشيطان يستخدم الإحباط بكل ما فيه من تفكير سلبي لتدمير حياتنا ونفسياتنا
ولكن لنعلم هذه الحقيقة جيداً:-
أولا: الإحباط ليس سوى شعور فهو ليس خطية فايوب أحبط، إيليا أحبط ، وكل انسان على وجه الأرض معرض للاحباط.
ثانياً: الله في وقت احباطنا يحترم مشاعرنا، ويقدرها يشاركنا مشاعرنا… وهو كل همه أن يرانا سعداء كما كنا.
ثالثاً: علينا أن ندرك جيداً أن الحياة ليست رحلة خالية من المتاعب إنما لابد من المتوقع اننا سنواجه الكثير من المتاعب والمشاكل.
أن الإحباط مرحلة ناتجة عن ظروف معينه ولابد أن نتجاوزها ولكن كيف ؟
الله أعطانا القدرة لتجاوز كل ذلك لذا علينا أن نثق في محبة الله لنا فهو يفعل كل شئ لخيرنا. وان نضع رجاؤنا وثقتنا فيه وحده لا في الأشخاص ولا في الظروف، الله حتماً سيغير كل الظروف ولو استدعى الأمر سينقل الجبال من أجلي
وأن لم يزل الجبال من أمامي فسيرفعني فوقها
الله لم يأمرني ابدا لتغيير الأشخاص ولكن لابد أن أغير نفسي وفقاً للظروف.. أعرف سبب احباطي واتعلم من أخطائي..أطور نفسي وشخصيتي واتعلم مهارات جديدة…
لابد لنا من النظرة الإيجابية للأمور، والتفسير الإيجابي للأشياء والأحداث ولنفكر بإيجابية في مستقبلنا، فكل شئ سيكون كما فكرت فيه.
فقاوموا ابليس وأفكاره فيهرب منكم
وهناك الله منتظراً ليسمع شكوانا، فانتظره فالتغيير قادم لا محالة، الدعوى قدامه فاصبر له