تابعت مع ملايين المصريين والأقباط بجميع دول العالم، استعدادات الكنيسة القبطية الأرثودكسية في مصر مراحل تجديد وترميم الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، التي شهدت الاعتداءات الإرهابية في عهد الرئيس المخلوع محمد مرسي، أمام مرأى ومسمع شعوب دول العالم، وعلى مدار أكثر من عامين؛ استعدادا لافتتاحها يوم ١٧ نوفمبر من الشهر الحالي، والذي سيترأسه قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
بحضور العديد من الآباء الأساقفة والكهنة، إضافة إلى بعض قيادات الطوائف المسيحية الأخرى والمسئولين بالدولة.
هذا الاحتفال الذي تم تأجيله في منتصف يونيو الماضي بمناسبة اليوبيل الذهبي للكاتدرائية بعد خمسين عاما من افتتاحها في ١٩٦٨ بعهد قداسة البابا كيرلس السادس.
تضاربت الأنباء هذه الأيام عن احتمال إلغاء أو تأجيل الاحتفال للمرة الثانية؛ تعاطفًا وحزنًا على الشهداء السبعة الذين نالوا إكليل الشهادة في الاعتداء الإرهابي الذي ضرب أتوبيس المنيا، الجمعة الماضية، فالمعروف أن كنيستنا القبطية كنيسة شهداء لذا لا بد من إقامة الاحتفال في موعده محتفلين بشهدائها.. وأولهم القديس العظيم مارمرقس صاحب هذه الكاتدرائية، التي بنيت على اسمه والذي نال عدة أكاليل هي الشهادة، الرسولية، البشارة وإكليل البتولية قبل ١٩٥٠ عامًا سنة مقابل شهادته على اسم المسيح عام ٦٨ م .
لقد ارتوت أرض مصر بدماء أبنائها منذ عهد السيد المسيح له المجد وكان القديس ودامون الأرمنتي أول شهيد قبطي (مصري) الذي اُقيمت في منزله العائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى مصر وأصبح كنيسة، فيما بعد على اسم السيدة العذراء مريم وابنها تحقيقا لقول المسيح: “سيكون بيتك مسكنًا لي أنا ووالدتي إلى الأبد” ردًا على سؤال القديس ودامون للطفل يسوع “يا سيدي إني أشتهي أن تأتى إليّ وتسكن في بيتي، وأكون خادمًا لك إلى الأبد”.
مرورًا بآلاف الشهداء الذين كتبت سيرتهم العطرة بالسنكسار وقدموا دمائهم من أجل الحفاظ على إيمانهم المسيحي على مر العصور والأزمنة على يد مئات القادة والغزاة الإرهابيين وأعداء المسيح انتهاءً بعصرنا الحديث وكان آخرهم شهداء المنيا.
لعل احتفال كنيستنا القبطية باليوبيل الذهبي للكاتدرائية يكون بمثابة تكريماً وتخليداً لجميع شهدائنا وأن تتزين بأيقونات أبناء مارمرقس القديسين الشهداء وصور شهداء العصر الحديث الذين استشهدوا نتيجة الاعتداءات والتفجيرات الإرهابية، التي لا تحصى ولا تعد، ومنها على سبيل المثال الزاوية الحمراء مروراً بالكشح الأولى والثانية، نجع حمادي والقديسين وشهداء ماسبيرو، ثم شهداء الخصوص والكاتدرائية، وأخيرًا شهداء الإسكندرية، طنطا، البطرسية وأتوبيسي المنيا ١، ٢ لدير الأنبا صموئيل المعترف، ولا ننسى شهدائنا الأبطال الذين قتلوا على يد إسلاميين ومتطرفين بسبب هويتهم الدينية منهم كهنة ورهبان، جنود شرطة وجيش وعلمانيين وأيضا شهداء ليبيا الذين نالوا الشهادة في البلد التي أنجبت مارمرقس كاروز الديار المصرية، وذلك لأن طريق الملكوت عبر بوابة الاستشهاد في حب المسيح على أرض مصر المباركة مفتوح إلى ما لا نهاية.