قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن رؤية الرئيس الراحل أنور السادات في السلام كانت مبنية عن تجربة الصراع وآثاره.
وأضاف السيسي، خلال حديثه بجلسة “دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام”، في إطار تواصل فعاليات منتدى شباب العالم، بشرم الشيخ، أن “السادات اختار هذا التوجه في بناء السلام، الذي كان يعتبر قبل 50 عاما عملًا متفردًا في عصره، وفكرة السلام لم تكن مقبولة أو مستساغه في الرأي العام للمنطقة وقتها، لكنها كانت تجربته ورؤيته”.
ونستعرض هنا أبرز قادة العالم الذين لهم مبادرات في الحفاظ على السلام.
مبادرة السلام السعودية 1981:
بعد دعوة وزير الخارجية الأمريكي ألكسندر هيغ لقيام شرق أوسط جديد، طرح ولي العهد السعودي آنذاك الأمير فهد بن عبد العزيز آل سعود مبادرة سلام في محاولة لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي، ووضع عدد من المبادي للمبادرة وأبرزها أن تخضع الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة ولمدة لا تزيد عن بضعة أشهر، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلت في العام 1967 وتأكيد حق دول المنطقة في العيش بسلام.
مبادرة ناصر بن حمد للسلام:
في مطلع الشهر الماضي، اختارت منظمة السلام والرياضة، مبادرة الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل للملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، مبادرة “1000 خطوة للإسلام” من بين 781 مبادرة تم تنظيمها في مختلف دول العالم.
مبادرة قمة بيروت للسلام:
تبنى الملك عبدالله بن العزيز خلال قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في بيروت عام 2002 عندما كان وليا للعهد، مبادرة للسلام في منطقة الشرق الأوسط تقوم على العدل والسلام في المنطقة وبالفعل تبنى مجلس الجامعة المبادرة السعودية كمبادرة عربية للسلام في بيانه الختامي التي صادق عليه القادة العرب بالإجماع.
ونصت مبادرة بيروت التي أطلقتها السعودية آنذاك على ضرورة الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري، التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يتفق عليه وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 4 يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة تكون عاصمتها القدس الشرقية.
مبادرة وليام روجرز:
تعد مبادرة وليام روجرز أول محاولة أمريكية للتدخل بين العرب واسرائيل بعيدًا عن الأمم المتحدة وجاءت من أجل حل مشكلة الشرق الأوسط عقب عدوان 5 يونيو 1967، وتنص على موقف الحرب لمدة 90 يومًا وأنها جاءت بعد أن أدركت أمريكا أن الهزيمة رغم قسوتها على العرب لم تجبرهم على رفع راية الاستسلام أو التراجع وانها ستأخذ حقها تحديدًا بعد أن صرح الرئيس جمال عبدالناصر حينها بجملته الشهيرة “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.
جاء رد ناصر على مبادرة روجرز بالصمت دون التعليق بالقبول أو الرفض إما الجانب الإسرائيلي فأعلن رفضه للمبادرة، وخلال زيارة ناصر للاتحاد السوفيتي عام 1970 أعلن قبول المبادرة الأمريكية وان القوات المسلحة تحتاج إلى فترة التقاط الأنفاس وأن موافقة مصر سيحرج إسرائيل أمام الرأي العام العالمي رغم إيمانه أن هذه المبادرة ليس لها نصيب من النجاح وفي 8 أغسطس 1970 تم تنفيذ المبادرة لمدة 90 يوم ولم يلحق ناصر نتائج المبادرة فصعدت روحه قبل انتهائها وتم تجديد اطلاق النار لمدة ثلاث سنوات وشهرين حتى قامت حرب أكتوبر 1973.
وانطلقت فعاليات منتدى شباب العالم في نسخته الثانية بمدينة شرم الشيخ، أمس، بجلسة افتتاحية بمشاركة ما يزيد على 5 آلاف شاب وفتاة من مختلف دول العالم ممثلين لـ160 دولة حول العالم، وذلك برعاية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، على أن يُستكمل باقي الجلسات حتى الثلاثاء 6 نوفمبر 2018.
وتتضمن فعاليات المنتدى، لأول مرة، تجربة فريدة من نوعها بافتتاح مسرح شباب العالم ليكون ملتقى شبابيًا للفنون من مختلف دول العالم، وتستمر عروضه على مدار 3 أيام، إضافة إلى انطلاق راديو شباب العالم، تحت شعار “لنكسر حاجز الصمت”؛ بهدف إلى الاستفادة من التنوع الفريد والثقافات المختلفة عبر تقديم عدة برامج شبابية.
وضمّ جدول الجلسات -وفق ما أعلن عنه الموقع الرسمي للمنتدى- نحو 30 جلسة تتمثل في 18 محورًا، إلى جانب محاكاة القمة العربية الأفريقية، إضافة إلى حفلتي الافتتاح والختام، وورش العمل التي تسبق عقد المنتدى.