-مدينة صناعة الألومنيوم بميت غمر تنتج 80%من إجمالي الإنتاج المحلي
-ميت غمر تصدر لـ أربعة دول بنسبة 15% من حجم الإنتاج
-3 آلاف ورشة ومصنع تنتظر مصيرها.. الترخيص وخط الغاز مطالبهم الرئيسية
-وأصحاب المصانع: الخام زاد 100% وسعر الطن وصل لـ 50 ألف جنيه
ونقيب الألومنيوم بميت غمر: الدولار أدى إلى تقليص ساعات العمل وقلة الإنتاج من 300طن إلى 75طن شهريا
-الخوذ والقفازات تختفي.. والعمال: لو أصحاب المصانع جابوهلنا هنلبسها
-البوتاس وأسطوانات الغاز داخل المصانع تهدد العمال..حرائق وإصابات
-الأهالي: ارحمونا من الموت.. الأصوات تقلقنا والغبار يمرضنا ولا حياة لمن تنادي.. والحل فى إنشاء منطقة صناعية
-30%من خام الألومنيوم فقط والباقي من الخرده كاف لاستخراج الأواني
مدينة بأكملها لا يعرف سكانها سوى العمل في هذه المهنة الشاقة، التي تملأ الوجوه بالغبار، إنها صناعة الألومنيوم المهنة الأولى بمدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، والتي يعمل بها مايقرب من 60 ألف عاملا داخل 3 آلاف ورشة ومصنع ومسبك.
المهنة تعود إلى عام 1960 ، حيث كانت تشتهر المدينة ذاتها بصناعة النحاس ومع التغييرات التي طرأت على المجتمع استغل العاملون بمهنة النحاس ماكيناتهم ومعداتهم في صناعة الألومنيوم دون تطوير في تلك المعدات.
على الطريق السريع لمدينة ميت غمر وداخل شوارع المدينة وجدنا المئات من ورش صناعة الألومنيوم، وبمجرد دخولنا إلى المصنع وجدنا مئات العمال منهم من يعمل في درجات حرارة مرتفعة أثناء وضع الألومنيوم في الفرن وبعضهم يمتلىء وجوههم بالغبار أثناء عملية تلميع الألومنيوم.
على الرغم من أن مدينة ميت غمر تنتج مايقارب الـ 80%من إجمالي إنتاج الألومنيوم بمصر بحسب رئيس شعبة الأدوات المنزلية بغرفة الصناعات الهندسية، إلا أنها تخلو من منطقة صناعية بها وتوجد تلك الورش والمصانع داخل الحيز السكاني.
حاورت “وطني” أصحاب عدد من الورش والعمال داخل المصانع، فكانت البداية هاني جحا صاحب أحد المصانع بالمدينة، يقول: إن مصنعهم من أقدم مصانع الألومنيوم بمدينة ميت غمر ويعمل لديه قرابة الـ 150 عاملا في مراحل التصنيع المختلفة.
ويضيف أن هناك العديد من الورش والمصانع تقوم بمرحلة أو مرحلتين فقط من مراحل التصنيع، وهناك من يقوم بعملية التصنيع كاملة بداية من فرز الخردة حتى عملية التغليف والتعبئة.
ويضيف أيضًا أنهم يقوموا بشراء المواد الخام من مصنع نجع حمادي وشركة النحاس المصرية، وهي “خام الألومنيوم”عبارة عن قوالب كبيرة تمر بمراحل التصنيع المختلفة.
عملية صناعة أوانى الألومنيوم تمر بعدة مراحل يذكرها لنا محمود سامي، صاحب أحد المصانع، فيقول: إن البداية من عملية جمع الخردة الخاصة بالأواني الألومنيوم، ثم فرزها وفصل الشوائب عنها.
ويأتي بعد ذلك عملية “الدرفلة “أي تسييح الألومنيوم وفردها، و بعد ذلك مرحلة التشكيل التي من خلالها يتم تشكيل الصواني والحلل والأغطية الألومنيوم، ثم بعد ذلك مرحلتي الفرن، والتي تتم في درجة حرارة مرتفعة جدا، ثم مرحلة التلميع والتي تعد من أخطر المراحل على صحة العمال وبعدها مرحلة وضع الأواني في مادة “البوتاس”، وهي مادة كاوية وخطرة على العمال.
وعن أنواع الألومنيوم، يقول عم سمير الذي يعمل في المهنة منذ 18 عاما “الألومنيم نوعين بلدي وأفرنجي “لميع”، المدن بيعتمدوا على اللميع والمحافظات زي الصعيد والبحيرة والغربية والدقهلية بيستخدموا البلدي.
وأضاف أن سعر الأواني يكون بالميزان، حيث يتراوح سعر الكيلو من 30 إلى 40 جنيها وهو من أرخص أنواع الأواني، بالإضافة إلى كونها مادة معمرة يلجأ إلى شراؤها الكثير من العرائس في الجهاز.
كمال إبراهيم صاحب مصنع ألومنيوم، يؤكد أنهم يصدروا الألومنيوم بعد صناعته وتغليفه إلى دولة “السودان، الجزائر، تونس، السعودية”، مشيرا إلى أنه لا توجد أي مشكلات في عملية التصدير، حيث يشتري المستورد البضائع بالجنيه المصري، ويقوم بتصديرها، مؤكدا أن حجم الصادرات يصل إلى 15% فقط من المنتج المصنوع ومعظم الاستهلاك محلي عن طريق توزيعه للمحلات في العديد من المحافظات.
العديد من المخاطر اليومية التي يتعرض لها العمال داخل ورش تصنيع الألومنيوم، والتي تهدد حياتهم نتيجة تغيب الحماية للعاملين من قبل أصحاب تلك المصانع .
وفي مقابلة مع أحد عمال المصنع يقول كريم عبد المتولي:”إحنا عارفين إن المهنة فيها مخاطر كتير علينا وفي عمال كتير تعرضوا لبتر أصابعهم في مراحل الدرفلة، ومننا اللي بيصاب بأضرار الرئتين نتيجة الغبار المنبعث من رش وتلميع الألومنيوم .
الفرن هو من أخطر المراحل في عملية تصنيع الألومنيوم، وخاصة لأن درجة الحرارة بتكون مرتفعة جدا، إضافة إلى استخدام أسطوانات الغاز التي تتسبب في حدوث الكثير من الانفجارات، وهو مايؤدي إلى وفاة عدد من العاملين بالورش والمصانع، هذا كان بداية حديث عم صبري أحد العمال القدامى في مصنع ألومنيوم، مضيفا أن هناك انفجار حدث من قبل داخل عددا من مصانع الألومنيوم نتيجة استخدام أسطوانات البوتاجاز، وأصيب به عشرة عمال بحروق من درجات مختلفة وانهيار أجزاء من جدران المصنع.
أحمد مختار صاحب أحد مصانع الألومنيوم بميت غمر، قال إن لديهم مشكلة في استخدام أسطوانات الغاز، حيث يتم صرفها من شركة الغاز، وأن كل مصنع له حصة يومية من الأسطوانات يتراوح من 10 إلى 50 أسطوانة على حسب حجم الإنتاج .
ويضيف أن الأسطوانات معظم الأحيان لم تكن متوفرة، مما يجعلهم يضطروا إلى شراؤها من السوق السوداء بضعف سعرها، و أن تلك الأسطوانات تتسبب في مخاطر كبيرة لدى العمال وبعض الوقت تتسبب في حدوث انفجارات وخاصة لأنها تكون متواجده بالقرب من الفرن الذي ترتفع درجة حرارته وليس لديهم بديل آخر فالمازوت ضار جدا بالبيئة ولا يمكن استخدامه وذلك وفقا لتعليمات وزارة البيئة.
وطالب مختار المحاسب حسام الدين إمام محافظ الدقهلية، بتوصيل خطوط غاز لجميع مصانع الألومنيوم بميت غمر، خاصة أن المدينة من المدن الصناعية الكبرى، والتي يعمل بها عدد كبير من الأيدي العاملة .
على الرغم من أهمية صناعة الألومنيوم بميت غمر لأن إنتاجها يصل لـ 80%من الإنتاج الكلي، إلا أن أكثر تلك المصانع تعمل دون ترخيص، وهذا مايطالب به أصحاب تلك المصانع حتى يستطيعوا ممارسة عملهم بحرية تامة .
إبراهيم حامد صاحب مصنع ألومنيوم يقول “إحنا كيان موجود بالفعل ومعندناش تراخيص وشروط التراخيص صعبة جدا وخاصة لأننا وسط الحيز السكاني، مضيفا أن 95%من المصانع غير مرخصة قائلا:”المحافظ وعدنا بالترخيص ولحد دلوقتي ماشوفناش حاجة اتغيرت”.
وأضاف أنهم يدفعون ضرائب عامة ومبيعات وتأمينات والدولة بتسجلنا سجل تجاري ولكن دون الحصول على ترخيص وإحنا كل اللي عايزينه الترخيص عشان نحس إننا شغالين صح، وكمان ده مش هيتم إلا لما يعملوا لينا منطقة صناعية بعيدة عن الحيز السكاني حماية لأرواح المواطنين .
شاركه الرأى وليد صبري صاحب مسبك قائلا :”الأمن الصناعي والبيئة مش راضيين يعملولنا ترخيص ولازم موافقتهم وياريت يسهلوا إجراءات عمل التراخيص دي لأن ميت غمر مدينة صناعية كبيرة وبتصدر للخارج.
مئات الشكاوى يتقدم بها أهالي شوارع ميت غمر الممتلئة بورش تصنيع الألومنيوم، حيث تصاعد الأدخنة المحملة بالغبار يقول سمير عادل أحد سكان منطقة الورش “ارحمونا من الموت إحنا معرضين للأمراض الخطيرة لأننا موجودين وسط ورش ومصانع الألومنيوم والدخان بيوصلنا وبيعملنا أضرار في الرئة والمفروض إن المحافظ والبيئة ياخدوا قرار بنقل المصانع دي ويحطوها في منطقة بعيدة خالية من السكان.
وتنزعج سلوى هادي سيدة ثلاثينية من أصوات ماكينات تقطيع الألومنيوم الناتجة من تلك الورش قائلة: “مابنعرفش ننام وحياتنا كلها قلق”، مضيفة أن تلك المصانع تستخدم درجة حراراة عالية تصل إلى منزلها الذي يلتصق به تلك المصنع وهو مايهدد المنزل بالانهيار.
أما عن الماكينات، فهي قديمة غير متطورة يستخدمها هؤلاء العمال بتلك الورش والمسابك والمصانع فتطوير الماكينات لم يدر بأذهانهم، حيث تعود أعمار تلك الماكينات إلى قرابة الـ 50 عاما ولسان حالهم هنطور الماكينات إزاي وهنجيب منين فلوس تطوير الماكينات .
صاحب ورشة يؤكد أن وقف تراخيص تلك الورش والمصانع جعلهم يهملون تطوير الماكينات ويستخدموا الماكينات القديمة وتلك الماكينات تصدر أصواتا مرتفعة وينطلق منها الغبار وفي بعض الأحيان تقضى على حياة العمال وتتسبب في بتر أيديهم، قائلا:”ياريت اتحاد الصناعات يطورلنا الماكينات دي عشان المهنة تبقى أسهل وآمنة”.
ومن الخردة “الروبابيكيا “التي يتم جمعها وشحنها على سيارات كبيرة تنقلها إلى ورش ومصانع الألومنيوم لتخلط بمادة الألومنيوم القادمة من نجع حمادي نحصل على المنتج النهائي من الأواني والحلل والصواني والأغطية.
حاولنا التحدث إلى أحد العمال داخل المصنع الذي تلقى تعليمات بعدم الحديث معنا ولكن بعد سؤاله أكثر من مرة واختفاؤه عن أعين صاحب المصنع، قال الشاب العشريني الذي يعمل في مرحلة وضع الخردة داخل الفرن لتسييحها داخل المصنع أنهم يتفقوا مع عددا من جامعي الخردة بالحصول شهريا على اطنان ليصل سعر طن خردة الألومنيوم إلى 20 ألف جنيه.
وأكد لنا أيضا أن نسبة مادة “خام الألومنيوم المستخدمة فى الصناعة لا تتعدى الـ 30% والباقى من الخردة .
بينما أنكر صاحب المصنع استخدام تلك النسبة فقط من خام الألومنيوم، مؤكدا أنهم يلجأوا إلى استخدام الخردة كوسيلة مساعدة لهم لتخفيف أعباء الأسعار قائلا:”سعر طن الخام الألومنيوم النهارده 50ألف جنيه ده غير الحمولة والنقل والصنعة مابقتش زي الأول دلوقتي العامل بيتشرط وبياخد 100 جنيه في اليوم ده، بالإضافة لزيادة أسعار المواد الخام ل100% وده أثر جدا على حركة البيع وعملية التصنيع .
وعن أجور العمال داخل الورش والمسابك يقول على اسماعيل أحد العمال القدامى داخل تلك المسبك “أجر العمال هنا بيختلف كل واحد على حسب خبرته وأقدميته فى المكان وطبعا أقل عامل بياخد 50جنيه فى اليوم بس المهنة دى متعبة جدا ومحدش حاسس بينا ونفسنا فى قانون يحمينا ويعوضنا عن الامراض اللى بنتعرض ليها.
وداخل ورشة يعلوها منزل وجدنا طفل لا يتجاوز عمره ال10 سنوات يعمل على مرحلة الدرفلة حيث ترتسم على وجهه ملامح الإرهاق و التعب ولكن لا يجد بديلا سوى تلك الصنعة مع والده ,هذا الطفل وغيره الكثيرون يعملون كصبية لعمل الشاى أو فرز “الخردة” أو تغليف الاوانى ويقول محمود سامى يبلغ من العمر 12 سنه أعمل فى مصنع الألومنيوم منذ 3 سنوات وأ عرف حاجات كتيره عن الصنعة ومخاطرها وهنا إحنا بنشتغل ورديتين لكن فى أماكن تانية بيبقى فيها وردية واحده بس وبناخد فى اليوم 20 جنيه .
وبعد أن سألنا صاحب المصنع عن عدد الأطفال الذين يعملون داخل مصنعه أكد أن عمالة الأطفال داخل مصانع ومسابك الألومنيوم تقلصت وخاصة بعد انتشار التوك توك بشكل كبير حيث يلجأ الأطفال الى العمل على التوك توك كوسيلة أسهل بكثير من العمل داخل تلك الورش وأيضا مربحه ,ويضيف أن أصحاب المصانع بحتاجوا لهؤلاء الأطفال لأن أجورهم أقل بكثير وهو مايوفر عليهم أعباء التكاليف.
على الرغم من توصيات غرفة الأمن الصناعى بضرورة الإلتزام بشروط السلامة المهنية الإأن الألاف من العمال داخل ورش ومصانع الألومنيوم بميت غمر لايطبقونها حيث تختفى الخوذ والكمامات والقفازات مما يعرض حياتهم للمخاطر .
يبدو ذلك واضحا داخل المصانع والورش وبالرغم من معرفة العمال بأن إرتداء تلك الخوذ والكمامات تحميهم من الأمراض والمخاطر الا ان معظمهم لا يهتم بإرتداؤها.
وعند الحديث مع أحد العمال داخل مصنع ألومنيوم قال”هى فين الخوذ دى ولا الكمامات اللى هنلبسها صاحب المصنع مش موفر لينا الحاجات دى بالرغم من إنها هتحمينا ومش معقول كل عامل هيشترى الحاجات دى على حسابه.
أما عمرو المتولى عامل بورشة يؤكد أنه من المفترض أن تقوم غرفة الأمن الصناعى بعمل متابعات دورية عليهم داخل الورش والمصانع وتذكيرهم بالمخاطر التى من الممكن التعرض لها خلال العمل سواء على ماكينات الخرط أو مرحلة الفرن أو التلميع.
وتبدو مرحلة التلميع هى من أصعب المراحل وأخطرها فى عملية الصناعة حيث يعزل معظم أصحاب تلك المصانع هذه المرحلة فى مكانا يبعد مترات عن المصنع حيث تتم هذه العملية من خلال وضع مادة “البوتاس”داخل أحواض كبيرة الحجم ثم يقوم العمال بوضع الأوانى الألومنيوم داخل تلك الأحواض حتى تجلى ويظهر لميعها بعد أن كان يملأها السواد .
لكن فى هذه المرحلة لا يستطيع العمال الإستغناء على القفازات التى يرتدونها فى أيديهم والأحذية البلاستيكية كبيرة الحجم لتحميهم من أخطار تلك المادة الكاوية .
صلاح موسى أحد العمال وجدناه يعمل فى تلك المرحلة بحذر شديد مؤكدا أن “البوتاس ” من المواد الخطيرة جدا ولابد أن يتعامل بحرص شديد وأن يرتدى تلك القفازات ,ويضيف أن تلك المرحلة تأتى اليه أوانى الألومنيوم فى لونها الأسود نتيجة دخولها الفرن وأقوم بوضعها فى البوتاس لمدة دقائق وتقليبها جيدا على الناحيتين حتى يظهر بريقها ثم أقوم بوضعها فى حوض أخر به ماء حتى تتخلص من الصودا الكاوية.
محمود راغب الدهتورى رئيس شعبة الأدوات المنزلية بغرفة الصناعات الهندسية ونقيب الالومنيوم بالدقهلية أكد أن مدينة ميت غمر تمتاز بأنها مدينة صناعية وبها 3 ألاف مصنع وورشة صغيرة ومتناهية الصغر وأن ميت غمر تنتج 80%من إجمالى الألومنيوم فى مصر .
وأضاف أن هناك الكثير من المشكلات تواجه أصحاب المصانع وهى عدم وجود تراخيص لأن القانون يجبر أصحاب المصانع ألا يتم الحصول على ترخيص أى مصنع مقام فى كتلة سكنية قائلا “نحن فى صدد قانون فى مجلس النواب أن تتم التراخيص عن طريق إخطار هيئة التنمية الصناعية ,وطالب فى حديثه المحافظ بإصدار قرار ترخيص مؤقت لحين إقامة منطقة صناعية .
وعن تأمينات العمال قال أن المصانع تدفع التأمينات للعمال والضرائب وهو مايكبد أصحابها خسائر فادحة مطالبا الحكومة بضرورة النظر الى اصحاب تلك الورش والمصانع لتحسين أوضاعهم حتى لا تتقلص الايدى العاملة .
وأنهى الدهتورى حديثه قائلا أن تطوير ماكينات المصانع تحتاج الى ثلاثة خطوات وهى نطوير المنتج- تطوير الآلات- تطوير عملية التسويق” وأنهم عقدوا إجتماع موسع مع أعضاء شعبة التحديث بإدارة الصناعات نوقش فيه كيفية تطوير الآلات والمعدات .