نظمت اللجنة العامة للتربية الدينية والمنبثقة عن لجنة الإيمان والتعليم بالمجمع المقدس بدير السيدة العذراء بياض – محافظة بني سويف، لقاءً ترأس وباركة نيافة الأنبا هيرمينا أسقف عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون ومقرر الجنة وبمشاركة الآباء الكهنة وموجهي العموم ومدرسي التربية الدينية من جميع محافظات مصر.
بدأ اللقاء بصلاة القداس الإلهي، برئاسة الأنبا هرمينا واشترك معه الآباء الكهنة المسئولين عن التربية الدينية بالإيبارشيات بجميع محافظات الجمهورية والسادة موجهي التربية الدينية، وبعد الانتهاء من القداس، دعا الجميع لتناول والاشترك في أغابي، ثم بدأ اللقاء بالتعارف على المشاركين وجهة عملهم ومحافظتهم.
أعقب ذلك كلمة الأنبا هرمينا تحت عنوان “السيد المسيح المعلم الصالح”، حيث حدد نيافته اثنى عشر صفة للمعلم الناجح، وكانت تنطبق على السيد المسيح كمعلم صالح، ومثل حقيقي يجب أن يحتذى به كان يطوف يعلم ويشفي كل مريض كان عمله الأساسي ليس المعجزات أو الشفاء، بل التعليم أولا، وقال عن نفسه: تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدو راحة لأنفسكم.
وقال نيافة الأنبا هرمينا عن صفات السيد المسيح المعلم:
أولا : تعليمه كان ببساطة، فكثيرين تجد كلامهم وعباراتهم كبيرة وصماء وبدون روح ولا أحد يفهم منهم، فقد كان السيد المسيح يستخدم الأمثال للتبسيط والتسهيل على الناس، كان كلامه سهل وبسيط كل موضوع يطرحه يحكي عنه حكاية، فالمثل يبسط الحقيقة ويحفظ الحقيقة ويراجع دائما وباستمرار الحقيقة، فعندما أراد أن يتكلم عن العناية الإلهية طرح مثل طيور السماء وزنابق الحقل.
ثانيا : كان يستخدم أسلوب المقارنة (العشار والفريسي – الغني والعاذر –البيت المبني على الرمل – البيت المبني على الصخر – الحكيمات – الجاهلات) المقارنة تبرز المعنى.
ثالثا : تعليمه كانت تتسم بالعملية أو القابلية للتطبيق فلو خلى أسلوبنا من القابلية للتطبيق لا نستطيع توصيل الهدف إلى أولادنا، فقال هنا إِنْ خَطِئَ إِلَيْكَ أَخُوك، فَٱذْهَبْ وعَاتِبْهُ بِيْنَكَ وبَيْنَهُ على ٱنْفِرَاد. فَإِنْ سَمِعَ لِكَ رَبِحْتَ أَخَاك. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ ٱثْنَيْن، لِكَي تَثْبُتَ كُلُّ كَلِمَةٍ بِشَهَادَةِ ٱثْنَيْنِ أَو ثَلاثَة. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، فَقُلْ لِلْكَنِيسَة. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لِلْكَنِيسَةِ أَيْضًا، فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالوَثَنِيِّ والعَشَّار
رابعا : كان السيد المسيح كمعلم صالح يصلح المفاهيم الخاطئة في عصره المعلم الشاطر ليس فقط من يدلي بمعلومات أو يشرح دروس، بل يصلح المفاهيم الخاطئة وكثير من المفاهيم التي كبرت معنا، وهي مفاهيم خاطئة ويجب أن لا نمل حتى تتغير تلك المفاهيم.
خامسا : كانت تعاليم السيد المسيح بأسلوب الحوار مثل حواره مع السامرية عند البئر وحواره عندما دخل بيت سمعان الفريسي، وهناك بللت المرأة الخاطئة رجليه بدموعها ومسحتهم بشعر رأسها وعلم مايدور برأس سمعان فدخل معه في حوار استمع إليه الجميع.
سادسا : السيد المسيح يحترم أسئلة الناس ولا يسفه من أحد، ففي حواره مع السامرية لم يحرجها ولم يؤنبها على طريقة حياتها، بل ركز على الأشياء الإيجابية في حديثه معها لم يحتقر سؤالها حتى عندما خرجت خارج الموضوع وسألته عن السجود في أورشليم، بل أجاب أيضا عليها بكل حب واهتمام السؤال، ممكن أن يكون شاغل صاحبه جدا، فإذا سفهت منه أو من خطه أو طريقة السؤال فتأكد تماما أن هذا الشخص لن يسأل مرة أخرى ولن يجري معك أي حوار أو كلام مستقبلا.
سابعا : السيد المسيح كان يعلم في أي فرصة تتاح له، لم يكن له عظة ثابتة أو دورية، فعندما جاء إلى بيت أحد رؤساء الفريسيين في السبت ليأكل خبزا، قال عظة جميلة تؤخذ حتى الآن كمنهج حياة فقال للمدعوين، مثلا: وهو يلاحظ كيف اختاروا المتكآت الأولى
متى دعيت من أحد إلى عرس فلا تتكئ في المتكإ الأول، لعل أكرم منك يكون، قد دعا منه فيأتي الذي دعاك وإياه ويقول لك: أعط مكانا لهذا، فحينئذ تبتدئ بخجل تأخذ الموضع الأخير، بل متى دعيت فاذهب واتكئ في الموضع الأخير، حتى إذا جاء الذي دعاك يقول لك: يا صديق، ارتفع إلى فوق، حينئذ يكون لك مجد أمام المتكئين معك لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع
ثامنا : كان يعلم بكل مناحِ الحياة يتكلم مع الناس عن الزواج والطلاق عن النواحي الحياتية حتى النواحي السياسية أيضا فعندما سألوه عن دفع الضرائب، قال: اعطوا مال قيصر لقيصر ومال الله لله.
تاسعا: كان يعلم ويعمل بما يعلم به فكان له منهجه الذي نود أن نحتذي به وكل معلم يجب أن يكون صورة، ومثل صالح يطبق التعاليم على نفسه أولا قبل أن يطالب الآخرين بتنفيذها.
عاشرا : كان في كل جولاته وتعاليمه يتكلم عن ملكوت السموات.
الحادي عشر: استخدم السيد المسيح أسلوب التطويب: طوبي للمساكين، أسلوب للغائب، وطوباكم، أسلوب للمخاطب، وكثيرا ما كان يتكلم بهذا الأسلوب المشجع.
الثاني عشر: كان السيد المسيح في تعاليمه كثيرا ما كان يحفز الناس وأيضا يحذر: توبوا فقد اقترب ملكوت السموات، لا تخافوا من من يقتلون الجسد وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ.
ثم ألقى القمص ميصائيل ذكرى سكرتير لجنة الإيمان والتعليم (التربية الدينية)، كلمة عن دور اللجنة واعطى فكرة مختصرة عنها فقال:
لجنة التربية الدينية بدأت عام 2000م كلجنة فرعية من لجنة الخدمة والرعاية (إحدى لجان المجمع المقدس)، برعاية الأنبا باخوميوس، حيث خاطب الإيبارشيات بتخصيص كاهن ومعه موجة اول يكونوا مسئولين عن التربية الدينية بالإيبارشية، وكان مقرر اللجنة في ذلك الوقت نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط البلد.
ومع زيادة أعباء الخدمة على سيدنا الأنبا رافائيل انضم للجنة نيافة الأنبا تيموثاوس أسقف الزقازيق الحالي، بعد اختيار نيافة الأنبا رافائيل سكرتيرا للمجمع المقدس، أصبحت اللجنة تحت إشراف ومسؤولية نيافة الأنبا تيموثاوس.
استمرت اللجنة في عملها حتى عام2017م، حيث تم اختيار نيافة الأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس المطرية وعين شمس وحلمية الزيتون مقرر للجنة بعد اعتذار نيافة الأنبا تيموثاوس، وأصبحت اللجنة منذ هذا التاريخ لجنة فرعية من لجنة الإيمان والتعليم (إحدى لجان المجمع المقدس)، وقدم القمص ميصائيل الشكر باسم كل مدرس وكل موجه للأحبار الأجلاء الأنبا باخوميوس والأنبا رفائيل والأنبا تموثاوس والأنبا هرمينا على مجهودهم الفعال واهتمامهم في متابعة عمل اللجنة.
وعن عمل اللجنة أضاف القمص ميصائيل، أنه ينصب عمل اللجنة أساسا على الاهتمام بموجهي ومدرسي الدين المسيحي، وذلك من خلال عقد اللقاءات الدورية الثابتة لهم فتقيم اللجنة لقاءين ثابتين في السنة، اللقاء الأول مع بداية الترم الأول واللقاء الثاني مع بداية الترم الثاني من العام الدراسي وتهدف هذه اللقاءات إلى:
-رفع المستوى الروحي والمعرفي للموجهين والمدرسين
-كيفية شرح الموضوعات العقيدية
-تشجيع الموجه والمدرس للاهتمام بحصة الدين
وعن لقاءات العام الدراسي 2017/2018، أضاف: تم عقد لقاء الترم الأول في بيت مؤتمرات كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة بهليوبوليس الجديدة يوم الجمعة الموافق 13/10/2017حضره حوالي 150موجه ومدرس، تحت رعاية وحضور نيافة الأنبا هرمينا مقرر اللجنة.
كما حضر نيافة الأنبا رافائيل، وألقى محاضرة عن “كيف نقدم العقيدة بأسلوب مبسط ”، وأجاب على بعض الأسئلة كما ألقى الأنبا هرمينا محاضرة بعنوان “مدرس الدين والميل الثاني”.
وعقد لقاء الترم الثاني في كنيسة السيدة العذراء بالعباسية الشرقية يوم الجمعة 23/3/2018، تحت رعاية وحضور نيافة الأنبا هرمينا مقرر اللجنة وألقى نيافته محاضرة عن الإلحاد.
و عقد أيضا يوم الجمعة 12/10/2018 لقاء في كنيسة العذراء بالعباسية، بحضور الانبا هرمينا وألقى نيافته محاضرة عن “القائد الناجح”.
وأضاف القمص ميصائيل زكري، أن اليوم في لقاء اللجنة العامة للتربية الدينية يجتمع كل الآباء الكهنة المسئولين عن التربية الدينية بالإيبارشيات وكل أب معه الموجه الأول للتربية الدينية ولأول مرة ينضم للاجتماع الموجهين العموم على مستوى الجمهورية ولأول مرة أيضا يعقد في دير العذراء بياض، حيث كان معتاد عقده في دير الأنبا إبرام بالعزب الفيوم ومن المعروف أن هذا الاجتماع يعقد مرة واحدة في السنة وآخر مرة كانت في عام 2010 ، وبعد ذلك قامت الثورة في 2011 وتوقف الاجتماع لمدة ست سنوات واليوم يتجدد اللقاء من جديد.
وأوضح القمص ميصائيل زكري كون الكنيسة وسط كل هذه الانشغالات الخاصة بها، تخصص أب أسقف يكون مسئول عن لجنة التربية الدينية، هذا له معنى كبير الكنيسة بتقول لنا أنا معكم أسندكم وأشجعكم وأقف بجانبكم وأهتم بكم.
وأضاف أن الهدف المرجو من هذا اللقاء هو أن يكون هناك اهتمام واجتماع دوري يقوم به الأب الأسقف أو الأب الكاهن المسئول عن خدمة التربية الدينية مع مدرسي الدين المسيحي نشجعهم ونشعرهم بأن الكنيسة معهم ونحاول أن نزيل الصعوبات والمشاكل التي تواجههم وأيضا نتبادل الخبرات، فهذا مهم جدا.
لتكون رسالة مدرسي الدين المسيحي، أن يبسط ويشرح منهج التربية الدينية لأولادنا بطريقة صحيحة وبسيطة.
ويكون دور الكنيسة ينحصر في ثلاثة جمل نبني المدرس روحيا ونقربه من الكنيسة والأسرار المقدسة ونعلم المدرس عقائديا ليتمكن من شرح العقيدة ويكون قادر على توصيل المعلومات والموضوعات، مثل الثالوث القدوس وفكرة التجسد وأسرار الكنيسة ليكون تعليمه، أكثر فاعلية، ويكون له تأثير.
كذلك نشجع تحفيز المدرس ونشعره بقيمته ومكانته التي لا تقل عن الخادم بمدارس الأحد ونمنحه شهادات التقدير وشهادة المدرس المثالي.
وألقت الأستاذة فريال راتب شحاتة موجة عام الدين المسيحي بالقاهرة، كلمة عن “دور الموجه في تفعيل رسالة مدرس الدين المسيحي”، وحددتهم في سبعة نقاط، هم:
أولا: يجب أن يكون الموجه العام –الموجه الأول- الموجه – المدرس ملم إلمام كامل بالمنهج من أولى ابتدائي وحتى ثالثة ثانوي.
ثانيا: التأكد من وجود الكتب المدرسية طبعة جديدة 2018/2019 ووصولها ليد التلميذ، حيث يوجد مدارس لا توزع كتب.
ثالثا: يجب على الموجه، ألا يقارن مدرس بآخر حتى لا يتسبب في ترك المدرس لتدريس الدين المسيحي، بل يجب أن نشجعهم ونحفزهم.
رابعا: عمل مكتب فني بخطابات رسمية ونأخذ الدروس العثرة الفهم ونشرحها لهم ونكون على تواصل تام مع مدرسي الدين المسيحي.
خامسا: يجب على الموجه الأول توجيه الموجه بإحضار سجل بأسماء التلاميذ وأرقام تليفوناتهم والرقم القومي الخاص بهم.
سادسا: عدم إحراج المدرس أمام تلاميذه.
سابعا: التعليم يكون عن طريق الحوار والمناقشة وتعريف المدرس كل خطوات التحضير المثالية.
واختتمت كلماتها بأن أثنت على اللقاء: فهو يوم جميل وفعال استفدنا منه كثيرا، حيث تقابلت الأفكار مع بعض كل موجه عام وموجه أول أعطى خبراته للآخرين، سعدنا بكلمة الأنبا هرمينا ولو كل موجه طبقها، كما قيلت لزالت كل الصعاب من طريقنا.
فهدفنا من اليوم النهوض بمدرس الدين المسيحي ليعطي المادة بسلاسة وحب؛ لكي يفيد التلميذ ونسد العجز في مدرسي الدين المسيحي، فالمحبة التي يقدمها الأنبا هرمينا وأبونا ميصائيل من تشجيع وتقدير تجعل المدرسين يأخذون فوق طاقاتهم.
وفي نهاية اللقاء، دار حوار مع الدكتور عبدالله حنا الخبير بديوان وزارة التربية والتعليم ورئيس المكتب الفني بالوزارة وموجه عام الدين المسيحي، أوضح فيه دور الوزارة في النهوض بتدريس مادة الدين المسيحي ومدرس الدين المسيحي ومدى تعاون الوزارة مع الكنيسة متمثلة في نيافة الأنبا هرمينا والتعاون المثمر الذي يتم حاليا، حيث ولأول مرة يكون لنا خبير دين مسيحي بديوان وزارة التربية والتعليم الكل يريد التعاون وتذليل الصعوبات.
وكان حوارًا مثمرًا، أوضح العديد من المفاهيم المغلوطة لدى البعض وأثرى الحوار المداخلات العديدة من الآباء الكهنة والموجهين العموم والموجهين، ثم شكلت ثلاثة مجموعات بثلاثة ورش عمل لتواصل وتبادل الخبرات وإخراج التوصيات.
واختتم اللقاء في أجواء من المحبة وأخذ العديد من الصور التذكارية مع الأنبا هرمينا والآباء والدكتور عبدالله حنا.