افتتح مساء الاحد الماضي، بقاعة أفق بمتحف محمود خليل بالدقي، معرض استيعادي للفنان أحمد عبد الوهاب.
يحتوي المعرض على مائة لوحة فنية وثلاثون عملا نحتيًا، حيث قدم موضوعات تتجلى فيها عشق للحضارة المصرية والثقافة الشعبية، حيث قدم عرض هام لتجربته الفنية شديدة الخصوصية في ثراءها المفاهيمي والموضوعي والتقني الذي شمل أيضا الفنون والخامات.
ويؤمن الفنان أحمد عبد الوهاب بأن الفنان حينما يعمل لايمكن أن يصاب بالاكتئاب فعندما يعمل يخلق نظامًا وهذا النظام ينظم انفعالاته ومشاعره فالفنان الحقيقي مخلص ومنظم، لأن الفن نظام فشخصية الفنان تخرج في عمله وحين تنظر للعمل تفهم شخصية من قام به ، فالفنان يرى أكثر ويفهم أكثر وحسه أكبر.
الفنان أحمد عبد الوهاب مدققا ودارسا بالإضافة إلى البحث في الخامات المختلفة والتقنيات الخاصة بالنحت بمواده المختلفة .
ويضيف الفنان بأنه استغرق أيضا في قراءات واهتمامات علمية حول التكنولوجيا، قانون الضوء، فكرة السالب والموجب التى تتسيد الطبيعة ، جاذبية الشكل المخروطى وفكرة الطاقة الكامنة في المادة كما انشغل بالطاقة الروحية غير المرئية وأعاد قراءة تجليات الفن المصرى القديم من خلالها.
وقدم الفنان أحمد عبد الوهاب العديد من المنحوتات الفردية التي تحمل صفات المصري القديم مثل ابن النيل، رأس فتاة، صبي من الصعيد، وجه رجل مصرى، المسلة، الراهب، وذلك من خلال خامات عدة مثل البرونز، الحديد، الجبس والاسمنت، الحجر والخشب.
وعن تجربته يضيف الفنان بأنه قدم الوجه الانساني فى معظم تجاربه النحتية وفي تناوله للوجه لم يلجأ إلى الصفات الواقعية المتغيرة فلم تتعدد ملامح الوجوه في منحوتاته، بل استمد معظم وجوهه من وجه اخناتون الملهم الذي ولع به الفنان.
وقدم الفنان مجموعة أعمال من النحت الخزفى ويضيف أنه بزيارته للاقصر أثناء منحة مراسم الأقصر عام 1957 تأثيرًا واضحًا على تجربته في مجال النحت الخزفى حيث لخص فيها الجسد الإنسانى وادمجه وأضاف مجموعة من الزخارف الشعبية، مشيرًا إلى أنه قام بتصفية الكتلة الخزفية وتبسيطها.
ومن أهم الأعمال رأس صبى وفارس البلد حيث استخدم خامة الجبس مطعم بالفسيفساء.
وعن الرسم والتصوير حيث اختص بالتصوير بأنه يحق للفنان أن يحقق أحلاما لم يحققها النحت.
ويتحدث الفنان بأن الرسم للفنان هو المضمون البصري الذي يعجز النحت عن تحقيقه بحكم مواده وضوابط بنيته والتزاماته فى التوازن والثقل والمركزية، مستفيدًا بحرية أكبر يمنحه إيهام الأسطح ثنائية الأبعاد فى الرسم والتصوير.
كما قدم الفنان رسوما بيانية شبيهة بالمعادلات الكيميائية وتسجيل حركة الأيونات ومدارات الكواكب والدوائر الصغيرة التي تصل بينها الخطوط فتحصل بينها أشكالا هندسية ، بالإضافة إلى رسومه المعمارية .
وعن الرسومات يتحدث الفنان بأن كل هذه الرسوم تكتسب هيئة نحتية، بالإضافة إلى تصوير الخلفية غالبا بدون خط أرض أو خط أفق فتصبح مسطحًا لونيا لا إشارة فيه لمكان معلوم أو زمن محدد، فيما عدا خلفيات بعض الشخصيات الكاملة التي تقف بمصفوفات أشبه بوضعيات التصوير المصري القديم، وأحيانا ما تتخلل الخلفية أطر هندسية بألوان متعددة أو مصفوفات خطية منتظمة تشبه الأكواد المعاصرة .
وعن أعمال الفنان تحدث الفنان مصطفى الرزاز بأن كل عمل فني يمثل نسقا قيمته أن يركز الفنان في منحوتاته الفنية على أساس التعبيرية التي تنبع من ذاته ويراعي في تكوينه التناغم الايقاعي والطابع التعميمي والمظهر السكوني ومع تأكيد الفنان احمد عبد الوهاب على مبدأ النقاء الشكلي والتبسيط .
والفنان أحمد عبد الوهاب حصل على دبلوم كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1957 .
حصل على مراسم الفنون الجميلة بالأقصر عام 1959 .
حصل على أكاديمية الفنون الجميلة بروما عام 1970 .
حصل على دبلوم فن الميدالية بروما عام 1970.
عمل رئيسا لقسم التشغيل بالشركة العامة لمنتجات الخزف والصينى عام 1959. عمل أستاذا ورئيس قسم النحت بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية فى عام 1979 -1988 .
عمل وكيلا لكلية الفنون الجميلة بالاسكندرية 1990 -1992 .
عمل أستاذا متفرغا بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية منذ عام 1992 حتى الآن .
حصل على منحة دراسية لدراسة الخزف بتشيكوسلوفاكيا عام 1958.
حصل على منحة تفرغ من وزارة الثقافة للبحث الفني عام 1962 -1964.
أقام مجموعة من التماثيل التجميلية في مجاويش على ساحل البحر الأحمر قرب مدينة الغردقة ومنطقة سانت كاترين بسيناء .
حصل على جائزة الشعبية القومية للفنون التشكيلية بتشيكوسلوفاكيا عام 1966.
حصل على الجائزة الأولى بينالي الإسكندرية لدول البحر المتوسط الدورة 19 فى النحت عام 1987.
ويستمر معرض الفنان أحمد عبد الوهاب حتى 8 ديسمبر.