عندما نحفر قيمة داخل أولادنا فى الصغر تصبح جذورها متأصلة داخلهم ويكبروا على تنميتها، دون أي ضغوط من أحد، فالنظافة قيمة كبيرة في حياتنا، فتبنت مدرسة القديس بولس بشبرا مبادرة لتعليم قيمة النظافة للأولاد على غرار التجربة اليابانية بتشجيع الطلاب على تنظيف فصولهم ومدرستهم، عن المبادرة وفكرتها وآليات تنفيذها يدور هذا التحقيق.
غرس قيمة فى الصغر
قال أستاذ فريد حنا مدير مدرسة القديس بولس بشبرا أن هدف المدرسة فى الأساس التربية على سلوكيات ايجابية وأخلاقيات تغرس داخلهم، فالنظافة قيمة كبيرة ونفتقدها في بعض الأحيان في حياتنا، وتنظيف الأولاد للفناء يجعلهم يشعرون أكثر بأنتماءهم لمدرستهم والمحافظة عليها ولكن نراعي أيضا عند تطبيق التجربة أن نحافظ على أولادنا من اي ضرر فالأطفال يلبسون ملابس عازلة عن ملابسهم وأيضا يضعون قفزات بأيديهم وينظفون بعد ذلك أيديهم بالمطهر فنحن نعني ما نفعله، والأطفال يشعرون بقيمة ما يفعلوه وسوف يغرس قيمة كبيرة داخلهم فما يتعلمه في الصغر من الصعب الاستغناء عنه في الكبر.
لتعظيم أهمية النظافة
وأشارت الاستاذة شيرين ادور مديرة القسم الأبتدائى الصغير إلى ترحيبها بالفكرة قائلة عندما عرضت على شعرت بمدى اهميتها فهذا ينمى روح التعاون بين الأطفال وتعليمهم كيف يحافظون على مدرستهم ونحن نتعرض لمنظر غريب بإلقاء المخلفات بجانب صناديق القمامة ونفتقر عنصر النظافة ونعاني منه دائمًا، وذلك لعدم الاهتمام بترسيخ مبدأ النظافة داخلنا.
تجربة رمزية تعلم قيمة حقيقية
واكدت أستاذة فيفيان مكرم وكيل القسم الابتدائي الصغير أن نظافة الطلاب لفناء المدرسة يكون بشكل رمزي أكثر منه فعلي، فالاولاد ينزلون الفناء بعد تنظيف العمال له ويتبقى قمامة بسيطة وذلك لتعليمهم فقط أهمية النظافة فى حياتنا، بالفعل تلقيت المدرسة اتصالات من مدارس أخرى تريد تطبيق التجربة لديهم وأخذ كل مفرادتها.
فرد بناء وايجابى
قالت نيفين حشمت مدرسة ماث للصف الثانى الأبتدائى صاحبة الفكرة ،انها تبادرت لها الفكرة عندما أحست إن الأولاد بحاجة لتعظيم فكرة النظافة داخلهم، وشعرت بأهمية تطبيق الفكرة لكي يستمتعوا بتطبيقها على أرض الواقع حتى ولو بشكل رمزي وليس فعلي، واكدت أن الاولاد يجب تعليمهم مبدأ النظافة من مدرستهم حتى يكونوا أفراد اصحاء فكريًا ونفسيا يفعلوا أشياء مفيده لمجتمعهم الصغير، ويكونوا أفراد نافعين وايجابين، ينفعوا وطنهم عند الكبر.
مشاركة واستعداد
واضافت أستاذة ديانا جوزيف مشاركة فى الفكرة وتطبيقها بالفعل قمنا بشراء قماش وقمنا بتفصيله وغطاء لليد (جوانتى) ومطهرات حتى تكتمل التجربة ولا يوجد بها نواقص لتكون التجربة فعالة وبناءة ومكتملة الأركان. وبالفعل تم تنفيذها، وشعر الاولاد بأهمية مايفعلوه، بالفعل حدث موقف أمامي وجدت طالب يهرول مسرعا وعندما سألته عن استعجاله اجابني بأنه يريد إلقاء ورقة في صندوق القمامة،
.وبالفعل شعرت بنجاح التجربة
وقال نبيل عماد طالب بالصف الثالث الأبتدائى انه سعيد بهذة التجربة فكما يهتم بنظافة منزله يجب أن يهتم بنظافة مدرسته لأنه يقضى بها معظم وقته.
واشار جوزيف عزت طالب بالصف الثالث الابتدائي أن النظافة قيمة أساسية فى حياتنا ويجب أن نراعى أن لا نلقي با لقمامة حتى لا نضطر الى جمعها، وذلك يعلمنا لا نلقي القمامة فى الشارع أيضا ويحرص على عدم إلقاء اي ورقة فى المدرسة أو الشارع بل يظل محتفظ بها في يده حتى يجد صندوق للقمامة ويلقي به الورقة.
جيل واعى
وقالت ديانا مدرسة إنجليزي في إحدى المدارس الدولية ومن أولياء الأمور أن هذة التجربة اشجعها لأننا نفتقر لثقافة النظافة والدليل شوارعنا المكدسة بالقمامة والتى تجلب الكثير من الأمراض وأيضا المنظر القمئ الذى يؤذى العين فيجب على كل المدارس تستعين بهذة التجربة وتطبق فى جميع المدارس حتى ينشئ جيل واعي يحب النظافة ويحرص على الاهتمام بها.
واتفقت نسمة إسكندر ربة منزل ومن أولياء الأمور شجعت الفكرة قائله أن هذة الفكرة تتطبق بشكل يحافظ على الأولاد ولا أجد اي ضرر من تطبيقها بل على العكس اشجعها بحماس.
درس بلا معلم
وقال أ. عادل يونس مدير عام بوزارة التربية والتعليم والمتحدث الرسمي لنقابة المعلمين سابقا وخبير تربوي
هذة المبادرة جيده جدا وبأشكر كل القائمين عليها فهي لها أبعاد تربوية وتنمي روح الانتماء للمدرسة وللمكان الذي يتعلم فيه الأطفال وتعزز قيم أخلاقية افتقدنها حاليا، فهذة المبادرة درس بلا معلم تجعل الطفل يحافظ على مدرسته ونظافتها ونظافته الشخصية أيضا، ونادرًا أن نجد مدارس تغرس قيم وأخلاقيات وتهتم بسلوك طلابها.
ويتساءل التربيون بعد دراسة التجربة اليابانية وغرس فى أبنائهم منذ الصغر القيم المرتبطة بحب النظافة والحرص عليها وتحمل المسئولية والاعتماد على الذات بدءا من الحرص على نظافة المكان الذى يتواجد فيه الطالب سواء فى المنزل أو المدرسة أو الأماكن العامة كالحدائق وغيرها، هل يمكن أن تتغير فكر وثقافة الآباء والأسر والأبناء فى مجتمعاتنا العربية وينتشر الوعى البيئى ومايرتبط به من سلوكيات، وبذلك تختفى العديد من المشكلات التي نعاني منها والمرتبطة بالنظافة وتراكم القمامة فى الشوارع ومايترتب عنها من أمراض.