قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها (706)
في 15 أبريل من هذا العام كتبت في هذا المكان تحت عنوان وطني تواجه تحديات من أجل استمرار رسالتها استعرضت فيه الأوضاع المالية لمؤسسة وطني للطباعة والنشر المالكة والمصدرة لجريدة وطني والتي عكست استمرار الخسائر نتيجة انخفاض إيرادات النشاط مقابل زيادة مصروفات النشاط, انخفاض إيرادات النشاط لانكماش إيراد الإعلانات في سوق تتعافي من كبوة اقتصادية علاوة علي تراجع الاشتراكات في سوق تتجه إلي الصحافة الإلكترونية, وذلك في مقابل ارتفاع تكاليف الطباعة بما يقترب من الضعف بعد تحرير قيمة الجنيه في سوق الصرف علاوة علي تضاعف تكاليف إرسال الجريدة بالبريد للمشتركين ثلاثة أضعاف القيمة السائدة حتي نهاية العام الماضي 2017.
وختمت مقالي منوها إلي أن وطني وهي تسعي إلي الخروج من أزمتها المالية تسعي إلي مضاعفة رأس مال الشركة المالكة- وذلك مسار وافقت عليه الجمعية العمومية للمساهمين وجار اتخاذ الإجراءات القانونية لتفعيله- كما تتطلع إلي قرائها ومحبيها لمؤازرتها في تجاوز الموقف المالي الذي تواجهه, وذلك عن طريق تنمية الإعلانات -شريان الحياة لأي صحيفة- بالإضافة إلي تعضيد التوزيع -شراء أو اشتراكا- حرصا علي استمرار الرسالة الوطنية والقبطية التي ترفعها منذ ستين عاما (1958-2018).
وعدت في 29 أبريل الماضي لأكتب تحت عنوان وطني تجتاز التحدي الأول نحو استمرار رسالتها مسجلا قرار الجمعية العمومية للمساهمين بمضاعفة رأس المال وما عكسه ذلك من غيرة قوية لإقالة الشركة من عثرتها والاطمئنان علي قدرتها علي مواصلة رسالتها.. فكان هذا هو التحدي الأول, ويظل التحدي الثاني هو اتخاذ اللازم نحو تنمية الإعلانات والتوزيع والاشتراكات, ذلك لأن مضاعفة رأس المال وحدها دون انتشار الصحيفة بين القراء والمعلنين لا جدوي منه.
وها قد جاء وقت التحدي الثاني.. فقد دفعت غيرة أحد محبي وطني إلي المبادرة بطرح صيغة لاستنفار قرائها ومحبيها ورجال الأعمال الذين يمثلون عماد القوي الإعلانية المأمولة, وجري وضع هذه الصيغة علي دائرة من دوائر التواصل الاجتماعي حاملة الدعوة إلي تبادلها ونشرها بغية وصولها إلي أكبر عدد من محبي وطني ورسالتها الوطنية والقبطية.
وكانت صيغة المبادرة كالآتي, وأنا أنشرها درءا لأية شكوك قد تنتاب البعض إزاء ما يتم وضعه علي وسائل التواصل الاجتماعي, وهذا ما حدث بالفعل فور تلقي الكثيرين للصيغة حيث تفاعلوا معها ولكن بادروا بالاتصال للاستفسار عن حقيقتها.. تقول الصيغة: صباح الخير, سؤال: لو جريدة وطني قفلت تفتكروا هانقدر نطلع ترخيص تاني لأي جريدة يملكها مسيحيين؟.. سؤال تاني ليه الناس مش بتساعد الجريدة في أزمتها ولو بإعلان؟.. وطني بتمر بضيقة مالية فظيعة ومحتاجة لكم جدا وإلا هاتتوقف عن الصدور.. بلغوا كل إللي تعرفوهم ورجال الأعمال وأصحاب الأموال والكنائس إن وطني رسالة لازم نحافظ عليها, غير أنها فاتحة بيوت عشرات الموظفين والصحفيين.
هذه هي الصيغة التي تم تبادلها وأقلقت البعض بينما استنفرت الكثيرين, أنا حرصت علي نشرها دون أي تدخل في صيغتها بغية طمأنة الجميع بالرغم من تحفظي علي بعض ما جاء فيها فيما يخص التوجس من صعوبة الحصول علي ترخيص لصحيفة يملكها مسيحيون, فرصيد رسالة وطني ليس مجرد أنهاصحيفة يملكها مسيحيون, إنما هي صحيفة وطنية قبطية تشغل منبرا إعلاميا عمره ستون عاما وله رصيد مشرف من خدمة الرسالة الإعلامية والوطنية والقبطية.
هذا بالإضافة إلي أنني أشعر بكثير من الاعتزاز والعرفان لحجم رد الفعل الذي فجرته تلك الصيغة, والمشاعر الدافئة التي وصلتني ووصلت أسرة وطني تعبر عن كل الحب وكل الحرص وكل الغيرة نحو تدعيم هذه الرسالة وهذا المنبر الإعلامي ومن يقف وراءها من العاملين والمحررين أعضاء أسرة وطني.
وإذ أنشر كل هذه التفاصيل, أؤكد أن المسعي الذي نصبو إليه نتيجة تلك المبادرة ليس عونا ماديا أو إعانات أو تبرعات تحرمها القوانين الخاصة بالشركات العاملة في مجال الصحافة والنشر, إنما هي سائر أوجه تدعيم الصحافة والإعلام المشروعة من تكثيف التوزيع والاشتراكات والإعلانات التي هي سبل استمرار الرسالة.