أعلنت وزارة السياحة في تصريحاتها الرسمية لجريدة وطني، في شهر يوليو الماضي، أن حجم مشروع مسار العائلة المقدسة والنتائج المأمولة منه تضعه في مصاف المشروعات القومية كونه ممراً للتنمية العمرانية الكاملة.
وأن الخطوات الفعلية للبدء في إعداد هذا المسار والإطار العام للمراحل والخطوات لهذا لمشروع تتمثل في: إتمام المرحلة التجريبية في الخمسة نقاط وهم: منطقة مصر القديمة وفيها كنيسة أبي سرجة والكنيسة المعلقة وكنيسة العذراء المعادي على كورنيش النيل وأديرة وادي النطرون.. وإطلاق الرحلات على أجندة شركات السياحة وتقييم نتائج المرحلة التجريبية والدروس المستفادة منها، ثم ضم نقاط أخرى على المسار وفقاً لمعدل تنفيذي يواكب نتائج المرحلة التجريبية، ثم البدء في باقي المراحل بنفس المنهج مع مراعاة البدء بالنقاط الأكثر جاهزية.
أما عن الخطة الزمنية لهذا المشروع فكان التصريح الرسمي لـ”وطني” من وزارة السياحة كالآتي: خطط زمنية للمشروع تنقسم ما بين خطة محددة الزمن، وهي المرحلة التجريبية ومدتها ستة أشهر تليها المرحلة الأولى شاملة دير المحرق ودير درنكة ودير جبل الطير وهي حوالي عام ونصف، أما باقي المراحل فيمكن أن توضع في إطار زمني إستراتيجي كمدة متوسطة الأجل.
وتم نشر كل تلك التصريحات الرسمية على موقع وطني الإلكتروني والجريدة الورقية بتاريخ 21/ 7/ 2018 بعنوان (وطني تفتح ملف “مصير المشروع القومي لمسار العائلة المقدسة).
ومن هنا تحركت “وطني”؛ لمتابعة ما تم حتى الآن لتنفيذ الخطة الزمنية الموضوعة، ورصدت الواقع الذي تم حتى تاريخ نشر هذا التقرير في الخمس نقاط التي تمثل المرحلة التجريبية، إضافة إلى الثلاث نقاط التي تكتمل بها المرحلة الأولى.
أديرة وادي النطرون في البحيرة:
جاري العمل في الطريق الواصل بين دير البراموس وديري السريان والأنبا بيشوي وطوله 8 كيلو، حيث تم توسيع الطريق بطول الـ8 كيلو بعرض 12 متر وجعله اتجاهين، إضافة إلى عمل مخرات للسيول أسفل الطريق لتلافي أي تلفيات مثل ما حدث عام 2015 من دمار بسبب السيول وخلال أسبوع الطريق سيتم إنارته بالأعمدة والكشافات.. وبالانتهاء من هذا الطريق بالكامل في أقل من شهر، سيكون قد اكتمل الطريق الدائري الذي يتحرك حول منطقة الأديرة بطول 24 كيلو.
وتم تجهيز وتركيب لوحات إرشادية على طول الطريق المشار إليه، إضافة إلى تكليف وزارة السياحة لمحافظة البحيرة بأعمال زراعة النخيل المثمر بطول الطريق حتى الوصول للأديرة.
ومن ناحية أخرى، تم تحديد 3 نقاط خدمات على الطريق الدائري، وكل نقطة بها ساحات تجمع ومقاعد للجلوس ومظلات ودورات مياه سياحية، وكذلك لوحات معلوماتية توضح معلومات عن مسار العائلة المقدسة، ومن المنتظر استلام مقايسة تفصيلية من محافظة البحيرة بتكلفة ومدة انتهاء تلك النقاط الخدمية خلال أسبوع لاستكمالها ضمن هذا المشروع.
منطقة مصر القديمة والمعادي في القاهرة:
تم رصد تأخير محافظة القاهرة في الالتزام بالأعمال المطلوبة، ورغم ذلك إلا أن وزارة السياحة قامت بتغيير الشكل الحضاري للمنطقة بالكامل، بدءاً من بحيرة عين الصيرة – والتي تعد المدخل الأساسي للمنطقة للقادمين من ناحية مطار القاهرة، حتى كوبري العاشر المؤدي للكورنيش ويستقر بنا عند كنيسة العذراء بالمعادي. وهذه التعديلات تمثلت في توحيد شكل الأسوار واستكمال المهدم منها مع إزالة أطنان القمامة التي وجدت على جانبي الطريق.
وعلى صعيد آخر، تم تجهيز سوق الفسطاط ليكون نقطة تجمع سياحي لخدمة زائري المنطقة وعرض لهم مختلف الفنون والحرف اليدوية التي تقوم عليها الحضارة المصرية الأصلية.
منطقة جبل الطير في المنيا:
على عكس الإشاعات المروجة أن نقطة جبل الطير قد تم تأجيلها لمرحلة لاحقة من قبل وزارة السياحة، إلا أن الوزارة قامت بتنفيذ طريق جديد مؤدي إلى أعلى جبل الطير بطول 1,2 كيلو بدل من طريق كان يستخدم قديماً طول 15 كيلو بجوار الترعة وهو غير آمن.
بالإضافة إلى تطوير ساحة المدخل وتغطية الأرضية بالبازالت وعمل البيرجولات والمظلات، كذلك الانتهاء من عمل دورات مياه سياحية وتجديد مبنى الكافيتريا الملحقة بفندق جديد يتم بناؤه الأن في محيط الدير.
دير المحرق ودير درنكة في أسيوط:
يعد دير المحرق من أهم النقاط التي تقع على مسار العائلة المقدسة، لأنه ذكر في الكتاب المقدس في سفر أشعياء، ويتميز منذ قديم الأزل أنه مكان تبارك وحج للأثيوبيين على وجه الخصوص.
تم تزويد الطريق المؤدي للدير بلافتات إرشادية حتى مدخل الدير ولافتات معلوماتية داخل الدير. وتم إعادة رصف الطرق المؤدية لمنطقة آثار مير وذلك تنفيذاً لمبدأ ربط الآثار الدينية بالآثرية.
جدير بالذكر أن دير المحرق يحتوي على 240 غرفة فندقية مفروشة ومجهزة لاستقبال الزوار ويخدمهم 3 مطاعم متنوعة داخل الدير أيضا.
أما دير درنكة الذي يوفر غرف مبيت أيضا إضافة إلى فندق بيت مريم الذي يوفر 200 غرفة خارج دير درنكة.
خطة جادة ومواعيد تسليم مرتقبة قريباً:
ومن المنتظر أنه كما وعدت وزارة السياحة أن تقوم بتسليم مرحلة التشغيل التجريبي خلال شهر ونصف – أي في أوائل ديسمبر القادم والتي تتضمن منطقة أديرة وادي النطرون ومصر القديمة وكنيسة المعادي. ثم البدء مباشرة في المرحلة الأولى التي تشمل استكمال ما تم من أعمال بدير درنكة ودير المحرق ودير جبل الطير.
وتعتمد إستيراتيجية الوزارة على فكرة التجربة من خلال النقاط التي تتمتع بجاهزية نسبية والقدرة على تحمل التجربة والتي يتحرك فيها زوار، حتى يمكنهم استخلاص الدروس والأخطاء التي يمكن تفاديها في المراحل اللاحقة.
وتم رصد اجتماعات شبه دورية بين وزارة السياحة ووزارة التنمية المحلية بحضور ممثلين من الـ8 محافظات المعنية بهذا المسار، للوقوف والإعداد لكافة المتطلبات التنموية اللازمة لكل محافظة استعداداً للتطوير وتجهيز الأماكن للزيارات المرتقبة.
كبار السن وذوي الإعاقة:
ومن ناحية أخرى، بدراسة وزارة السياحة لشرائح المجتمع التي ترتاد على مثل هذه الرحلات، تم رصد أن الشريحة العظمى من الزوار تكون من كبار السن، ولذا تحتاج أغلب النقاط لعمل بعض التجهيزات التي توفر الراحة وسهولة الحركة لهؤلاء. فالخطة المعد لها أن تفعيل تلك التعديلات سيتم فور الانتهاء من البنية الأساسية أولاً.
تأهيل المجتمع المصري لفكرة المشروع القومي
أما عن تأهيل المجتمع المحلي بفكرة المشروع القومي، تقدمت أحد المنظمات الخارجية WIPO برعاية وزارة الخارجية، وقامت بإعداد برنامج لتأهيل العاملين بالمسار والمجتمع المحيط به؛ وذلك لإبراز فكرة الملكية الفكرية على مستوى العالم وكيفية التسويق للمشروع بشكل جيد.
إدراج المشروع في اليونسكو
تمثيل وزارة السياحة ووزارة الأثار بلجنة إعداد المشروع على قائمة التراث العالمي لليونسكو طبقاً لقرار وزير الآثار رقم 193 لسنة 2018
حملات تسويق
أما على مستوى الحملات التسويقية، ففي خلال هذا العام حضرت إلى مصر وفود استكشافية عديدة من مختلف أنحاء العالم لنقل معلومات عن هذا المشروع لبلادهم وعمل الدعاية الأولية المطلوبة.
لمتابعة ما نشر عن هذا الملف في يوليو الماضي، اضغط على الرابط التالي: