لقد جاءت مبادرة “فتيات فى أدوار قيادية” التي أطلقتها هيئة بلان انترناشونال هذا العام بالعمل على تدريب الفتيات من مختلف المحافظات على بعض الأدوار القيادية وهن لا يزالن صغيرات السن، فمنذ منتصف شهر سبتمبر الماضى وحتى الأن هناك تجارب مميزة للعديد من الفتيات حوالى أربعون فتاة من عدة محافظات بالجمهورية منها محافظة القليوبية والجيزة والقاهرة وقنا و سوهاج ..الخ. فمنهن من قامت بدور سفير الإتحاد الأوربى فى مصر، ومن قامت بدور سفير ألمانيا فى مصر، ومن قامت بدور نائبة بمجلس النواب، ومن قامت بدور مديرة مدرسة، ومديرة مركز شباب ، رئيسة وحدة محلية ..الخ. وقد شمل ذلك مناصب أخرى منها وزيرة التضامن الاجتماعي ومعالي السكرتير العام للمجلس القومي للأمومة والطفولةوسفراء من أربعة وعشرين دولة وروؤساء ووكلاء من منظمات الأمم المتحدة وكذلك رؤوساء جمعيات تنمية المجتمعات المحلية. تجارب ثرية تستحق التعرف عنها عن قرب والإستفادة منها على نطاق واسع فى المستقبل لدعم الفتيات فى المناصب القيادية فى المستقبل و تدريب وتأهيل كوادر قادرة على التغيير إلى الأفضل.
وقد صرح مدثر صِديقي، مدير هيئة بلان إنترناشونال إيجيبت: “تهدف الاحتفالات المتنوعة التي نظمتها “بلان انترناشونال ايجيبت” إلي تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الفتيات وكذلك الاحتفال بالجهود الجارية للتصدي لهذه التحديات ولتعزيز حقوق الفتيات. وقد كان من دواعي سروري أن أرى القدرات الفطنة والساطعة التي أظهرتها الفتيات أثناء تولي المناصب وفي حلقات النقاش في “منتدى فتيات مصر”. كما نأمل ان يتجسد هذا الالتزام من هذا العدد الكبير من القادة والبعثات الدبلوماسية في مصر إلى إجراءات ملموسة من شأنها تحسين الفرص ومعالجة التحديات التى تواجه الفتيات.”
اقتباسًا من الدكتورة “غادة والي” وزيرة التضامن الاجتماعي
ومن ناحية أخري قال السفير الكندي جيس دوتن بالنيابة عن البعثات الدبلوماسية المشاركة: “نحن فخورون باستضافة الفتيات المصريات اللواتي شغلن وظائفنا للمساعدة في تمكين الفتيات وإبراز قدراتهن. ويعتبر هذا التولى للمناصبهو محاولة لفت الانتباه الدولي لحقوق الفتيات حول العالم وهنا في مصر. ونحن نعتقد أن علينا جميعا مسؤوليات للعمل معا لكسر الحواجز التي تواجه الفتيات ولمساعدتهم لجعل اصواتهم مسموعة.”
وقد نظمت هيئة “بلان انترناشونال ايجيبت” منتدى فتيات مصر تحت رعاية معالي وزيرة التضامن الاجتماعي والذي عُقد بعد ظهر اليوم بمشاركة المسؤولين الذين قدموا فرصة تولي المناصب وبحضور فتيات من المجتمعات المحلية وموظفيهيئة بلان إنترناشونال إيجيبت وصناع القرار في المجالات المتعلقة بسلامة الفتيات والقيادةوالصحة. وأنهي منتدى فتيات مصر الاحتفالات على مستوى عالٍ، حيث جاءت الخبرة التمكينية للفتيات اللواتي قادن حلقات النقاش إلى توصيات حول القضايا التي تواجه الفتيات في مجتمعاتهن كما حظيت بتأييد على مستوى عالٍ.
تجدر الإشارة إلى أنه قبل إجراء عمليات تولي المناصب، تم تنظيم عدد من الفعاليات المجتمعية في ثمانية من المحافظات المصرية وهي: “الإسكندرية، أسيوط، البحيرة، القاهرة، الجيزة، القليوبية، قنا، وسوهاج. وقد شملت هذه الأنشطة المحلية مجالس قروية صورية وحوارات اجتماعية وأياماً للتوعية بشأن سلامة الفتيات والقيادة والصحة.”
وفي أكتوبر الحالي في كل أنحاء العالم، بادرت الفتيات بتولي مناصب بتشجيع من السفراء، ورؤساء البلديات، ورؤساء المؤسسات التعليمية، وقادة الأعمال لإثبات أن الفتيات يمكن أن يكونوا قادة وصانعي قرار وأن يكون صوتهم مسموعاً بشأن التحديات التي يواجهنها. و قد تم تسهيل حوالي 1500 عملية تولي مناصب من قبل هيئة بلان انترناشيونال على مستوى العالم.
وفي مصر، شارك عدد25 سفارة ومنظمات الأمم المتحدة في مبادرة فتيات في أدوار قيادية ومنهم سفارات كلٍ من الأرجنتين، بلجيكا، البرازيل، كندا، الدنمارك،فنلندا، ألمانيا، إندونيسيا، العراق، أيرلندا، المكسيك، ، نيوزيلندا، النرويج، سنغافورة، ، بريطانيا, برنامج الاغذية العالمى , المجلس القومى للأمومة والطفولة, وزارة التضامن الاجتماعى ,سويسرا، السويد، تركيا، الولايات المتحدة،الاتحاد الأوروبي، اليونيسيفومنظمة الأمم المتحدة للمرأة.
إسراء تتعلم المسرح مع” كاركوفيا”
إسراء محمد – قرية نوى بالقليوبية – كانت إحدى الفتيات اللواتى تولين مناصب قيادية خلال المبادرة، تحدثت عن تجربتها وقالت: “لقد حضرت و شاركت فى 20 تدريب مع هيئة بلان إنترناشونال إيجيبت ،تعلمت فيها الكثير وأصبح لدى مهارات فى التواصل و تعلمت فن القيادة، بالاضافة إلى التمثيل المسرحي.أتعرفت على برامج بلان من خلال برامج مساحتنا، وتم تأهيلى للعمل كميسرة من ضمن 10 مجموعات، هم مجموع مجموعات مساحتنا بقرية نوى، وبعدها قمت بتكوين فرقة مسرح “كاركوفيا”، وهى كلمة اسبانيا تعنى كراكيب، وقد مثلت تلك الفرقة نقطة انطلاقه بالنسبة لمجموعتي.”
أضافت إسراء: “جسدت الفرقة عدد من العروض المسرحية بهدف التوعية، فكان لصياغة القضايا في قالب فني محبب، أثره على استيعاب المتلقيين، وتأثرهم بها، حتى أن الأمهات كن ينتظرن إسراء عقب العرض، ويسألن عن كيفية مشاركة بناتهن، ليصبحن مثل إسراء، في نفس الوقت يفدن مجتمعهن المحلي، ويشاركن في رفع الوعي لدى أفراده ،كما أن مدارس القرية استعانت بمجموعتى لتنظيم الأنشطة الرياضية والثقافية، في مجالات الرسم والقراءة والأشغال اليدوية والمسرح وغيره، وعروض لخيال الظل، والمسرح التفاعلي، الذي امتد خارج حدود القرية إلى القرى المجاورة، لتصبح فرقة كراكوفيا واحدة من أشهر الفرق المسرحية على مستوى المحافظة ،حيث مثل عرض ماهية بلان واحد من أشهر العروض وأكثرها تأثيرا لفرقة كراكوفيا، والذي جمع عدد من أهم القضايا التي تهتم بها بلان، كوقف العنف ضد المرأة، ومخاطر الزواج المبكر، وضرورة مواجهة ظاهرة التسرب من التعليم وغيرها، وكان العرض بالكامل من تنظيم وكتابة وإعداد أفراد المجموعة.”
إسراء قالت :” كنت عاملة حسابي أنى مش هشتغل .. وكنت بقول وأنا اتعب نفسي ليه.. دلوقتي بقول وأنا مشتغلش ليه” أنا بنصح صديقاتى إنهم يشتغلوا و يمارسوا أنشطة مفيدة للمجتمع.”
مبادرة أميرة تحمى الفتيات من التحرش
“كنت بخاف أتكلم .لكن حضوري أيام التوعية ضد التحرش خلتني أتكلم” عبارة تكررت على مسامع أميرة حسن، إحدى المشاركات في مبادرة للتوعية ضد التحرش بمركز أبوتيج، برعاية بلان، والتي أتت ضمن مبادرات أكاديمية الفتيات، التي انضمت لها أميرة تماشيا مع رغبتها في خدمة مجتمعها، واكتساب مهارات ومعارف .جديدة
تقول أميرة أنها تعلمت في أكاديمية الفتيات مهارات التواصل والتفاوض وتقدير الاحتياجات وكيفية إشباعها والتركيز علي الأهداف وكيفية الوصول إليها، كما تعلمت مهارات القيادة، وكانت دائما حريصة على تطوير مهارتها، مما مكنها من أن تصبح ميسرة مجموعة.
وأثناء ذلك قامت هي ومجموعتها بتجهيز مبادرة مجتمعية، لتطبيق ما تعلمته من الأكاديمية، فتم اختيار مشكلة التحرش للفتيات والنساء، وخاصة أمام المدارس، حيث تعد المشكلة واحدة من المعاناة اليومية التي تحتاج إلى توعية ضدها بشكل عاجل.
اختارت المجموعة حديقة ناصر لعقد يومين لتنفيذ مبادرة للقضاء على التحرش، تضمن اليوم الأول نقاش مفتوح، بين أهالي أبوتيج، ومحامى وشيخ من الأزهر، مثلا الجانب القانوني والديني للموضوع، ودار حوار واسع، كانت النساء خلاله أكثر حماسا.
تقول أميرة: “أن اغرب ما وجهه الحضور من أسئلة تضمن استفسار عن سبب عدم وجود نصوص قانونية لمعاقبة المتحرشين، وهو الأمر الذي تطلب تفسير من قبل المنصة، حيث توجد بالفعل مواد في القانون لذلك، كما تساءل الحضور حول الطرق الأمثل لمواجهة التحرش، خاصة أن النساء داخل مجتمع محافظ يشعرن بالخوف .”والخجل من الإبلاغ عن المتحرشين، خشية الوصم المجتمعي
اليوم الثاني تضمن عرض مسرحي حول أنواع التحرش التي تتعرض له الفتاة، وكيفية مواجهته، وكنت المسرحية تفاعلية، أتاحت للحضور توجيه أسئلة للمتحرش، والناجيات أيضا، وكان الممثلين يتعمدون الإجابة بردود مستفزة، تعكس عدم الوعي.
ومن ضمن ردود الأفعال الكثيرة التي تلقتها أميرة حول المبادرة، أكدت إحدى الطالبات بالمدرسة، أنها كانت تعاني هي وزميلتها في الفصل، من التحرش إحدى المدرسين، عن طريق النظرات والإيحاءات غير المقبولة، لكن بعد ذلك تمكن من إظهار رفضهن لهذا السلوك، والتصريح أن تكرار هذا التصرف ستكون له عواقب غير مضمونة.